10 نصائح لتعزيز مهاراتك الاجتماعية حتى لو كنت انطوائياً

سنقدِّم لك في هذا المقال 10 نصائح مدعومة بإثباتات علمية لتعزيز مهاراتك الاجتماعية، لن نذكر الأساسيات وحسب؛ بل سينتهي بك المطاف لإتقان هذه المهارات.



سيساعدك هذا المقال على أن تصبح شخصاً اجتماعياً بسهولة؛ فلا يمكنك النجاح مادياً أو مهنياً من دون حصولك على مهارات اجتماعية استثنائية؛ إذ يرغب معظمنا في تعزيز مهاراته الاجتماعية، ربَّما من خلال إضافة طابع لطيف إلى شخصيتهم أو قليلٍ من الثقة بالنفس.

توجد طريقة لتعزيز مهاراتك الاجتماعية حتى لو كنت انطوائياً، أو تعاني الرهاب الاجتماعي، أو حتى إن لم تكن شخصاً اجتماعياً بالفطرة، فهل تساءلت يوماً ما إذا كان لديك ما يكفي من الأصدقاء؟ كثير منهم؟ تبيَّن أنَّ ثمَّة بحثاً علمياً رائعاً عن هذا الأمر أيضاً:

ما هو حجم دائرة علاقاتي المقرَّبة؟

تشير الأبحاث إلى أنَّنا سنحظى بأكبر عدد من الأصدقاء عند حلول عامنا الـ 29، وتتقلَّص دائرتنا الاجتماعية عند حلول عامنا الـ 30؛ إذ يصبح من الصعب جداً إنشاء صداقات بسرعة توازي سرعة فقداننا لبعضها بسبب عوامل مختلفة، مثل الأبوة والانتقال من السكن أو العمل واللامبالاة.

خلاصة الأمر: علينا العمل على الحفاظ على علاقاتنا وإنشاء علاقات أخرى جديدة؛ إذ إنَّ هذا يتطلَّب تعزيز مهاراتنا الاجتماعية.

  • علينا الحفاظ على علاقاتنا مع أصدقائنا الحاليين من خلال تعزيز مهاراتنا الاجتماعية.
  • يساعدنا تعزيز مهاراتنا الاجتماعية على مقابلة أصدقاء جدد في حين ننمو ونتغير ونحتاج إلى توسيع دائرة علاقاتنا الحالية.

كم من الوقت يستغرق إنشاء الصداقات؟

حسب الطبيبة "إلين هندريكسن" (Ellen Hendriksen) يستغرق الأمر من 6 إلى 8 لقاءات مع شخصٍ ما لتشعر أنَّه أصبح من معارفك، ويستغرق الأمر 50 ساعة لتصبحا صديقين، لكن وفقاً لدراسة أخرى بعنوان "كم من الوقت يستغرق إنشاء الصداقات؟" فالأمر يتطلَّب 90 ساعة لتصبحا صديقين مقربين؛ وهذا يعني بأنَّه عليك استثمار كثير من وقتك لتحسين جودة علاقاتك الاجتماعية.

إليك فيما يأتي 10 نصائح لتعزيز مهاراتك الاجتماعية حتى لو كنت انطوائياً:

1. ابدأ من الصفر:

جميعنا لدينا بعض الأفكار التي نقنع أنفسنا بها عندما يتصل الأمر بإنشاء صداقات؛ فالسلبية منها تكون على النحو الآتي:

  • لا أحد يحبني.
  • خجلي يمنعني من إنشاء الصداقات.
  • الناس مملون.

أمَّا الإيجابية منها فهي:

  • يمكنني الحصول على أصدقاء جدد إن حاولت.
  • أحاول أن أكون صادقاً مع الأشخاص الذين أقابلهم.
  • أحب إنشاء صداقات جديدة.

أي من هذه الأفكار تنتابك؟

تكوِّن تجاربنا السابقة مع العلاقات - من المدرسة الإعدادية إلى الكلية وزملاء العمل الجدد - الطريقة التي نعامل بها علاقاتنا الحالية؛ وهذا يعني أنَّ من شأن بعض التجارب السلبية أن تؤثر في مستقبلك.

يقول الناس عادةً أشياء مثل:

  • حاولت بدء المحادثة مع شخص ما ذات مرة؛ لكنَّني فشلت؛ لذلك لن أحاول القيام بهذا مرة أخرى.
  • في إحدى المرات وفي أثناء وجودي في فعالية اجتماعية تفاعلت مع مجموعة وكانت النتائج مروِّعة؛ لذلك لن أفعل هذا مرة أخرى.
  • لم أنجح في استخدام نصيحة بدء المحادثة تلك ولا حتى تلك المرتبطة بلغة الجسد، إضافة إلى فشلي بتطبيق إرشادات زيادة الجاذبية؛ لذلك لن أحاول القيام بهذا مرة أخرى.

إذا حظيت بتفاعل محرج أو محادثة مُخيِّبة للآمال أو حفلة سيئة فهذا لا يعني بالضرورة أنَّ الأمر سيتكرَّر، ولكن دائماً ما تفضِّل عقولنا التمسُّك بالأنماط الجاهزة، تجربة اجتماعية سيئة واحدة ليست قاعدة اجتماعية.

نصيحة لتعزيز مهاراتك الاجتماعية: لا بدَّ أن تبدأ من الصفر؛ فإن أردت حقاً تعزيز مهاراتك الاجتماعية وزيادة ثقتك بنفسك، فعليك حتماً البدء من الصفر ونسيان تجارب الماضي لتبدأ مع أهداف جديدة، وهذا يقودنا إلى النصيحة الثانية.

إقرأ أيضاً: أثر الاحترام على العلاقات مع الآخرين

2. حدِّد أهدافك الاجتماعية:

رغبتك في "تعزيز مهاراتك الاجتماعية" وحدها ليست كافية؛ فالأمر أشبه بإخبار نفسك أنَّك تريد "فقدان بعض الوزن"؛ إذ إنَّ عدم وجود دافع كافٍ يجعل تحقيق هدفك صعب المنال.

طالما بدأت من الصفر (راجع النصيحة رقم 1) أُريدك أن تحدِّد بعض الأهداف الاجتماعية، إليك 3 أسئلة عليك طرحها على نفسك لتحدِّد الأسباب التي تدفعك إلى تعزيز مهاراتك الاجتماعية:

هل لديك أي صداقات حالية تريد تحسينها؟ من هم؟ حدِّد هدفاً لتحسين 3 علاقات محددة في حياتك.

هل تريد الحصول على أصدقاء جدد؟ ما نوع الأشخاص الذين تريد مقابلتهم؟ هل تريد أصدقاء لقضاء الوقت معهم؟ أم تريد إنشاء علاقة اجتماعية بغرض العمل؟ حدِّد هدفاً لثلاثة أنواع من العلاقات الاجتماعية التي ترغب في بنائها.

أتريد تعزيز مهاراتك الاجتماعية لتشعر بأنَّك أقل وحدة أو أكثر سعادة أو أكثر رضى؟ في بعض الأحيان نريد أن نصبح اجتماعيين لنشعر بتحسُّن؛ إذ يحتاج البشر بطبيعتهم إلى أن يكونوا اجتماعيين؛ فنحن نحتاج إلى روابط اجتماعية لننجح؛ لذا حدِّد هدفاً للمشاعر المرجوة من علاقاتك الاجتماعية:

أريد أن أعزِّز مهاراتي الاجتماعية لـ:________________

نصيحة لتعزيز مهاراتك الاجتماعية: ركِّز على هدف اجتماعي واحد والتزم به.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لتقوية العلاقات المتعثرة

3. كن أكثر انفتاحاً:

من الممكن بالنسبة إلى الانطوائيين احترام كونهم انطوائيين مع اكتساب بعض الصفات الاجتماعية؛ إذ من الممكن أن يصبحوا أكثر انفتاحاً بطريقة مدروسة.

أكبر خطأ يرتكبه الناس عندما يريدون أن يصبحوا اجتماعيين أكثر هو أنَّهم يبدؤون مع العلاقات التي تعني لهم كثيراً؛ فليس عليك البدء مع العلاقات والتفاعلات الأكثر أهمية في قائمة أهدافك، لماذا؟ لأنَّ هذا سيشكِّل كثيراً من الضغط عليك.

كونك اجتماعياً يتطلَّب كثيراً من العمل؛ إذ سيتعيَّن عليك العمل على تطوير جميع مهاراتك الاجتماعية، وهذا يتطلَّب كثيراً من الممارسة، إليك بعض التوصيات التي قد تبدو غريبة حيال كيفية البدء في تعزيز مهاراتك الاجتماعية، وهي فعالة جداً:

1. اذهب إلى مراكز التجميل دورياً:

الحلاقون ومصففو الشعر هم الأشخاص المثاليون الذين من شأنهم مساعدتك على تعزيز مهاراتك الاجتماعية؛ فهم غالباً ما يرغبون في التحدث إليك، إضافة إلى كونهم بارعين في قراءة الأشخاص وإجراء محادثات سلسة، اذهب دورياً إلى مراكز التجميل للحصول على تصفيفة شعر، مع وجود نية مسبقة بأن تكون شخصاً اجتماعياً؛ إذ إنَّ هذه الممارسات ستساعدك كثيراً على معاملة الأشخاص الذين يهمك أمرهم.

2. اشترِ البقالة والحليب والجرائد يومياً:

قد يبدو هذا سخيفاً؛ لكنَّ إنشاء العلاقات يتطلَّب بعض الوقت، وأفضل طريقة لممارسة هذا هي زيارة أماكن مختلفة يومياً كزيارة متجر البقالة على سبيل المثال، أو المتجر المحلي، أو حتى النادي الرياضي، دردش قليلاً مع صاحب المتجر، وحاول كل يوم أن تتعمَّق أكثر في الأحاديث؛ فهذه الممارسة لا تُقدَّر بثمن.

3. تحدَّث مع رجال التوصيل والعمَّال:

قد تكون هذه مبادرة لطيفة؛ فرجال التوصيل والعمَّال يعملون بكد، إضافة إلى ذلك فهم أشخاص لطفاء جداً؛ إذ إنَّ التحدث إليهم يساعدك على تعزيز مهاراتك الاجتماعية؛ فمن الممكن أن تتعلَّم منهم كيفية بدء الأحاديث أو الانتقال بين الأحاديث بطريقة سلسة، وتذكر اهتمامات الأشخاص المقربين منك.

نصيحة لتعزيز مهاراتك الاجتماعية: اختر طريقة واحدة سلسة ومناسبة لصقل مهاراتك الاجتماعية، افعل ذلك لبضعة أسابيع، ثمَّ مارس فن المهارات الاجتماعية.

4. ابدأ الأحاديث بطريقة رائعة:

هل سبق أن أجبرت نفسك على أن تكون اجتماعياً؟ هل سبق أن شاركت في فعالية تعارف، أو أكَّدت حضورك لحفل، ثمَّ ذهبت وأنت في مزاج سيِّئ؟ لا تدع هذا يفسد جهودك لتعزيز مهاراتك الاجتماعية.

هل علقت في الازدحام المروري وأنت في طريقك إلى الفعالية؟ هل واجهت بعض المشكلات في أثناء ركن سيارتك؟ هل أنت متعب من ضغوطات العمل؟ لا تذكر ذلك!

لا يدرك معظم الناس أنَّ بدء الحديث بذكر العوامل السلبية أو المرهقة يحدِّد جودة تفاعلهم الاجتماعي بالكامل، وأيضاً عليك البدء بحديث مُمتع وشائق لتحصل على أفضل تفاعل اجتماعي ممكن، اختبرت إحدى الدراسات ذلك من خلال تتبُّع إكراميات خدمة الغرف، وفي هذه الدراسة الذكية أحضر العاملون في الفندق الإفطار إلى الغرف التي لا تحتوي على نوافذ حتى لا يتمكَّنوا من رؤية الطقس في الخارج، وأُجريت الدراسة على ثلاث حالات، أيمكنك تخمين أي حالة حصلت على أعلى إكرامية؟

  1. رحَّب العامل بالضيف قائلاً: "صباح الخير، أحضرت لك الفطور".
  2. رحَّب العامل بالضيف قائلاً: "صباح الخير، أحضرت لك الفطور، يبدو أنَّ الطقس لطيفٌ اليوم".
  3. رحَّب العامل بالضيف قائلاً: "صباح الخير، أحضرت لك الفطور، يبدو أنَّ الطقس سيِّئ بعض الشيء اليوم".

فقد حصل العامل الثاني الذي ترك انطباعاً إيجابياً على إكرامية أعلى من رفاقه بنسبة 26.65%؛ لذا عليك دائماً بدء الحديث بطريقة إيجابية، سواء كنت تتفاعل مع العملاء، أم في أثناء ذهابك إلى فعالية اجتماعية.

نصيحة لتعزيز مهاراتك الاجتماعية: فكِّر في ثلاثة أشياء إيجابية يمكنك ذكرها قبل التفاعل مع أي شخص، سواء كان زميلاً، أم شريكاً عاطفياً، أم صديقاً قديماً؛ إذ إنَّ قيامك بهذا يجعل حديثك مثيراً للاهتمام على الفور.

5. ابحث عن السمات المشتركة:

مع أنَّ الاختلاف يبدو مثيراً للاهتمام فإنَّنا نفضِّل الأشخاص الذين يشبهوننا، وتُدعى هذه الحالة بتأثير الانجذاب بالتشابه Similarity) Attraction Effect)؛ إذ تشير هذه النظرية التي أجرتها خبيرتَي علم النفس الاجتماعي "إلين بيرشيد" (Ellen Berscheid)، و"إلين إتش والستر" (Elaine H. Walster) أنَّنا ننجذب إلى الأشخاص الذين لديهم سمات وقيم وأوجه تشابه مشتركة معنا؛ إذ يساعدك هذا أيضاً على التركيز على الجوانب الإيجابية للناس والابتعاد عن إطلاق الأحكام عليهم.

تذكَّر غالباً ما ينجذب الناس للأشخاص الذين يشبهونهم عوضاً عن الأشخاص الذين يحكمون عليهم.

نصيحة لتعزيز مهاراتك الاجتماعية: عندما تتفاعل مع شخص ما حاول تسليط الضوء على ثلاث أشياء متشابهة بينكما على الأقل.

6. انظر إلى الأمور بطريقة إيجابية:

النظر إلى الأمور بطريقة إيجابية أمر رائع للغاية؛ إذ إنَّ كونك متفائلاً يجعلك شخصاً محبوباً، ولكن عليك أن تظهر ضعفك أيضاً.

قد تكون القوة مثيرة للإعجاب، لكنَّ إظهار نقاط الضعف يبني الصداقات، فعندما تلتقي بشخص ما فكر في كيفية جعله يشعر بالراحة والأمان؛ بمعنى آخر كيف يمكنك حماية نقاط ضعفه؟

لدينا جميعنا خوف متأصل من كوننا قليلي الكفاءة؛ فهذا الخوف يحرِّض خجلنا ويجعلنا نبدو منغلقين على ذاتنا، وفي بعض الأحيان نبدو غريبي الأطوار.

في الواقع هل تتمنى أن تقرأ ما يدور في أذهان الناس؟ معظم الناس، وفي معظم الأوقات يحاولون جاهدين إخفاء نقاط ضعفهم؛ إذ إنَّهم كثيراً ما يفكرون فيما يظنه الناس بهم ويحاولون ترك انطباع أولي جيد وإخفاء نقاط ضعفهم، ولكن أظهرت الدراسات أنَّ إخفاءك لنقاط ضعفك يجعلك شخصاً غير محبوب.

في إحدى الدراسات الخاصة بمقابلات التوظيف، وجد الباحثون أنَّه عندما ذكر المرشحون سماتهم أو إنجازاتهم الإيجابية في وقت باكر من المقابلة، صُنِّفوا على أنَّهم أقل استحساناً من المرشحين الذين لم يعترفوا بنقاط ضعفهم في وقت باكر من المقابلة.

اعترافك بنقاط ضعفك عوضاً عن إظهار نقاط قوتك يجعلك مقرباً من الناس وأهلاً للثقة وأكثر إنسانية، فقد أظهرت الأبحاث أنَّ أفضل مزيج هو الاعتراف بنقاط ضعفك في وقت باكر من العلاقة والتباهي بالإنجازات لاحقاً.

يمكنك ممارسة هذا من خلال مشاركة أسرار شخصية صغيرة؛ لكنَّها هامة؛ على سبيل المثال:

  • خشيتُ ألا أعرف أي أحد من الحاضرين، أنا سعيد للغاية برؤيتك هنا.
  • أنا شخص غريب الأطوار وأحاول التعافي من ذلك؛ لذا من اللطيف التحدث إلى شخص مثلك.
  • لقد ألغيت مواعيدي الليلة لمشاهدة قناة "نيتفلكس" (Netflix) في المنزل؛ لكنَّني مسرور للغاية بلقائك.
  • بحثت في الفترة الماضية في موقع "غوغل" (Google) عن "كيف تعزز مهاراتك الاجتماعية"، ووجدت هذا المقال الذي يتحدث عن الخروج أكثر من المنزل؛ لذا هأنذا، شكراً لمساعدتي على التغلب على هذا.

إليك نصيحة هامة:

إن أردت تعزيز مهاراتك الاجتماعية أخبر الناس بأنَّك تحاول حقاً تعزيز هذه المهارات واطلب مساعدتهم في ذلك.

إن كنت تشعر بالتوتر فشارك ذلك معهم، إن كنت تشعر بأنَّك غريب الأطوار امزح حيال الأمر، إن كنت انطوائياً في الماضي؛ لكنَّك الآن تريد إنشاء علاقات، أخبر الناس بأنَّك تريد إنشاء علاقات؛ أتقِن فن معاملة البشر، تعايش مع الجميع، وهذا بدوره سيزيد من جاذبيتك ودخلك أيضاً.

شاهد بالفيديو: 8 أمور يقوم بها الأشخاص الاجتماعيون على نحو مختلف

7. استثمر فضولك:

كونك فضولياً يجعلك شخصية اجتماعية لا تُقاوَم، كما قال الكاتب "ديل كارنيجي" (Dale Carnegie): "إن أردت أن تصبح مثيراً للاهتمام فاهتم بالآخرين"، فكر في الإجابة عن هذه الأسئلة عندما تتحدث إلى شخص ما:

  • ما الذي يحفز هذا الشخص؟
  • ما هي أولوياتهم؟
  • ما الذي يشجعهم؟
  • ما الذي يفضلون التحدُّث عنه؟
  • ما الذي يستنزف طاقاتهم ويجعلهم منغلقين على ذاتهم؟
  • ما الذي يقدرونه؟

اجعل الإجابة عن هذه الأسئلة هدفك في كل مرة تتحدَّث مع شخص ما لإعطاء نفسك مهمة اجتماعية، قبل أن تدرك ذلك حقاً سيجدك الشخص الآخر رائعاً على الرَّغم من أنَّك كنت تحاول التعرف إليه، والأهم من ذلك أظهر مدى فضولك تجاه شخص ما من خلال طرح سلسلة من أسئلة المتابعة المدروسة.

نصيحة لتعزيز مهاراتك الاجتماعية: في المرة القادمة التي تتفاعل فيها مع شخص ما تظاهر بأنَّك ستجمعه برئيسك في العمل أو والدتك، ما الذي عليك أن تعرفه عنهم لتقدمهم بطريقة رائعة؟

8. لا تخلف الوعد:

وجد استطلاع للرأي شمل 2000 شخص أنَّ 46% من جيل الألفية لا يرون مشكلة في عدم الوفاء بالوعد، وأكثر من نصفهم لم يروا مشكلة في قبول دعوة ليس لديهم أيُّ نية لتلبيتها.

من الصعب حقاً أن تكون شخصاً اجتماعياً إن كنت تخلف الوعد، لماذا؟ لأنَّك لن تفشل فقط في بناء علاقات عندما تتهرب من الفرص أو الدعوات، ولكن سيتجنب الناس أيضاً دعوتك إلى الفعاليات في المستقبل، فإن كنت تخلف الوعد فأنت في الواقع تقلل من قيمة الأشخاص الآخرين.

إليك كيفية حدوث الأمر، عندما توافق على حضور حفل ما فإنَّك تفترض أنَّه بحلول موعد الحفل ستكون أكثر ثقة بنفسك ومستعداً، ولكن نادراً ما يحدث هذا؛ لذا في المرة المقبلة كن حذراً أكثر في اختيار ما تريد، يمكنك تجنب الإدلاء برأيك على الفور، كأن تقول: "علي التحقق من جدول أعمالي" أو "يبدو هذا رائعاً، دعني أفكر ملياً إن كنت أستطيع الحضور"، وبعدها يمكنك اتخاذ قرار بالذهاب أو عدم الذهاب.

نصيحة لتعزيز مهاراتك الاجتماعية: تجنب إخلاف الوعد، وتأكد من عدم تبني سلوكات اجتماعية أخرى غير مسؤولة، مثل:

  • عدم التأخُّر في الوصول: من الصعب للغاية الانضمام إلى المجموعات والأحاديث الجارية بالفعل.
  • تجنُّب الأحاديث القصيرة: يؤكد علماء النفس أنَّ الإحماء يستغرق وقتاً؛ ممَّا يعني أنَّك إن غادرت باكراً أو أجريت محادثات قصيرة للغاية فلن تمنح نفسك أو الآخرين فرصة للنجاح.
  • إن وافقت على حضور حفل ما فاذهب لحضوره.

9. استخدم لغة جسدك بثقة:

الثقة بالنفس لافتة للانتباه وجذابة ومُعدية، تُعَدُّ لغة الجسد طريقة رائعة لإظهار الثقة والشعور بها، يذهب معظم الناس إلى المقابلات أو المواعيد ويفكرون فقط في الكلمات التي يقولونها، فهم يفكرون فيما سيقولونه؛ لكنَّهم نادراً ما يفكرون كيف سيقولون ذلك.

يشكل التواصل غير اللفظي على الأقل 60% من قدرتنا على التواصل، في حين بعضهم الآخر يقول إنَّه يشكل حوالي 93% منها؛ لذلك إذا ركزت فقط على كلماتك فأنت تستخدم 40% فقط من قدراتك.

إليك طريقة إظهار ثقتك من خلال أفعالك اللفظية وغير اللفظية:

  • اجعل كتفيك مسترخيين؛ لتبدو أقل توتراً.
  • استخدم ذراعي الكرسي لشغل مساحة أكبر بصورة طبيعية.
  • أرخِ فكك ورقبتك (هذا من شأنه أن يريح حبالك الصوتية ممَّا يساعدك على تعزيز ثقتك بنفسك).
  • ثبِّت قدميك جيداً بالأرض ممَّا قد يعطيك شعوراً بالثبات.

نصيحة لتعزيز مهاراتك الاجتماعية: ركز على تصرفاتك الخارجية؛ أي استخدم لغة جسدك بثقة حتى ينعكس ذلك على ثقتك بنفسك.

إقرأ أيضاً: الثقة وأهميتها في العلاقات الإنسانية

10. لا تقس على نفسك:

الدوبامين هو جزيء يصنعه الجسم، يتحكم بقدرتنا على التواصل الاجتماعي ومتعتنا ورغباتنا؛ هذا تفسير مبسط للغاية؛ لكنَّه كافٍ.

ها قد وصلنا إلى الجزء المثير للاهتمام، وجد الباحثون أنَّ الدوبامين يأتي من جين يسمى دي آر دي 4 (DRD4)، وهو العامل الذي يدفعنا إلى التواصل الاجتماعي، ويميل الأشخاص الذين لديهم نسب أكبر من هذا الجين إلى أن يكونوا:

  • أكثر انفتاحاً.
  • أكثر حباً للتجديد.
  • أكثر تقلباً.
  • سريعي الغضب.
  • نافدي الصبر.

1 من كل 5 أشخاص لديهم الشكل الطويل من جين (DRD4)، فهل أنت واحد من هؤلاء الناس؟

إن كنت تقرأ هذا المقال فعلى الأرجح لست كذلك، كثير ممَّن لديهم النسخة القصيرة منه يقارنون أنفسهم بهؤلاء الاجتماعيين الواثقين من أنفسهم، ويتساءلون:

  • ما خطبي؟
  • هل يحبني الناس؟
  • هل أحب الناس؟
  • لمَ لا يمكنني أن أصبح اجتماعياً؟

هذا ليس خطؤك؛ وإنَّما الأمر متعلق بجيناتك.

لا بأس إن كنت تعاني الرهاب الاجتماعي؛ إذ يمكن للخطوات الصغيرة المذكورة في هذا المقال مساعدتك على تعزيز ثقتك بنفسك، فلا تقسُ على نفسك إن وجدت صعوبة في تعزيز مهاراتك الاجتماعية.

نصيحة لتعزيز مهاراتك الاجتماعية: تغلَّب على الرهاب الاجتماعي وتعلَّم كيفية إنشاء علاقات صحية بوصفك شخصاً بالغاً.

في الختام:

إذا أردت أن تصبح اجتماعياً فيمكنك حقاً القيام بذلك، فالأمر يتطلب بعض الشجاعة والعمل على تعزيز مهاراتك الاجتماعية. 




مقالات مرتبطة