12 نصيحة لتحسين مهاراتك في التحدُّث أمام الجمهور

سواء كنت هاوياً أم متمرِّساً في فنِّ الخطابة، فإنَّ هناك مجالاً دائماً لتحسين مهاراتك في العروض التقديمية، واكتساب المزيد من الثقة بالنفس، والشعور بالراحة أمام الجمهور، فيمكن لهذه المهارات أن تساعدك أيضاً في علاقاتك اليومية، المهنية منها والشخصية، لأنَّ هذه المهارات ستجعلك تشعر بالراحة والثقة بالنفس في أثناء التحدُّث مع أي شخص.



في هذا المقال سنقدِّم لك 12 نصيحة ستحسِّن من مهارتك في أداء العروض التقديمية، وهذه النصائح طبَّقها أشخاص محترفون في التحدُّث أمام الجمهور والعروض التقديمية، وهي التي ساعدتهم على النجاح في مسيرتهم المهنية؛ فهي مفيدة لتحسين مهارتك في العروض التقديمية، وستنعكس إيجاباً على قدرتك في إجراء محادثات مفيدة أكثر في العمل وأيضاً في خطاباتك أمام حشد كبير من الناس.

1. تدرَّب:

لطالما سمعنا هذه المقولة: "التدريب يؤدي إلى الإتقان"، وهذا صحيح، وخاصةً عندما يتعلَّق الأمر بالتحدُّث أمام الجمهور؛ إذ يساعدك التدريب على تقوية مهاراتك في إلقاء العروض التقديمية، وإتقان الخطاب الذي ستلقيه أمام الجمهور، وتحديد نبرة الصوت المناسبة ولغة الجسد والأوقات التي يجب أن تتوقف فيها عند كلمة ما، وغيرها من المهارات التي يمكنك استخدامها لتقديم عرض لا يُنسى.

مع أنَّ الأمر قد يبدو مضيعةً للوقت، ومزعجاً بعض الشيء في البداية، فإنَّ التدريب يجنِّبك الوقوع في التوتر الذي يجعلك تريد إنهاء خطابك فحسب دون الاهتمام بجودة أدائك؛ بمعنى آخر، كلما تدرَّبت شعرت براحة أكبر في العرض؛ لذا، ضع في حسبانك القيام بما يأتي لمساعدتك على التدرُّب:

  • كتابة ملخَّص يتضمَّن النقاط الرئيسة في خطابك بحيث يمكنك الرجوع إليه.
  • الطلب من صديق أن يأخذ دور الجمهور وأنت تتدرَّب، والطلب منه تقديم تغذية راجعة دون مجاملة.
  • تصوير نفسك في أثناء التدرُّب، وتسجيل الملاحظات بخصوص الأشياء التي يمكنك تحسينها في أدائك.

مع أنَّ إلقاء الخطاب قد يؤدي إلى كثيرٍ من التوتر، فإنَّ التدرُّب سيساعدك على تهدئة أعصابك وتحسين مهارتك في الإلقاء، وذلك لأنَّ النقاط الأساسية للخطاب قد أصبحت راسخة في عقلك، الأمر الذي يمنحك هدوءاً وثقةً عند العرض التقديمي الفعلي.

2. استخدم وسائل الإيضاح البصرية:

حياتنا مليئة بالأمور التي يمكن أن تشتِّت انتباهنا، ومعظمنا لا يستطيع التركيز على شيء واحد فقط لفترة طويلة، ولهذا ستساعدك وسائل الإيضاح البصرية على جذب انتباه الجمهور في أثناء إلقاء الخطاب.

يمكن أن تساعدك وسائل الإيضاح البصرية؛ مثل المخططات، والرسوم البيانية، والصور، ومقاطع الفيديو، على جذب انتباه الجمهور في أثناء تقديم العرض، وبالنظر إلى أنَّ أكثر من 65% من سكان العالم يستخدمون الوسائل البصرية للتعلُّم، فإنَّ وسائل الإيضاح البصرية ستساعدك على إيصال رسالتك، ويمكن أن تكون وسائل الإيضاح هذه شعاراً مضحكاً أو صوراً تتَّسم بالطابع الجاد، ولكن بالمجمل فإنَّ الغاية من هذه الوسائل هي إثارة المشاعر، وتعزيز مضمون الخطاب.

3. ادرس الموضوع الذي اخترته بعناية:

مهما كان الموضوع الذي تتحدث عنه، أتقنه، ادرس وابحث التوجهات الحالية في المجال الذي تتحدث عنه في خطابك، واستعدَّ للإجابة عن الأسئلة المُحتملة؛ إذ يساعدك الفهم وامتلاك الشغف في موضوعك على بناء الثقة، وإيصال فكرتك إلى الجمهور دون تكلُّف أو عناء، أمَّا بالنسبة إلى الجمهور، فإنَّه سيستوعب فكرتك بطريقة أفضل عندما يثقون بأنَّك تعرف ما تتحدث عنه.

4. استخدم لغة الجسد وتفاعل مع الجمهور بحماسة:

إذا كان هدفك تقديم عرض تقديمي لا يُنسى وجذَّاب، فيجب أن تجعل شخصيتك تتألَّق، فيمكن أن تزداد مصداقيتك لدى الجمهور إذا تمكَّنت من جعلهم يتفاعلون معك بشغف؛ لذلك حاول أن تتواصل مع جمهورك من خلال الدعابات والاقتباسات التي ألهمتك والمشاعر التي أحسست بها بقوة.

إنَّ إلقاء خطاب لا يعني فقط التحدُّث من خلال الكلام، بل يجب أيضاً استخدام لغة الجسد والتفاعل مع الجمهور بصدق، فعندما تُظهر لمحة عن شخصيتك الحقيقية للجمهور، فإنَّهم سيتفاعلون معك بصدق، وسيعيشون تجربة لا تُنسى، وستجد أنَّك تثير اهتمامهم عندما يشعرون أنَّه يمكن التواصل معك تواصلاً حقيقياً.

شاهد بالفيديو:6 نصائح للتحدث بثقة أكبر أمام الجمهور

 

5. تحدَّث بهدوء ووضوح:

يميل الناس إلى التحدُّث بأسلوب أسرع عندما يكونون متوترين، في حين يمكن أن يساعد التدريب على تهدئة أعصابك، إلا أنَّه يجب أن تتذكَّر أيضاً أن تتحدث بهدوء عند إلقاء الخطاب، ولا تنسَ أن تتنفَّس، واحرص على نطق الكلمات نطقاً صحيحاً، وتوقَّف عند النقاط الرئيسة التي تريد التأكيد عليها لإبقاء الجمهور متفاعلاً معك؛ إذ يساعد التوقف عند النقاط الهامة في الوقت المناسب على الحفاظ على وتيرتك وإيقاعك.

6. حافظ على رطوبة جسمك:

إذا سبق لك أن رأيت شخصاً يتحدَّث أمام جمهور فمن المُحتمل أنَّك رأيت كوب ماء بالقرب منه، وذلك لأنَّ التوتر يسبب جفافاً في الفم وهو نتيجة شائعة للقلق، وإحدى الأسباب الأخرى هو أنَّ التحدُّث لفترة طويلة قد يصيب حلقك بالجفاف أو الالتهاب.

لذلك، احتفظ بكوب من الماء بالقرب منك، فهذا يساعدك على مواصلة الكلام، كما أنَّ رشفة من الماء تمنحك لحظة لالتقاط أنفاسك، واستعادة التركيز على موضوعك إذا كنت تشعر بالتوتر، وأيضاً إنَّ شرب كمية كافية من الماء قبل يوم العرض يساعدك على تجنُّب الشعور بالدوار في أثناء العرض التقديمي.

7. استرخِ:

الاسترخاء هو أحد مهارات الأداء الضرورية، فكون جسدك وعقلك هادئين يساعدك على أن تبقى هادئاً ومركِّزاً وتحافظ على مستوى أداء احترافي؛ لذا خذ شهيقاً وزفيراً وثق بنفسك واسترخِ، وتمدَّد وتخلَّص من أي تشنج في جسدك، فيجب أن تشعر بالاسترخاء والهدوء في أثناء العرض التقديمي.

يجب أن تُظهر لغة جسدك مقدار شعورك بالراحة والثقة، والطريقة الرائعة لزيادة هرمون الإندروفين وتخفيف القلق قبل العرض هي من خلال ممارسة التمارين الرياضية؛ لذا امشِ لمسافات طويلة، أو مارس أي نوع من الرياضة أو بعض اليوجا في المنزل؛ إذ إنَّ أي نوع من الرياضة سيساعدك على تحسين تدفق الدم، الأمر الذي يؤدي إلى شعورك بالاسترخاء في أثناء الخطاب.

أيضاً التأكُّد من أنََّك على معرفة تامة بالموضوع الذي تتحدث عنه، يساعدك على تخفيف التوتر، وهذا هو السبب في أنَّ التدريب هو جزء هام من العرض التقديمي الناجح، وذلك لأنَّه يعزِّز من ثقتك بنفسك.

8. اجعل الخطاب أقرب إلى تبادل حوار مع الجمهور:

يحب الناس أن يشعروا بأنَّ صوتهم يلقى آذاناً صاغية، وأنَّهم جزء من المحادثة، فغالباً ما تبدو العروض التقديمية أُحادية الجانب، لكن لا يجب أن تكون كذلك، وللحفاظ على تفاعل الجمهور، وجعل خطابك تجربة لا تُنسى يجب عليك أن تجعلهم طرفاً في المحادثة؛ فاسألهم عما يفكِّرون فيه، واستطلع آراءهم، ووجِّه لهم أسئلة هادفة، فمن خلال هذه الطرائق ستعزِّز من مشاركتهم وتفاعلهم معك.

إذ سيسمح لك التفاعل مع الجمهور بالتواصل العميق معهم، ومن ثمَّ سيظهر أنَّك تهتم بأمرهم، وهذا سيسمح لك بمعرفة ما يتطلَّع جمهورك إلى اكتسابه من خلال مشاهدة عرضك التقديمي، ومن ثمَّ ستجري التعديلات اللازمة لتمنحهم ما يطمحون له.

9. استطلع الموقع وأجرِ التعديلات الضرورية:

أينما كنت تقدِّم عرضك، سواء في فندق، أم قاعة مؤتمرات، أم على تطبيق "زووم" (Zoom)، احرص على الحضور قبل العرض الفعلي لتتفحَّص الموقع؛ إذ سيساعدك هذا على الشعور براحة أكبر عندما يحين وقت العرض الفعلي.

فيما يأتي بعض العناصر التي يجب التحقق منها في موقع العرض:

  • درجة الحرارة في القاعة، هل هي شديدة الحرارة، أم شديدة البرودة، أم معتدلة؟
  • هل ستكون الإضاءة موجهة عليك مباشرة، ومن ثمَّ هل تحتاج هذه الإضاءة للتعديل بحيث لا تتركَّز على عينيك مباشرةً؟
  • هل تعمل كل التجهيزات عملاً صحيحاً؟
  • هل هناك خلفية على المنصة؟
  • هل يوجد ضوضاء خارجية يمكن أن تشتِّت انتباهك عن العرض الذي تقدَّمه؟
  • هل يوجد شاشة تلقين، وهل يمكنك رؤيتها بوضوح من موقعك على المنصة؟
  • هل جهاز الإسقاط مجهَّز بحيث يمكنك من استخدام وسائل الإيضاح البصري؟

10. كن ودوداً:

على الرَّغم من أنَّك قد تكون خبيراً في الموضوع الذي تقدِّمه، فمن الضروري أن تظلَّ ودوداً ولطيفاً مع جمهورك؛ لذا اجعل المحادثة سهلة، واستخدم كلمات يمكن للجميع فهمها، واشرح المفاهيم المعقدة باستخدام عبارات سهلة.

استخدم الأمثلة لإجراء مقارنات يمكن للجميع فهمها، وكن مستعداً لتقديم مزيد من الإيضاحات عندما يطلب الجمهور، ويجب عليك التأكُّد من أنَّ جمهورك يشعر بالفهم والاحترام عندما تتواصل معهم؛ لذا ركِّز على الموضوع وابقَ ودوداً مع جمهورك.

11. ابدأ واختم خطابك بطريقة مؤثرة:

هناك كثيرٌ من الطرائق لبدء الخطاب وإنهائه، ولكن القليل من هذه الطرائق يكون مؤثراً تأثيراً فعلياً؛ إذ يمكن أن يكون الانطباع الذي تتركه لدى جمهورك في بداية الخطاب ونهايته من أكثر الأجزاء التي ترسخ في ذاكرتهم، فالانطباع الأول إذا كان صحيحاً سيؤدي إلى جذب الجمهور على الفور، ويمكن لجملة أو قصة رائعة أن تجذب انتباه الجمهور منذ البداية.

يمكن لكلماتك الأخيرة أن تترك انطباعاً راسخاً لدى الجمهور، فيمكن أن تكون تلخيصاً لمجمل الخطاب، ومن ثمَّ تختم بعبارة تحثُّ فيها المستمعين على اتخاذ إجراء، كما يمكنك إنهاء الخطاب باستنتاج من القصة التي بدأت بها خطابك، وتعدُّ هذه طريقة جيدة لإنشاء سرد في العرض التقديمي؛ إذ ستجعل البداية والخاتمة القوية لخطابك من عرضك التقديمي عرضاً لا يُنسى.

إقرأ أيضاً: قائمة نصائح شاملة من "برايان تريسي" في مجال الحديث أمام الجمهور

12. ضع خطة لمواجهة الظروف الاستثنائية:

لا تسير الأمور دائماً كما خطَّطنا لها، فلا يمكننا التحكُّم بكل شيء دائماً، وبالنسبة إلى عرضك التقديمي فقد تواجه مشكلات تقنية، أو مشكلات تتعلَّق بمكان العرض، أو شيئاً يحدث مع الجمهور، ومهما تكن المفاجآت تأكَّد من استعدادك لما هو غير متوقع، وأنشِئ خطة طوارئ لمثل هذه اللحظات.

إذا سبق لك أن رأيت عرضاً تقديمياً، وحدث فيه ما هو غير متوقع، فربما تكون قد لاحظت أنَّ مقدِّم العرض المهيَّأ جيداً يظل هادئاً، ويمكنه إيجاد روح الدعابة في الموقف، وستلاحظ أنَّ لغة جسده تبقى هادئة، وأنَّه لا يفقد توازنه النفسي، ويستطيع تحويل الموقف إلى فرصة للتفاعل مع الجمهور.

قد يُكتسب هذا النوع من الثقة من خلال التدريب، ويمكنك أنت أيضاً تحسين ثقتك بنفسك من خلال التدرُّب على رد الفعل الصحيح في اللحظات التي تخرج فيها الأمور عن المتوقع؛ إذ ستساعدك معرفة كيفية التعامل مع الموقف الحرج على الشعور بمزيد من الاسترخاء والثقة خلال العرض التقديمي بأكمله.

إنَّه لمن السهل أن تقول لنفسك أنَّك ستحافظ على هدوئك مهما يكن، إلا أنَّه من الصعب تطبيق هذا الأمر عملياً دائماً، فحتى أفضل المتحدثين يشعرون بالتوتر، وفي حين أنَّه يمكن أن تؤدي العروض التقديمية وإلقاء الكلمات على المسرح وأمام الجمهور إلى التوتر فعلاً، إلا أنَّه بمقدورك استثمار هذا القلق، وتحويله إلى نوع من الحافز، بمعنى أن تسخِّر طاقتك العصبية وتحولها إلى حماسة وكاريزما جذَّابة.

إقرأ أيضاً: التحدُّث أمام الجمهور بشكل مقنع ومفعم بالثقة

في الختام:

استخدم هذه النصائح وسترى أنَّ مهارات التحدُّث أمام الجمهور تتحسَّن لديك بأضعاف مضاعفة، وهذه النصائح فعَّالة حتى في مجال التحدُّث مع فريق العمل الخاص بك، لأنَّها في النتيجة تساعدك على كسب المزيد من الثقة بالنفس، والشعور بأنَّك مستعد للمشاركة في أي حدث عام، وهي أيضاً مفيدة للتواصل في الحياة اليومية وأيضاً مساعدتك على تحسين حياتك المهنية؛ لذا طبقِّها وشاهد كيف تتألَّق، واستمتع بالنتائج المذهلة التي ستحصدها.

المصدر




مقالات مرتبطة