10 مفاهيم خاطئة عن التأثير

لطالما كنتَ مؤثِّراً منذ نعومة أظفارك، فقد كان التأثير هو وسيلتك الوحيدة للبقاء، فلم يكن لديك أسنان أو مخالب حادة لحمايتك، ولم تستطع الهروب أو التمويه، ولم تكن ذكياً، ولكن كان لديك قدرة فطرية على التعبير عن رغباتك، والتواصل مع البشر الآخرين وإقناعهم بالعناية بك، وهذا ما فعلوه نهاراً وليلاً ولسنوات.



عندما تعلَّمتَ التحدث، عبَّرتَ عن نفسك تعبيراً أكثر دقة، مستخدماً كلماتك لتصبح أكثر تأثيراً، فأخبرت الناس بما تريده وما لا تريده، وتعلَّمتَ بسرعة أنَّ الحياة يمكن أن تكون قابلة للتفاوض؛ فبدأتَ بطلب السهر لوقت متأخر وقضاء مزيد من الوقت أمام التلفاز وتناول الأطعمة المفضلة لديك، وكان استخدام التأثير فطريَّاً مثل التنفس، وكنت تزداد قوة جسدياً أيضاً، لكن أعظم قوة لديك كانت القدرة على إقناع الناس باتخاذ إجراء بشأن أفكارك العظيمة.

التأثير الشخصي هو مصلحتنا البشرية، وموجود في حمضنا النووي، إنَّه ما سمح لأفراد جنسنا أن يتحدوا ويعملوا معاً وينتشروا في الكرة الأرضية، وسيظل ما يميزنا في ظل عالم رقمي، ولأنَّ الناس يسيطرون على زمام الأمور؛ فالنجاح الذي حققته بالفعل كان نتيجة التأثير الذي أحدثته، كما أنَّ تأثيرك سيكون الطريق إلى الهدف الذي ما تزال تأمل في تحقيقه؛ إذ إنَّه الحب الذي ستشاركه في هذه الحياة والإرث الذي ستتركه وراءك عندما تموت.

لكنَّ الأمور ليست بهذه البساطة، أليس كذلك؟ على الرَّغم من أنَّك تعلم أنَّ كلَّ هذا صحيح، إلا أنَّ التأثير يزداد تعقيداً مع تقدمك في العمر، وبينما كان مجال تأثير طفولتك يتوسع، تعلَّمتَ أيضاً أن تكون مطيعاً وأن تلعب بلطف، ثم الامتثال إلى المعايير والقواعد والآباء والمعلمين، ومُنعتَ من أن تكون متسلطاً أو متطلباً، ولقد تعلَّمتَ أن تعمل بجد لكي تستحق ما تحصل عليه، وتنتظر دورك، ولا تصدر الضجة، ولا تشغل مساحة كبيرة.

التأثير الذي كنت تتمتع به ذات مرة لم يعد أمراً طبيعياً، وبدأتَ تشعر بمشاعر مختلطة حيال ذلك، فعندما يُسأل الناس عمَّا إذا كانوا يرغبون في أن يكونوا أكثر تأثيراً، فإنَّهم يقولون نعم؛ لأنَّ التأثير هو القوة، وكونك مؤثِّراً يمنحك القدرة على إحداث التغيير وتوجيه الموارد وتحريك القلوب والعقول؛ فالتأثير هو ما يجمعنا معاً، ويطوِّر علاقاتنا، وهو الطريق إلى السعادة والازدهار الهادف والدائم؛ فعندما تصبح شخصاً محبوباً، فإنَّك تُكافَأ كثيراً، وقد لا يكون المال على رأس أولوياتك؛ لكنَّه يساعدك على إنجاز أشياء أخرى، ويمكن أن يكون معياراً للتأثير.

ليس من قبيل المصادفة أن يُعوَّض الموظفون في الوظائف التي تعتمد على التأثير الشخصي بشكل جيد؛ إذ يكسب كبار مندوبي المبيعات أموالاً أكثر من رؤسائهم التنفيذيين، وأن تصبح أكثر نفوذاً يحقق أرباحاً ملموسة أخرى أيضاً؛ فالأطباء الذين يتواصلون تواصلاً أفضل هم أقل عرضة للمقاضاة بسبب سوء الممارسة بصرف النظر عن حالة مرضاهم، ويُصنَّف المديرون التنفيذيون الذين يُدرَّبون على التواصل على أنَّهم قادة أفضل، والأشخاص الطيبون يترددون وخاصة في محاولة التأثير في الآخرين؛ لأنَّهم لا يريدون التلاعب بأيِّ شخص، والأذكياء هم أكثر عرضة لسوء فهم الطريقة التي يعمل بها التأثير.

لذلك إذا كنت شخصاً لطيفاً وذكياً، فستتحمل مسؤولية مزدوجة تمنعك من أن تكون مؤثراً بقدر ما تستطيع، لكن بينما تقوم بتغيير وجهة نظرك وممارسة بعض الوسائل الجديدة، ستجد بعض هذه العقبات تتلاشى.

شاهد بالفديو: فن التأثير في الآخرين

10 مفاهيم خاطئة عن التأثير:

1. الشخص اللحوح هو شخص مؤثِّر:

في الواقع، فإنَّ العكس هو الصحيح، فأن تكون مؤثِّراً يتطلب أن تكون قابلاً للتأثُّر، وجعل الناس يشعرون بالارتياح للرفض يجعلهم يميلون إلى الموافقة.

2. إذا فهمت الحقائق، فسوف تتخذ القرار الصحيح:

نظراً لأنَّ العقل لا يعمل بالطريقة التي نعتقد أنَّه يعمل بها، فإنَّ الحقائق أقل إقناعاً ممَّا نعتقد.

3. يتصرف الناس بناءً على قيمهم وقراراتهم الواعية:

نريد جميعاً التصرف وفقاً لقيمنا وقراراتنا الواعية؛ لكنَّ الفجوة بين نوايانا وسلوكنا شاسعة، فتغيير رأي شخص ما لا يعني بالضرورة أنَّك تؤثِّر في سلوكه؛ وهذا هو الهدف.

4. التأثير ينطوي على إقناع الأشخاص وإخضاعهم لإرادتك:

يعتمد نجاح فكرتك العظيمة على أولئك الذين تثير في أنفسهم الحماسة، وستؤثِّر جهودك في العثور عليهم وتمكينهم وتحفيزهم أكثر من جهودك في التغلب على مقاومة الناس.

إقرأ أيضاً: فن الإقناع: 20 مهارة تجعل الجميع يوافق على ما تقوله

5. التفاوض معركة:

كلَّما كان المُفاوِض أكثر خبرة، زادت احتمالية أن يكون متعاوناً؛ ممَّا يجعله أكثر نجاحاً.

6. طلب ​​المزيد سيقلِّل من محبة الناس لك:

يعتمد شعور الناس تجاهك على الطريقة التي تطلب بها أكثر من عدد الطلبات التي تطلبها، وعندما يكون الطرفان - بمن فيهما أنت - سعيدَين بكيفية سير الأمور، فمن المرجح أن يقوما بالتنفيذ.

7. يمكن للأشخاص الأكثر نفوذاً إقناع أيِّ شخص بفعل أيِّ شيء:

هذه ليست الطريقة التي تسير بها الأمور، وهو أمر جيد سواء بالنسبة إليهم أم إليك.

8. تستطيع تقييم شخصيات الناس ويمكن أن تعرف المخادع على الفور:

نحن جميعاً - لسوء الحظ - لا نتقن اكتشاف الكذب، لكن هناك توجد الإشارات التحذيرية التي يجب مراقبتها حتى تتمكن من حماية نفسك والآخرين من الأشخاص الذين قد يستخدمون التأثير في إيذائك.

إقرأ أيضاً: أسئلة تحليل الشخصية في علم النفس

9. الناس لا يصغون إلى أشخاص مثلك:

قد تخبرك ذاتك الداخلية أنَّك لجذب انتباه الآخرين، يجب أن تكون أكثر انفتاحاً أو أكبر سناً أو أصغر سناً أو أكثر جاذبية أو أفضل تعليماً أو أكثر خبرة، لكن تستطيع أن تتعلم التحدث حتى يصغي الآخرون؛ وتصغي حتى يتحدثوا.

10. أنت لا تستحق أن يكون لديك القوة أو المال أو الحب؛ أو أيِّ شيء تتمناه:

التأثير ليس لمن يستحقه؛ بل لمن يفهمه ويمارسه، ويمكن أن تكون أنت المؤثِّر.




مقالات مرتبطة