12 طريقة لتقوية عزيمتك

هل تريد إنقاص الوزن، ولكنَّك تأكل بكثرة؟ وهل تريد ممارسة الرياضة، ولكنَّك تفتقر إلى النشاط والحيوية؟ وهل ترغب في البدء بمشروع، ولكنَّك تؤجل ذلك إلى يوم لا تكون فيه متعباً جداً؟



إنَّ أحلامنا ونوايانا الحسنة قوية وحقيقية وتعِدُنا بعيش حياة أكثر سعادةً، وتجعلنا في حال أفضل بحيث نشعر بالفخر والإنجاز، لكن حين تدق ساعة العمل، نعجز عن اتخاذ أصغر الإجراءات ونُصاب بخيبة أمل.

إذا كنت تنوي تكوين عادة جيدة أو التخلي عن عادة سيئة أو تحقيق هدف أو إكمال مشروع وفشلت في ذلك، فأنت لست وحدك؛ إذ يواجه الجميع تقريباً صعوبة في المحافظة على عزمهم ومتابعة ما يفعلونه، حتى الأشخاص المنضبطون لم يولدوا بهذه الطريقة، فإنَّها مهارة مكتسَبة تتطلب الممارسة والمعرفة المحددة للبدء بها.

عندما تتقن عملية البدء بأي شيء ولكنَّك تفشل في إكماله، فإنَّ تقديرك لذاتك سينخفض لا محالة، وعندما تفكر بنفسك بطريقة سلبية تقول: "أنا ضعيف، وأنا كسول، وهذا الأمر صعب جداً بالنسبة إليَّ"، غالباً ما تتسلل هذه الأفكار إلى ذهنك لتضعف ثقتك بنفسك وعزيمتك، ولحفظ ماء الوجه، قد تضع بعض الأعذار وتقول إنَّك مشغول جداً أو لست على ما يرام أو لا تحتاج فعلاً إلى التغيير.

من المُعتقَد أنَّه يوجد شخصان داخل كل شخص فينا، أحدهما يريد الأمور المريحة والسهلة وغير المعقدة والمرضية التي لا تتغير، والآخر لن يسمح للأول بالرضى عن الوضع الراهن، إنَّه الشخص الذي يواصل محاولة التغيير الإيجابي والنمو وتحسين الحياة، وهذان الشخصان في صراع دائم، وغالباً ما يكسب الشخص الأول المُتقبِّل للوضع الراهن.

إذاً، كيف يمكن للمرء أن يعزز دور الشخص الثاني الذي يسعى إلى التغيير بعزم على التغلب على الشخص المُتقبِّل للوضع الراهن؟ وكيف يمكن للمرء أن يتغلب على المقاومة والقصور الذاتي وعدم الراحة التي تُعَدُّ استجابة لأي شيء جديد وصعب؟

أنت تعلم أنَّه من الممكن القيام بذلك؛ لأنَّك رأيت الآخرين يفعلون ذلك، فما لم تكن لديك إعاقة ذهنية أو جسدية، فإنَّ ظروفك ومصاعبك لا تختلف عن أي شخص آخر، وإذا كنت لا تسعى إلى تكوين عادة أو تحقيق هدف أو إكمال مهمة ما، ففي الحقيقة توجد 3 أمور تعوقك، وهي:

  1. انعدام الرغبة: قد تقول إنَّك تريد شيئاً ما، ولكنَّك لا تريده إلى الحد الذي يدفعك إلى تحمُّل مشقة الحصول عليه.
  2. انعدام الصدق: أنت لست صادقاً مع نفسك بشأن رغبتك في هذا الإنجاز، فأنت لا تقبل تحمُّل المسؤولية الشخصية لتحقيق ذلك.
  3. الافتقار إلى المعلومات: ليست لديك المعلومات أو المهارات العملية للتغلب على المقاومة والمتابعة باستمرار.

12 طريقة لتقوية عزيمتك:

يمكن التغلب على العقبات، وهذا يسمح لك بتعزيز تصميمك على إنجاز أي شيء يستطيع عقلك وجسمك تحقيقه، ولذلك نقدِّم لك فيما يأتي 12 طريقة للقيام بذلك:

1. إجراء الأبحاث:

قبل أن تبدأ بأيَّة عادة أو هدف جديد، امنح نفسك أياماً عدة لتعرف بالتحديد ما يتطلبه إجراء هذا التغيير، فكم من الوقت سيستغرق؟ وكيف ستضيفه إلى يومك؟ وفيمن سيؤثر؟ وكيف ستتعامل مع ذلك؟ وما هي الأدوات أو المعلومات التي ستحتاجها؟ وما هو التحضير المطلوب منك؟ وما الذي يجب أن تتخلى عنه لتحقيق ذلك؟ وكيف سيؤثر في حياتك بمجرد إنجازه؟

2. اتخاذ قرار صادق:

من خلال الاعتماد على المعرفة المستمدة من بحثك، اتخذ خياراً واعياً وصادقاً، فهل أنت على استعداد للقيام بالعمل المطلوب لتحقيق هذا الأمر؟ وهل ستكون النتيجة تستحق الجهد المبذول؟ من الصعب معرفة ذلك حتى تبدأ باتخاذ إجراء، لكن يجب أن تكون لديك فكرة عمَّا يمكن توقُّعه قبل أن تمضي قدماً.

