18 فكرة يجب عليك تذكرها عندما تمر بيوم سيئ
لقد أجريت الليلة الماضية محادثة طويلة مع والدي على الهاتف، وهو رجل حكيم يبلغ من العمر 71 عاماً عن العيش والنمو من خلال الشدائد، ومن الأشياء التي قالها لي قبل أن نُغلق الهاتف والتي أثَّرت فيَّ تأثيراً عميقاً، هي:
ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن مارك كرنوف (Marc Chernoff)، ويُقدِّم لنا فيه 18 فكرة يجب عليك تذكُّرها عندما تمرُّ بيوم سيئ.
"لقد رأيت من تجربتي أنَّ معظم الناس لا يشعرون بالسعادة حقاً إلى أن يكون لديهم أسباب كثيرة للحزن، أعتقد أنَّ السبب في ذلك هو أنَّ الأمر يتطلب المرور بأيام كثيرة سيئة ومصاعب كبيرة لنتعلم كيفية تقدير ما لدينا، فهذا يبني قدرتنا على الصمود"، وبصراحة، أعتقد أنَّ هذا الكلام صحيح جداً.
ليست كل الأيام جيدة، لكن هناك شيء جيد في كل يوم؛ إذ يتطلب الأمر قوة لرؤية الإيجابيات في الأيام السيئة، وجوهر الأمر - كما تعلَّمت - يكمن في التخلي وبإدراك أنَّك لا تستطيع التحكم بأيِّ شيء ما عدا أفكارك الخاصة؛ إذ تمنحك معرفة هذا الأمر وتقبُّله القدرة على التعامل مع مآسي الحياة الصغيرة بفاعلية؛ وهي قدرة نسميها المرونة.
ففي النهاية، يمكنك محاربة الحياة، وحينئذٍ لا يمكنك فعل شيء سوى الشكوى مما تفتقده، أو يمكنك تقبل كل ما لديك والنظر إلى تأثيره مجتمعاً لتكوين شيء يستحق الابتسام.
مع وضع هذا في الحسبان، إليك بعض الأفكار الجيدة التي يجب عليك تذكرها عندما تمر بيوم سيئ:
1. الموقف المناسب من الأمور هو الشيء الوحيد الذي تحتاج إليه الآن:
ما تركز عليه يغير كل شيء، لا تنظر إلى الوراء عندما تعلم أنَّك يجب ألا تفعل ذلك، ولا تقلق بشأن ما لا يمكنك التحكم به، ولا بشأن الأشياء غير الهامة، وكن إيجابياً، فإنَّ أكثر سمة يُستخَف بها بين جميع الأشخاص الناجحين الذين قابلتهم في حياتي هي الإيجابية؛ إذ إنَّ موقفك هو الذي يحدِّد الطريقة التي تعيش بها حياتك مباشرة، فلا يمكنك أن تعيش حياة إيجابية بموقف سلبي؛ لذلك، لا تسمح للحواجز العقلية بأن تتحكم بك؛ بل حرِّر نفسك، وواجه سلبيتك وحوِّل هذه الحواجز إلى شيء بنَّاء.
2. لا يمكنك أن تكون سعيداً حقاً إلا إذا كنت تعيساً في بعض الأحيان:
إذا لم يأتِ الشتاء، فلن يكون الربيع جميلاً، وإذا لم نتذوق العسر أحياناً، فلن يحلو لنا اليسر؛ فالمشاعر الجيدة والسيئة منها، تأتي وتذهب دائماً؛ لذلك يجب أن تكون ممتناً عندما يكون مزاجك جيداً ولطيفاً عندما يكون مزاجك سيئاً.
3. ما تزال لديك نِعمٌ كثيرة يمكن أن تحقق أقصى استفادة منها:
امتن للنعم التي تملكها، فلا يوجد سبب وجيه يدفعك إلى القبول بأيِّ شيء أقل من الأفضل، ابدأ الآن بتقدير الأشياء التي تملكها بصدق وتحقيق أقصى استفادة منها؛ فالسعادة والنجاح في الحياة ليسا نتائج ثانوية لموارد غير محدودة؛ بل تتمكن كلَّاً من السعادة والنجاح من توسيع حدود الموارد المتاحة.
4. يمكنك أن تتعلم شيئاً هاماً من أي موقف إذا أردت ذلك:
إنَّ التجربة هي ليست ما يحدث لك؛ بل إنَّها ما تفعله بما يحدث لك، خذ كل شيء في حياتك على أنَّه درس تعلمته، فأنت نتاج الكتب التي تقرؤها، والأفلام التي تشاهدها، والأشخاص الذين تقابلهم، والأحلام التي تملكها، والمحادثات التي تشارك فيها؛ إنَّك تجسد كل تجربة قد مررت بها في حياتك؛ لذا تعمق في بحر المعرفة، ودَع التجارب تسري في عروقك، والدروس تنمي عقلك.
5. أفضل ما يمكنك القيام به هو أن تغامر في اللحظة الحالية:
كل لحظة تمنحك بداية جديدة ونهاية جديدة؛ لذلك، كن ممتناً للبدء من مكانك الحالي، كما أنَّ الرغبة في ماضٍ مختلف لن تؤدي إلا إلى إهدار طاقتك، فإذا كنت تشعر بالإحباط الآن، فيمكنك أن تغير كل شيء في أيِّ لحظة تمر الآن.
6. أنت لست ضحية:
ضع في حسبانك أنَّك تملك حياة ممتعة ورائعة، حتى في أصعب الأوقات، وعش حياتك وفقاً لذلك، فأنت المسيطر على نفسك؛ لذلك غيِّر أفكارك، لكن ما دمت تعتقد أنَّ سبب مشكلتك "يكمن" في مكان آخر - وما دمت تعتقد أنَّ شخصاً أو شيئاً آخر مسؤول عن معاناتك - فإنَّ وضعك ميؤوس منه، وهذا يعني أنَّك ستبقى حبيس دور الضحية إلى الأبد، وستعاني مهما كانت ظروفك إيجابية؛ لذا لا تفعل هذا بنفسك؛ بل كن البطل، وليس الضحية.
7. أنت لست من كنت عليه سابقاً؛ بل من تعتقد أنَّك تستطيع أن تصبح عليه:
في النهاية ستصبح ما كنت تؤمن به بنفسك، وإذا واصلت القول لنفسك بأنَّك غير قادر على فعل شيء معين، فمن المحتمل أن ينتهي بك الأمر إلى أن تصبح غير قادر على فعله، ومن جهة أخرى، إذا كنت تعتقد أنَّك تستطيع القيام بهذا الشيء على الرَّغم من معاناتك وإحباطاتك، فمن المحتمل أن تكتسب القدرة على القيام بذلك، حتى لو أنَّك لا تستطيع القيام به الآن.
8. يمكنك المضي قدماً:
ضع في حسبانك أنَّ أكثر الليالي ظلاماً ستنتهي وستشرق الشمس بعدها؛ لذلك، إذا اتخذت خطواتٍ أخرى، فسوف تتفاجأ بالمدى الذي يمكنك أن تقطعه من النقطة التي كنت تعتقد أنَّها نقطة النهاية؛ لذا قل هذا الكلام لنفسك: "لا أريدك أن تتخلى عني أبداً، بصرف النظر عن مدى صعوبة الأمور".
شاهد بالفيديو: 8 طرق للمضي قدماً عندما تسوء الأمور
9. أفضل طريقة للمضي قدماً هي اتخاذ كل خطوة على حدة:
لا يمكنك رفع 1000 كيلو غرام دفعة واحدة، لكن يمكنك رفع كيلو غرام واحد 1000 مرة بسهولة، وعند التكرار، سيصبح لأفعالك الصغيرة قوة عظيمة.
10. آراء الآخرين بشأن وضعك في الوقت الحالي غير هامة:
إذا كنت تريد أن تكون سعيداً حقاً مرة أخرى، فلا تَخَف من أن تكون على سجيتك، وتوقف عن التفكير في رأي الآخرين عنك كل ثانية.
11. في العلاقات، الاختلاف في بعض الأحيان هو الحل الأفضل:
اختر جدالاتك بحكمة؛ ففي بعض الأحيان يكون السلام أفضل من أن تكون على صواب.
12. لا بأس في منح نفسك بعض المساحة للتنفس واستجماع قواك:
في بعض الأحيان تكون الاستراحة القصيرة هي أفضل خطوة قد تتخذها، وأحياناً يجب عليك التوقف قليلاً حتى تتمكن من المضي قدماً، ويجب أن تبتعد عن شيء ما لفترة من الوقت حتى تتمكن من معرفة سبب محبتك له في المقام الأول.
13. توجد أشياء كثيرة يمكنك التخلي عنها في الحياة دون أن تخسر أي شيء:
هذا ما يسمى بالنمو؛ إذ إنَّ التخلي عن الأشياء القديمة يفسح المجال للأشياء الجديدة، والتخلي عن الأشياء التي لا تُجدي نفعاً معك، يفسح المجال لما يمكن أن يُجدي نفعاً؛ لذا تذكر، عندما يكون ألم التمسك أسوأ من ألم التخلي، فهذا يعني أنَّه حان الوقت للتخلي عن بعض الأشياء والنمو.
14. لا عيب في البدء من جديد وتغيير الأمور:
عندما لا تسير الأمور في حياتك كما توقعتها، فهذا يعني أنَّه قد حان الوقت للتخلص من هذه الأمور، سواء كانت العادات أم الروتين أم الظروف هي التي تعوقك، ففي بعض الأحيان، يتعين عليك إنشاء ما تريده من الصفر، وعليك أن تعمل بجد أكثر من أيِّ وقت مضى لتحصل على أكثر مما حلمت به؛ لذا كن حالماً واعمل واعرف ما هو هام حقاً بالنسبة إليك وما هو سبب أهميته، ثم تصرَّف بناءً على ذلك بكل قوتك.
15. لن تجد المعاناة على الطريق؛ بل المعاناة هي الطريق إلى العظمة:
سترتكب الأخطاء وستتعرض لمفاجآت مفجعة على طول الطريق؛ لذلك تعلم منها، وتكيَّف وانمُ، وإذا كنت تريد الحصول على فوائد من شيء ما في الحياة، فيجب أن تتحمل ثمنه أيضاً، على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في الحصول على جسم رشيق، فعليك أن تتعب وتذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، وأن تتناول وجبات قليلة الدسم، وإذا كنت تريد الحصول على عمل تجاري ناجح، فعليك أن تسهر الليالي، وتعقد الصفقات وتتخذ قرارات تجارية مليئة بالمخاطر، وأن تتوقع الفشل خمسين مرة لتتعلم ما تحتاج إلى معرفته لتحقيق النجاح.
16. دائماً ما يؤتي القليل من الجهد الإضافي ثماره في النهاية:
حتى عندما لا تسير الأمور على ما يرام، لا تتكاسل، ولا تتوقف أبداً على بذل جهد إضافي، والعمل لدقائق إضافية، ومنح الثناء أو الشكر، وبذل المجهود، بالطبع رأي الآخرين لا يهم؛ بل كل ما يهم هو رأيك عن نفسك، ولا يمكنك أن تبذل قصارى جهدك (وهو ما يجب أن يكون صفة مميزة بك دائماً)، وإذا كنت تختصر الطُرق وتتجنب المسؤوليات، فأنت مميز؛ لذا تصرف على هذا الأساس، ولا تهمل الأشياء الصغيرة.
17. التحلي باللطف مع نفسك:
كن أكثر لطفاً مع نفسك اليوم، وتقبَّل هويتك الحقيقية واستمتع بها، وعامل نفسك بحب واحترام، فكلما شعرت بالرضى تجاه نفسك، زادت القيمة التي يمكنك إنشاؤها لعالمك، وإذا لم تستطِع أن تفعل كثيراً لنفسك الآن، فافعل القليل، فهذه اللحظات الصغيرة من الفرح ستبقيك في اتجاه إيجابي.
18. بسبب آلام اليوم يمكنك أن تشعر بحنان الشفاء وجماله وحريته:
إنَّ الشعور بالألم أشبه بطعنة سريعة في القلب في بعض الأحيان، لكن بعد ذلك ستشعر بمدى روعة الشفاء.
في الختام:
في مرحلة ما، ستدرك أنَّ عيش حياة كريمة يتضمن قدراً من الألم الضروري، وأنَّ للألم أشكال كثيرة مختلفة؛ منها ألم الفراغ الذي نشعر به عندما نتجاوز شيئاً ما، مثل التخرج، واتخاذ الخطوة التالية، والخروج من وضع مألوف وآمن إلى المجهول، ومنها ألم هائل في الحياة يحبط خططك وتوقعاتك الكبيرة، ومنها الآلام الحادة التي نشعر بها عند ارتكاب خطأ ما، وأوجاع أكثر غموضاً عندما لا يُشعرك النجاح الذي حققته بالرضى الذي توقعت أن تشعر به، ومنها آلام الخيانة الوحشية، وآلامٌ صغيرةٌ لطيفة نشعر بها في أثناء العثور على الأشخاص الذين يستحقون وقتك وحبك، ومنها ألم مستمر مصدره التعاطف يدفعك إلى الوقوف بجانب صديق أو عزيز ومساعدته على مواجهة مشكلاته.
كل شخص يعاني الألم، وعندما نختبره عادةً ما نقول إنَّنا نمر بيوم سيئ؛ لأنَّنا ننسى شيئاً هاماً بشأن ما نمر به، وهو أنَّ الألم للأحياء، لأولئك الذين ما يزال لديهم فرصة من العمر، والأموات هم الوحيدون الذين لا يشعرون به، لأنَّ وقتهم قد فات.