10 نصائح يتبعها الأشخاص السعداء لترتيب الأولويات في قوائم مهامهم

من أكثر أسئلة قرَّاء المدونة شيوعاً هو السؤال عن كيفية الحصول على حياة مليئة بالسعادة والرضى، وهو سؤال يتكرر عبر البريد الإلكتروني وتعليقات المدونة ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لذلك أود اليوم أن أشارككم بعض النصائح البسيطة والقابلة للتنفيذ لتحسين سعادتك ورفاهيتك يوماً تلو الآخر.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "مارك كرنوف" (Marc Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية تحديد الأولويات في الحياة تحديداً صحيحاً.

طوال فترة عملنا في هذه المدونة منذ 7 سنوات كان من دواعي سروري أن ألتقي أنا وزوجتي آنجل بمئات الأشخاص الملهمين والسعداء وتقديم الكوتشينغ لهم والتفاعل معهم، وكلما تفاعلنا مع أشخاص مثل هؤلاء زاد إدراكنا لأوجه التشابه في كيفية ترتيبهم لأولويات حياتهم وكيف تتوافق أولوياتهم مع أولوياتنا.

ما اكتشفناه هو أنَّه للحفاظ على السعادة يجب أن نركز انتباهنا على الأشياء الصحيحة وبالطريقة الصحيحة، فلكل إنسان موارد محدودة وهي الوقت والطاقة ومن الهام أن ننفق مواردنا بفاعلية.

فيما يأتي 10 نصائح لتحديد أولويات حياتك وقوائم المهام الخاصة بك لزيادة السعادة والرضى في حياتك:

1. لا تعمل على أكثر من مهمة في وقت واحد وركِّز تماماً بما تفعله:

ليكن ما اخترت أن تفعله هو أولويتك القصوى خلال القيام به وركِّز اهتمامك بالكامل عليه، قدِّر قيمة مكان وجودك في لحظة وجودك، واستمتع بكل ما يحدث في لحظة حدوثه.

في النهاية ستدرك أنَّ أفضل الأيام هي الأيام التي لا تحتاج فيها إلى أي شيء مبالغ فيه أو خاص ليسعدك، فأنت تقدِّر اللحظة وتشعر بالامتنان ولا تسعى إلى أي شيء آخر، وهذا هو جوهر السعادة الحقيقية.

2. ضع العائلة والأصدقاء على رأس القائمة:

اهتم بأهم الناس في علاقاتك، وأعلمهم بأنَّهم أولوية في حياتك، وامنحهم انتباهك الكامل ولتكن مرآة لجمالهم ومستمعاً مصغياً لما يقولونه، ساعدهم على اكتشاف عظمتهم في وجودك، واجعل من تحبهم أولوية قصوى دائماً.

3. ركِّز على الهام وليس العاجل:

كما قال الشاعر الألماني "يوهان فولفجانج فون جوته" (Johann Wolfgang von Goethe) ذات مرة: "يجب ألا تطغى الأشياء الأهم على الأشياء الأقل أهمية أبداً".

أهم شيء في الحياة حقاً هو معرفة أكثر الأشياء أهمية في الحياة وترتيبها حسب الأولوية، لكن للأسف يقضي معظمنا وقتاً كبيراً في إنجاز الأمور العاجلة؛ فلا يبقى وقت كافٍ للأشياء الهامة.

لذا اتبع النصائح الثلاث هذه في كل مرة تقوم فيها بإنشاء قائمة مهامك أو ترتبها:

  1. فكِّر في الفرق بين ما هو عاجل وما هو هام.
  2. راجع الالتزامات في قائمتك جميعها.
  3. افعل ما هو هام أولاً.

في بعض الأحيان يبدو كل شيء في قائمة مهامك هاماً، وقد يكون هذا صحيحاً إلى حد ما، لكن كلَّما تدربت على تحديد الأولويات ستصبح أمهر في ذلك، وفي النهاية ستعرف بالتأكيد متى تضع جانب الأشياء الهامة من أجل القيام بالأشياء الملحة الضرورية مثل قضاء وقت ممتع مع أحبائك.

شاهد بالفيديو: 8 أشياء لا يهدر الأشخاص الناجحون وقتهم في فعلها

4. كرِّس جهودك بما يخدم أهدافك:

يتعلق إنجازك لأي شيء جدير بالاهتمام بسبب اختيارك لفعل هذا الشيء في المقام الأول، فلا تسمح للآخرين بالتشويش على إحساسك لإقناعك بما يظنون أنَّه مناسب لك لأنَّ حدسك يعرف بالفعل ما تحتاج إليه فاستمع إليه، ولا تدع أي شخص آخر يُضعِف قوة صوتك الداخلي، عليك أن تدافع عن شيء محدد بنفسك أو لن تحقق شيئاً ذا قيمة من وجهة نظرك.

في داخلك إحساس هائل لا يمكن إنكاره بالهدف، وتنبع سعادتك من ارتباطك بهذا الهدف، فعندما تكون نواياك مدعومة بأسباب مقنعة ستجد دوماً طريقاً لتحقيق أهدافك.

5. استثمر نقاط قوتك وفوِّض بعض المهام للآخرين عندما يكون ذلك ممكناً:

عند إنجاز مشاريع كبيرة فأنت أمام خيارين؛ أن تحاول القيام بكل شيء بنفسك مما يزيد من توترك ويرفع ضغطك، أو يمكنك التواصل والعثور على الأشخاص المناسبين لمساعدتك على العمل مما يزيد من وعيك وفاعليتك.

يعد اختيار المنظور الصحيح أمراً في غاية الأهمية؛ إذ يمكنك رؤية تحديات الحياة بوصفها فرصاً، ولا ترتبك عندما تقف عقبة غير متوقعة فجأة في طريقك؛ بل خذ قسطاً من الراحة وأعد تجميع أفكارك، يوجد بالتأكيد شخص آخر قريب منك يعرف كيفية تجاوز هذه العقبة، فابحث عنه وفوِّضه بالمهمة.

على سبيل المثال إذا واجه موقع الويب الخاص بك فجأة بعض الثغرات في متصفح الويب الجديد فلا داعي لتقرأ كتاباً ضخماً عن تصميم الويب؛ بل يمكنك ببساطة الاستعانة بمصمم ويب محترف؛ أي انظر إلى المشكلة بوصفها فرصة لتفويض المهمة.

تحاول الحياة أن تعلِّمك أنَّ معظم النتائج الثمينة على الأمد الطويل تأتي من المجهود الجماعي وتصبح أسهل عند مشاركتها مع الآخرين، وكل عقبة غير متوقعة في الحياة هي درس عن العمل الجماعي ويمكن حلها مع الفريق المناسب من الأشخاص.

إقرأ أيضاً: فن التفويض المتقن، حلٌّ لمشاكل الانشغال الزائد

6. اختلط وشارك أترابك:

مهما كان ما تحاول تحقيقه سيكون أسهل دائماً إذا كنت مُحاطاً بأشخاص يفهمون ما تفعل ولماذا تفعله والتحديات التي تواجهها، إنَّ تواصلك الدائم مع هؤلاء الأشخاص ومشاركة الأفكار معهم سيزيد من فاعليتك وسعادتك ويرفعهما، ويسمي المؤلف والكاتب الأمريكي "سيث غودين" (Seth Godin) هؤلاء الأشخاص بأفراد قبيلتك.

القبيلة هي مجموعة الأشخاص المترابطين من خلال فكرة أو فعل أو هدف مشترك، ومنذ ملايين السنين كان البشر جزءاً من قبيلة ما، ويقول غودين: "تحتاج المجموعة إلى شيئين فقط لتكون قبيلة وهما المصلحة المشتركة وطريقة للتواصل".

كل واحد منا يتوق إلى الشعور بالانتماء إلى كيان يتجاوز فرديتنا، فنحن بطبيعتنا قبليون؛ لكنَّنا في أحيان كثيرة ننفصل عن قبيلتنا، نحن نعلم أنَّ أصدقاءنا موجودون؛ لكنَّنا نشعر بالضياع والانفصال عنهم، فإذا كنت تشعر بأنَّك منفصل حاول أن تعبِّر عن نفسك وتكون أكثر انفتاحاً أمام أترابك وبادر بفتح محادثة لتختلط في قبيلتك.

7. قدِّم ما تستطيع تقديمه بينما تسعى نحو ما تريده:

الحياة في كثير من جوانبها أخذ وعطاء، وكل ما تقدمه سيعود إليك من جديد بطريقة ما، فعندما يكون لك تأثير إيجابي في العالم سيكون للعالم تأثير إيجابي فيك.

ببساطة إذا كنت تريد أن تكون غنياً فكن كريماً، وإذا كنت تريد تكوين صداقات فكن ودوداً، وإذا كنت تريد أن يصغي إليك الآخرون فأصغِ إليهم، وإذا كنت تريد أن يفهموك فحاول فهمهم، وإذا كنت تريد أن تعيش حياة مثيرة للاهتمام فأبدِ اهتماماً بما يدور حولك.

لن تحصل دائماً على ما تريده أو تتوقعه بالضبط، لكن عندما تقدِّم كل ما تستطيع تقديمه ستحصل تقريباً على ما تحتاج إليه.

8. اترك الماضي وراءك بينما تخطط للمستقبل:

اترك مشكلاتك القديمة في الماضي حيث تنتمي لأنَّك مهما أعدت التفكير بالماضي فلن تغيِّر شيئاً ولن تكتشف جديداً؛ لذا لا تدع ما حدث في الماضي يعوق مستقبلك؛ فإن ارتكبت أخطاء في السابق لا يعني أنَّ هذه الأخطاء تعبِّر عن شخصيتك اليوم، فإذا فشل شيء ما هام في الماضي فاكتشف لماذا وما التغيير اللازم لجعله ينجح اليوم؟

حاول أن تجعل نقدك لذاتك لطيفاً قدر الإمكان، لا تتمسك بالماضي وتصرَّف تصرفاً منتجاً، يجب أن تبذل مجهوداً واعياً للقيام بذلك فلن يحدث ذلك من تلقاء نفسه؛ بل عليك أن تسمو بنفسك وتخبرها بأنَّه من غير الهام كم يبدو الأمر صعباً أو كم تشعر بخيبة أمل، فلن تترك مشكلات الأمس تنال منك؛ بل أنت تتعلم وتمضي قدماً في حياتك.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح تساعدك على التخطيط لمستقبلك بنجاح

9. التزم باحترامك لذاتك دائماً:

عندما تجد نفسك تتحدث حديثاً سلبياً مع ذاتك، تمهَّل واسأل نفسك كم كانت ستدوم صداقتك بشخص يتحدث إليك بالطريقة التي تتحدث بها إلى نفسك، وتذكَّر أنَّ الطريقة التي تعامل بها نفسك تحدد الطريقة التي يعاملك بها الآخرون والعالم بأسره، ولا أحد في العالم يستحق احترامك أكثر من نفسك؛ لذا تأكد من أنَّ قراراتك وسلوكاتك وأفعالك تعكس احترامك لذاتك في أثناء تنفيذ خططك.

شاهد بالفيديو: 10 طرق فعالة لاكتساب الثقة وتعزيز احترام الذات

10. اترك مساحة لحريتك:

لا تسير الأمور دائماً كما هو مخطط لها، والأشياء الرائعة في الحياة لا يمكن دوماً التخطيط لها، فكن مرناً ومنفتحاً على تقلبات الحياة وتغيراتها، وكن منظماً، لكن لا تقسُ على نفسك، حافظ على ترتيب حياتك، لكن من دون برنامج عمل مكتظ بالمهام، وأنشئ لنفسك مساحة حرة للتصرف واسمح لنفسك بارتكاب الأخطاء والتفكير ملياً والراحة.

يتيح لك تحرير نفسك من برنامج العمل المملوء بالمهام والالتزامات تجربة مزيد من المفاجآت الجميلة في الحياة، كما يوفر لك المرونة عندما يزعجك ظهور ما هو غير متوقع.

في الختام:

باختصار ركِّز على أولوياتك، لكن خذ الأمور بروية خطوة تلو الأخرى، واتخذ القرارات وليس الأعذار وعش اللحظة وكن حاضراً بها تماماً، لا تحصِ مشكلاتك؛ بل نعمك واترك الأشياء السيئة تمضي، وتعلَّم دروساً من العقبات غير المتوقعة واطلب المساعدة عندما تحتاج إليها وأعط بقدر ما تأخذ، وخصِّص وقتاً أيضاً لأولئك الذين تهتم لأمرهم، وأخيراً اضحك عندما تستطيع وابكِ عندما تحتاج إلى ذلك، وكن وفياً دائماً لقيمك ومبادئك.




مقالات مرتبطة