إقرأ أيضاً: كيف تؤثر فينا كثرة الخيارات التي يوفرها جوجل؟

3. تقليل الإرهاق:

إذا بدا لك الهدف أو العادة أمراً شاقاً، فستتراجع حماستك، لذلك قسِّم هدفك إلى إجراءات أو مهام صغيرة وبسيطة ومختصرة، واجعل القيام بذلك أمراً سهلاً بحيث لا يبدو عملاً روتينياً، وعند البدء بعادة جديدة، ابدأ بخمس دقائق يومياً، وكل يوم زد وقتك قليلاً، وذلك على مدار أسابيع عدة.

شاهد بالفيديو: 8 طرق للتوقف عن الشعور بالإرهاق

4. الإفصاح عن نيتك:

أخبر الناس بما تفعل، وأخبر الأصدقاء والعائلة، وأعلن عن ذلك عبر "فيسبوك" (Facebook) و"تويتر" (Twitter)، فعندما تتحدث عن نواياك بصورة علنية، فإنَّ ذلك يعزز عزيمتك مباشرةً؛ إذ إنَّ الالتزام العلني يجعلك تتعامل مع الأمر بجدية، فلا أحد يريد أن يشعر بالحرج أمام الآخرين.

5. وضع نظام للمساءلة بصورة منتظمة:

ضع نظاماً للمساءلة بحيث يمكنك الإبلاغ عن أفعالك ونجاحاتك وإخفاقاتك كل يوم، وقد يشمل نظام المساءلة الأصدقاء ومواقع التواصل الاجتماعي أو منتدى من نوع ما، فلا تعلن عن ذلك مرةً واحدةً ثم تختفي؛ بل دع العالم يعرف عن تقدُّمك.

6. توقُّع المصاعب:

ستواجه في الحياة مواقف قد تعوق جهودك، ومن السهل جداً السماح لها بتقويض عملك؛ لذا فكر مسبقاً في المشكلات المحتملة التي قد تنشأ وقرر كيف ستتعامل معها، وقرر مسبقاً ما الذي ستسمح به لمقاطعة عملك، والتزم بالخطة.

إقرأ أيضاً: كيف تكون شخصاً متفائلاً عندما تواجهك المصاعب؟

7. استخدام الحديث الذاتي الإيجابي:

عندما تقرر الاستسلام، سيبدأ عقلك بالبحث عن الأعذار والأسباب التي تمنحك مهرباً من العمل الذي تقوم به؛ لذا كن على دراية بالأفكار التي ستمنعك من القيام بما تريده، وردِّد عبارات تشجيع إيجابية عندما تشعر بضعف عزيمتك.

8. تصوُّر النتيجة:

التخيل له تأثير قوي بشكل لا يُصدَّق في الدماغ؛ إذ يمكنه إعادة توصيل المسارات العصبية في دماغك لدعم الجهود الجسدية التي تبذلها؛ لذا خذ بضع دقائق قبل اتخاذ إجراء بشأن عادتك أو هدفك لتتخيل نفسك وأنت تحقق ذلك.

9. تجاوز الفشل:

يتطلب الأمر الممارسة لتعزيز العزم ومتابعة أي مسعى، فإذا تعاملت مع أمر صعب، مثل اتباع نظام غذائي أو ممارسة الرياضة، فمن المحتمل أن تفشل مرات عدة قبل أن تنجح فيما تفعله، ولا يعني الفشل أنَّك لا تستطيع القيام بذلك؛ وإنَّما قد يعني بأنَّك بدأت بشيء كبير جداً أو لم تخطط له مسبقاً؛ لذا تعلَّم من الفشل وابدأ من جديد، وتعامل مع الأمور التي دفعتك للاستسلام، وكن لطيفاً مع نفسك، واعلم أنَّ بناء العزم هو عمل مستمر.

10. تحقيق هدف تلو الآخر:

قد تكون لديك أهداف وأمور عدة ترغب في تحقيقها، لكن حتى تقوي عزيمتك، لا تحاول التعامل مع أهداف عدة في وقت واحد؛ بل ابدأ عملية تقوية عزيمتك بأمر سهل، وعند تحقيق ذلك، انتقل إلى أمر آخر أصعب قليلاً، فحقق أهدافك ومهامك الصعبة تدريجياً حتى تعرف ما يمكن توقُّعه وطريقة التعامل مع التدخلات أو المشكلات.

11. تمرين عزيمتك وتقويتها بأفعال بسيطة:

دون الحكم على نجاحك أو فشلك، حاول مقاومة الإغراءات الصغيرة خلال يومك (مثل: تناول وجبات خفيفة، وتصفُّح الإنترنت لفترات طويلة، والنميمة)، وأثبت لنفسك أنَّك قادر على ممارسة أدنى مستويات ضبط النفس؛ إذ ستدعم هذه النجاحات الصغيرة جهودك الأكبر في تعزيز عزيمتك.

12. تحمُّل مسؤولية أفعالك بصورة كاملة:

معظم ما يحدث لنا في الحياة هو نتيجة اختياراتنا، وبالتأكيد، توجد بعض الأمور الخارجة عن سيطرتنا، لكن يمكننا اختيار طريقة التفاعل معها، فنحن لسنا ضحايا لأي شيء، ولدينا مجموعة لا حصر لها من الخيارات التي قد تغيِّر نوعية حياتنا، فأنت تمتلك نعمة قوة العقل، ولكنَّه يعمل بطريقته الخاصة أحياناً.

في الختام:

لحسن الحظ، أنت تمتلك القدرة على تسخير هذه القوة وتوجيهها نحو هدف ثابت قد يعزز حياتك وصحتك وسعادتك، فإذا مرَّنت عزيمتك، مع مرور الوقت ستعزز قوَّتك الذهنية وثقتك بالنفس لإنجاز كل ما تريد القيام به.




مقالات مرتبطة