11 طريقة للتفكير خارج الصندوق

إنَّ التفكير الإبداعي أو التفكير خارج الصندوق أكثر من مجرد عبارة تجارية مبتذَلة، فهو يعني التعامل مع المشكلات بطرائق جديدة ومبتكَرة ورؤيتها بصورة مختلفة، وفهم حالتك في أي موقف معيَّن بطريقة لم تفكر بها من قبل، ممَّا يعني التفكير في المواقف العادية بطرائق غير اعتيادية.



دائماً ما يُقال لنا أن "نفكِّر خارج الصندوق"، ولكن كيف لنا أن نفعل ذلك بالضبط؟ وكيف نطوِّر القدرة على مواجهة المشكلات بطرائق مختلفة عن تلك التي نتبعها عادةً؟ وكيف ننمِّي القدرة على النظر في الأمور بطريقة مختلفة عن تلك التي اعتدنا عليها؟

يبدأ التفكير خارج الصندوق قبل أن نكون "محاصَرين"، أي قبل أن نواجه موقفاً فريداً ونبدأ التعامل معه بطريقة مألوفة ومحكمة.

سنقدم فيما يلي 11 طريقة لتعزيز مهارات التفكير الإبداعي، فابذل جهداً لدفع تفكيرك إلى تجاوُز حدوده من حينٍ لآخر، فقد تكون المواهب التي تحسِّنها مفيدة في المرَّة التالية التي تواجه فيها موقفاً "يعرف الجميع" كيفية حله بالطرائق الاعتيادية.

1. ادرس مجالاً آخر:

قد تتعلَّم الكثير عن مجال عملك من خلال دراسة مجال آخر؛ لذا اقرأ مجلة تجارية في مجال مختلف عن مجال عملك، أو اشترِ بعض الكتب لتعرف من خلالها كيفية إنجاز الأمور في المجالات الأخرى، قد تجد أنَّ العديد من المشكلات التي يواجهها الأشخاص في المجالات الأخرى تشبه المشكلات التي تواجهها أنت، ولكنَّهم حسنوا طرائق مختلفة تماماً للتعامل معها؛ أو قد تجد صِلات جديدة بين مجال عملك والمجالات الجديدة، والتي قد تكون أساساً لشراكات إبداعية في المستقبل.

2. تعرَّف إلى الأديان الأخرى:

الأديان هي الطريقة التي ينظِّم بها البشر علاقاتهم ويفهمونها، ليس علاقاتهم الروحانية فحسب، ولكن علاقاتهم ببعضهم بعضاً أيضاً، وقد يُعلِّمك التعرُّف على كيفية تنظيم هذه العلاقات الكثير عن كيفية ارتباط الناس ببعضهم وبالعالم من حولهم.

3. التحق بدورة لتعلُّم شيء جديد:

لن يعلمك تعلُّم موضوع جديد مجموعة جديدة من الحقائق والأرقام فحسب، بل سيعلمك طريقة جديدة تفهم وتنظُر بها إلى جوانب حياتك اليومية، أو المجتمع، أو العالم الطبيعي الذي تعيش فيه، وهذا سيساعدك على توسيع كلٍّ من الطريقة التي تنظر بها إلى المشكلات، ونطاق الحلول الممكنة التي يمكنك التوصُّل إليها.

4. اقرأ نوعاً غير مألوف من الروايات:

تُعدُّ القراءة واحدة من أعظم المحفزات الذهنية؛ ولكن من السهل الوقوع في الضجر أثناء ممارستها؛ لذا جرِّب قراءة شيء لم تتطرَّق إليه من قبل؛ على سبيل المثال: إذا اعتدت على قراءة الروايات الأدبية، فجرِّب قراءة رواية بوليسية أو رواية خيال علمي، وإذا كنت تقرأ الكثير من الروايات البوليسية، فجرِّب قراءة رواية خيال علمي؛ وهكذا، ولا تولِ اهتمامك بالقصة فحسب، ولكن بالمشكلات الخاصة التي يتعين على المؤلف التعامل معها أيضاً، على سبيل المثال: كيف تغلَّب المؤلف الخيالي على شكوكك العادية حول العودة بالزمن إلى الوراء وجذبَك إلى قراءة قصته؟

حاول ربط هذه المشكلات بالمشكلات التي تواجهها في مجالك، فمثلاً: كيف يمكن لفريق التسويق معالجة تحفُّظ العملاء على الحديث عن المنتَج المميَّز الجديد؟

إقرأ أيضاً: 8 فوائد عظيمة تمنحها هواية القراءة

5. اكتب قصيدة:

رغم أنَّ مهارة حل المشكلات تعتمد بصورة كبيرة على المراكز المنطقية في دماغنا، يربط الشِعر بدقة بين نصف الدماغ الأيسر المسؤول عن التفكير المنطقي وبين نصف الدماغ الأيمن المسؤول عن العمليات الإبداعية (مع أنَّ هذا التقسيم ليس صحيحاً كلياً).

ورغم أنَّ الأمر قد يبدو حماقة، حاول كتابة قصيدة عن المشكلة التي تحاول حلها؛ لا يجب أن تقترح قصيدتك حلاً بالضرورة، فالفكرة هي تحويل تفكيرك من المراكز المنطقية في الدماغ إلى الأجزاء الأكثر إبداعاً، لتتمكَّن من التفكير في المشكلة بطريقة إبداعية وليست عقلانية فحسب.

6. ارسم صورة:

يُعدُّ رسم الصور من العمليات الإبداعية التي تحفز المراكز الإبداعية في الدماغ، وقد يساعد رسم صورة في الحد من سيطرة المراكز المنطقية عند العمل على حل مشكلة كما تفعل القصيدة، بالإضافة إلى ذلك، يؤدي تصوُّر المشكلة إلى إشراك أنماط أخرى من التفكير لا نستخدمها عادةً، ممَّا يوفر لك دَفعة إبداعية أخرى.

7. اقلِب الأشياء رأساً على عقب:

قد يساعدك قلب شيء ما رأساً على عقب، سواء بطريقة مادية أم مجازياً عن طريق إعادة تخيلها على رؤية الأنماط التي لم تكن لتظهر بطريقة أخرى.

يمتلك الدماغ مجموعة من عادات صياغة الأنماط التي غالباً ما تحجب أنماطاً أخرى أكثر دقة في العمل، وقد يؤدِّي تغيير اتِّجاه الأشياء إلى حجب الأنماط الاعتيادية أو الواضحة وظهور أنماط أخرى؛ على سبيل المثال: قد تتساءل كيف ستبدو المشكلة إذا كانت النتيجة الأقل أهمية هي الأكثر أهمية، وكيف ستحاول حلها بعد ذلك.

8. اعمل بالعكس:

تماماً مثل قلب الأشياء رأساً على عقب، يكسر العمل بشكل معاكس مفهوم الدماغ الطبيعي للسببية، وهذا هو أساس التخطيط العكسي، على سبيل المثال: عندما تضع هدفاً ما، ثم تفكِّر في الخطوات اللازمة للوصول إليه.

إقرأ أيضاً: التحديد العكسي للأهداف: استخدام التخطيط العكسي في تحديد الأهداف

9. اطلب نصيحة من طفل:

بصرف النظر عن الفكرة القائلة بأنَّ الأطفال مبدعون بطبيعتهم قبل أن "يدمِّرهم" المجتمع، يفكِّر الأطفال ويتحدثون بدون التقيُّد بالقواعد، وقد يكون هذا مفيداً أحياناً؛ لذا اسأل طفلاً عن كيفية حل مشكلة ما، وإذا لم تجد طفلاً لتسأله، ففكِّر بنفسك في كيفية إعادة صياغة المشكلة حتى يتمكَّن أي طفل من فهمها، ليست الفكرة في أن تفعل ما يقوله الطفل بالضرورة، ولكن أن تدفع تفكيرك إلى مسار غير تقليدي.

10. اعمل ببعض العشوائية:

إذا كنت قد شاهدت مقطع فيديو لرسومات "جاكسون بولوك" (Jackson Pollock)، فقد رأيت رسَّاماً بارعاً يعمل من خلال إضفاء بعض العشوائية في رسوماته؛ إذ يتحكَّم "بولوك" في فرشِه وأدواته لالتقاط القطرات الضالة وبقع الطلاء التي تشكِّل عمله؛ ونتيجة لذلك قد يساعد دمج الأخطاء في مشروعاتك، وتطوير الاستراتيجيات التي تسمح بالمدخلات العشوائية، والعمل في ظل التناقضات الفوضوية على تجاوُز أنماط التفكير اليومية إلى أنماط أكثر إبداعاً.

11. اغتسل:

هناك نوع من الارتباط النفسي الغريب بين الاغتسال والإبداع، ربما يعود ذلك إلى أنَّ عقلك يفكِّر عادةً في أمور أخرى أثناء الاغتسال، أو لأنَّ الماء الدافئ يساعدك على الشعور بالاسترخاء، إنَّه لغز على كل حال، ولكنَّ الكثير من الناس يعيشون هذه التجربة؛ لذا عندما لا تنجح استجابتك الحالية لبعض الظروف، عليك بالاستحمام  فربما قد يخطر في ذهنك شيء رائع حقاً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة