10 نصائح يجب أن تتبعها في الأيام الصعبة

تتغير الحياة يومياً، وأنت يمكنك أن تفعل ذلك أيضاً، ومع ذلك يشعر ناس كثيرون في كثير من الأحيان بأنَّهم عالقون في مكانهم رغماً عنهم بلا أمل؛ والسبب في ذلك هو أنَّ التغييرات التي نسعى إليها تولِّد حالة من الغموض، وقد يكون من الصعب التعامل مع الحياة عندما تكون بعض الأشياء غامضة بالنسبة إلينا؛ إذ نشعر بالارتباك والتشرد، ونبدأ في ملء ثغرات فهمنا بقصص عن الحياة، ولكن غالباً ما تضر بنا هذه القصص أكثر ممَّا تنفعنا.



تخيل أنَّك في خضم تغيير وظيفتك أو بناء عمل تجاري أو تحاول تغيير شيء ما في حياتك في الوقت الحالي، فما هي القصة التي تخبرها لنفسك عن إجراء هذا التغيير في حياتك؟ وهل أنت بطل القصة الواثق بنفسه؟ أم أنت شخصية ثانوية لا تعتقد أنَّها تستطيع القيام بالتغيير؟ إذا كنت تفكر في الخيار الأخير، فأنت لست وحدك، ومعظمنا يواجه المعاناة ذاتها.

الآن، خذ لحظة أخرى وتخيل ما إذا كانت القصص الخيالية العظيمة التي سمعناها أو شاهدناها في عصرنا تتماشى مع قصص الهزيمة الذاتية التي نخبرها لأنفسنا:

  1. لن يرتدي بروس واين (Bruce Wayne) في فيلم باتمان (Batman) زي باتمان لأنَّه لا يعتقد أنَّه يملك ما يلزم لإحداث فرق في مدينة جوثام (Gotham City)؛ لذلك يجلس في منزله ويتصفح وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من ذلك.
  2. لن يقاتل هاري بوتر (Harry Potter) فولدمورت (Voldemort) لأنَّ الأمر في غاية الخطر على طفل في عمره، ويقرر أنَّه من الأسهل بالنسبة إليه البقاء في غرفته ولعب ألعاب الفيديو.
  3. سيعيد فرودو باغينز (Frodo Baggins) في فيلم سيد الخواتم (Lord Of The Rings) الخاتم إلى ابن عمه ويعود؛ لأنَّه يعتقد أنَّ المهمة التي تنتظره مليئة بالمخاطر.

ستكون هذه قصصاً مروعة لو فعلوا هذا، أليس كذلك؟

ومع ذلك، فإنَّ القصص التي نخبرها لأنفسنا عن رغباتنا وأهدافنا لها هذه السلبية نفسها؛ أي بمجرد أن يصبح الأمر الذي نريد القيام به صعباً بعض الشيء، فإنَّنا ننهار قلباً وقالباً.

فكر في مثال حدث منذ فترة قريبة في حياتك الخاصة: ما هو التغيير الإيجابي الذي حاولت إحداثه في حياتك؛ ولكنَّك واجهت صعوبة في تحقيقه؟

مهما كان ذلك التغيير الإيجابي، فكر في القصة التي بدأت في إخبارها لنفسك في اللحظة التي أدركت فيها أنَّك لم تحرز تقدماً بالسرعة التي كنت تتوقعها، وابذل قصارى جهدك لتصور القصة بالتفصيل حتى تتمكن من توضيح ما يدور في ذهنك توضيحاً أفضل، فهذا هام جداً؛ لأنَّ القصة التي تخبرها لنفسك في ذهنك غالباً ما تحدث في الواقع.

لكن للأسف، أعتقد أنَّك تفشل بسبب هذه القصة فشلاً متكرراً أكثر ممَّا تدرك، فمن المحتمل أنَّ هذه القصة تعترض طريقك أكثر بكثير من أيِّ عقبات حقيقية تواجهها في العالم، فقد تقول لنفسك شيئاً من هذا القبيل:

  1. "أنا لست جيداً بما يكفي".
  2. "أنا فاشل".
  3. "سأفشل".
  4. "إنَّني أضيع وقتي فقط".
  5. "لا يهمني الأمر كثيراً على أية حال".
  6. "لا يستحق الأمر الوقت والمخاطرة".
  7. "سأؤجل ذلك إلى الغد".
  8. "إنَّني أفضِّل مشاهدة التلفاز".

إذاً ماذا يمكنك أن تفعل إذا كانت قصتك تؤذيك أكثر ممَّا تساعدك؟ غيِّر القصة التي تخبرها لنفسك، وكن بطلها.

شاهد: 7 أمور يعينك تذكرها على تخطي الأوقات العصيبة

إليك ما يجب أن تبدأ بإخباره لنفسك:

عندما تشعر بالإحباط والشك، وتفتقر إلى العقلية التي تحتاجها للمُضي قُدماً، فكر في النصائح البسيطة أدناه، فعلى مر السنين اتَّبع ناس عديدون هذه النصائح لتغيير حديثهم الذاتي وزيادة التفكير الإيجابي لديهم في أصعب الأيام، وقد نجحوا في ذلك؛ لذا اختر نصيحة (أو أكثر) ذات صلة بالأمر الذي تواجه صعوبة في تحقيقه في الوقت الحالي، وكررها في عقلك حتى تستوعبها تماماً.

إليك 10 نصائح يجب أن تتبعها في الأيام الصعبة:

  1. اسمح لنفسك أن تكون مبتدئاً، فلا أحد يكون رائعاً في البداية.
  2. ابذل قصارى جهدك حتى تصبح معرفتك أفضل، وبعدها قدِّم الأفضل.
  3. توقف عن الهرب، تنفس، وكن حيثما أنت، فأنت موجود في المكان الذي من المفترض أن توجد فيه في هذه اللحظة بالذات، وكلُّ خطوة تتخذها وتجربة تقوم بها ضرورية بالنسبة إليك.
  4. استثمر خيبة الأمل والإحباط لتحفيزك بدلاً من إزعاجك، وكن متيقظاً فأنت الذي تتحكم في الطريقة التي تستجيب بها للحياة.
  5. افهم أنَّك لست نتاج ظروفك؛ بل نتاج قراراتك بشأن هذه الظروف؛ إذ يتعلق الأمر باتخاذ قرار بعدم السماح لإحباطك أو خوفك بتحديد مستقبلك.
  6. لا توازن تقدُّمك بتقدُّم الآخرين؛ فجميعنا نحتاج إلى وقتنا الخاص للانتقال عبر مسافاتنا الخاصة؛ لذا ركز على الخطوة التي تخطيها الآن، وحقق أقصى استفادة منها.
  7. في ثقافة تسعى إلى تحقيق نتائج فورية، تعلَّم روعة الجهد والصبر والمثابرة، وكن قوياً وحاضراً وثابتاً، والتزم بعاداتك اليومية الإيجابية.
  8. تدرب على التحلي بالصبر، فهو تعبير حقيقي عن الثقة والقبول والصفاء والإيمان بقدرتك، وهو علامة على القوة.
  9. تذكر أنَّه من الأفضل أن تتعب بسبب بذل الجهد والتعلم بدلاً من أن تتعب من عدم فعل أيِّ شيء على الإطلاق عندما تواجه عقبات الحياة التي لا مفر منها.
  10. اعلم أنَّ معاناتك هي جزء من قصتك وغالباً ما يوجهك تلقي الرفض لشيء تريده نحو شيء آخر تحتاجه لإحراز قدر ضئيل من التقدم مرة أخرى.
  11. استمر في الانتقال عبر مراحل حياتك وتغيير ما يلزم تغييره؛ إذ لا توجد قصة حياة مكونة من فصل واحد، ولا يوجد فصل واحد يروي القصة كاملةً، ولا يوجد خطأ يحدد هويتك.
إقرأ أيضاً: نصائح لمواجهة الأوقات الصعبة في حياتك

تحدث التغييرات الكبيرة بخطوات تدريجية صغيرة:

عندما يتعلق الأمر بإحداث تغيير كبير في حياتك بصرف النظر عن التفاصيل جميعها، على سبيل المثال العثور على وظيفة جديدة، أو بناء عمل تجاري، أو التمتع باللياقة البدنية، أو تطوير علاقة جديدة، أو إنشاء أسرة، أو أن تكون أكثر إنتاجية، أو أيِّ رحلة شخصية أخرى تستغرق وقتاً وصبراً والتزاماً، ويوجد سؤال واحد عليك أن تطرحه على نفسك وهو: "هل أنا على استعداد لقضاء بعض الوقت كلَّ يوم بخلاف كثير من الناس لكي أتمكن من عيش الجزء الأفضل من حياتي مثلما لا يستطيع كثير من الناس؟".

فكر في الأمر، ففي النهاية مستقبلنا نتاج عاداتنا، واكتساب المعرفة لا يعني أنَّك تنمو؛ إذ يحدث النمو عندما تغير معرفتك الطريقة التي تعيش فيها كلَّ يوم، ولن يكون الأمر سهلاً، فسوف تواجه صعوبة في أثناء ذلك حتماً، ولكنَّ القصة التي تخبرها لنفسك هي التي ستوصلك إلى حيثما تريد خطوة بخطوة.

إقرأ أيضاً: كيف تحافظ الاستراحات القصيرة على تركيزك في أيام العمل الصعبة؟

في الختام:

دعنا نعيد النظر في الأسئلة المطروحة في نص هذا المقال:

  1. ما هو التغيير الإيجابي الذي حاولت إحداثه في حياتك؛ ولكنَّك واجهت صعوبة في تحقيقه؟
  2. ما هي القصة التي تخبرها لنفسك بشأن هذا التغيير أو الكفاح؟
  3. ما هو تأثير هذه القصة فيك؟



مقالات مرتبطة