ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب مارك كِرنوف (Marc Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته مع 12 قانوناً عن السعادة غيَّرت حياته.
إنَّهم مشغولون بفعل كل ما يصرف انتباههم عن الحقيقة - حقيقتهم - فهم مثل صخرة تهوي على سفح الجبل: يتصرفون ويتفاعلون باندفاع مع البيئة المحيطة، ويهوون إلى الأمام دون أيِّ تفكير إلى أين يتجهون؛ يحصلون على منزلهم - وأحياناً يكون منزلاً كبيراً حقاً - ويعتقدون أنَّ هذا هو معنى الحياة، لا يشككون في ذلك أبداً حتى يشعروا بأنَّهم فارغون من الداخل، غالباً بعد عقود، ومع ذلك، تستمر أعينهم في فضح الحزن الذي يرفضون التحدث عنه، والذي ربما لا يعرفون حتى أنَّهم يحملونه.
إذاً، هل أنت سعيد؟
إنَّ معرفة الإجابة عن هذا السؤال هي أمر هام، لأنَّ العيش كل يوم بطريقة تجعل السعادة ممكنة سيغير حياتك؛ لذا إليك فيما يأتي 12 قانوناً أساسياً يجعل السعادة مدى الحياة حقيقة تدريجياً:
1. النزاهة هي أساس الحياة السعيدة الهادفة:
- يوجد صراع يومي كبير ينشأ في حياتنا ببساطة؛ لأنَّنا لا نعيش بما يتوافق توافقاً صادقاً مع قيمنا الأساسية، نحن لسنا صادقين مع أنفسنا.
- أينما كان قلبك، وأينما كانت حقيقتك، فذلك هو المكان الذي ستجد فيه مصدر سعادتك.
2. السعادة تعتمد على كونك حراً والحرية تعتمد على الشجاعة:
- عليك أن تكون على استعداد لاغتنام فرصة ما يجعلك سعيداً.
- الطريقة الوحيدة للعثور على السعادة الحقيقية هي أن تكون صريحاً ومستعدَّاً لإظهار ضعفك في بعض الأحيان وأن تجازف بكل شيء.
3. السعادة لا تتجزأ، وكل خطوة وتجربة تشكل مجتمعةً شخصيتك:
- لولا كل تجربة مررت بها لكانت حياتك صفحة بيضاء فارغة ولَما باحت بأجمل أسرارها.
- ما يجعلك على قيد الحياة هو إرادتك لتجاوز تحديات اليوم، ثم رفع رأسك عالياً غداً بالأمل والتصميم.
شاهد بالفيديو: 8 نصائح بسيطة لحياة أكثر سعادة
4. قصة حياة سعيدة لا تعني قصة حياة سهلة:
- أفضل ما يمكنك فعله هو أن تتبع قلبك؛ لذا خاطر ولا تختر فقط ما هو آمن وسهل لأنَّك تخشى ما قد يحدث، فإذا فعلت ذلك فلن يحدث شيء على الإطلاق.
- يجب أن تعمل بجد لتجعل حياتك جميلة مثل الأحلام التي تتراقص في خيالك، وفي الوقت نفسه احترم كل خطوة تخطوها في أثناء رحلتك.
-
البساطة سر السعادة:
- تخلَّص من الأمور البديهية لترى الأمور ذات المعنى.
- أعد اكتشاف العالم بعيون الطفل الحساس، العيون التي رأت الحياة كما هي؛ مجموعة لحظات جميلة استمرت كلٌّ منها لحظةً واحدة مثل اللحظة التي التُقطت في ألبوم صور العائلة؛ فالعيون التي شهدت الجمال في الزهور وأقواس قزح والحيوانات البرية، والعيون التي تعجبت من اليراعات وغروب الشمس والليالي المرصعة بالنجوم؛ سيتيح لك ذلك أن تحلم بكل لحظة بعينين مفتوحتين عن آخرهما.
6. السعادة ليست جائزةً تفوز بها؛ بل صفة فكرية وحالة ذهنية إيجابية تعرف من خلالها معنى الحياة:
- إنَّ القدرة على إيجاد الجمال في أبسط الأشياء تجعل المنزل سعيداً والعلاقات تدوم، تجعل الحياة لطيفة.
- يجب على المرء أن يجد اليقظة لتقدير الأشياء الصغيرة حقاً في أثناء سعيه وراء الأشياء الكبيرة.
7. سر السعادة اليومية لا يكمن في فعل ما يحبه المرء دائماً، لكن في إعجابه الواعي بما يفعله:
- كن حاضراً في كل خطوة وابذل قصارى جهدك، ولا تكترث بأيِّ شيءٍ آخر.
- يوجد دائماً سبب للامتنان وشيء مثير للاهتمام تتعلمه خلال الطريق.
8. لا يمكنك أن تكون سعيداً، إلا إذا كنت غير سعيد في بعض الأحيان أيضاً:
- لا يمكنك إقصاء نفسك تماماً عن الحزن دون إقصاء نفسك عن السعادة أيضاً.
- النور يحتاج إلى الظلام ليكون نوراً.
9. السعادة أفكارٌ لا تتوقف:
- يتوقف عيش حياة سعيدة وإيجابية على قدرتك على قبول حقيقة أنَّ كل شيء يتقدم باستمرار، بعيداً عن كل ما كان موجوداً في السابق.
- مهما كانت حياتك جيدة أو سيئة الآن، فإنَّها ستتغير، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنك الاعتماد عليه مراراً وتكراراً.
10. تزدهر السعادة من خلال عدم الاكتراث:
- تتناسب السعادة طرداً مع تقبُّل الإنسان.
- تتناسب السعادة عكساً مع توقعات الإنسان.
11. من المستحيل أن تبني سعادتك على تعاسة الآخرين:
- لا تحبط الآخرين، بل ادعمهم.
- استخدم صوتك من أجل اللطف وأذنيك للتعاطف ويديك للصدقة وعقلك للقبول وقلبك للحب.
12. لا يمكن مقارنتك مع أيِّ شخص آخر، ومحفزات السعادة لديك لا تشبه محفزات السعادة لدى أيِّ شخصٍ آخر:
- المقارنة الاجتماعية لا تؤدي أبداً إلى الصحة والسعادة، وليس من المنطقي أن تقارن نفسك مباشرة بشخص ليس أنت، أو تقلق من أن تُنتقَد بسبب التصرف على طبيعتك.
- إذا كنت تشعر بأنَّك تريد مقارنة نفسك بشخص آخر، فقارن نفسك بالحال الذي كنت عليه، وأبدي إعجابك بالمرحلة التي وصلت إليها.
في الختام:
بينما كنت أنهي كتابة المقال تذكرت قصيدة كتبها الشاعر الأمريكي كريستيان دي لارسون (Christian D. Larson) كانت جدتي تعلِّقُها على ثلاجتها عندما كنت طفلاً، وبمجرد أن أصبحت كبيراً بما يكفي لفهم القصيدة قامت جدتي بكتابة نسخة منها لي، وبعد ما يقرب من 30 عاماً ما تزال لدي هذه القصيدة محفوظةً ومعلَّقة في مكتبي، تقول القصيدة:
"عاهد نفسك:
- أن تكون قوياً بحيث لا شيء
- يمكنه أن يعكِّر صفو بالك.
- أن تتحدث بصحة وسعادة وازدهار
- مع كل شخص تقابله.
- أن تجعل كل أصدقائك يشعرون
- أنَّ لديهم شيئاً مميزاً بداخلهم.
- أن تنظر إلى الجانب المشرق من كل شيء
- وتجعل تفاؤلك حقيقة.
- أن تفكر فقط في الأفضل، وأن تفعل الأفضل،
- وتتوقع الأفضل فقط.
- أن تكون متحمساً لنجاح الآخرين
- كما لو أنَّه نجاحك.
- أن تنسى أخطاء الماضي
- وتركِّز على الإنجازات الأكبر في المستقبل.
- أن يكون وجهك بشوشاً في جميع الأوقات
- وتعطي كل كائن حي تقابله ابتسامة.
- أن تكرِّس وقتاً كبيراً لتحسين نفسك
- بحيث لا يكون لديك وقت لانتقاد الآخرين.
- أن تكون أكبر من أن تقلق وأكثر نُبلاً من أن تغضب وأقوى من أن تخاف
- وأكثر سعادة من أن تسمح بوجود المتاعب.
- أن تفكر جيداً في نفسك وتعلن هذه الحقيقة للعالم،
- ليس بالكلمات الصاخبة؛ بل بالأعمال العظيمة.
- أن تؤمن أنَّ العالم كلَّه إلى جانبك
- طالما أنَّك صادق وتُقدِّم أفضل ما لديك".
أضف تعليقاً