10 فوائد للرفض ستثير إعجابك بالتأكيد

مثل معظم الكتَّاب، لم أعد أذكر منذ فترة طويلة كم مرة تعرضت فيها للرفض، ولا أذكر جميع التبريرات: المقالات المكتوبة (هذا لا يناسب احتياجاتنا في هذا الوقت)، والرفض في مقابلات التوظيف (أنت ذكي جداً ويبدو أنَّك ستكون ثروة لشركتنا، لكنَّنا قررنا توظيف شخص آخر)، وحتى الرفض في حياتي الشخصية (أنت رجل لطيف، وأنا معجبةٌ بك كثيراً، ولكن...)؛ أي أنَّني تعرضت للرفض بأشكاله كافة؛ فإن كان هنالك شيء واحد أعرفه حقاً، فهو الرفض؛ وأعرف أيضاً الغضب الذي يتأجج ببطء في الأحشاء والإحباط واليأس وكل المشاعر السلبية التي تصاحبه؛ فإن تعرضت للرفض يوماً ما وشعرت أنَّك تريد التنفيس عن غضبك من خلال تحطيم أثاث المنزل، أو جلست في الزاوية وبكيت بكاءً شديداً حتى جفت دموعك، حينئذٍ فقط ستعرف بالضبط كيف كان شعوري، وأنت تعلم أنَّني أعرف كيف كان شعورك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب جي. اس واين (J.S Wayne) والذي يحدثنا فيه عن فوائد الرفض وكيفية الاستفادة منه.

إنَّ الرفض جزء مؤسف من التجربة الإنسانية ولكنَّه ضروري؛ إذ يتعرض الجميع للرفض في مرحلة ما من حياتهم، سواء أدركوا ذلك أم لا؛ ولكن ما لا يدركه الكثير منهم هو فوائد الرفض.

قد يبدو هذا الكلام متناقضاً، لكن اسأل أي شخص رُفض طلبه في الحصول على وظيفة أو سمع الشخص الذي يحبه يقول إنَّه لم يكن مهتماً به اهتماماً كبيراً؛ فقد يكون الرفض في أغلب الأحيان أمراً إيجابياً للغاية إذا نظرت إليه بالطريقة الصحيحة؛ فيما يلي 10 فوائد للرفض يجب مراعاتها في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك في هذا الموقف:

1. تحفيز الرغبة في العمل بشكل أفضل:

لقد "مُلء الشاغر"، "هذا ليس ما نبحث عنه الآن"، "أنت فتى لطيف، لكن...!" لقد مررنا جميعاً بهذه اللحظات وفعلنا ذلك في مرحلة ما، وهو أمر محبط عند مواجهة الرفض. قد تكون هذه علامة على أنَّك بحاجة إلى القيام بشيء لا تفعله، أو التوقف عن فعل شيء تفعله، وسيضعك اكتشاف هذا الأمر على الطريق الصحيح للقيام بعمل أفضل، ويجعلك أقل عرضة للرفض في المستقبل.

2. تذكُّر طبيعتنا الإنسانية:

يُعدُّ كل شخص منا نفسه نجماً، وقد يؤدي هذا الأمر إلى إحساس مفهوم بأهميتنا، ولكنَّه غير دقيق؛ فإذا ما نظرنا إلى الأمور من منظور أوسع، يُعد الرفض في الواقع أمراً جيداً، لأنَّنا قد نتحمل جميعنا في مرحلة ما الشعور بعدم أهميتنا؛ حيث يساعدنا الرفض هنا لأنَّه يذكرنا بأنَّنا جميعنا بشر، بغض النظر عن مدى اعتقادنا بتميزنا كأفراد.

3. تعلُّم الصبر:

قد تكون بعض أنواع الرفض مؤذية، وبعضها الآخر مدمراً؛ فقد يكون عدم حصولك على تلك الوظيفة التي قضيت من أجلها شهراً في إرسال السير الذاتية ورسائل البريد الإلكتروني والفاكسات من أسوأ حالات الرفض؛ لأنَّ تكاليف المعيشة لا تأبه بمشاعرك المؤلمة، ومع ذلك، فهذه هي المرة التي قد يساعدك فيها الرفض فعلياً من خلال تعليمك التحلي بالصبر والاستمرار في التقدم. قد لا تحصل على ما تريده على الفور، ولكن إذا كنت على استعداد للعمل الجاد والتحلي بالصبر، ستجد نفسك في النهاية في المكان الذي تريد أن تكون فيه.

إقرأ أيضاً: 8 خطوات كي تصبح أكثرَ صبراً وحِلماً

4. استكشاف مسارات مختلفة:

يكون الرفض أحياناً هو الطريقة التي تتبعها الحياة لإخبارنا بأنَّنا بحاجة إلى النظر إلى مسار مختلف للوصول إلى وجهتنا؛ فقد يكون المسار الذي نحاول اتباعه للوصول إلى أهدافنا غير مناسب لنا، أو قد يكون هناك طريقة أفضل ولكن لم ندركها بعد؛ إذ قد يكون الرفض تجربة إيجابية إذا كنت على استعداد لاتخاذ مسار آخر أو تجربة طريقة جديدة لتحقيق الشيء نفسه.

5. إعادة تقييم أنفسنا:

يتعامل كثير من الناس بطريقة سيئة مع الرفض، وهذا طبيعي؛ فالرفض تجربة مؤلمة، ومع ذلك، عندما يسمع شخص ما الشيء نفسه عدة مرات، فإنَّه يبدأ في الاستماع بشكل عام، ومقولة: "لديك مهارات رائعة في التعامل مع الأرقام، لكنَّك غير مستعد للتعامل مع الآخرين"، هي مثال على هذا الرفض.

 إنَّ تعلم كيفية إعادة تشكيل أنفسنا لنكون أكثر توجهاً نحو الهدف، أو أكثر توجهاً نحو الناس، أو تعديل جوانب شخصياتنا للتوافق بشكل أفضل مع من حولنا هو فائدة هامة للرفض يتغاضى عنها معظم الناس.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد وتُنمِّي مَواطن قوتك الشخصية؟

6. إعادة النظر في أهدافنا:

نميل كبشر إلى تجاهل الإشارات التحذيرية التي تصب في مصلحتنا، مثل الشخص الذي يعاني من أجل نيل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال لأنَّه قيل له طوال حياته إنَّها تذكرته إلى المال والسلطة، في حين أنَّ ما يريد فعله هو العزف على الكمان في أوركسترا، ثم يحصل الشخص على مقابلة توظيف ويقال له أنت غير مؤهل نهائياً لهذا المنصب؛ وفي نفس الوقت تبحث الأوركسترا المحلية عن عازف كمان.

سوف يظهر شغفك دائماً، وأحياناً يكون الرفض وسيلة العالم في إرغامنا على التفكير في هذا الحلم المستحيل الذي طالما أردنا السعي إليه بدلاً من "الهدف الآمن" الذي سيجعلنا بائسين على المدى الطويل.

7. العثور على فرص للتغيير:

فكر في آخر مرة قال فيها أحدهم: "لم أكن لأجد هذه الوظيفة أبداً لولا أن...، أو لم أكن لأتزوج هذا الشخص لولا أن… إلخ"، قد يكون الرفض أداة قوية لتحليل سبب سعينا لتحقيق الأهداف وما الذي يدفعنا إلى المضي قدماً نحو أهدافنا أو بعيداً عنها، وقد يكون أيضاً وقتاً مناسباً للتأمل والتفكير في أسباب سعينا وراء أشياء أو أشخاص أو وظائف أو مواقف معينة، وإذا خصصنا الوقت الكافي فقط للاستماع إلى أنفسنا بشأن هذه الأمور، فسنكون كبشر أكثر سعادة، وأكثر ثقة في أنفسنا وغرائزنا.

8. الحصول على وجهات نظر جديدة:

ينظر كل شخص منا إلى الأمور نظرة محدودة من حين لآخر؛ إذ نركز على هدف واحد أو شخص واحد أو حلم واحد مع استبعاد كل شيء آخر، وقد يمنحنا الرفض وقتاً للتوقف وإلقاء نظرة أخرى على أهدافنا وكيف نحاول تحقيقها؛ وفي هذه الحالة، تكمن الفكرة في النظر حولك بعيون جديدة والتفكير ليس فقط في أساليب جديدة للوصول إلى نفس الهدف فحسب، بل كيف ننظر إلى أهدافنا وأحلامنا أيضاً.

9. تعزيز القوة:

هناك قول مأثور: "تسبح أقوى سمكة بعكس اتجاه التيار".

غالباً ما تشعر أنَّ الرفض يؤدي بك إلى الاستسلام، لكنًّه في الواقع يمنحك شيئاً تقاومه، حيث لا يزداد الناس قوة عندما تسير كل أمورهم كما يشتهون، وإنَّما عندما يضطرون إلى التعامل مع ما هو غير متوقع أو غير مرغوب فيه؛ وبهذه الطريقة، يساعدنا الرفض من خلال إظهار مدى قوتنا وسعة حيلتنا وقدرتنا في أحلك الظروف.

شاهد بالفيديو: 8 أمور يجب القيام بها عندما ترغب في الاستسلام

10. الحصول على فرصةٍ للنمو:

لا يجب أن يكون الرفض سلبياً تلقائياً، فبدلاً من ذلك، حاول النظر إلى الرفض على أنَّه فرصة لكي تنمو وتتعلم كشخص، ربما تتعلم من الرفض أنَّ العطر الذي تضعه بعد الحلاقة يسبب الصداع للناس، أو أنَّ سلوكك في العمل يُنفِّر الناس منك؛ حيث يمكنك تطبيق الدروس التي تتعلمها من الرفض على أي جانب من جوانب حياتك تقريباً، مما يجعلك شخصاً أقوى وألطف وأكثر خبرة.

صحيحٌ أنَّ الرفض قد يكون مؤلماً، إلا أنَّه يمكن أن يكون نعمة مُتخفِّية، والسؤال الآن كيف ستتعامل مع الرفض؟ هل ستغتنم الفرصة التي يمنحك إياها، أم ستغضب وتحطم الأشياء من حولك؟ الخيار لك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة