15 صفة نادرة يتصف بها المتميزون

يُوصَف الأشخاص ذوي الأداء العالي بأنَّهم أفراد يتفوقون على ما كل هو متوقَّع، وعند قيامهم بذلك، يحصلون عادةً على كثيرٍ من المكافآت. ولكن ما الذي يجعل الأشخاص المتميِّزين مختلفين كثيراً عن أي شخص آخر؟



سنقدِّم لك في هذا المقال 15 صفة نادرة تُميِّز الأشخاص الذيين يتمتعون بدرجة عالية من النجاح، وسنقدِّم وجهات نظر حول ما يمكنك القيام به لبدء تطوير هذه الصفات لتجربة نفس النتائج في حياتك:

1. منظَّمون جداً:

الأشخاص المتميِّزون جداً هم أشخاصٌ استثنائيون يعملون بجد لتحقيق الأهداف الموضوعة أمامهم. ففي كثير من الأحيان، يعمل هؤلاء في مشاريعَ متعدِّدة بمواعيدَ نهائية مختلفة في نفس الوقت؛ ناهيك عن حقيقة أنَّ هؤلاء الأفراد يجب أن يحققوا التوازن بين حياتهم الشخصية وأعمالهم؛ حيث يتضمن ذلك قضاء الوقت مع العائلة وتخصيص وقت للأنشطة الشخصية، مثل: الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو حضور المناسبات الاجتماعية، أو أداء المهام اليومية.

لتحقيق كل هذا، من المفيد أن تكون مُنظَّماً للغاية، حيث يتقن هؤلاء الأفراد المهارات التنظيمية وإدارة الوقت بصورة جيدة.

شاهد بالفيديو: كيف تنظّم حياتك بالشكل الصحيح

2. يركِّزون على التفاصيل:

قال "جيمي جونسون" (Jimmy Johnson) ذات مرة: "الفرق بين الشخص العادي والاستثنائي هو قليلٌ من الإضافات".

غالباً ما يكون التركيز على التفاصيل هو العنصر السريُّ لنجاح الأشخاص المتميِّزين؛ بينما يكون الناس العاديون على استعداد لإنجاز المهمة فحسب، فإنَّ الأشخاص المتميِّزين يبحثون عن التفوق؛ وذلك لأنَّهم على استعداد لبذل جهدٍ إضافيٍّ للقيام بأكثر من عمل، ممَّا يعني البقاء لإجراء تعديلات صغيرة بعد عودة الجميع إلى منازلهم؛ وبالتالي يجب أن تكون دقيقاً في عملك؛ لأنَّهم يعرفون أنَّ هناك فرقاً كبيراً بين العمل المنجَز بنسبة 99٪ والعمل المنجَز بنسبة 100٪.

قد يسخر المنتقدون منهم لأنَّهم مثاليون، في حين يدرك الأشخاص المتميِّزون أنَّه هنا تكمن عظمتهم.

3. واضحو التواصل:

تُعدُّ القدرة على التواصل بشكل فعَّال في الأعمال أمراً بالغ الأهمية، ويتضمن ذلك إيصال رسالة مدروسة ومؤكَّدة للعملاء، والعمل جنباً إلى جنب مع أعضاء الفريق ومشاركتهم الأفكار، والقدرة على المشاركة بصورة احترافية عند التفاعل مع المشرفين وصُنَّاع القرار.

يمكن أن يشكِّل الحفاظ على تواصلٍ واضحٍ وصريحٍ الفرقَ بين إكمال المشروع في الوقت المحدَّد، وضرورة شرح التأخير بسبب أخطاء المبتدئين وسوء الفهم؛ ممَّا يجعل فريقك يبدو وكأنَّه عبارة عن مجموعة من الهواة؛ إذ يُعدُّ الأشخاص المتميِّزون ذوي خبرة في إيصال رسالتهم بوضوح وضمان تلقِّيها بالشكل المطلوب.

4. يمتلكون علاقات جيدة:

يَعرِف الأشخاص المتميِّزون قيمة التواصل مع الأفراد الذين يفكِّرون مثلهم، كما أنَّهم يعرفون طريقة العثور على الأشخاص المناسبين والاتفاق معهم على التعاون ومشاركة الأفكار لتعزيز جهودهم وتحقيق أهدافهم؛ وهذا أحد الأسباب التي تجعل مجموعات التواصل تحظى بشعبية كبيرة.

