19 نصيحة تساعدك على إيجاد المغزى من حياتك (الجزء الثاني)

لقد تحدثَّنا في الجزء الأول من هذا المقال عن 10 نصائح تساعدك على إيجاد المغزى من حياتك، وسنتابع الحديث في هذا الجزء الثاني والأخير عن مزيدٍ من النصائح المتعلقة بهذا الموضوع.



11. ساعِد الآخرين على تعزيز قدراتهم:

تسعى من خلال هذا الهدف إلى مساعدة الآخرين على التعرُّف إلى إمكاناتهم، وتبذل كل ما بوسعك كي تساعد أي شخص تقابله على أن يحب نفسه، ويقدِّر إمكاناته بشكل أكبر ويمتلك شعوراً أكبر بالثقة بالنفس، وتذكَّر أنَّ المشاعر الإيجابية تنتقل مثل العدوى، وربما يكون هذا الهدف مثالياً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يحبون العلاقات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين، ويتطلب منك القدرة على رؤية الإيجابيات في الآخرين، ومساعدتهم على التعرُّف إلى نقاط قوتهم.

12. كن صادقاً مع نفسك:

يعني هذا الهدف أن تعيش حياتك وفق شخصيتك الحقيقية سواء مع نفسك أم أمام الآخرين، والمُراد هنا أن تحافظ على شخصيتك الحقيقية من خلال كونك صادقاً ومخلصاً في علاقاتك وتعاملك مع الآخرين.

إذا كنت ممن يقدِّرون المبدأ الذي ينص على أنَّ لكل منا شخصيته الفريدة، فإنَّ هذه النصيحة مثالية لك حتى تشعر بالمغزى من حياتك، وقد يتضمن هذا الهدف جوانب مثل انتقاء اللباس الذي تشعر أنَّه يعبِّر عن هويتك، والالتزام بنمط غذائي معيَّن، أو تبنِّي قناعات دينية معيَّنة، ويمكنك إضفاء الطابع الشخصي على هذا الهدف حين تسعى إلى الإخلاص في سبيل غاية أسمى في الحياة، بصرف النظر عما يقوله أو يعتقده الآخرون.

مثلاً قد ترغب بالإخلاص لميولك الفنية، وعيش حياتك بصفتك فناناً بدلاً من التأثر في ثقافة مجتمع الأعمال والمال الذي يرغب الجميع فيه بأن يصبح مديراً تنفيذياً، أو قد يعني ذلك بالنسبة إليك الحرص على أن تكون أفكارك مستقلة بحيث تميِّزك عن الآخرين الذين يتبنون آراء غيرهم، وعدم تغيير آرائك أو أساليبك في التعبير من أجل إرضاء الآخرين، والأمر الرائع في هذا الهدف هو أنَّه يساعدك وبمختلف أشكاله على تحقيق الصحة النفسية والعاطفية.

13. اعمل على تحقيق مسيرة مهنية حافلة بالنجاح وتعود بالفائدة على الآخرين:

تسعى من خلال هذا الهدف إلى أن تصبح الأفضل في مجال عملك، وتحقق لنفسك مسيرة مهنية تساعد من خلالها الآخرين والمجتمع على التطوُّر، فيختار الكثيرون وظائفهم بناءً على مهاراتهم أو شغفهم أو مواهبهم، ويمكن أن يساعدك هذا الهدف على تحديد المهنة التي تتفانى من أجلها، ومن ثم تحديد الخطوات اللازمة لتحقيق حلمك المهني.

يساعدك هذا الهدف على تحديد ما إذا كنت تحتاج إلى شهادة علمية أعلى، أو ما إذا كنت تحتاج إلى تغيير مكان سكنك؛ بل حتى إنَّه يمنحك تصوراً دقيقاً عن الدخل الذي قد تحققه، فمثلاً إذا كنت محتاراً بين أن تصبح أخصائياً اجتماعياً وهذا الشخص الذي يساعد الأشخاص الضعفاء والمجتمعات على تجاوز الصعوبات في الحياة اليومية، أو مديراً تنفيذياً في مجال التسويق، فقد تجد أنَّ مهنة الأخصائي الاجتماعي تلائم شغفك في مساعدة الآخرين.

شاهد بالفديو: 15 مهارة تساعدك على النجاح والتقدم في حياتك المهنية

14. كوِّن علاقات بنَّاءة تعود بالنفع على الطرفين:

نسمع جميعاً بالعبارة التي تقول: "عامل الآخرين كما تحب أن تُعامل"؛ إذ تحرص من خلال هذا الهدف على رد الجميل قدَر الإمكان لكل من يصنع معك معروفاً، كما تحاول التواصل معهم بشكل عميق حتى تفهم احتياجاتهم وتعمل على تلبيتها، وذلك بدلاً من التصرف بناءً على افتراضاتك بشأن احتياجاتهم، وبذلك تعامل الآخرين بطريقة تمنحهم الشعور بالاحترام وأهمية الذات.

يتم بناء العلاقة بشكل تدريجي من خلال التعامل المستمر مع أي شخص، وسواء كان هذا الشخص صديقاً مقرباً أم أحد أقاربك، أم زميلك في العمل، فإنَّ التعامل مع الآخرين على أساس الاحترام والعطاء المتبادل هو الطريقة الأنجح لبناء علاقات صحية ومفيدة.

إذا كنت ممن يقدِّرون أهمية العلاقات وما يمكن أن تحققه من آثار إيجابية في جميع نواحي الحياة، فسوف تجد أنَّ هذا الهدف يمنحك مغزى رائعاً لحياتك.

15. اسعَ إلى الوصول إلى أقصى إمكاناتك:

يعني تحقيق الذات الوصول إلى أقصى الإمكانات، وقد تساعدك أساليب مثل التأمل الذاتي على فهم أفكارك وسلوكاتك وعاداتك ومواهبك ومهاراتك، ولتحقيق هذا الهدف حدد الجوانب التي تحتاج إلى تحسينها دون أن تطلق على نفسك أحكاماً، وثقِّف نفسك وزد معارفك من خلال البحث والمشاركة في محادثات مفيدة مع الآخرين الذين قد يمتلكون وجهات نظر مختلفة؛ الخلاصة أنَّك تستخدم كل هذه الوسائل للوصول إلى أقصى إمكاناتك وتطوير ذاتك قدَر المستطاع.

إذا كنت من الأشخاص الذين يسعون إلى تطوير ذاتهم، فإنَّ هذا الهدف من شأنه أن يمثِّل بالنسبة إليك مغزى رائعاً من الحياة يحتوي على كثير من الجوانب التي تؤدي جميعها إلى تطوير الذات، وقد يكون لديك كما قلنا في الجزء الأول من المقال أكثر من مغزى واحد في الحياة، وهذا الهدف ذو صلة وثيقة بالنصيحة رقم 12 "كن صادقاً مع نفسك"، وكي تحقق كلا الهدفين، يجب أن تكون مستعداً لاكتشاف نفسك من خلال ممارسة التأمل الذاتي، كما يتطلب الارتقاء بإمكاناتك إلى أقصى درجة ممكنة في تقبُّل التغييرات أو السلوكات التي قد يكون من الضروري القيام بها بعد أن أجريت تأملاً ذاتياً عميقاً.

إقرأ أيضاً: 9 استراتيجيات لتحقيق أقصى إمكاناتك كل يوم

16. اسعَ لإبهاج الآخرين:

قد يكون هدفك إسعاد الآخرين، وربما بعبارة أبسط دفعهم إلى الضحك، ولطالما أكَّدت الأبحاث الطبية أنَّ الضحك فعَّال جداً في تحسين الصحة، والوقاية من الأمراض الجسدية والنفسية، وهدفك في هذه الحالة هو أن تمنح الآخرين المشاعر الإيجابية والراحة، ومشاركة اللحظات الممتعة معهم، وحتى عندما تشعر في بعض الأوقات بالحزن، فإنَّ الضحك يمكن أن يمنحك شعوراً بالأمل والبهجة، ويبث الأمل في نفوس الآخرين.

