3 أسباب للإرهاق وكيفية علاجه

الإرهاق هو التعب أو الشعور بالخمول أو الحاجة إلى استراحة، لكن ما لا يدركه معظم الناس هو أنَّه أعمق من ذلك بكثير؛ إذ يعاني بعض الأشخاص لسنوات لأنَّهم لا يستطيعون تحديد السبب الجذري الذي يسبِّب لهم الإرهاق.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن سيدة الأعمال "لورين غوردون" (Lauren Gordon)، والتي تحدِّثنا فيه عن 3 أسباب للإرهاق وكيفية علاجه.

جميعنا مشغولون، فالحياة تتحرَّك أسرع ممَّا كنَّا نتخيَّله، وعندما تتسلَّل هذه الفكرة إلى رأسك، ستستيقظ ذات يوم فجأة تشعر بأنَّك مرهق حقاً، وقد يكون لديك سبب خفي لذلك، والذي يسهل إصلاحه أكثر من النوم أربع ساعات إضافية في الليل مثلاً، لكنَّ الحديث عن إجراء تغيير جذري في أوقات نومك أسهل من تطبيق ذلك على أرض الواقع.

فقد أصبحتُ بعد بضعة أشهر من إنجاب طفلي الثاني أمَّاً لطفلين صغيرين؛ وأتذكَّر أنَّني استيقظت في يوم وشعرت أنَّني أحتاج إلى النوم لمدة طويلة جداً، فقد كنت مُنهكة وعلى وشك الانهيار؛ لذا حاولت تخصيص وقت للقيلولة خلال النهار، والإكثار من شرب القهوة، وتقليل المهام الخاصة بي، والذهاب مبكراً إلى النوم، لكن لم يساعدني أي شيء على العودة إلى نشاطي المُعتاد، حتى أدركت أنَّني متعبة على المستوى الروحي.

لقد كان إرهاقي مختلفاً عن أي إرهاق شعرت به من قبل، فلقد شعرت به في عظامي وقلبي وروحي، وكنت أعلم أنَّني سأنهار إذا لم أُعالجه في أسرع وقت ممكن.

بعد قضاء كثير من الوقت في التفكير، اكتشفت أنَّ الإرهاق ينتج عن 3 أسباب:

1. عدم الحفاظ على قوتك:

لقد كنت - بصرف النظر عن كوني أمَّاً جديدة لطفلين - أدير مشروعاً تجارياً، وأشرف على موظفين، وكان لدي مسؤوليات أكثر من أي وقت مضى، كما كان هناك أيضاً أشخاص ساعدوني، مثل المنتورز والكوتشز.

في حين يُعَدُّ الدعم أمراً رائعاً، فمن الهامِّ ألا تضع نجاحك بين يدي شخص آخر؛ بمعنى آخر تذكَّر من أنت ولا تتخلَّ عن قوتك، فقد كنت أتوق إلى أخذ التوجيه والإرشاد لدرجة أنَّني نسيت أنَّني أملك الحل بين يدي، فأنت تمتلك القدرة على إيجاد الحل لحياتك الشخصية والمهنية وسعادتك.

لذا استعِد قوتك وطاقتك، فمهمتك هي معالجة الأمور من داخلك لتتذكَّر من أنت وما يمكنك القيام به، فلا يمكن لأي قوة خارجية أو شخص القيام بذلك نيابة عنك، وعندما تتذكَّر ذلك، ستشعر بدفعة كبيرة من الطاقة، وستجد نفسك تتغلب على هذا الشعور بالتعب أو الإرهاق.

فخذ لحظة لاختبار مدى شعورك بقوتك الآن، أحضِر ورقة واكتب كل شيء أنجزته أو تغلَّبت عليه خلال حياتك مهما كان صغيراً، وانظر إلى هذه القائمة وتذكَّر أنَّك من فعلها.

إقرأ أيضاً: 8 عادات خاطئة تقف وراء شعورك بالتعب والإرهاق

2. عدم الانسجام مع كل مجال في حياتك المهنية:

قد لا تكون رب عمل أو رائد أعمال مثلياً، وقد يكون لديك وظيفة صعبة وذات دوام طويل، فإذا لم تكن منسجماً مع حياتك المهنية أو المسار الذي تسير نحوه، فيمكن أن يستنزفك ذلك ويؤدي بك إلى الشعور بالإرهاق؛ إذ أصبح العمل بالنسبة إلي واجباً يومياً ولم أشعر بأنَّني مهتمَّةٌ به.

فإذا كنت تشعر بهذا الآن، فقد حان الوقت للقيام باختبار آخر، فاسأل نفسك: "هل أنا في المهنة التي أريد أن أكون فيها حقاً؟ هل أنا على الطريق الذي يقودني نحو المهنة التي أريد أن أكون فيها؟ هل أدير عملي بالطريقة التي أريدها فعلاً، أم أنَّي أديره بطريقة أخبرني أحدهم أنَّ اتباعها يجعلني ناجحاً؟ هل يُقرِّبني روتيني اليومي أكثر من أهدافي؟".

فإذا كانت أي من إجاباتك بالنفي، فقد حان وقت التغيير، حتى تتمكَّن من العودة إلى الانسجام مع عملك مرة ثانية وتتجنَّب الإرهاق، والمفتاح هنا هو أن تكون صادقاً مع نفسك؛ إذ سيقودك الصدق والتعاطف مع الذات إلى إجراء محادثات صعبة تؤدي إلى الوضوح، ومن ثمَّ ستحصل على حياة ومهنة تحبها.

شاهد بالفديو: 6 أمور عليك فعلها عندما ينهكك العمل

3. عدم تخصيص وقت كافٍ للاستمتاع:

ثِق بي عندما أقول لك أنَّ الوقت قد حان لنكون مثل أطفالنا، فإذا سبق لك أن شاهدت طفلاً يبلغ من العمر عامين يلعب في الحديقة، فأنت تعرف ما أتحدث عنه؛ إنَّه هذا الشعور بعدم الاهتمام بالعالم ونسيان الوقت، وهذا هو الشعور بالوجود في اللحظة، بحيث لا يمكن أن يؤثر أي عامل خارجي أو ظرف فيك أو في سعادتك، فقد أدركتُ أنَّني لم أكن أعطي نفسي ما يكفي من هذه المشاعر، ولم أستثمر الوقت الكافي لتنمية حس المتعة خلال حياتي، وأدَّى ذلك إلى الشعور بالتعب والإرهاق المستمر.

لذلك، حان الوقت لإجراء اختبار أخير؛ اسأل نفسك ما يأتي: هل تسمح لنفسك بالاستمتاع على الرَّغم من المسؤوليات في الحياة الواقعية؟ وهل تقوم بتخصيص وقت للقيام بالأشياء التي تجعلك سعيداً لدرجة أن تنهمر دموعك من الضحك؟

فإذا كانت الإجابة لا، فقد حان وقت التغيير، وحان الوقت لإخراج الطفل الذي في داخلك، ليساعدك على العودة إلى النسخة الأكثر نشاطاً وسعادة من نفسك.

المصدر




مقالات مرتبطة