اليوم العالمي للعمل الإنساني:
يقول الكاتب زياد ريس في كتاب "تجربتي لحياة أفضل": بمناسبة اختيار الأمم المتحدة يوم 19 أغسطس/آب من كل عام يوماً عالمياً للعمل الإنساني؛ فها هي بعض الوقفات الهامة فيما يأتي:
مع اختلاف الرسالات السماويَّة في أمور عدة بحسب الزمان والمكان؛ إلَّا أنَّها اشتركت في مفاهيم هامَّة للغاية تتمثَّل في الحرص على إعمار الأرض بالخير، وضرورة العدل والسلام، ونشر ثقافة العمل الإنساني، إلى غير ذلك من قِيَم ومفاهيم أساسيَّة؛ فلا يمكن إنشاء حضارة أو إعمار الأرض في مكان ما؛ ما لم يُكرِّس أهلها هذه المفاهيم والقِيَم ويمارسونها واقعاً عملياً.
من الضروري أن يتفهَّم المجتمع الذي نعيش فيه أنَّ إعمار الأرض وبناء حضارة مجتمع ليس محصوراً في أيديولوجيَّة محدَّدة، وإنَّما يقوم على مفاهيم ومبادئ وسُنَن كونيَّة مشتركة، وإنَّ إجبار المجتمع متعدِّد الأطياف والأديان والأعراق على اتِّباع أيديولوجيَّة محدَّدة ليس هو السَّبيل لبناء الدولة، وإنَّما لمزيد في الخراب والشرذمة.
شاهد بالفديو: أهمية التسامح للفرد والمجتمع
كما أنَّ تكريس فكرة مُحدَّدة والتشبُّث بها دون احترام الاختلاف مع الآخرين؛ لن يخدم الرِّسالة التي أمرنا الله بها، والمُتمثِّلة هنا في إعمار الأرض وبناء مجتمع مترابط يحتوي كافَّة أبنائه بشكل أفضل، ويتعاون الجميع على ذلك؛ ولذا ينبغي أن يربط كلٌّ منَّا تلك الأهداف السَّامية بشكل غير مباشر بالرِّسالة السماويَّة التي يحملها؛ لتكون دافعاً له لبَذْل الخير والإحسان والمساهمة في العمل الإنساني.
أودُّ أن أقول هنا لمن يحملون العلوم الشرعيَّة التَّخصُّصيَّة: إنَّ الفقه المعاصر وفِقْه الواقع وما له من مُخْرَجَات تتعلَّق بالشَّأن العام لا يمكن تَبنيه من طرف صاحب عِلم شَرعي تخصُّصي محدود، ولو كان موضع الثِّقة والسُّمعَة والمرجعيَّة بمكان ما، مع إجادته لعلم مُعيَّن من العلوم الشرعيَّة، وإنَّما يحتاج فِقْه الواقع إلى مَجْمَع علوم شرعيَّة ومدنيَّة مُتعدِّد التَّخصُّصات، ومن ذلك علم الاجتماع والسِّياسة والاقتصاد والعلوم المَدنيَّة المُتعدِّدة وما إلى ذلك، مع وجود رؤية وأُفُق واستراتيجيَّة واضحة آخِذة بالاعتبارات والمُتغيِّرات المعاصرة المحيطة، ويعمل المَجْمَع على تأصيله الشَّرعي.
أضف تعليقاً