لا يتطلب هذا الهدف الجدية والعمل الشاق والوقت الطويل، فأنت تحاول إسعاد الآخرين من خلال النكتات ربما، أو أي شيء آخر يجعلهم يضحكون، فإذا كنت ممن يهتم بالتواصل مع الآخرين والاستمتاع بالحياة، فستجد أنَّ هذا الهدف مثالي من أجل الشعور بمغزى من الحياة.

17. ساعد الأشخاص الذين يمرون بظروف صعبة:

من الرائع حقاً أن نساعد الآخرين الذين يمرون بظروف وتجارب مؤلمة، أو الذين لا يحالفهم الحظ في الحياة، إذاً هدفك هو مساعدة الأشخاص في الحصول على ما يحتاجون إليه وتحسين جودة حياتهم، وهذا يشبه هدف السعي إلى تحسين المجتمع، ولكن بطريقة محددة أكثر، ويتطلب منك أن تحدد الشخص أو مجموعة الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدتك، وتقدِّم لهم الدعم قدَر الإمكان.

18. شارك ما لديك من حكمة مع الآخرين:

قدِّم ما توصلت إليه من حكمة من خلال تجاربك للآخرين، ويُعدُّ هذا الهدف رائعاً بالنسبة إلى المعلمين ورجال الدين والمساعدين، أو أي شخص يستمتع بمساعدة الناس على تلافي الأخطاء التي وقع بها، ومشاركة قصة نجاحه وتجارب حياته.

لا تقدَّر الحكمة بثمن؛ لأنَّ تجارب كل منا مختلفة، ويمتلك كل منا شيئاً من الحكمة التي يمكن أن تفيد الآخرين.

إقرأ أيضاً: طرق اكتساب الحكمة وأهميتها في حياتنا

19. قدِّر روعة العالم الذي تعيش فيه:

هدفك هنا هو الاستمتاع بروعة الطبيعة وجمالها؛ إذ تمنحنا الطبيعة جمالاً أسمى من جمال الأشياء المادية، وهي لا تطلب مقابل ذلك أي ثمن؛ لذلك خصص الوقت لتقدير جمال الطبيعة والعالم من حولك، وقم بدورك للحفاظ على المحميات الطبيعية.

إذا كنت ممن يستمتعون بجمال الطبيعة، والأشياء البسيطة في الحياة، وتعتقد أنَّه من الضروري حماية البيئة، فسوف تجد أنَّ هذا الهدف هو المثالي للشعور بالمغزى من الحياة، ويتطلب منك هذا الهدف الشعور بالتقدير، والقيام بما يلزم لحماية الطبيعة، وهو مثل غيره من الأهداف جزء لا يتجزأ من اليقظة الذهنية، كما أنَّك ستشعر من خلال هذا الهدف، بأنَّك تقوم بشيء من الإحسان، ودون الموارد الطبيعية من ماء وتربة، سيكون مستحيلاً العيش على كوكب الأرض، ومن الرائع حقاً أن يكون هدفك هو المساعدة على الحفاظ على نظام بيئي سليم.

في الختام:

يختلف مغزى الحياة من شخص لآخر، ولكن الأمر الثابت أنَّه شيء ضروري للشعور بأهمية وجودنا، وكما ذكرنا آنفاً يمكن للإنسان أن يشعر بوجود أكثر من مغزى للحياة؛ لذلك اختر من هذه النصائح ما يلائمك، وإذا كانت لديك طرائق أخرى تمنحك الشعور بالمغزى من الحياة، فلا تتردد في تطبيقها.




مقالات مرتبطة