20 سؤالاً يعزز التفكير الإيجابي لديك

"أشعر بالحنين لما كنت عليه ذات يوم، للأيام التي كان لديَّ فيها ما أفتخر به، أفتقد حقاً تلك الأيام عندما كنت متصالحة مع نفسي وسعيدة بما أنا عليه، أفتقد تلك الأيام عندما كنت عفوية وحرة وأمتلك أهدافاً كثيرة، عندما كنت أنظر في المرآة، ولا أتصيد عيوبي، عندما لم أكن أسمح لكلمات الآخرين السلبية بالتأثير فيَّ، عندما كنت هكذا، استطعت التأثير في الآخرين وجعلهم إيجابيين مثلي؛ لكنَّني الآن لا أحب نفسي، وأفتقد شخصيتي السابقة حقاً".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب مارك كرنوف (Marc Chernoff)، والذي يقدِّم فيه 20 سؤالاً يعزز نمط التفكير الإيجابي.

هذه كانت مقدمة رسالة طويلة ونابعة من القلب تلقيتها على بريدي الإلكتروني من فتاة تُدعى لوري (Lori) وهي إحدى المتابعات لمدونتي، تتابع في رسالتها، وتذكر أسئلة كثيرة تؤرقها وتطرحها على نفسها باستمرار، وهي أسئلة أعلم تماماً أنَّها تخطر في ذهنها دون قصد منها.

غالباً ما تكون الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا هي السبب في تفكيرنا السلبي، وليس الإجابات عن تلك الأسئلة، لكن مثل لوري، إذا طرحت على نفسك أسئلة سلبية، فستحصل على إجابات سلبية؛ فلا توجد إجابات إيجابية لأسئلة مثل:

  • لماذا يحدث هذا معي دون غيري؟
  • لماذا لم أفعل كذا عندما حدث معي كذا؟
  • ماذا لو أنَّني لست جيداً بما فيه الكفاية؟

وغير ذلك من الأسئلة السلبية، التي لا يمكن أن يكون لها إجابات إيجابية أبداً؛ لذا فكِّر جدياً، فأنت لن تسمح لأي شخص بأن يسألك هذا النوع من الأسئلة المُحبطة التي تطرحها على نفسك أحياناً؛ لذلك، توقف عن طرح هذه الأسئلة واستبدلها بأسئلة إيجابية، تحفِّز عقلك على التفكير الإيجابي.

إليك 20 سؤالاً من هذه الأسئلة:

1. ما هي الأشياء التي من الممكن أن تكون ممتناً لوجودها في حياتك، وتشعر بالإيجابية تجاهها حالياً، إذا كنت حقاً تريد أن تفكِّر بإيجابية؟

أقوى وسيلة للتخلص من القلق والسلبية، هي قدرتك على اختيار فكرة بدلاً من فكرة أخرى، فقد يخفق الأشخاص الذين يرفضون رؤية الجانب الإيجابي فيما يمتلكونه في الحصول على السعادة؛ لذلك عندما تشعر بأنَّ كل ما في حياتك يبرر لك أن تتبنى نمط تفكير سلبي، اختر أن تفكِّر بإيجابية.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لجعل التفكير الإيجابي عادة من عاداتك

2. ما هي المشكلة التي تشعر بالامتنان لأنَّك لا تعانيها في حياتك؟

هذه فكرة رائعة، في الواقع يجب أن تشعر بالسعادة، ليس لأنَّ الحياة سهلة، أو مثالية، أو كما توقعتها تماماً، لكن لأنَّك اخترت أن تكون سعيداً وممتناً لأشياء كثيرة جيدة تمتلكها، وأشياء سلبية لم تحدُث معك.

3. ما الذي تتمسك به ويجب أن تتخلى عنه؟

يجعلنا التشبث ضعفاء في الغالب، في حين يزيد التخلي من قوتنا، اسأل نفسك: هل ما كان يزعجك حقاً منذ 6 أشهر، أو منذ عام، يهمك حقاً في الوقت الراهن؟ غالباً سيكون الجواب لا، وإذا كنت ما تزال تفكر به، فهذا ليس في مصلحتك أبداً.

4. ما هو الشيء أو الشخص الذي يجب أن تغفر له؟

ليس الغرض من الغفران دائماً تصحيح العلاقات أو المواقف، فبعض المواقف أو العلاقات لم يكن ينبغي أن تنشأ من الأساس، لكن اغفر على أية حال، واترك الأمور تسير كما يفترض لها، امضِ قُدماً، وحرر نفسك؛ لأنَّك عندما تحمل الضغينة تجاه شخص أو موقف فإنَّك ترتبط به دون قصد برابطة عاطفية قوية جداً، والغفران هو الحل الوحيد للتحرر من هذه الرابطة.

5. ما هو الشيء الصحيح الذي يجب أن تفعله؟

كونك قادر على فعل شيء ما، لا يعني بالضرورة أنَّك يجب أن تفعله، ولكون الشيء سهل فقط، لا يعني أنَّه يستحق وقتك؛ لذا افعل ما يجب فعله، لا ما يُعدُّ سهلاً، فهذه هي الطريقة التي تُعاش بها الحياة دون أن تشعر بتوتر كبير.

6. ما هو الشيء اللطيف الذي يمكن أن تفعله لشخص آخر الآن؟

افعل الخير قدر المُستطاع، لأكبر عدد ممكن من الناس، وكلما استطعت ذلك؛ فلا يضيع عمل الخير مهما كان بسيطاً، ودائماً الجزاء من جنس الفعل؛ لذلك كن طيباً مع الآخرين.

7. ما هو الثناء أو المديح الذي تلقيته مؤخراً من الآخرين؟

لا ترى الفراشة لون أجنحتها؛ لكنَّ الإنسان يرى ذلك، ينطبق الشيء نفسه على صفاتنا الإيجابية، نحن ننهمك في العمل يومياً بسبب أعباء الحياة؛ لذلك لا نلاحظ مدى روعتنا، لكن يرى الآخرون حولنا كم نحن رائعون، وعندما يثني عليك شخص أو يمتدحك، فيجب أن تعرف أنَّه يرى فيك شيئاً رائعاً ويجب أن تتذكره.

8. ما الذي تعرف أنَّه رائع فيك؟

على الرَّغم من روعة سماع الآخرين يثنون عليك، إلا أنَّه ليس الأمر الذي يحدد قيمتك الذاتية، وإذا لم يقدِّم لك أحدهم الثناء، فقدِّم الثناء لنفسك، فأنت جيد بما يكفي، وذكي أيضاً، ولديك ما يكفي من القوة، ولست بحاجة إلى تأييد مستمر من الآخرين، فأنت رائع كما أنت؛ لذا لاحظ نقاط قوتك، وركِّز عليها، وافتخر بما تمتلكه.

9. ما الذي ستقوم به بطريقة مختلفة إذا علمت أنَّ الآخرين لن يحكموا عليك؟

للأمانة، لا يمكنك إرضاء الجميع، ويجب ألا تحاول ذلك أصلاً، ولا تهتم بما يقوله الحاقدون عنك، وثق بما تعرف أنَّه صحيح، وعش حياتك، وكن سعيداً بما أنت عليه، ولا تبالِ بأحكام الآخرين السلبية، تدرَّب على الإصغاء للثناء والنقد البنَّاء، وتجاهل الانتقادات اللاذعة والسلبية، ذلك ليس أمراً سهلاً؛ لكنَّ النتائج تستحق الجهد.

10. ما هي النشاطات التي تعزز شخصيتك الأصيلة؟

بمعنى آخر، ما هي النشاطات التي تحفِّزك لتطور نفسك بما يتلاءم مع شخصيتك الأصيلة، تذكَّر أنَّك لن تكون قادراً على تطوير ذاتك ما لم تكن مستعداً للتغيير، لكن بينما تطوِّر ذاتك ستدرك أنَّك لا تغيِّر صفات جوهرية في شخصيتك؛ بل كل ما هنالك أنَّك تعززها.

11. ما الذي يثير حماستك تجاه الحياة؟

إذا أردت بصدق أن تكون متحمساً، فما الذي يثير شغفك تجاه الحياة؟ اعثر على هذه الأشياء التي تثير حماستك، وركِّز عليها، وعندما تؤمن حقاً بما تفعله، فإنَّك تحصل على نتائج مذهلة لمجهودك، وتذكَّر أنَّ النجاح حليف الأشخاص الذين يشعرون بالحماسة تجاه ما يفعلونه.

12. ما هي الأعذار التي يجب أن تتوقف عن اختلاقها؟

يقول الرئيس الأمريكي الأسبق جورج واشنطن (George Washington): "عدم تقديم عذر أفضل من أن نقدِّم عذراً واهياً"؛ فالأشخاص البارعون في تقديم الأعذار، ليسوا بارعين في أي شيء آخر، وبصرف النظر عن العقبات التي تحول بينك وبين ما تريد تحقيقه، فإنَّ ما يمنعك حقاً من تحقيق أهدافك هو الأعذار التي تختلقها حتى تبرر لنفسك عدم القيام بشيء.

13. إذا كنت تتعلم من أخطائك، فلماذا ما تزال خائفاً من ارتكاب الأخطاء؟

إذا أردت أن تتعلم الطريقة الصحيحة للقيام بشيء، فعليك ارتكاب أخطاء كثيرة، وأن تتقبل الانزعاج الذي ستشعر به من تكرار المحاولات الفاشلة، وقد تبدو نصيحة غريبة؛ لكنَّ النتائج تستحق، فتجعلنا الأخطاء أكثر ذكاءً، ويجعلنا الخروج من منطقة الراحة أكثر قوةً، وكلاهما ضروريان لتطوير الذات.

14. متى أدت المفاجآت غير السارة في الحياة إلى وضعك في مسار أفضل مما كنت تتوقعه؟

عندما تسير الأمور بعكس ما خططت لها في الحياة، اهدأ وتعامل مع الأمر بروح رياضية؛ ومن ثمَّ ابذل قصارى جهدك لتتكيف مع الوضع الجديد، وتقبَّل حقيقة أنَّك لن تحصل دائماً على ما تريده، لكن ستقودك الحياة في النهاية إلى تحقيق هدفك الكبير.

15. ما الذي تعلمته من الماضي وسيفيدك في المستقبل؟

لا تدع خوفك من أحداث الماضي يؤثِّر في نتائجك المستقبلية، ركِّز على حاضرك والنتائج التي يمكن أن تحققها الآن، لا على ما فقدته في الماضي، وسيكون لديك دائماً صعوبات، لكن غالباً ما تكون أكبر العوائق هي تلك التي تنتج من تفكيرنا السلبي؛ إذ يعتمد كون الشيء عائقاً أو فرصة لتطوير الذات على طريقة رؤيتنا له؛ لذلك لا تنظر إلى ما خسرته بوصفه فشلاً، بل تجربة تعلمت منها.

16. ما هي أفضل خطوة يمكن أن تخطوها الآن؟

كل حدث، أو موقف، أو شخص سلبي في حياتك عبارة عن فرصة لتطوير شخصيتك؛ إذ تصبح أقوى، وأكثر حكمة.

17. ما هو الشيء الذي لا يُقدَّر بثمن في هذا الوقت الحالي؟

بينما تمضي قُدماً في حياتك، لا تنسَ أن تعيشها، ولا تعتقد أنَّك ستفوِّت شيئاً إذا أوليت حاضرك ما يكفي من الاهتمام، فثمة دائماً كثير من الروعة التي تحتاج إلى انتباهك؛ لذا اهتم بالأشياء الرائعة التي تحدُث حولك الآن، وإن تَطلَّب العثور عليها بعض الجهد.

18. متى كانت آخر مرة استرخيت فيها؟

استرخِ، فأنت جيد بما فيه الكفاية، وتقوم بما ينبغي لك القيام به، تنفَّس بعمق، وانسَ الماضي، وعش تماماً في الحاضر.

شاهد بالفيديو: 12 عبارة لتنمية التفكير الإيجابي داخلك

19. من هم الأشخاص الذين يجب أن تُخرجهم من حياتك؟

يوجد أكثر من 7 مليارات شخص يعيشون على هذا الكوكب، فلماذا قد تسمح لبضعة أشخاص فقط بتدمير سعادتك؟ بالطبع لا يمكنك اختيار الأشخاص الذين تلتقي بهم في الحياة مسبقاً، لكن بعد أن تلتقيهم، بإمكانك اختيار من تريد قضاء الوقت معهم؛ لذلك كن ممتناً للأشخاص الموجودين في حياتك والذين جعلوها أفضل، كما يجب أن تكون ممتناً للأشخاص الذين خرجوا من حياتك، والذين كانوا أحد أسباب تعاستك.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من الأشخاص السامين في حياتك؟

20. كيف أثَّرت تجارب الرفض السابقة في حاضرك؟

لا تسمح للمواقف التي تعرضت فيها سابقاً للرفض بالتأثير في تفكيرك حالياً، تخلَّص من هذه الذكريات، ولاحظ أنَّك يجب أحياناً أن تقوم بما تظن أنَّه يفوق استطاعتك، حتى تعرف أنَّه كان بمقدورك القيام به، وأحياناً يتطلب الأمر أكثر من محاولة واحدة.

لا تيأس إذا لم تنجح من المحاولة الأولى، ما زال بإمكانك المحاولة من جديد، وتستطيع المحاولة مجدداً حتى تحقق النجاح، وغالباً ما تقودنا الخيارات الخاطئة إلى المسارات الصحيحة في نهاية المطاف، فكل ما عليك فعله، هو الوثوق بإمكاناتك حتى تحقق ذلك.

إقرأ أيضاً: الرفض هو إعادة التركيز على شيء أفضل

في الختام:

الحياة مليئة بأسئلة محيرة، لكن الحكمة، بل الشجاعة هي أن تسأل نفسك الأسئلة الصحيحة، فهي الوحيدة التي تقودك إلى فهم أفضل لنفسك ولغايتك في الحياة، ويمكنك أن تضيِّع حياتك خائفاً إذا كنت تتجنب الحقائق الواضحة، أو تسأل أسئلة سلبية تعبِّر عن شفقتك على نفسك.

يمكنك في المقابل أن تكون ممتناً لما حققته لغاية الآن، وأنَّك صمدت على الرَّغم من كل الصعوبات، وأنَّ الحياة ما زالت أمامك بما فيها من جمال وفرص ومتاعب حتى؛ ومن ثمَّ يصبح السؤال هو: "ما الذي أريد أن أفعله بوصفه خطوة تالية؟".




مقالات مرتبطة