3 أسباب تجعلك تتوقف عن الشك

على الرَّغم من أنَّ كثرة الشك ليست صفةً لازمتني منذ أن وُلِدت، إلا أنَّني ما زلت لا أعرف متى بدأت بالاعتقاد بأنَّ العالم مليء بأشخاص أنانيين وانتهازيين، وينبغي ألا نثق بهم أبداً؛ فكلُّ ما أعرفه هو أنَّه بحلول الوقت الذي بدأتُ فيه الدراسة الجامعية، كانت أفكار الشك راسخة في ذهني بعمق؛ إذ اعتقدتُّ أنَّ وجودنا في الحياة هو مجرد صدفة بحتة، وأنَّ العالمَ يتربص بي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة عايدة نيزيفيتش (Aida Knezevic)، وتُقدِّم لنا فيه 3 أسباب جعلتها تتوقف عن كونها كثيرة الشك.

لقد كانت معظم هذه المعتقدات المُقيِّدة لا شعورية؛ لكنَّها مع ذلك حكمت حياتي، ممَّا جعلني أشك في نوايا الجميع وأملأ ذهني بالخوف، لكن في منتصف العشرينيات من عمري، بدأت في التغيُّر، ببساطة لم يعد بإمكاني تجاهل كل الطرائق التي أثَّرت بها كثرة الشك سلباً في حياتي وأعاق نموِّي.

فيما يأتي الأسباب الثلاثة التي جعلتني أتوقف عن كوني شخصاً متشككاً:

1. استحواذ الشك على حياتي:

تتغذى السلبية والشك من بعضهما بعضاً؛ فعندما تعتقد أنَّ كلَّ الأشخاص لديهم دوافع خفية لإيذائك، فسيبحث عقلك عن طرائق لتأكيد هذا الاعتقاد، ممَّا يزيد من سلبيتك وشكك، وهكذا دواليك.

بالنسبة إلي، لم أدرك ذلك سابقاً، وفي ذلك الوقت كنت أعيش حياتي تلقائياً، معتقدةً أنَّ الطريقة السلبية التي كان عقلي يفسر بها العالم حولي، كانت واقعية، لكن عندما اكتشفت هذا النمط أخيراً، تجرأت على قضاء بضعة أيام دون استهلاك أيِّ محتوى سلبي (وخاصةً على وسائل التواصل الاجتماعي)، وعلى التحكم بتفكيري السلبي التلقائي.

لقد تغير مزاجي جذرياً لدرجة أنَّني أدركت أنَّه لا يمكنني العودة إلى ما كنت عليه سابقاً.

2. الشك سببٌ في ركود الحياة:

عندما يصبح الشك هو حالتك الافتراضية، فهذا سيُصعب عليك أن تكون مفعماً بالأمل أو متفائلاً بشأن أيِّ تحدٍّ قد تواجهه، وعندما تفقد الأمل، سوف تفقد أيضاً قوة الإرادة لجعل حياتك أفضل.

نظراً لأنَّ أصل الشك هو الخوف من خيبة الأمل، فستفضل البقاء في مكانك بدلاً من المخاطرة بالفشل، ممَّا يؤدي إلى الركود في حياتك الشخصية والمهنية، وبمجرد أن اكتشفت هذه الحقيقة، أدركتُ أنَّني كنت أقوم بتدمير نفسي لفترة طويلة جداً، وحقيقة أنَّني تركت معظم الفرص تفوتني بسبب أفكار الشك، كانت مؤلمة بالنسبة إلي. 

بعد أن استغرقت بعض الوقت للحزن على الأشياء التي كانت من الممكن أن تحصل، قررت استبدال موقف الشك بعقلية النمو التي من شأنها إثراء (وليس تدمير) حياتي.

شاهد: 5 أمور تُشير إلى أنك تعاني من قلّة الثقة بالنفس

3. تأثُّر العلاقات الشخصية بالشك:

نظراً لأنَّ الشك يضعف قدرتك على الاحتفاء بالخير في كلٍّ من حياتك الخاصة وفي حياة الآخرين أيضاً، فقد يتسبب ذلك في التأثير في علاقاتك الشخصية تأثيراً سلبياً.

لا توهم نفسك بأنَّ أفراد أسرتك لا يستطيعون ملاحظة طاقتك السلبية؛ بل إنَّها بالتأكيد تؤثر في كلِّ تفاعل قد تجريه مع أيِّ شخص كان، ونظراً لأنَّني برمجت عقلي ليرى أنَّ نتيجة كل خبر إيجابي ستكون سيئة في النهاية، كان من الصعب بالنسبة إلي أن أكون سعيدةً حقاً من أجل أيِّ شخص آخر، وقد لاحظ الناس ذلك.

إن كان أصدقاؤك وعائلتك لطيفين للغاية لدرجة أنَّهم لن يخبروك أنَّ طاقتك تحبطهم؛ فهذا لا يعني أنَّهم لا يمانعون سلوكك؛ لذلك يتعين عليك بذل الجهد للتغيُّر إلى الأفضل ولمنع تدهور علاقاتك بمرور الوقت.

إقرأ أيضاً: الشكّ: تعريفه، مصادره، وطرق علاجه

في الختام:

إنَّ اتخاذ قرار بشأن التخلص من أفكار الشك يُعدُّ خطوة كبيرة، وأنا أهنِّئك على الشروع في هذه الرحلة؛ ففي عالم استحوذ عليه الشك، قد يكون من الصعب تبني نظرة أكثر إيجابية إلى الحياة؛ لكنَّه بالتأكيد أمر ممكن، وأنت بحاجة فقط إلى بعض التصميم والشجاعة لترك معتقداتك القديمة المُقيِّدة، ليرحب بك في المقابل عالم مليء بالفرص والامتنان والسعادة.

3Reasons Why I Finally Stopped Being A Cynic




مقالات مرتبطة