14 طريقة لعيش حياة خالية من الخوف ومليئة بالأمل

هل تستطيع أن تتخيل نفسك جالساً على شاطئ ذي رمال ذهبية، وتشاهد غروب الشمس وتنعم بدفئها، وتراقب الأمواج وهي تضرب الشاطئ بلطف، فتنشغل بذلك عن كل الظروف والمشكلات في حياتك؛ إذ إنَّ كل ما تفكر فيه هو جمال حياتك وامتنانك لما أنت عليه في هذا المكان وهذه اللحظة.



في المقابل، قارن ما سبق بمشاهدة غروب الشمس وأنت تشعر بالذنب والمشاعر السلبية بسبب الأعباء والمهمات الكثيرة التي ينبغي عليك القيام بها، كتحضير العشاء، أو الانتهاء من مَهمَّة خاصة بعملك، وغسيل الملابس، والاتصال بوالدتك للاطمئنان عليها، وغير ذلك؛ بدلاً من الاسترخاء والاستمتاع بوقتك.

نلاحظ جميعاً أنَّ الشعور بالذنب والخوف يصبح الشعور الطاغي في حياتنا مع مرور الوقت، وهو أمر متوقع إلى حدٍّ ما؛ فما الذي حصل لنا كي نستبدل الشعور بالإثارة لما يحمله الغد بالخوف والقلق؟

لقد حان الوقت لنعيد النظر في الأمور التي كانت سبباً لهذا التغيير، وإبطال تأثيراتها علينا؛ لذا نقدم إليك 14 طريقة كي تعيش حياة خالية من الخوف والقلق، ومليئة بالتفاؤل والأمل:

1. لا تفكر في الأمور غير المنطقية الموجودة في ذهنك مسبقاً:

ترد الكثير من الأفكار إلى أذهاننا باستمرار، وقد لا نفكر في أيٍّ منها مطلقاً؛ بل نتمسك بها، ونقوم بمختلف الأمور والمهمات بالطريقة نفسها في كل مرة دون تغيير أو تطوير؛ ويعود السبب في ذلك إلى كوننا اعتدنا فعلها بالطريقة ذاتها، أو أخبرنا أحدهم أنَّ هذه هي الطريقة الصحيحة للقيام بذلك دون برهان على جدواها.

لذا ينبغي عليك أن تعيد التفكير في جميع الأمور التي تفعلها، وتقيِّم ما يزعجك منها؛ فإن لم تكن طريقتك في القيام بتلك الأمور فعالة وناجحة، فاستبدلها بأخرى مناسبة في الحال.

2. أدرك إمكاناتك الخاصة:

يشك الجميع بقدرتهم على جعل الأمور تسير على نحوٍ جيد، وقد لا يكون لهذه الشكوك علاقة بإمكاناتهم وقدراتهم على وجه الخصوص، لكنَّها تجعلهم محبَطين للغاية.

لذلك، دوِّن الشكوك التي تفكر فيها صراحة أو ضمنياً في دفتر يومياتك، وانظر في الأسباب المؤدية إليها، وتذكر دوماً أنَّ هذه الشكوك مجرد آراء يمكن تجاهلها بغض النظر عن كونها حقيقية إلى حدٍّ ما.

فكر في جميع مخاوفك وشكوكك، وانظر في مدى صحتها بالنسبة إليك، وتجاهل غير الواقعية منها.

إقرأ أيضاً: 15 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف

3. فكر ملياً في الأمور التي تخشاها:

على سبيل المثال: يخاف أحد الأشخاص من ركوب الطائرة بشدة في الوقت الذي يتطلب عمله السفر باستمرار؛ ربَّما هو محق في ذلك، إذ يمتلك الكثيرون الخوف ذاته من الطائرات بسبب ما تتداوله وسائل الإعلام عن سقوط الطائرات بكثرة، خاصة في ثمانينات القرن الماضي.

من أجل مساعدة ذلك الشخص، اقتُرِح عليه تصفح موقع إلكتروني يوضح جميع التطورات والتفاصيل المتعلقة بمواعيد السفر، ومدى أمان وجهوزية الطائرات، إضافة إلى مختلف التفاصيل الهامة كإحصائيات السلامة وغيرها؛ ممَّا جعله يشعر بتحسن كبير، لتيقُّنه أنَّ نسبة المخاطر في الوقت الحالي منخفضة مقارنة بحوادث السيارات مثلاً.

كما نلاحظ، يمكن أن تؤثر الأشياء التي حدثت في الماضي في رؤيتنا للأشياء في الوقت الحاضر؛ لذا انظر ملياً في الأمور التي تكوِّن مخاوفك لتعرف إن كان ما تقلق بشأنه يستحق ذلك فعلاً أم لا.

4. ثق بنفسك:

قد تنجح بما تفعله مجتازاً الصعوبات كافة التي تواجهك، وربَّما ما زلت مستمراً بذلك حتى اللحظة.

فكر في جميع الأوقات الصعبة التي بدا من المستحيل تخطيها، وفي كل المرات التي أسأت الظن بقدرتك على النجاح؛ فربَّما لم تكن واثقاً بقدرتك على النجاح بكل تلك الأمور، إلَّا أنَّك فعلتها على أكمل وجه؛ لذلك ثق تماماً، وكن مؤمناً أنَّك ستجد دوماً طريقة للتأقلم مع كل ما قد يحصل في المستقبل والتعامل معه.

شاهد بالفيديو: 25 نصيحة فعالة لتعزيز الثقة بالنفس

5. لا تشغل بالك بالأمور التي تحتاج التحسين:

يمكنك البحث، وستجد الكثير من الخيارات لتحسين منزلك، ومئات التقنيات التي ستجعل منزلك أكثر حداثة وجمالاً؛ ولكن ينبغي أن نكون سعداء بما لدينا قدر المستطاع؛ فمنازلنا ليست مثالية أو نموذجية، وقد تملؤها الفوضى في بعض الأحيان، وتحتاج إلى العديد من الإصلاحات والتحسينات، إلَّا أنَّنا نحيا فيها بهناء رغم ذلك.

لذا، استرخِ، واستمتع بما لديك، وثق بأنَّك ستحصل على الأفضل يوماً ما.

6. لا تنشغل بالأمور الصغيرة:

نحاول جاهدين وبشتى الطرائق التغلب على الصعوبات كافة التي نواجهها، رغم عدم تناسب تلك الطرائق مع حياتنا اليومية دوماً.

قد نقلق بشأن أمور صغيرة وبسيطة، وقد يسلبنا هذا متعتنا في الحياة؛ ولكن في المقابل، عندما تواجهنا أمور صعبة ومعقدة، نلاحظها ونتعامل معها بسلاسة ومرونة؛ ومن هنا نتعلم أنَّ الأمور الصغيرة تنجلي وحدها، لذا لا تبالغ في تقديرها.

7. تذكر أنَّك تستحق الأفضل:

قد تصلنا العديد من الإشارات والتلميحات السلبية من قبل الآخرين؛ فهم يحاولون في معظم الأحيان إقناعنا بأمور غير صحيحة، فقد يقولون لنا أنَّنا لسنا أذكياء بما فيه الكفاية، أو أنَّنا بدينون لدرجة القبح، أو أنَّنا لا نمتلك المعرفة والمهارات الكافية، أو أنَّنا لسنا رائعين لدرجة كبيرة؛ لكن، فلتنظر إلى تلك الأمور من جانب آخر، فأنت جيد بما فيه الكفاية بغض النظر عن وزنك أو معدل ذكائك.

أنت جيد بما فيه الكفاية إن قررت أنَّك كذلك؛ إذ ترجع هذه الأمور إلى طريقة تفكيرك، وليس إلى رأي شخصٍ آخر فيك، أو وجهة نظره عنك؛ لذا آمن بأنَّك تستحق الحب والسعادة وكل الأشياء الجيدة في الحياة.

8. لا يهم ما يزعجك، ففي إمكانك دوماً إيجاد حلول لذلك:

قد يبدو وضعك الآن سيئاً وكئيباً للغاية؛ ولكن بغضِّ النظر عمَّا يحدث في حياتك، فهناك دوماً حلول لكل شيء.

إن كان هنالك ما يزعجك، فاجلس وابحث فيما يمكنك فعله حيال ذلك، ثم نفِّذ ما وجدته، ولن تلبث الأبواب الموصدة حتى تُفتَح في طريقك.

9. رافق الأشخاص الإيجابيين:

يعدُّ الشخص اللامبالي أو الغاضب أو المحبَط دوماً من أسوأ الأشخاص الذين قد تتعامل معهم؛ فمهما حاولت مساعدته، لن تصل معه إلى نتيجة مُرضِية؛ لذا ابتعد عن مثل هؤلاء الأشخاص؛ ذلك لأنَّهم قد يسببون لك الإحباط، ويقللون من شأنك.

اقضِ معظم وقتك مع أشخاص سعيدين وناجحين في حياتهم، حيث يجد هؤلاء طرائق خلاقة للتعامل مع مختلف الأمور التي يواجهونها في الحياة، ويساهمون في منحك الطاقة الإيجابية التي تحتاجها.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتحافظ على الإيجابية إذا كنت محاطاً بالأشخاص السلبيين

10. لا تدع أي شخص يهينك أو يتلاعب بك أو يستغلك:

قد يكون من الصعب اكتشاف ذلك أحياناً؛ ولكن عندما تشعر بعدم الارتياح عند التواجد مع شخص معين أو بالحذر الشديد في أثناء تعاملك معه، فمن المحتمل أن يكون هذا الشخص سيئاً، ويفعل أو يقول ما يحبطك ويجعلك عرضة إلى التلاعب.

قد تمنعك قيمك الاجتماعية وحسن تربيتك من الدفاع عن نفسك أمام شخص سلبي أهانك، وهذا ما يعتمد هو عليه؛ فهو يدرك حقيقة شعورك هذا، ويعرف أنَّك ستعدُّ نفسك وقحاً أو بلا أخلاق إذا ما واجهته أو نعته بحقيقته؛ ولكن في الواقع هو من يفتقر إلى الأخلاق الحميدة.

لذلك، إن عاملك شخص معين معاملة سيئة، فتذكر أنَّه مخطئ، وأنَّك جيد، وتستحق كل ما هو جيد، وأنَّ الأشخاص الجيدين لا يردون إساءة الآخرين بمثلها، ويتجنبون الإحباط الذي يخلِّفه هؤلاء.

إذا أهانك أحد الأشخاص، فمن حقك مطالبته بالمعاملة الجيدة باحترام؛ ذلك لأنَّه ليس من الأخلاق قبول التعرض إلى الإساءة من قبل الآخرين؛ فلماذا لا تدافع عن نفسك إن تعرضت إلى الإهانة في حين تدافع بشراسة عن عائلتك أو أحبائك؟

11. لا تحدد أهدافك الشخصية بناء على تأثيرات خارجية:

إنَّ وضع أهداف شخصية بناء على عوامل خارجية محدودة لا نملك السيطرة عليها أمر سيئ للغاية؛ فعلى سبيل المثال: يعدُّ هدف الفوز بمسابقة رياضية هدفاً خارجياً؛ ذلك لأنَّك لا تعرف إن كان الحكام متحيزين لأحد الأطراف، أو إن كان لدى منافس آخر قدرة على الفوز أكثر منك؛ في حين يعدُّ هدفك في تعلم برنامج عالي التقنية هدفاً داخلياً جيداً؛ ذلك لأنَّك تستطيع التحكم به تحكماً كاملاً؛ لذلك، ابحث في أهدافك وراجعها، بحيث تمتلك القدرة على التحكم بالنتيجة.

شاهد بالفيديو: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك

12. ابتعد عن قراءة الصحف والجرائد:

ليس كل ما يُكتَب في الصحف أخبار سارة وجيدة، بل إنَّ معظمها أخبار سيئة، ومن النادر أن نقرأ الخبر السار في الصفحة الأولى؛ لذلك فإنَّ إقبال الناس بكثرة على شراء تلك الصحف يومياً أمر مخيف للغاية.

إنَّ الأخبار السارة موجودة في كل مكان، وما عليك سوى البحث عنها؛ وإن وجدت صعوبة في العثور عليها، فاكتب الأمور الجميلة والسارة التي تراها بنفسك؛ فمثلاً: راقب الناس الذين يساعدون الآخرين ويفتحون الأبواب لهم، وأولئك الذين ينظمون حفلات موسيقية لجمع الأموال للفقراء والمرضى، وغيرها من الأفعال التي تنطوي على الخير واللطف.

13. تقرَّب من الأطفال واعمل معهم:

يعدُّ تعليم الأطفال من أروع الوظائف على الإطلاق؛ ذلك لأنَّ الأطفال مشرقون، وممتعون، وينظرون بحماسة وتفاؤل إلى مستقبلهم بغض النظر عن ماهيته.

يعدُّ الأطفال أكثر تفاؤلاً من الكبار البالغين؛ ذلك لأنَّهم لا يعرفون القلق، ولم يتعلموا الخوف بعد، ويضعك العمل معهم في جوٍّ تسوده البراءة واللطف؛ لذلك تعرف على أفكارهم واستفد منها كل يوم.

14. استمع إلى الموسيقى أو ألقِ نظرة على بعض الفنون عالية الجودة:

يعدُّ الفن والموسيقى بمثابة الدواء الشافي والغذاء الروحي للعديد من الأشخاص، ونستطيع من خلالهما التغلب على توترنا الناجم عن سلبية الحياة ومشكلاتها؛ فهما يضفيان الجمال والرونق على الحياة.

ومع ذلك، قد تجد العديد من المقالات التي تتحدث عن أهمية التركيز على الأمور الجيدة والكثير من النصائح ذات الصلة، ولكنَّك لا تجد فيها ما يرشدك إلى أهمية بذل جهد للعثور على ما هو جيد حقاً في هذه الحياة.

ابحث عن الموسيقى والكتب التي تفضلها في العديد من التطبيقات والمواقع الإلكترونية، فذلك ما من شأنه أن يجعلك سعيداً؛ لذا اجعل البحث عن هذه الأمور والاستمتاع بها جزءاً من حياتك، وانظر في أفكارك وقراراتك السابقة حول مختلف الأمور، وفكر ملياً فيها؛ فإن لم تكن منطقية، فتخلَّ عنها، وامضِ قدماً في حياتك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة