3 أسئلة ستغير مفهومك عن الوقت

في كل مرة أسأل فيها شخصاً عن حالته، يجيبني بشيء من قبيل: "مشغول، لكن بأس"، هناك الكثير من الأمور التي تستحوذ على اهتمامنا، مثل: الإعلانات وتصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي ومكالمات العمل والنشاطات العائلية، وعلى الرغم من أنَّني أدركت أنَّ الجميع ملتزمون جزئياً أو كلياً، ولست استثناءً من ذلك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة جيسيكا فاوتي (Jessica Foutty) والتي تُحدِّثنا فيه عن بعض الأسئلة التي تغيِّر طريقة تفكيرك.

فقد بدأت في مرحلة ما ألاحظ أنَّه في نهاية بعض الأيام، ينتهي بي المطاف متسائلة: "ليس لدي أدنى فكرة كيف مضى اليوم" أو "لم أنجز شيئاً في قائمة مهامي" أو "أشعر أنَّني لم أحرز تقدُّماً".

دفعني هذا الأمر إلى البحث عن طرائق لإيجاد تعريف أفضل للتقدُّم، وحتى لو كان تقدُّماً بسيطاً، أعتقد أنَّه يجب أن يكون مركَّزاً، ومن النوع الذي يدفعني إلى تحقيق المزيد، وليس مجرد إنجاز المهام في قائمة مكتظة بالمهام التي لا تنتهي، ولاكتساب هذه العقلية الجديدة، طرحت على نفسي ثلاثة أسئلة، وكانت النتيجة فارقاً كبيراً في كيفية قضاء الوقت وما يمكنني تحقيقه، والآن، بدلاً من طرح هذا السؤال على نفسي: "كيف مضى الوقت؟"، يسألني الناس: "كيف تجدين الوقت لكل ما تقومين به؟".

لمعرفة كيفية إيجاد الوقت الكافي للقيام بكافة مهامك، اسأل نفسك هذه الأسئلة:

1. هل تؤثر المهمة في مستقبلي أم في حاضري؟

لقد وجدت أنَّ الكثير من المهام في قائمة مهامي لم تؤثر في مستقبلي، ربما كانت مهاماً روتينية، أو جزءاً من عملية أكبر فقط، فلم تحقق لي الكثير ومن المحتمل إعادة إنجازها على أي حال، لكنَّني كنت أتركها تستحوذ على معظم وقتي؛ لذلك، بدأت أتساءل: "هل الوقت الذي أقضيه في هذه المهمة يؤثر في مستقبلي ويساعدني على الوصول إلى وجهتي، أم أنَّه يبقيني في مكاني؟" إذا كان هناك شيء يبقيني في المكان نفسه، فهو أحد أمرين: إما يجب إنجازه أو لا يجب إنجازه، وإذا كان الأول، فأنا أُنجزه بسرعة وفاعلية؛ وذلك لأنَّه جزء من وظيفتي أو لأنَّه شيء يطلبه مني رئيسي في العمل، أما إذا كان هناك شيء لا يتعين عليَّ القيام به، فأنا أشطبه من قائمة مهامي، فإن كان اجتماعاً اختيارياً على سبيل المثال، فسوف أنظر ما إذا كنت سأضيف قيمة أو سأحصل على قيمة؟ وإن لم يكن أياً منهما، أتخذ قراراً بعدم حضور الاجتماع لتوفير ذلك الوقت للمشاريع التي تساعدني على بناء مستقبلي.

شاهد بالفديو: لصوص الوقت العشرة ابتعد عنهم

2. ما مدى تأثيرها في مستقبلي؟

يجب أن تستغرق بعض المشاريع وقتاً أقل بناءً على مدى تأثيرها في الأيام والأسابيع القادمة، وقد اتضحت لي الأمور خلال عملي في مشروع معين؛ حيث كنت بحاجة إلى تحديد أفضل منصة لاستضافة الدورات التدريبية التي أقدِّمها، وكنت بحاجة إلى شيء مُجْدٍ اقتصادياً، ويسمح لطلابي في الوقت نفسه بالحصول على المحتوى الذي يحتاجون إليه بسهولة، وبعملية دفع بسيطة؛ فقضيت ساعات في مراجعة المدونات والقراءة عن أفضل الخدمات وكيف تتكامل مع رسائل البريد الإلكتروني، إلى جانب موضوعات أخرى.

اخترت أخيراً أحد كبار مقدِّمي الخدمة وسجَّلت فيه، ولكن ما أدركته لاحقاً هو أنَّني كنت بحاجة إلى خيار جيد في الوقت الحالي، وأنَّه يمكنني بسهولة نقل المحتوى إلى مكان آخر عندما تتغير احتياجات عملي، وأنَّه لم تكن هناك حاجة إلى قضاء ساعات في البحث عن حل دائم؛ إذ كان عليَّ التركيز على المهمة نفسها وليس كيفية تأثيرها في المستقبل، فقد أحتاج في المستقبل إلى حل مختلف تماماً، ومن ثمَّ كان في إمكاني الاستفادة من بعض تلك الساعات الضائعة في شيء آخر.

إقرأ أيضاً: 12 حيلة ذهنية لزيادة التركيز في العمل

3. هل هذه المهمة مفيدة أم مستهلكة للوقت؟

لا يمكنني إخبارك بعدد المرات التي فتحت فيها تطبيقاً ما، ثم فكرت بعد عشر أو عشرين أو ثلاثين دقيقة: "لماذا فتحته أصلاً؟"؛ يعود سبب ذلك إلى أنَّني تحوَّلت من الإنتاج إلى الاستهلاك؛ أي بدأت القراءة والتفاعل ونسيت ما كنت أقوم به، ومع مرور الوقت، بدأت أفكر في كل الساعات في اليوم التي أقضيها بلا طائل؛ أعني تلك الساعات التي أقضيها في تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفاز والتسوق عبر الإنترنت؛ فكانت النتيجة صادمة.

بمجرد أن استوعبتُ هذه الحقيقة المؤلمة، أصبحت قادرة على الاستفادة من وقتي على أحسن وجه، وكذلك الاستفادة من الوقت الضائع، وفي الحالة الأخيرة، في أثناء مشاهدة برامجي التلفزيونية المفضلة مثلاً، قد أُجري تعديلات على موقع الويب أو أقوم بمهام أخرى لا تتطلب الهدوء.

إقرأ أيضاً: 5 أسباب رئيسّية مسؤولة عن ضياع الوقت

ساعدتني الإجابات عن هذه الأسئلة الثلاثة على التحكم بوقتي وتركيز طاقتي واتخاذ خطوات أفضل نحو أهدافي، كما ستسمح لك هذه الأسئلة بالتركيز على ما يدفعك إلى الأمام، وبالنتيجة لن تشعر أنَّك مشغول فقط؛ بل وصاحب إنجاز.

المصدر




مقالات مرتبطة