بالتأكيد، قد يضحك الآخرون عليك بسبب توترك من أن تفوتك فعالية اجتماعية؛ لكنَّ شعورك المروع بالعجز التام طوال الوقت؛ لأنَّك لم تتمكن من حضورها لا يُوصَف، وهذا يدفعك إلى التفكير، ما الذي فاتك أيضاً وتعجز عن تذكره؟ أنت محق تماماً، لقد فاتتك أشياء كثيرة للأسف، لا عجب أنَّك متوتر لهذه الدرجة، لكن هل فكرت بينك وبين نفسك لمَ فاتتك كل هذه الأشياء؟ أو لِمَ لا تصدق أنَّ شعور "الخوف من أن يفوتك شيء" موجود بالفعل؟
فلنرى ماذا يمكن أن يحدث إن تغلب عليك هذا الشعور بالخوف:
1. الأفكار غير المرغوبة:
تستيقظ في الساعة 11 من عشية يوم الجمعة، وسرعان ما تدرك أنَّ قيلولتك امتدت 5 ساعات، يا للهول لقد فاتك عيد ميلاد شريكك، وتشعر بأنَّك معدوم الفائدة، لكن للأسف هذه هي البداية وحسب، تتسارع أفكارك أكثر من دقات قلبك، وتبدأ بوادر الانهيار العاطفي في الظهور، فأنت تلوم نفسك لأنَّك لم تضبط المنبه لتستيقظ في الوقت المناسب، ويجول في خاطرك: كان من الممكن أن تلتقي أصدقاءك، كنت ستتمكن من إعطاء شريكك هدية عيد ميلاده وقضاء اليوم معه، وأن تلتقي عائلته، كان من الممكن أن تقضي أمسية لطيفة، وأن تقابل أصدقاء جدد وتتناول الحلوى والأهم من هذا أن تكون بجانب شريكك لتدعمه وغيرها من الأفكار، فلا يسعك إلا أن تجلس على الأريكة، وتندب لأنَّك فوَّت بالفعل فرصة رائعة لتتواصل مع الجميع، وتشعر حينها بالاستياء لأنَّك لم تتمكن من أن تشارك هذا الحدث مع الآخرين، ولن تتمكن من استرجاع ذلك أبداً.
في حقيقة الأمر، نعم لقد فاتتك الفرصة، لكن لا بأس، كنت تحتاج إلى وقت الراحة هذا، وإنَّه مجرد خطأ غير مقصود، ومن المروِّع أن تتوقع من نفسك أن تكون حاضر الذهن طوال الوقت من دون استراحة، ومن حقك أن تشعر بالضيق من تفويت شيء كان هاماً حقاً بالنسبة إليك؛ بل يجب عليك ذلك، فالمشاعر دائماً على حق، بصرف النظر عن مدى جنونها، فهي جزء منك.
ستمرُّ أوقات تشعر فيها بالحزن بعد أن فاتك حدث ما، لكن أفضل ما يمكن القيام به هو أن تلتقي بشريكك في وقت لاحق من الليلة أو في اليوم التالي لتعوضوا ما فاتكم معاً، ويمكنك أيضاً أن تدعو الآخرين الذي حضروا تلك المناسبة التي غفلت عنها، وعلى الرَّغم من أنَّه فاتك لقاء الليلة، إلا أنَّ أمسيتك يمكن أن تكون أفضل من تلك التي فوتها، وهذا سيساعد على التخفيف من حدة أفكارك السلبية.
شاهد بالفيديو: 6 نصائح للتخلص من مشاعر الخوف من الفشل
2. الإحساس بالذنب:
بعد أن تهدأ أفكارك المزعجة، تبدأ الموجة الثانية من الخوف، وتشعر فجأة بالذنب، نعم، أنت تعرف بالفعل أنَّك تستطيع لقاء شريكك غداً، لكن لا يسعك أن تسيطر على إحساسك بأنَّك مسؤول عما يشعر به، فإن راوده شعور الحزن أو الانزعاج فغالباً هذا بسببك أنت، ربما يشعر بأنَّك لست مهتماً أو أنَّك لا تحبه كفاية لتأتي إلى الحفل، أو الأسوأ، أنَّك نسيت عيد ميلاده، وغالباً ما سيشعر بأنَّك لا تفكر به وأصدقائه سيخبرونه بأنَّ عليكما الانفصال.
هذا ليس خطأك، صحيح أنَّ السلوكات غير المدروسة تثير العواطف، لكن اعلم أنَّ كل شخص لديه مشاعره الخاصة، وعلى الرَّغم من أنَّ المشاعر تشكل جزءاً فريداً منك، لست مضطراً إلى التصرف تبعاً لهذه المشاعر دائماً؛ لذا أعطِ تلك المشاعر حقها، اصرخ وابكي إن كنت تحتاج إلى ذلك، فهذه مشاعرك وعليك تقديرها، ومن غير المرجح أن يتركك شريكك لأنَّك فوَّت حفلة عيد ميلاده بسبب أنَّك كنت تعمل طوال اليوم وغلبك النعاس بعدها (وإن حدث ذلك بالفعل، فأنتما بحاجة إلى حديث جدِّي مطوَّل).
من الصعب ألا تشعر بأنَّك من أفسد يومه المميز، خاصة إن كان يعني لك الكثير، لكن الأصدقاء المقربين والعائلة والشركاء غالباً ما يتفهمون حاجاتك وإن كنت بحاجة إلى أن تضع نفسك بوصفك أولوية، سيتمنون أن تكون في أفضل حالاتك وأكثرها سعادة، وفي حال كانوا يشعرون بالحزن لأنَّك فوَّت الحدث، أخبرهم ما الذي منعك وأنَّك تشعر بالذنب حيال الأمر.
يمكن تأجيل المواعيد والمناسبات، لكن صحتك النفسية وعقلك لا يُعوَّضان؛ لذا اعتناؤك بنفسك أكثر أهمية من أيِّ شيء، وهذا ما يوصلنا إلى النقطة التالية.
3. الاهتمام بنفسك:
الخوف من الخسارة شعور متعب، والتعامل معه يُدخلك في دوامة من القلق والإرهاق، فأنت تلوم نفسك وتشعر بالوحدة والأسف في الوقت نفسه؛ لذا بعد أن تتخطى هذا الشعور ستحتاج إلى جرعة من حب الذات.
بينما تحاول تهدئة نفسك وتخطط لتلتقي الأشخاص الذين فوَّت لقاءهم اليوم، من الهام ألا تقسو على نفسك، لقد اختبرت زوبعة من العواطف غالباً؛ لذا من الأفضل أن تعتني بنفسك وتراقب المشاعر التي راودتك، وإن استمرت الأفكار غير المرغوبة بالحيلولة دون وصولك إلى حالة من السلام والهدوء، حاول أن تشاهد فيلماً أو أن تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو أن تتحدث مع بعض الأصدقاء، ومن الأفضل أن تتعامل مع تلك الأفكار وتسترخي بدلاً من تجاهلها ومحاولة التخلص منها.
إنَّ آثار الخوف من أنَّه فاتك الحدث ستتلاشى تدريجياً؛ لذا كن لطيفاً مع نفسك ومع الناس الذين فوَّت فرصة لقائهم، لأنَّهم في الأغلب يريدون أن يلتقوا بك بالدرجة نفسها، وقد يستغرق الأمر وقتاً إلى أن تجدوا موعداً يناسبكم لتجتمعوا؛ لذا لا تتعجل وامنح نفسك والآخرين الفرصة للتفكير بهدوء.
في الختام:
هذا كل شيء، فالخوف من الخسارة يحدث طوال الوقت بصرف النظر عمَّا إن كنا منشغلين أو لا، تذكَّر أن تعتني بنفسك، وألا تلوم نفسك؛ لأنَّك دائماً تمتلك فرصة أخرى تجمعك مع الناس الذين تحبهم، ولا تقلق ستبقى دائماً جزءاً من الحدث.
أضف تعليقاً