12 عادة بسيطة تجعل الناس أكثر نجاحاً

وجدت دراسةٌ أُقيمت في جامعة ستراير أنَّ أغلب الناس يظنّون النجاح هو تحقيق أهدافهم الشخصية. يُسعِد الأشخاصُ الأكثرُ نجاحاً أنفسَهم من خلال إخراج أهدافهم الشخصية إلى العلن، وينجحون -بشكلٍ متزامنٍ- في مجالاتٍ مختلفةٍ في الحياة مثل: صداقاتهم، وصحتهم الجسدية والعقلية، وعائلاتهم، ووظائفهم (التي لا يجيدونها فحسب، بل ويستمتعون بالقيام بها أيضاً).



وجدت الأبحاث التي قامت بها مؤسسة (TalentSmart)، وهي مؤسسةٌ ناشطةٌ في مجال اختبار الذكاء العاطفي، مع أكثر من مليون شخصٍ: أنَّ للأشخاص فائقي النجاح الكثير من القواسم المشتركة. بالأخص، أنَّ 90% منهم ماهرون في التحكم بعواطفهم وإدارتها للحفاظ على تركيزهم، وهدوئهم، وإنتاجيتهم.

يمتلك هؤلاء الأشخاص نسبة ذكاءٍ عاطفيٍّ (EQ) مرتفعة، وهي ميزةٌ حاسمةٌ لتحقيق أحلامهم.

ورغم وجود العديد من الاستراتيجيات الفعَّالة التي يوظِّفها الأشخاص الفائقو النجاح من أجل تحقيق أهدافهم، إلَّا أنَّ ما سنتكلَّم عنه هنا هو 12 من أفضل هذه الاستراتيجيات. قد يبدو بعضها واضحاً، ولكنَّ التحدي الحقيقي يكمن في معرفة الوقت المناسب لاستخدامها، وفي امتلاك المقدار الكافي الذي يجعلها قابلةً للتطبيق على أرض الواقع:

1- إنَّهم هادئون:

إنَّ هؤلاء الأشخاص هادئون؛ ذلك لأنَّهم يستمرُّون بالانتباه إلى مشاعرهم، ويفهمونها، ويستخدمون هذه المعرفة في اللحظة المناسبة للتعامل مع المواقف الصعبة التي تحتاج إلى ضبط النفس؛ كما أنَّهم يحافظون على هدوئهم عندما تسوء الأمور بشكلٍ محبط (على الأقل لهؤلاء الذين لا يشبهونهم)، ويعرفون أنَّه -بغضِّ النظر عن مدى جودة أو سوء الأشياء- فإنَّ كلَّ شيءٍ يتغيَّر مع الوقت، وأنَّ جلَّ ما يمكنهم القيام به هو التكيُّف والتأقلم، للحفاظ على سعادتهم وعلى قدرتهم على التحكُّم.

2- إنَّهم يعرفون أكثر:

يعرف هؤلاء الأشخاص أكثر ممَّا يعرفه الآخرون؛ لأنَّهم يعملون باستمرار لزيادة وعيهم، ويعاهدون أنفسهم بالتقدُّم الدائم، لذلك يملؤون وقت فراغهم كلَّما وجدوه، بالتعليم الذاتي.

هم لا يقومون بذلك لأنَّه "الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله"، بل يقومون به لأنَّه شغفهم. كما أنَّهم في حالة بحثٍ دائمةٍ عن فرصٍ ليحسِّنوا أنفسهم، وعن أشياء جديدةٍ ليتعلَّموا عن أنفسهم وعن العالم المحيط بهم. ولا يهتمُّون إذا كانوا سيبدون أغبياء، لذلك يطرحون الأسئلة التي تدور في خلدهم، ويفضِّلون أن يتعلَّموا شيئاً جديداً بدلاً من التظاهر بالذكاء.

3- إنَّهم متأنون:

يتوصَّل هؤلاء إلى اتخاذ القرارات بالتفكير في الأشياء، واستشارة الآخرين، والتمعُّن في مشورتهم. إنَّهم يعلمون -كما تظهر الدراسات- بأنَّ الاعتماد الزائد على الغريزة المتهوِّرة غير فعَّال ومُضلِّل، وبأنَّه يمكن لميِّزة التمهُّل واستخدام التحليل المنطقي أن تُحدِث فارقاً كبيراً.

4- يتحدَّثون بثقة:

نادراً ما تسمع مثل هؤلاء يتفوَّهون بأشياء مثل: "إم..."، "أنا لست متأكداً"، أو "أعتقد..". فهم يتحدَّثون بحزمٍ؛ لأنَّهم يعلمون أنَّه من الصعب أن تجعل الناس يستمعون إليك إذا لم تستطع أن توصل أفكارك بإيمانٍ راسخ.

إقرأ أيضاً: 8 طرق مهمة لتتحدث بثقة ولباقة أمام الناس

5- يستخدمون لغة جسد إيجابية:

معرفتك بإيماءاتك وتعابيرك ونبرة صوتك، والتأكُّد من أنَّها إيجابية؛ يجذب الناس إليك، كما ينجذب النمل إلى السكر. استخدامك لهجةً حماسيةً، وعدم عقد ذراعيك، والحفاظ على التواصل البصري، والانحناء باتجاه الشخص المتحدِّث؛ كلُّها من أشكال لغة الجسد الإيجابية التي يستخدمها هؤلاء لجذب الآخرين. يمكن للغة الجسد الإيجابية أن تكون فائقة التأثير على أيِّ محادثة، لأنَّ كيفية قولك لشيءٍ ما قد يكون أكثر أهميَّةً من الكلام ذاته.

6- يخلِّفون انطباعاً أوليَّاً قوياً:

تُظهِر الأبحاث أنَّ معظم الناس يقرِّرون ما إذا كانوا يحبونَّك أو لا، خلال الثواني السبع الأولى من لقائك، ثمَّ ينصرفون الى إيجاد المبرِّر الداخلي لردِّ فعلهم هذا. قد يبدو هذا مريباً، لكن يمكنك الاستفادة من معرفته في فهم آلية استجابة الناس إليك. ترتبط الانطباعات الأولى ارتباطاً وثيقاً بلغة الجسد الإيجابية، لذا يمكنك من خلال الوقفة الواثقة، والمصافحة المتينة، والابتسامة، والذراعين المفتوحين؛ أن تترك انطباعاً أولياً جيداً.

إقرأ أيضاً: كيفية ترك انطباع أوليّ عظيم

7- يسعون إلى تحقيق انتصارات صغيرة:

يحب أن يتحدَّى الأشخاص الناجحون أنفسهم، وأن يتنافسوا معها، حتَّى وإن أثمرت جهودهم عن انتصاراتٍ صغيرةٍ فقط. تُعزِّز الانتصارات الصغيرة مستقبِلات أندروجين جديدةً في مناطق الدماغ المسؤولة عن المكافأة والتحفيز، وازدياد عدد مستقبلات الأندروجين يزيد تأثير هرمون التستوستيرون، وهذا الأخير يزيد بدوره من الثقة والتوق إلى مواجهة التحديات المستقبلية. يمكن لاستمرار شعور الثقة بالنفس تحقيق سلسلةٍ من الانتصارات الصغيرة.

8- إنَّهم لا يخافون:

ليس الخوف أكثر من عاطفةٍ طويلة الأمد تغذِّيها مخيلتك. إنَّه التدفُّق المزعج للأدرينالين، والذي يحدث معك عندما تكون على وشك أن تمشي أمام حافلة. "الخوف خيار"، يعرف الناس الاستثنائيون ذلك أفضل ممَّا يعرفه أيُّ شخصٍ آخر، لذلك يواجهون الخوف. وبدلاً من ترك الخوف يتغلَّب عليهم، فإنَّهم يدمنون شعور البهجة عند تغلُّبهم على مخاوفهم.

إقرأ أيضاً: ما هو الخوف؟ وكيف تحوّله إلى حافز يدفعك للأمام؟

9- إنَّهم رؤوفون:

الناس الرقيقون هم المزيج المثاليُّ بين القوَّة والرفق. لا يلجؤون إلى التخويف أو الغضب أو التلاعب للحصول على مكسب؛ لأنَّ طبيعتهم اللطيفة وثقتهم بأنفسهم، تمكِّنهم من القيام بذلك. تحمل كلمة لطيف -غالباً- دلالةً سلبيَّة (خاصةً في مكان العمل)، لكن في الواقع، يستمدّ الناس الناجحين القوّة من الدّماثة المتولدة من كونهم أشخاصاً رؤوفين. إنَّهم ودودون، ومحبوبون ومن السهل التعامل معهم، تجعل كلُّ هذه الصفات الناس ينقادون وراء أفكارهم بقوة.

10- إنَّهم صادقون:

يثقُ هؤلاء بأنَّ الصدق والنزاهة -وإن كانا مؤلمين أحياناً- يقودان للأفضل على المدى الطويل. هم يدركون أنَّ الصدق يمكن أن يمكِّنهم من التواصل الحقيقي مع الناس بدون اللجوء إلى الكذب، ويعلمون بأنَّ الكذب دائماً ما ينقلب عليهم في النهاية. في الواقع، أظهرت دراسةٌ أنَّ الأشخاص الذين يكذبون كثيراً، يعانون من مشاكل في الصحة العقلية، بالمقارنة مع نظائرهم الأكثر صدقاً.

11- إنَّهم شاكرون:

يعرف الأشخاص الأكثر نجاحاً بأنَّ الوصول إلى المكان الذي وصلوا إليه في الحياة، يتطلَّب الكثير من الطموح والشغف والعمل الشاق. هم أيضاً يعلمون أنَّ مرشديهم، وزملاءهم، وعائلاتهم، وأصدقاءهم يلعبون دوراً هامَّاً في نجاحهم. فبدلاً من الاستمتاع بأمجاد الإنجاز، يعترف الأشخاص الناجحون بالأشياء الرائعة التي قام بها الآخرون من أجلهم.

12- إنَّهم يُقدّرون ما لديهم:

للناس الاستثنائيين الحقيقيين القدرة على إنجاز الكثير؛ لأنَّهم يعرفون أهمية الإبطاء وتقدير ما لديهم حقَّ قدره. إنَّهم يدركون أنَّ قدراً كبيراً من إيجابيتهم ومثابرتهم وتحفيزهم، يأتي من قدرتهم على التواضع، ومن تقدير الفرص التي وهبتها لهم الحياة حتَّى الآن.

يمكن لهذه العادات أن تجعل أيَّاً منَّا أكثر نجاحاً في حال استخدمناها يومياً. جرِّبها لترى أين يمكنها إيصالك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة