13 سرَّاً عن المعلّمون البُدلاء

سواءً أَكانوا خريجين حديثين من الجامعات أم كانوا متقاعدين، فإنَّ المُعَلّمِين البُدَلاء هم مجموعة متنوّعة تضم ثُلَّةً من التخصّصات والمهارات الأكاديمية. بصرف النّظر عن خلفيتهم، فإنَّهم يصلون في كثير من الأحيان إلى العمل غير متأكدين بالضبط من سيقومون بتعليمه، وماذا سيعلموه، ولكن عادةً ما يكون في جُعْبَتِهِم بعضُ الحِيَل للتَّكيُّف بسرعة. تحدَّث موقع (Mental Floss) إلى بعض المُدَرّسِين البُدَلاء للحصول على أدقِّ التَّفاصيل المتعلقة بكل شيء بدءاً من سبب حُبِّهم للمُعَلّمَات الحوامل وصولاً إلى كيفية تمييز التَّلاميذ المثيرينَ للشَّغَب.



1. يحصل الأشخاص الذين يستيقظون باكراً على وظائف كَمُعَلّمِين بدلاء أكثرَ من نُظرائهم الذين يسهرون

يجب أن يكون المُعَلّمُون البُدَلاء على استعدادٍ لأن يكونَ لديهم جدول زمني مرن جداً، ويساعدهم ذلك إذا كانوا من الأشخاص الذين يستيقظون باكراً. إذ في وقت مبكر من السَّاعة 5:00 صباحاً، يتلقى المُعَلّمُون البُدَلاء مكالمة هاتفية -تلقائية أو من شخص يعمل في مكتب المدرسة- ويقدِّم لهم عملاً في ذلك اليوم. فإذا قبلوا، يكون بين أيديهم ساعة أو ساعتان للخروج من السَّرير، والاستعداد، ومباشرة العمل. تستخدم بعض المدارس الآن نظاماً لإرسال الاشعارات بالبريد الإلكتروني، ولكن المكالمات الهاتفية في الصباح الباكر أكثر فعالية نظراً لطبيعة التَّعليم البديل الذي يتَّسم بحساسية الوقت، وغالباً ما يكون غير متوقَّعاً.

2. الانطباعات الأولى مهمة عندما يتعلّق الأمر بصفتهم مُعَلّمِين بُدَلَاء

وفقاً لكيفن، المُعَلّم البَديل الذي يعمل في مدارس جنوب كاليفورنيا، فإنَّ التَّعامل مع مجموعاتٍ جديدةٍ من الطُّلاب قد يكون أمراً صعباً. "إنَّه لفي غايةِ الصُّعوبة أن تَفرض سلطتكَ في الصَّف المدرسي. فَكما الوافد الجديد، أنت تعتبرُ غريباً".

لفرض سلطتهم على الفور، يقوم بعض المُدَرّسِين البُدَلاء بالتَّحدّث بصوتٍ قوي، ويُظهرون لغةَ جسدٍ واثقة، ويضعون حدَّاً لأيِّ اضطربٍ يحصل في الصفِّ بسرعةٍ وحزم. ولكن بِغَضِّ النَّظر عن مدى ثقة المُدرِّس البديل بنفسه، فإنَّ بعض الطُّلاب سيستفيدون من عدم معرفة المُعَلّم بالصّف. يقول كيفن: "من الصَّعب الابلاغُ عن طالبٍ لا تعرفُ اسمهُ. في حالة المدرسة الثانوية، عادةً ما يكون لديكَ ما بين 30 إلى 38 طالباً لمدة خمس أو ست فترات. وهذا عددٌ كثيرٌ من الطُّلاب الذين قد يرغبون أو لا يرغبون باختبار حدود سلطتهم في ذلك اليوم".

3. المُعَلّمُون البُدَلاء عبارةٌ عن مجموعةٍ منتقاة

تتراوح أعمار المُدَرّسِين البُدَلاء ما بين الخريجين الجامعيين الذين يعملون على نيل شهادة التعليم، وصولاً إلى كبار السِّن المتقاعدين. لكن ما يجمعهم هو حبُّ التَّدريس. تقول بيفرلي -وهي مُعَلّمَة بَدِيْلَة درَّست لأكثر من 56 عاماً- بأنَّ التَّعليم كَبَدِيْلَة يجعلها نشيطة ومتيقظة. "أقوم بذلك من أجل التَّحفيز العقلي بالإضافة لأنَّ ذلكَ يُعَدُّ خِدمةً رائعة. كما يجب عليكَ أن تظلّ متحمساً ومشاركاً مع النَّاس. أجد أنَّ الشَّباب صريحٌ وصادق. والأطفال أضاؤوا لي حياتي".

إلى جانب كونهم مجموعة متنوّعة من الأعمار، يأتي المُعَلّمُون البُدَلاء أيضاً من مجموعةٍ متنوعةٍ من المهن. تقول بيفرلي: "لا يمكنك تصديق عدد المُدَرّسِين الذين اعتادوا أن يكونوا محامين ولكنَّهم لم يتحمَّلوا تلك المهنة". حصل كل شخص ابتداءً من الممرّضات والمضيفات السَّابقات وصولاً إلى المهندسين الكيميائيين على شهادات التَّدريس الخاصة بهم وأصبحوا مُدرسينَ بدلاء، مما أدَّى بهم إلى جلبِ تجربتهم الشَّخصيَّة من العالم الواقعي إلى الصُّفوف المدرسيَّة.

4. يوجد سبب وجيه يجعل وجه المدرس البديل مألوفاً لديك

في مدارس لوس أنجلوس ونيويورك، يعمل العديد من المُمَثِّلين الصَّاعدين كَمُدَرّسين بُدَلَاء، لأنَّه باستطاعتهم موازنة عملهم في التَّعليم مع اختبارات الأداء وجلسات تصوير مشاهدهم القصيرة في الأفلام. ومثلهم مثل الممثلين، يجب أن يكون المُدَرّسُون البُدَلاء قادرين على التَّحدث أمام مجموعةٍ من الناس، والارتجال عندما لا يكون لديهم تعليمات جيدة، وأن يمتلكوا ردَّ فعلٍ سريع عند حدوث خَطْبٍ ما.

إقرأ أيضاً: أهم مهارات المعلّم الناجح وصفاته الأساسيّة

5. المُعَلّمُون البُدَلاء ليسوا من مُحبِّي الإجازات المدرسيَّة

نظراً لأنَّ المُدَرّسِين البُدَلاء لا يحصلون على راتبٍ محدد ويعملون يومياً في وقتٍ واحد، فإنَّ الكثيرَ منهم يواجهون حالة من عدم الاستقرار المالي، خاصَّةً عندما تتكرر العُطلات. "العطلات يمكن أن تكون مدمّرة ماليَّاً"، يوضح كيفن. عندما تكون المدرسة في عطلة لمدة أسبوعٍ، لا يرى المُعَلّمُون البُدَلاء ذلك بمثابة فرصة للاسترخاء. "لأنَّ ما يحدث في الواقع، هو أنَّ رُبعَ راتبك في ذلك الشهر سيتبخَّر"، يقول كيفن.

6. المُعَلّمُون البُدَلاء في جعبتهم حيلٌ لحفظ أسماء الطُّلاب بسرعة

إنَّ مواجهتك لصفٍّ من الوجوه غير المألوفة يعتبرُ أمراً مروعاً، ولكن المُعَلّمُون البُدَلاء في جعبتهم بعض الحيل من أجل حفظ أسماء الطلاب في ومضة عين. بينما يقوم بعض المُدَرّسِين بعمل مخططات جلوس أثناء تسجيلهم لأسماء الحضور من طلابهم، يستخدم البعض الآخر بعض الأساليب التَّذكيريَّة لكي يتذكر ألقاب مثيري المتاعب في الصَّف. تعترف بيفرلي بأنَّها لا تستخدم أي شيء خاص، ولكن كُل ما في الأمر أنَّها تُدَرِّس مادتي الرياضيات والعلوم في المدرسة نفسها، فلذلك هي ترى الأطفال نفسهم عاماً بعد عام. "أرى نفس الصَّغار يتخرَّجون من المدرسة الإعدادية ويدخلون المدرسة الثانوية، لكن لديَّ مخطط جلوس أيضاً. إنَّهم دائماً ما يشعرون بالدَّهشة عندما أعرف أسماءهم".

7. إنَّهم يُحبّون المُعَلّمَات الحوامل

إنَّ المُعَلّمِين البُدَلاء الذين يسعون وراء الأمان الوظيفي يصبحون أشبه بِمَنْ ربح جائزةً في اليانصيب عندما يسمعون بأنَّ إحدى المُعَلّمَات قد أصبحت حاملاً. "في المدرسة التي أعملُ فيها حالياً، هناك مُعَلّمَة تعمل كبديلة عن مُعَلّمَة أخرى في الصف الثاني ذهبت في إجازة أمومة لكامل الفصل الدراسي". يقول كايل، أستاذ العلوم الذي عمل كَمُدَرّس بديل قبل الحصول على وظيفة بدوام كامل في التَّدريس. بالإضافة لحالات الحمل، يمكن أن تُشَكِّل المشاكل الصحيَّة والإصابات الطويلة الأمد فرصةً للمُدَرّسِين البُدَلاء من أجل الحصول على وظيفةٍ ثابتة. تقول بيفرلي أنَّها استلمت في إحدى المرَّات صفَّاً دراسيَّاً لمدةِ فصل كامل، بسبب إصابة مُدرِّسهُ الأساسي بكسرٍ في مفصل الورك.

8. بعض المُعَلّمِين البُدَلاء على دراية تامَّة بالانشغال بالعمل

يصف الروائي نيكلسون بيكر -الذي كتب عن تجربته في العمل متخفيَّاً بصفة مُدَرّس بديل في ست مدارس- الكمَّ الهائل من العمل الذي يجب على الأساتذة البُدَلاء أن يُكَلّفُوا الطُّلاَّب بها: "لقد مَرَّرْتُ أوراق عملٍ لآلاف الطُّلاب". بحسب ما كتبَه في صحيفة نيويورك تايمز. بينما انتقد بيكر ما يسميه بـ "المعرفة الزائفة" وقوائم المفردات التي من المتوقع أن يُجبر المدرس طلابه على حفظها وترديدها، فإنَّ بعض المُدَرّسِين البُدَلاء يقومون بتدريس الدروس كما هو مخطط لها. يشرح كايل، الذي لديه خلفية في الرياضيات والعلوم، أنَّ بعض المُدَرّسِين الأساسيين شعروا بالراحة عندما علموا أنَّه يقوم بالتَّدريس وفقاً لخطة ومنهج التَّعليم، وذلك حتى لا يتراجع مستوى الطلاب. يقول كايل: "أنا أُدَرِّس تلك المادتين وأعطي وظائف للطلاب وفقاً لما قمنا بتغطيته في الصف المدرسي".

لكنَّه يعترف بأنَّه بالنسبة لصفوف المدارس المتوسطة أو الصُّفوف غير العلمية، فإنَّه في بعض الأحيان يعرض شريط فيديو على الأولاد، أو ورقة عمل أو مسابقة للاختبار.

إقرأ أيضاً: 10 طرق يمكن للمعلمين اتّباعها لجعل التعليم أكثر متعة

9.أحياناً سُمْعَةُ المُدَرّس البديل تَسْبِقُ المُدَرّس

بمجرد أن يُعلِّم أحد المُعَلّمِين في نفس المدرسة عدة مرات، يمكنهم عندئذٍ أن يُكَوِّنُوا سمعةً طيبة أو سيئة بين الطلاب. "عندما بدأت التَّدريسَ كبديلٍ لأول مرة، كان عمري 23 أو 24 عاماً، لهذا لم أكن أكبرَ بكثيرٍ من هؤلاء الأطفال -وخاصة أكبرهم سنَّاً- وأعتقد أنَّهم قد رأوا فيني ندَّاً لهم أكثر من مدرس لديه سُلطة عليهم"، يوضِّح كايل.

"اعتقدت وقتها أنَّه إذا أبقيتُ جوَّ الصَّفِ خفيفاً وممتعاً، فسيظهر الطُّلاب تقديرهم واحترامهم. ولكن ليس هكذا يُفكِّر الأطفال. إذا أعطيتهم القليل، فسيريدونَ المزيد. لذا أصبحت أكثر صرامة وأشد حزماً مع مرور الأيَّام".

10. يمكن للمُعَلّمِين البُدَلاء اكتشاف من هم المشاغبين بسرعة

على الرَّغم من أنَّ الأمر قد يبدو واضحاً بالنسبة للطلاب الذين يتحدّثون خارجَ الوقتِ المسموح لهم، أو يجعلون أحدهم يُمضي وقتاً صعباً، إلَّا أنَّ المُدَرّسِين البُدَلاء لديهم طريقة أخرى لتحديد الطُّلَّاب المشاغبين بسرعة. "عادةً، إذا كان لدى المُدَرّس الأساسي طالب مشاغبٌ حقاً، فسيتركُ رسالةَ تحذير للمُدَرِّس البديل. يقول بيفرلي "في بعض الأحيان سيترك المُدَرّس أيضاً قائمة بمن هم الطلاب المفيدون".

11. قد يواجه المُعَلّمُون البُدَلاء سلوكاً غيرَ مناسبٍ من الطلاب

يقول كايل إنَّه نظراً لِصِغَرِ سِنه وطبيعته السَّهلة، حاول بعض الطلاب تخطي الحدود والتَّصرف معه بطريقةٍ غير لائقة: "تحدَّث الطلاب أو قالوا أشياءَ أمامي أعلم يقيناً أنَّهم لن يقولوها أبداً أمام أيِّ مُدَرِّسٍ آخر. إذ طُلب مني ذات مرة أن أذهبَ لحفلةٍ يقيمها بعض الأولاد وأحتفلَ معهم. كما قد حاولت بعضُ الفتيات التَّغزُّلَ بي".

وبينما حاول الطلاب الذكور في أكثر الأحيانِ التَّحدث إليه عن كرة السّلّة، كثيراً ما سألته الطالبات عما إذا كان لديه صديقة.

"كنتُ على وشك فقدان السَّيطرة على الصُّفوف الدراسية في بعض الأحيان. أعترف بأنَّ الأطفال قد يصبحون طائشينَ جدَّاً، وأحياناً يقولون أشياءَ غير لائقة أو مسيئة للطلاب الآخرين من دون خوف من العواقب".

12. يتم تكريم المُعَلّمِين البُدَلاء في يومٍ خاصٍّ في نوفمبر

أنشأت الرابطة الوطنية للتعليم اليوم السَّنوي للمُدَرّسِين البُدَلاء، في ثالث أيَّام الجمعة من شهر نوفمبر من أجل تكريم المُعَلّمِين البُدَلاء في جميع أنحاء البلاد. إلى جانب زيادة الوعي بالعمل الذي يقوم به هؤلاء المُعَلّمُون، فإنَّ يوم المُعَلّمِين البُدَلاء يدعم هؤلاء المُعَلّمِين في محاولةِ الحصول على فوائد تتعلق بالتَّعويضات الصحية وفيما يخص تطورهم المهني وحصولهم على أجورٍ عادلة.

13. يمكن أن يكون للمُعَلّمِين البُدَلاء بصمةٌ دائمةٌ على طُلَّابهم

على الرَّغم من أنَّ معظم هؤلاء المُدَرّسِين لا يرون نفس الطُّلاب يوماً بعد يوم، إلَّا أنَّه يمكن أن يكون لهم تأثير حقيقي على حياة طلابهم. يقول كيفين: "بصفتك شخصاً غريباً، وخاصةً المُعَلّم الأصغر سِنّاً، سوف يستمع الطلاب إليك في كثير من الأحيان كشخص كان منذ مدة ليست بالقصيرة في مكانهم هُم. في بعض الأحيان أتحدث معهم كُلَّ واحدٍ على حدى وأعطيهم منظوراً جديداً حول السَّبب الذي من أجله عليهم أن يهتموا بدراستهم".

ويستمع بعض الطلاب إلى نصائح مدرسيهم البُدَلاء فيما يخص الدراسة والتخطيط للمستقبل. وفقاً لكيفن، اقترب منه الطلاب أثناء السير في القاعات ليشكروه على حثِّه لهم على الحصول على درجات أفضل.

يقول: "هذه التَّجارب قليلة وتَحْدُث على فتراتٍ متباعدة، لكن من الجنون الاعتقاد أنَّه حتى هذه المحادثات الصغيرة مع الطُّلاب يمكن أن يكون لها بالفعل ذلك النَّوع من الانطباع الدَّائم".

 

المصدر




مقالات مرتبطة