12 نصيحة للوصول إلى الاستقرار المالي في حياتك

هل تعاني من سوء إدارة دخلك الشهري؟ هل تشعر أنَّه لا يكفيك، وأنَّك بحاجةٍ إلى المزيد دوماً؟ هل نسفتَ ثقافة الادخار من جرَّاء عدم كفاية دخلك؟ هل يُلبِّي دخلك الجانب النفسي والعقلي والجسدي لديك؟ هل أنتَ دائم الشعور بأنَّك تستحقّ دخلاً أفضل وحياةً أفضل؟ تُرَى هل هناك تصرُّفات تقوم بها تُعرقِل وصولك إلى حالة الاستقرار المادي؟ هل نُفعِّل بأيدينا حالة عدم البركة في دخلنا الشّهري دون أن نشعر بذلك؟ وكيف لنا أن نُدِير أموالنا بحكمةٍ ونصل إلى حالة الاستقرارالمالي؟



سنقدِّم من خلال هذا المقال العديد من النصائح التي من شأنها أن تُوقِظ وعينا وتجنِّبنا سلوكاتٍ معيَّنةٍ تضرُّ بأمننا المالي.

نصائح للوصول الى الاستقرار المالي:

1. هل تعيش في وهم الغنى؟

يُقرِّر الكثير من الأشخاص العيش في مستوىً ماديٍّ أعلى بكثيرٍ من مستواهم المادي الفعلي، بحجَّة أنَّهم يستحقُّون الأفضل في حياتهم، ورغبةً منهم في جذب الغنى إلى واقعهم، فتجدهم يُبادِرون إلى استئجار سيارةٍ فخمةٍ لكي يتنقَّلوا بها، أو يُسارِعون إلى شراء ملابس غالية الثَّمن، غير مبالين بحجم الضغط النفسي والمادي الذي يسبِّبونه لأنفسهم، وغير واعين أنَّهم بتلك التصرُّفات لا يُفعِّلون طاقة الغنى، بل على العكس يُفعِّلون طاقة الفقر؛ لأنَّ التغيير يبدأ من الداخل وليس من المظاهر الخارجية.

عندما يتصالح الإنسان مع واقعه ويتقبَّله كما هو دون رفضه، ويستمتع بدخله الشَّهري أيَّاً كان؛ سيُفعِّل حينها طاقة الغنى والوِفرة.

2. هل تتحرَّى التَّوازن في دخلك الشَّهري؟

يُحمِّل الكثيرون دخلهم الشَّهري الكثير من الأعباء، كأن يرغب شخصٌ ما بشراء سيارة، فيبدأ بدفع قسطٍ شهريٍّ مساوٍ لثلاثة أرباع دخله الشهري، الأمر الذي يُفعِّل حالة الضغط النفسي وطاقة الفقر لديه.

لا يُفعَّلُ قانون الاستحقاق الإيجابي المرتبط بالوفرة إلَّا بإشباع الجوانب الثلاثة للإنسان بالرَّاتب المتاح له حالياً، وعند عدم تحرِّي التوازن في الجوانب الثلاثة، سيشعر الإنسان بالضيق المادي وعدم الاستقرار. على سبيل المثال: إذا كان الدخل الشهري لشخصٍ ما (س) من المال، فيجب على الإنسان أن يُحقِّق التوازن ضمن مجال راتبه المتاح حالياً بين السعي العقلي (الكتب والدورات)، والسعي النفسي (الروحانيات والترفيه)، بالإضافة إلى السعي الجسدي (الغذاء والرياضة)؛ لكن عليه أن يعرف أنَّ العامل المسؤول عن 97% من الاستحقاق هما سعيا النفس والعقل؛ كما لا يجب أن ننسى أنَّ عليه حساب المواصلات، التي يجب ألَّا تتعدَّى 10% من الدخل الشهري، إلى جانب جزءٍ هامٍّ من الراتب من أجل الإدخار (كأن تكون نسبة 5% من الراتب).

بذلك يكون الإنسان واعٍ إلى أهميَّة تفعيل الاستحقاق، ويجذب الوفرة إلى حياته.

3. انتبه إلى ما تبثُّه من طاقة:

يبثُّ الكثيرون طاقة احتياجٍ وشكوى إلى الكون، مستشعرين عدم وجود الوفرة فيه، غير واعين أنَّ ما يبثُّونه من طاقةٍ يُعاد إليهم؛ ممَّا يجعلهم في حالةٍ من الضغط المادي المستمر.

على الإنسان أن يعلم أنَّ الإنفاق هامٌّ جداً من أجل تفعيل حالة الرزق المادي، فعندما يُنفِق الشخص، فكأنَّه يوجِّه رسالةً إلى الكون مفادها: "أنا غني"، ولقد قال تعالى: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [سورة آل عمران: الآية 92]؛ ولا يشمل الإنفاق هنا الشَّق المادي فحسب، بل الشق المعنوي أيضاً، فيعدُّ كلٌّ من الاهتمام بالآخر وقول الكلمة الطَّيبة والابتسام؛ إنفاقاً.

4. هل عليك ديونٌ غير مُسدَّدة؟

احرص على الوفاء بديونك قبل كلِّ شيء، حيث تعدُّ الديون من حقوق الآخرين الواجب صونها، فعندما تؤجِّل سدادها لأصحابها، فأنتَ تجعل من نفسك عرضةً إلى الطاقة السلبية والهموم والمشكلات المادية؛ لذلك عليك التواصل مع الأشخاص الدَّائنين، وترتيب خطَّةٍ معيَّنةٍ للسداد، والالتزام بها تماماً.

5. هل أنت مُسرِف؟

هل تهدر في استهلاك الطَّعام، والماء، والكهرباء، وغيرها؟ عليك إذاً الانتباه إلى مصاريفك، بحيث تصرف ضمن حدود حاجتك، وليس أكثر منها.

عليك اتباع خطوةٍ هامَّةٍ جداً في طريق الوصول إلى الاستقرار المادي، وهي: "الصَّدَقَة"؛ وذلك بدلاً من الإسراف. نعم، تصدَّق من دخلك الشهري مهما كان حالياً، فمن شأن ذلك أن يفتح لك أبواب الرزق والبركة.

إقرأ أيضاً: نصائح مهمة تساعدك على توفير أموالك بعيدًا عن الإسراف

6. هل تَسرِق الآخرين؟

هل تستغلُّ الآخرين لتُحقِّق فائدةً من ورائهم دون أن تدفع ثمن تلك الفائدة؟ هل تستعير كتاباً من صديقك ولا تُرجِعه إليه؟ هل تحمِّل الكثير من الكتب من الإنترنت دون الرجوع إلى أصحابها والتحقُّق من مجانيَّة نشرها؟ هل سبق وسرقت فكرة مشروعٍ من صديقك؟

من شأن هذه التصرُّفات أن تُعرقِل وصولك إلى الاستقرار المادي؛ لأنَّها تحتوي على حقوق الآخرين التي من المفترض أن تكون مُصانة.

7. هل تَعِي ثقافة الادخار؟

يعدُّ الادخار من أهمِّ أدوات الاستقرار المادي وتفعيل الاستثمار والثروات؛ لذلك عليك اقتطاع جزءٍ من دخلك الشهري من أجل الادخار، ووضعه في حسابٍ بنكيٍّ بحيث لا يكون في متناول يدك وتصرفه.

يدّخِر العقلاء جزءاً من دخلهم أولاً، ثمَّ يصرفون الباقي؛ أمَّا المتهورين فيصرفون المال أولاً، ثمَّ إن بقي من الدخل شيئاً يدَّخرونه (وغالباً لا يبقى منه شيء).

شاهد بالفيديو: كيف تضع ميزانية تساعد على الادّخار؟

8. هل تكتب مصاريفك؟

ستنخفض مصاريفك بشكلٍ ملحوظٍ بمجرَّد أن تكتبها بدقَّة، ويمكنك استخدام تطبيقاتٍ مُصمَّمةٍ لهذا الغرض على الجهاز الخليوي؛ وتحديد ما اشتريته من حاجيَّاتٍ غذائيَّةٍ أو تنظيفيَّة، أو ما دفعته من فواتير، وغيرها.

يُفضّل أن يكون شراؤك للأغراض بشكلٍ أسبوعيٍّ أو شهري؛ لضبط المصروف بصورةٍ أقوى.

9. هل تحفظ مصاريفك الثابتة؟

يجب على الإنسان الوعي التام بحجم مصاريفه الثابتة مثل: إيجار المنزل، وفواتير الماء والكهرباء والاتصالات، والطعام والشراب، والمصاريف الأخرى التي لا غنى عنها شهرياً؛ وعليه أن يقتطع مبلغ الادخار والمصاريف الثابتة من دخله الشهري مباشرةً، ثمَّ يتصرَّف بالباقي، ويُطلِق عليه اسم "المصاريف المتغيِّرة".

10. ماذا عن ضبط مصاريفك المتغيِّرة؟

على الإنسان أن يضبط المصاريف المتغيِّرة قدر الإمكان، مثل: الرحلات الترفيهية، والملابس، والإكسسوارات، والنوادي، والمطاعم، وغيرها؛ بحيث يضع لها ميزانيةً محدَّدةً من بداية الشهر، ويرتِّبها وفقاً للأولويَّة لهذا الشهر.

11. هل لديك صورةٌ ذهنيةٌ عن أحلامك المادية؟

تعدُّ كتابة أحلامك وتصوُّرها، أول خطوةٍ في طريق استقرارك المادي؛ فمهما كان وضعك المالي الحالي، اسمح لخيالك بالإبداع والتجلِّي.

اكتب بالتفصيل الشكل الذي سيبدو عليه منزل أحلامك، واكتب ما تطمح له من استثمارات، فكلَّ الناجحين بدأت ثرواتهم بفكرةٍ وصورةٍ ذهنيَّة.

12. هل تطمح إلى الحريَّة المالية؟

تأكَّد أنَّ هناك أربع مستوياتٍ للوضع المالي للإنسان، وهي:

  1. الفقر: عندما يكون دخل الإنسان أقلَّ من مصاريفه.
  2. الأمان المالي: عندما يكون دخل الإنسان مساوياً مصاريفه.
  3. الاستقلال المالي: عندما يكون دخل الإنسان أعلى بقليلٍ من مصاريفه.
  4. الحريَّة الماليَّة: عندما يكون دخل الإنسان أعلى بأضعافٍ من مصاريفه. وهدف كلِّ إنسانٍ الوصول إلى حالة الحريَّة الماليَّة.

لذا اسعَ إلى استثمار مواهبك وشغفك، واستخدم ما ادَّخرته من أموالٍ في ذلك، واحرص على أن تُقدِّم قيمةً إلى النّاس؛ إذ لن يصبَّ حصولك على المال دون قيمةٍ مُحقَّقةٍ في خدمة رسالتك السامية، ولن يكون له معنى.

تأكَّد أنَّ البداية ستكون مُتعِبة، لكنَّها تستحق السعي والصبر، وستصل بعد ذلك بجهودك ورغبتك إلى الحرية المالية.

تقبّل وضعك الحالي أيَّاً كان؛ لأنَّ الرضا والتقبل انطلاقةُ كلِّ تطوّرٍ وتغييرٍ في الحياة.

الخلاصة:

الاستقرار المالي مرهونٌ بأفكارك وقراراتك وسلوكاتك؛ لذا ابدأ مراقبة ذاتك وحياتك، لكي تتعرَّف على مواطن الخلل التي تُعرقِل وصولك إلى حالة التوازن المالي، واعلم أنَّ وسيلتك للوصول إلى الرِّزق المالي هامَّةٌ وفارقة؛ لذلك، اتبع في أثناء سعيك إلى الثَّراء وسيلةً تُضفِي قيمةً ومنفعةً على حياة الآخرين.

 

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة