10 نصائح فعالة تعلّمنا كيف نقول "لا"

كيف تتوقَّف عن قول "نعم" عندما تريد بصدقٍ أن تقول "لا"؟ حسناً، هذا ليس بالأمر السهل، فقد كنت أواجه الكثير من المتاعب بسبب ذلك، ممَّا جعلني أشعر بالإحباط والغضب من نفسي ومن الآخرين الذين طلبوا مني خدمةً أو مساعدة، وذلك في الوقت الذي أعمل فيه على أهداف شخصٍ آخر بدلاً من أهدافي، مضيِّعاً على نفسي الكثير من الوقت والطاقة على ذلك؛ لذا تعلَّمت كيفية الرفض بأفضل الطرائق.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب التحفيزي "هينريك إدبرغ" (Henrik Edberg)، والذي يخبرنا فيه عن تجربته في تعلُّم رفض الأشياء التي لا يريدها، وكيف نقول "لا" بطرائق إيجابيةٍ تجعلنا أكثر سعادة.

إليكَ 10 من أفضل النصائح والعادات والاستراتيجيات التي تعلَّمتها:

1. ضع سبب رفضك في عين الاعتبار:

عندما تكون على وشك أن تقول "لا"، تذكَّر لماذا تفعل ذلك.

ركِّز على الأشياء الإيجابية التي ستحصل عليها في حياتك بسبب رفضك لفعل هذا الشيء، مثلاً: مزيداً من الوقت مع عائلتك، أو لكتابتك، أو لهوايةٍ أخرى، أو حتَّى لمجرَّد الاسترخاء لتنخفض مستويات التوتر لديك.

تذكَّر أنَّك تحتاج إلى رفض الأشياء لتتمكَّن من قول نعم للأشياء التي تريدها من حياتك، وأنَّه لا يوجد وقتٌ كافٍ أو طاقةٌ لديك للقيام بأشياء لا تعود عليك بالنفع.

سيساعدك هذا الدافع الإيجابي في المضي قُدُمَاً في قرارك، حتَّى لو كان صعباً.

تتمثَّل إحدى الطرائق البسيطة في: الحفاظ على تركيزك على ما هو هامٌّ في حياتك، وفي أن تسأل نفسك عندما تحتاج إلى أن تقول لا: "ما هي أهمُّ 3-5 أولوياتٍ في حياتي الآن؟".

يمكن أن تقضي وقتاً أكثر مع عائلتك، أو في ممارسة هواية التصوير الفوتوغرافي، أو في إيفاء ديونك، وما إلى ذلك.

رتِّب هذه الأولويات في مذكَّرة، أو كتذكيرٍ يوميٍّ في هاتفك الذكي؛ سيبقيك هذا منتبهاً بشكلٍ دائمٍ على ما يهمُّك حقاً.

2. ارفض بلطف:

يصبح من السهل على الناس قبول رفضك إذا كنت ترفض بلطف. يمكنك القيام بذلك مثلاً بقول أنَّك تشعر بالسعادة، وأنَّك تقدِّر العرض اللطيف، وكن صادقاً بشأن كلِّ ما تقوله؛ ثمَّ يمكنك أن تضيف أنَّك لا تملك الوقت الكافي لقبول ما يريدونه، أو للقيام به.

إقرأ أيضاً: كيف تكون لبقاً، الاستجابة بدبلوماسيّة وكياسة

3. أخبرهم كيف تشعر حيال ذلك:

قد يُلِّحُّ بعض الأشخاص العاجزين في التغلُّب على اعتراضاتك، فيقدِّمون إليك شيئاً أو يقنعونك بفعل شيءٍ حتَّى لو رفضت أولاً لسببٍ وجيه.

جرِّب ما يلي: أخبرهم كيف تشعر حيال عدم قبول الآخر رفضك.

على سبيل المثال: قل أنَّك لا تشعر أنَّ هذا العرض يناسب روتين حياتك الآن، أو أنَّك تشعر بالإرهاق، أو أنَّ جدولك ممتلئٌ بالفعل؛ وبالتالي لا يمكنك فعل ما يريدون.

أو قل أنَّك تشعر بأنَّك مضطرٌ حقاً إلى إبقاء كلِّ تركيزك على مشروعك الأساسي في الوقت الحالي، ولا تستطيع تشتيته في القيام بأشياء أخرى.

إنَّ الهدف من إخبار شخصٍ ما بما تشعر به ليس فقط جعله يفهم جانبك من المشكلة بشكلٍ أفضل، ولكن أيضاً لأنَّه من الصعب كثيراً أن يجادلك الشخص حول ما تشعر به، فما تشعر به هو أمرٌ خاصٌّ بك، ولا يمكن لأحدٍ أن يتوصَّل إلى حججٍ مضادةٍ جيدةٍ لذلك.

4. ساعد قليلاً إذا كان ذلك ممكناً:

عندما تريد إنهاء المحادثة بينما تقول لا بطريقةٍ إيجابية، تحقَّق ممَّا إذا كان بإمكانك المساعدة قليلاً.