ربما سمعتَ بالمَثل القائل: "تُشكِّل شبكة علاقاتك صافي ثروتك"، والتي كُتِبَ عنها على نطاق واسع عند مناقشة قوة شبكات التواصل في الأعمال التجارية؛ حيث ترتبط فرصك في النمو والنجاح ارتباطاً مباشراً بجودة الأشخاص والمجتمعات اللذين تتواصل معهما.

إذا كنتَ ترغب في المضي قدماً في العمل والحياة، فاحرص على امتلاك علاقات تضيف قيمة وتساعدك في تحقيق ما تريده.

إقرأ أيضاً: 4 عادات يومية للأشخاص الذين يملكون شبكة علاقات استثنائية

5. شغوفون جداً:

لا يقوم الأشخاص المتميِّزون بالعمل لمدة ثماني ساعات دون هدف ثمَّ يعودون إلى المنزل لقضاء أمسية مليئة بألعاب الفيديو؛ وإنَّما يُحبُّون العمل الذي يقومون به، وهذا واضحٌ جداً؛ فهم يمتلكون رغبة مُلحة تدفعهم إلى الاستيقاظ كل صباح وتجعلهم منشغلين طوال اليوم. هذا الأمر هام حقاً بالنسبة إليهم، فهم يمتلكون ارتباطاً عميقاً بالنشاط الذي ينبع من داخلهم.

6. متحمِّسون كثيراً:

لا يُحبُّ الأشخاص المتميِّزون العمل الذي يقومون به فحسب؛ وإنَّما تملؤهم الحماسة للقيام به؛ حيث يدفعهم القيام بالعمل إلى الشعور بالفرح لدرجة أنَّهم يبحثون عن مزيدٍ من الأعمال للقيام بها.

يبحث الأشخاص المتميِّزون في الواقع عن مزيدٍ من العمل؛ وذلك لأنَّهم يستمتعون بالعمل لدرجة أنَّه لا يبدو عملاً بالمعنى التقليدي للكلمة؛ وإنَّما أمرٌ ممتعٌ يتطلعون إلى القيام به دائماً؛ كما أنَّهم يفكِّرون في عملهم طوال اليوم ويشاركون حماسهم مع كل شخص يقابلونه، وعندما يكتشفون شخصاً آخر متفوِّقاً يشاركهم حماسهم، فسوف يكتسبون القوة من بعضهم بعضاً، وسيتطور حماسهم أضعافاً مضاعفة.

إقرأ أيضاً: 10 عادات يمارسها أكثر الأشخاص إحساساً بالحماسة

7. يحبون التنافس:

بينما يُجيد بعض الأشخاص بذل الحد الأدنى من الجهد، فإنَّ أصحاب الإنجازات المرموقة بحاجة إلى التفوق؛ فهذه الرغبة تأتي من أعماقهم، وهي جزء منهم. حيث يجب عليهم بذل قصارى جهدهم في كل ما يقومون به لأنَّه يتوجب عليهم النجاح.

لا يكتفي هؤلاء الأشخاص بجوائز المشاركة؛ وإنَّما هم بحاجة إلى الفوز؛ فهو يدفعهم إلى الأمام كل يوم. وتُعدُّ طبيعتهم التنافسية أمراً جيداً؛ لأنَّهم سيبذلون دائماً جهداً أكبر للحصول على ميزة الفوز.

يَحدُث عندما يلتقي شخصان متحمسان الشيء نفسه الذي يَحدُث عندما يتواجه شخصان متنافسان؛ إذ إنَّهما يميلان إلى إظهار أفضل ما عندهما؛ حيث يشحذ أحدُ الأشخاص براعةَ شخص آخر، ويُعدُّ القليلُ من المنافسة الشريفة طريقةً مؤكَّدةً لاستمرار مشاركة الناس.

8. ذوو تفكيرٍ استراتيجي:

يفهم الأشخاص المتميِّزون قيمة إجراء الاستعدادات اللازمة ووضع خطة عمل محكمة؛ وذلك لطبيعتهم التنافسية ورغبتهم الدائمة في الفوز، كما أنَّهم يقومون بإجراءات واضحة وهادفة للحصول على النتيجة المرجوَّة.

نادراً ما يتصرف هؤلاء الأشخاص باندفاع أو يفعلون أمراً ما دون تدريب وتحضير؛ فأفعالهم مدروسةٌ بعناية وتعتمد على المنطق. إنَّهم يعرفون ما ينجح وما لا ينجح، ويعملون من أجل الفوز، ويُعدُّ امتلاكُ خطةٍ مناسِبةٍ عنصراً أساسياً لنجاحهم المستمر.

9. شديدو التركيز:

منذ اللحظة التي نستيقظ فيها صباحاً، نتعرض لمشتِّتاتٍ لا حصر لها؛ حيث تنهال علينا الصور الملفِتة للنظر، وأغاني الإعلانات الفاخرة، والعلامات التجارية التي تعمل على جذب انتباهنا. كما أنَّنا غارقون في وابلٍ مستمر من إشعاراتِ تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، والرسائل النصية، ورسائل التذكير الهامة للأحداث التي ستحدث في وقت لاحق من اليوم. إنَّه تيارٌ مستمرٌّ من الضجيج القادم من كل اتجاه.

لقد تعلَّم الأشخاص المتميِّزون التخلص من المشتِّتات ليركزوا تركيزاً أكثر على المهمة التي يقومون بها، فقد أدركوا منذ فترة طويلة أهمية إخفاء صوت الإشعارات المزعجة أو ببساطة إيقاف تشغيل الأجهزة تماماً، كما أنَّهم بارعون في إنشاء جداولَ زمنية للأنشطة الهامة واستخدام مهارات الإدارة الذاتية لزيادة التركيز وتعزيز الإنتاجية.

10. مسيطرون على أنفسهم:

حضرنا جميعاً مناسبةً ما، في وقتٍ ما، وأغرانا أحدهم بالبقاء لتناول مشروبٍ فقط، أو الخروج مع الأصدقاء للاحتفال، وتعرضنا لضغوطٍ من الأصدقاء لمواصلة الحفلة. يَعرِف الأشخاص المتميِّزون أنَّ تناولَ مشروبٍ آخر يمكن أن يتحول إلى ثلاثة، وأنَّ البقاءَ في الخارج لمدة ساعةٍ إضافيةٍ يمكن أن يتحول إلى ليلةٍ كاملةٍ، ممَّا قد يؤدي إلى الشعور بالألم والندم في اليوم التالي.

تعني السيطرةُ على النفس معرفةَ قيم الفرد وتحديد الأولويات، كما تعني تخييب أمل عدد قليل من الأصدقاء من وقت لآخر أو عدم الانجرار خلفَ متابعة البرامج التي تسبب متابعتها الإدمان، وبالتالي ستكونُ جاهزاً لتقديم أفضل أداء.

انظر إلى الأمر كما لو أنَّ الأولوية لأهدافك بدلاً من النظر إلى الأمر على أنَّه يتعيَّن عليك تقديم تضحيات؛ حيث تتطلب الأولويات التزامات، ممَّا يعني رفض الأنشطة التي ستؤدي في النهاية إلى عرقلة تقدُّمك أو إعاقته.

إقرأ أيضاً: هل أنت متمسكٌ بعلاقاتٍ تُعيقُ تقدُّمَك؟

11. أشخاص فضوليون:

يرى المتفوقون أنَّ التعلمَ فرصةٌ لتطوير أفكارٍ جديدةٍ وإحرازِ تقدُّمٍ، وليس عبئاً أو مضيعةً للوقت؛ حيث يغتنم هؤلاء الأشخاص الفرصة لتجربة أمورٍ جديدةٍ؛ لأنَّ التفكيرَ في الاحتمالات الجديدة يثيرُ حماسهم. كما أنَّهم فضوليون بطبيعتهم، ويبحثون دائماً عن طرائق لتعزيز مهاراتهم للحصول على نتائج أفضل.

إنَّهم شديدو الاهتمام بطريقة سير الأمور ويهتمون بجديةٍ بإجراء التجارب لتحديد فيما إذا كان بمقدورهم تبسيط الإجراءات وطريقة القيام بذلك، أو تحسينها لصالح الجميع. لن تردعهم التحديات، ولا يوجد شيء اسمه الفشل في قاموسهم؛ وإنَّما يوجد تغذية راجعة فقط لمواصلة المحاولة حتى يجدون الإجابة المناسبة.

12. يفكِّرون في الحلول:

هل سبق لك وأن عرفت شخصاً بدا أنَّه تغلَّب على العقبات والصعوبات بسهولة، بينما استمر الآخرون في المحاولة دون جدوى؟

واحدةٌ من العوامل الكبيرة التي تُميِّز الأشخاص المتميِّزين عن الآخرين هي الطريقة التي يتعاملون بها مع المشكلات؛ فبدلاً من تبديد وقتهم وطاقتهم في الحديث عن المشكلة الفعلية أو ما يشعرون به حيالها، يركزون طاقتهم على البحث عن الحل المناسب؛ فالجلوس في أماكن العمل والشكوى من الظروف أو محاولة إلقاء اللوم لن يَحُلَّ المشكلة أبداً، والسبيل الوحيد للخروج من المشكلة هو التركيز على إيجاد الحلول لها.

13. مرنون:

في أثناء البحث عن طرائقَ لحل المشكلات المُلحة أو عند تحديد المسار الصحيح، من الهام أن تبقَ مرناً، وهذا لا يعني أنَّنا يجب أن نستسلم للآخرين؛ وإنَّما ألَّا نكون حازمين للغاية؛ بحيث لا نفقد أو نتجاهل الحالات التي يكون فيها إجراء التعديلات أمراً ضرورياً.

تخيَّل أنَّك تقود سيارتك على طريق سريع وترى لافتةً برتقاليةً تخبرك بوجود تحويلة أمامك بسبب أعمال الطريق، هل ستقف عند جانب الطريق وتنتظر طاقم العمل لينهي المهمة؛ حتى لو كان ذلك يعني الانتظار بضع ساعات أو ربما أيام فقط لأنَّ هذا هو الطريق الذي اخترت أن تسلكه؟ أم أنَّك ستختار اتباع اللافتات والقيادة في الطريق البديل؟

يبدو وكأنَّ الأمرَ لا يتطلب الكثير من التفكير، والشخص العنيد فقط سيجلس وينتظر؛ ومع ذلك، يوجد أشخاص في العالم غير مرنين وسيرفضون تعديل المسار في كل مرة.

يفهم الأشخاص المتميِّزون أنَّ تحقيقَ الهدف هو أهم شيء، ولو كان ذلك يعني تعديل أو تغيير العملية التي تساعدهم في تحقيق الهدف، فإذا لم تنجح الخطة الأساسية، فيمكنك تجريب الخطط البديلة وهكذا حتى تنجح.

14. ثابتون على مبادئهم:

للوهلة الأولى، قد تبدو هذه الصفة متناقضة مع صفة المرونة، لكنَّهما في الحقيقة وجهان لعملة واحدة ويكمِّل كل منهما الآخر بشكل جميل. لقد حقق الأشخاص الناجحون النجاح في المقام الأول؛ لأنَّهم كرَّسوا وقتهم لذلك.

يَعرف الأشخاص المتميزون أنَّ أفضل النتائج غالباً ما تستغرق وقتاً، لذلك يبقون متَّسقين في جهودهم؛ وهذا هو سبب تمتُّعهم بالمكافآت التي لن يحظى بها سوى عدد قليل جداً منهم.

15. حازمون:

ستجد على طريق التفوق عدداً لا بأس به من الرافضين، والمحبَطين، والمنتقِدين الذين سيحاولون تحطيم روحك وهدم أحلامك؛ وللتصدي لمثل هذه العقبات، تعلَّم الأشخاص المتميِّزون الحفاظ على معتقداتهم راسخة وجهودهم ثابتة؛ فهم لا يمنحون المصداقية لانتقادات الآخرين ولا يسمحون لتصريحات الأشخاص غير المؤمنين بقدراتهم بزعزعة إحساسهم بالهدف، ويبقون أقوياء وملتزمين رغم المصاعب وبغضِّ النظر عن العقبات أو ما يقوله الآخرون.

عندما يؤمن هؤلاء الأشخاص بما يقومون به فعلاً؛ فإنَّهم يبقون مخلصين في السعي الذي لا يتزعزع نحو تحقيق أهدافهم.

إقرأ أيضاً: ما هو الحزم؟ وما صفات الشخص الحازم؟ كيف تكون حازماً دون وقاحة؟

أفكار أخيرة:

كم من هذه الصفات الـ 15 تراها في نفسك؟ أيٌّ منها ترغب في تطويرها أكثر؟ إذا كنتَ تريد أن تكون من الأشخاص المتميِّزين، فهذه هي الصفات التي ستحتاج إلى اكتسابها وتعزيزها مستقبلاً.

ابدأ اليوم باختيار صفة واحدة وفكر في طريقة تطبيقها في حياتك اليومية. اختر صفةً جديدةً غداً للتركيز عليها واستمر في ذلك حتى تمُرَّ بالقائمة بأكملها. مرة أخرى، إنَّ الأشخاصَ المتميِّزين ثابتون؛ لذا قم بهذا النشاط كل يوم.

بمجرد إكمال القائمة في المرة الأولى، راجِعها مرةً أخرى، وابحث عن طرائق لتحسين الجهود السابقة، وتذكَّر أنَّ الأشخاص المتميزين فعلاً يسعون جاهدين للتحسُّن يومياً؛ لذا استمر في الوصول إلى آفاقٍ جديدةٍ.

 

المصدر




مقالات مرتبطة