اقترح شخصاً تعتقد أنَّه سيكون مناسباً بشكلٍ أفضل، ويمكن أن يساعد هذا الشخص بشكلٍ أفضل ممَّا يمكنك أنت. أنا أفعل ذلك كثيراً عندما يحتاج القارئ أو أيُّ شخصٍ في حياتي إلى المساعدة التي لا أستطيع تقديمها، أو المعرفة التي أفتقر إليها.

5. اعلم أنَّ شعورك بالذنب قليلاً أمرٌ لا بأس به:

من الممكن أن تشعر بالذنب قليلاً، ولكن ذلك لا يعني أن عليك التصرُّف بناءً على تلك المشاعر؛ فقط اشعر بها دون التصرُّف على أساسها. عندما تكون مع هذه المشاعر وتسمح لها أن تمضي ببساطةٍ بعد فترةٍ وجيزة، ستفقد الشعور بالذنب، وستصبح مشاعرك هذه أبسط؛ وهكذا يمكنك المضي قدماً.

إقرأ أيضاً: كيف تُحرّر نفسك من سجن الشعور بالذنب؟

6. أدرِك أنَّ إرضاء الناس غايةً لا تدرك:

لا يمكنك أن تكسب مع بعض الناس أبداً، ولن يكونوا سعداء مهما فعلت لهم؛ لأنَّ المشكلة ليست فيك، بل الأمر يتعلَّق بهؤلاء. يتعلَّق الأمر بكون هؤلاء في زواجٍ غير سعيد، أو يغرقون في مخاوف بشأن المال، أو بسبب مرض حيوانهم الأليف، أو تعبهم من وظيفته، أو أنَّهم لا يملكون علاقةً جيدةً معك.

إنَّ إدراك ذلك، ومعرفة أنَّك لا يمكنك جعل الجميع راضين عنك، بغض النظر عمَّا إذا كنت تقول نعم في كلِّ مرة؛ يمكن أن يساعدك في وضع حدٍّ لعادة الناس من حولك، ولبدء التركيز أكثر على ما تريد في أعماقك أن تقوله، هل هو نعم؟ أم لا؟

7. حسِّن من احترامك لذاتك:

إذا كنت لا تقدِّر نفسك، فلن تقدِّر وقتك أيضاً. كان هذا صحيحاً جداً في تجربتي.

أقوى شيء وجدته -بالإضافة إلى الحفاظ على اهتمامي باستمرارٍ بما يهمُّني حقاً- لتسهيل قول لا: تحسين تقديري لذاتي. مع تقدير الذات بشكلٍ أفضل، أصبح الوقت والطاقة التي أملكها أكثر قيمةً بالنسبة إلي، ولا أريد أن أضيعهما. وارتفع أيضاً شعوري بما أستحقه في الحياة، وبأنَّني من المستحيل أن أستسلم لطرائق الإقناع السلبية من الآخرين مثل: الشعور بالذنب، أو أن يكون الشخص شديد الحماس ويحاول استغلالي.

8. عوِّد الناس على أسلوبك:

هذا أحد الأسباب القوية التي تجعل قولك "لا" عندما تحتاج إلى ذلك هامَّاً جداً؛ لأنَّك إذا كنت حازماً بشأن ما لا تريده من خلال الدفاع عن نفسك وقول "لا"، فسيتقبّل الناس ذلك.

وبمرور الوقت، ستواجه مواقف أقل، حيث يحاول الناس أن يكونوا متقبِّلين لقرارك. سيؤدِّي ذلك إلى جعل الحياة والعلاقات أبسط وأكثر احتراماً؛ وبكونك حازماً، ستحسِّن أيضاً احترامك لذاتك.

إقرأ أيضاً: كيف تتعلم مهارة التصرف بحزم مع الناس

9. أدرك أنَّها ليست نهاية العالم:

تذكَّر أنَّ مجرد رفضك لشيءٍ ما لا يعني أنَّ العالم سيتوقف، بل سيجدون شخصاً آخر يمكنه فعل ما يريدون، وسيديرونه، وستستمر الحياة لكم جميعاً. لذلك، لا تدع الشعور بأنَّه "لا يمكن الاستغناء عنك" أو الكلمات الأخرى، تؤثِّر فيك لتقول "نعم" عندما تريد أن تقول "لا". لقد أودى ذلك بالكثير من الناس إلى السير في طريق الاستياء والغضب.

10. احتفي بنجاحاتك:

قد لا تتمكَّن من رفض أيِّ شيءٍ ترغب برفضه مباشرةً في هذا الأسبوع أو الشهر، حتَّى إذا كنت تستخدم العديد من نصائح هذه المقالة. لكن ومع ذلك، لا تركِّز كثيراً على هذه المواقف؛ فهي سوف تجلب فقط احترامك لذاتك، ودوافعاً لتقليص هذه العادة، وستتعرَّف على ما يمكِّنك من فعل ذلك.

ركِّز دائماً على نجاحاتك، واحتفل بطريقةٍ بسيطةٍ بما أنجزته، وفكِّر قليلاً فيما سار بشكلٍ جيدٍ في تلك التفاعلات، وفيما يمكنك تعلُّمه منها في المستقبل، وكرِّر ذلك للحصول على النتيجة التي تريدها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة