10 عادات للحصول على علاقة عاطفية صحية وسعيدة

هل تعاني في علاقتك مع شريكك من وقت إلى آخر؟ هل تتساءل عن طريقة للعيش معاً حياة أكثر انسجاماً؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون مارك كرنوف (Marc Chernoff)، ويُقدِّم لنا فيه 10 عادات للحصول على علاقة عاطفية صحية وسعيدة.

بالنسبة إلي، لقد مررت بذلك، لكن سأخبرك بسر صغير: معظم "الأزواج السعداء والناجحين" لا يتوقعون أن يكونوا سعداء ومنسجمين طوال الوقت؛ بل إنَّهم يتعاملون مع خلافاتهم الصغيرة ويتخذون خيارات واعية تؤدي إلى السعادة بوصفهما زوجين على الأمد الطويل.

أن تكون في علاقة مع شخص واحد لأكثر من بضع سنوات هو أمر رائع؛ فالأمر ليس سهلاً دائماً، وفي الواقع، إنَّه صعب في كثير من الأحيان؛ إذ لا يتعلق الأمر بالعثور على الشخص المناسب؛ بل يتعلق بكونك الشخص المناسب.

قبل أن أتزوج، بدأت بمشروعٍ بحث صغير؛ إذ سألت أكثر من 100 من الأزواج الذين تزوجوا منذ أكثر من 20 عاماً هذا السؤال: "ما هو سر الزواج السعيد؟" وما تعلمته منهم قد وسَّع وجهة نظري المتعلقة بالعلاقات، لقد وضع إطاراً واقعياً لزواجي، وبعد عشر سنوات، ما زلت أنا وزوجتي نحب بعضنا بعضاً كثيراً على الرَّغم من التقلبات المختلفة التي تتعرض لها جميع الزيجات.

لقد كشفت الدروس التي تعلمتها من مشروع البحث هذا، إضافة إلى تجاربي الخاصة عن عادات يومية أساسية ضرورية يقوم بها الأزواج للحصول على علاقة سعيدة وصحية.

إليك 10 عادات يفعلها الأزواج السعداء والناجحين كل يوم:

1. يعتزون باختلافاتهم:

الأزواج السعداء غير مستقلين عن بعضهم بعضاً استقلالاً تاماً، وغير معتمدين على بعضهم بعضاً اعتماداً كاملاً؛ بل يقفون بالمنتصف، وأعتقد أنَّ الأمر يتعلق بالاعتماد المتبادل؛ إذ يمكنهم الاتفاق على الاختلاف بشأن الأشياء الصغيرة.

بالتأكيد، إنَّهم يتوافقون على الأشياء الكبيرة مثل أهداف الحياة؛ لكنَّهم لا يشعرون بأنَّهم يتعين عليهم الإعجاب بالموسيقى نفسها، ومشاركة اللون المفضل نفسه، ولا يتوقعون أن يوافق شريكهم على جميع خياراتهم؛ بل يبقى كل شريك صادقاً مع نفسه ومع معتقداته، ويحترم رأي الطرف الآخر، فكلٌّ منهما هو شخص سعيد وناجح بمجهوده الشخصي.

شاهد بالفيديو: 7 أسباب تجعل التكنولوجيا تدمر العلاقات العاطفية!

2. يسيطرون على افتراضاتهم:

جميعنا نفترض في معظم المواقف افتراضات معينة، بناءً على تجارب حياتنا؛ لنفترض أنَّ أحد الشريكين نشأ في أسرة ذات مشاعر حساسة والآخر ليس كذلك، فمن المرجح أن يفسر الشخص الذي نشأ في الأسرة ذات المشاعر الحساسة سلوك الآخر على أنَّه بارد المشاعر أو غير مبالٍ؛ إذ يكون الافتراض الخاطئ هو: من أجل التعبير عن الحب، يجب أن نكون مرهفي الحس، لكن هذا الافتراض يمكن أن يدمِّر العلاقة.

لذلك الحل هو أن تنتبه إلى افتراضاتك الأساسية التي تدمِّر علاقتك؛ لذا في المرة القادمة التي تنزعج فيها من شريكك، اسأل نفسك: "ما هي الحقائق وما هي آرائي (بناءً على افتراضاتي) المتعلقة بهذا الموقف؟".

على سبيل المثال:

  • الحقيقة: إنَّ هذا الشخص لا يعبِّر عن مشاعره.
  • الرأي (بناءً على افتراضاتك): إنَّه لا يحبني بقدر ما أحبه.

الآن بعد أن فصلت الحقائق عن رأيك، شكِّك في رأيك، هل هذا الرأي يساعد أو يضر بعلاقتك؟ أجد هذا النوع من الاستفسار الذاتي قوياً بطريقة مدهشة، أنصحك بتجربته.

3. لا يتوقعون من شركائهم فهم ما يدور في أذهانهم دون أن يتكلموا عنه:

من الشائع جداً التفكير في شركائنا على أنَّهم امتداد لنا، وغالباً ما نفترض أنَّهم يعرفون ما نفكر به، كما لو أنَّهم يقرؤون أفكارنا.

إليك مثال عن ذلك: جون (John) يحب زوجته أليس (Alice)، وقد تزوجا منذ 8 سنوات، وفي يوم من الأيام عادت أليس إلى المنزل، وقد مرَّت بيوم سيئ في العمل، لكن جون رحَّب بها بحماسة.

لقد توقعت أليس بطريقة ما أن يعرف جون أنَّها مرت بيوم سيئ، وأرادت قضاء بعض الوقت وحدها ووجدت حماسته مزعجة، وفي هذه الأثناء، لم يملك جون أدنى فكرة عما كان يدور في ذهن أليس، وكان يحاول معرفة سبب برودها وجفوتها.

هل رأيت المشكلة هنا؟

غالباً ما نفترض أنَّ شركاءنا يعرفون ما نفكر به، ثم نتوقع منهم أن يستجيبوا لإحباطاتنا غير المُعبَّر عنها، أمَّا الأزواج السعداء لا يقعون في هذه المشكلة؛ لأنَّهم يعبِّرون عن احتياجاتهم مهما كانت واضحة.

4. يبذلون قصارى جهدهم لفهم شركائهم:

بعبارة أخرى، إنَّهم يدركون المنظور الفريد لبعضهم بعضاً.

تخيل هذا: أنت تعلم أنَّ شريكك لم يحظَ بما يكفي من النوم في الليلة الماضية، وإذا كنت مدركاً لهذا الأمر، فسوف تفسر أسلوبه المفاجئ طبقاً لوجهة نظره (وليس على طريقتك أنت).

لن تأخذ الأمور على محمل شخصي، وستدرك أنَّ لا علاقة لك بالأمر، ولن تتأذى مشاعرك، ولن تتفاعل بغضب، وهكذا ستتجنب الخلاف، والأفضل من ذلك أن تراعي مشاعر شريكك وتحاول امتصاص غضبه، فقليل من التعاطف له أثر كبير في تحسين مزاجه.

5. يدركون قيمة النمو الشخصي:

عادةً ما تتكون العلاقات الجيدة من شركاء ملتزمين بالتعلم والنمو طوال الحياة، إنَّهم فضوليون بشأن كل الأشياء، وحريصون على التعلم من العالم ومن بعضهم بعضاً، وبسبب حبهم للتعلم فإنَّهم يمنحون بعضهم بعضاً حرية التطور بوصفهم أفراداً داخل العلاقة.

لقد رأيت تعاسة كبيرة في العلاقات التي تسبَّب فيها أحد الشريكين أو كلاهما بسبب التعلق الشديد بالآخر؛ إذ إنَّهم لا يريدون أن يتغير شريكهم حتى لا يضطروا إلى تغيير أنفسهم، لكن إليك الحقيقة البسيطة: إنَّ التغيير هو جزء من الكون والبشر ليسوا استثناء.

إذا كنت ترغب في الحصول على علاقة ناجحة، فعليك أن تتقبل التعلم والنمو الشخصي بصدر رحب.

6. يفترضون حسن النية:

تطرح الحياة تحديات كبيرة في طريق كل زوجين؛ فقد اكتشف الأزواج السعداء أنَّ الحل يكمن في تبني موقف متفائل تجاه بعضهم بعضاً وتجاه العالم عامة؛ عملياً، هذا يعني أنَّهم يختارون البحث عن النوايا الحسنة وراء تصرفات بعضهم بعضاً بدلاً من افتراض الأسوأ، ويبنون علاقتهم على أساس الثقة ببعضهم بعضاً؛ ومن ثَمَّ هذا يولِّد الثقة والاحترام، وهما ركنان أساسيان للعلاقات الناجحة.

تمنحك تنمية التفاؤل المكتَسب فرصة لتحديد مسار العلاقة؛ إذ إنَّكما تمنحان الطاقة لبعضكما بعضاً، ويمكن أن تُنشئا رابطة قوية جداً بينكما.

7. يبحثون عن الوئام حتى في أثناء الخلاف:

يعرف الأزواج الأذكياء أهمية تبني مشاعر شركائهم من خلال تكرار كلمات شركائهم، فمن خلال تكرار كلماتهم وعباراتهم الدقيقة، يُجبَرون على التعاطف بعمق على سبيل المثال، يمكنك قول: "ما سمعتك تقوله هو أنَّك غاضب ومجروح المشاعر بسبب نسياني عيد ميلادك؛ أنا آسف لنسياني يوم عيد ميلادك، وأتفهم غضبك، وإن كنت مكانك، لانتابني الشعور نفسه".

يعزز احترام مشاعر بعضنا بعضاً الثقة والاحترام المتبادلين، ويبني التفاهم العميق.

8. يكتشفون طريقة معينة لإعادة التواصل بينهما:

من أفضل الكتب التي قرأتها عن العلاقات هو الكتاب الذي يحمل عنوان "الحصول على الحب الذي تريده" (Getting the Love You Want) لهارفيل هندريكس (Harville Hendrix)؛ إذ يعتقد هارفيل أنَّ السبب الرئيسي وراء شجار الأزواج هو شعورهم بعدم التواصل.

لقد اكتشف الأزواج السعداء والأصحاء طرائق لإعادة التواصل، فكلاهما يتحمل المسؤولية لإعادة التواصل بعد جدال صغير أو بعد أيِّ نوع من الخلاف الذي قد يحدث في حياتهم اليومية، إنَّهم لا يسمحون لهذه الأمور بأن تؤثِّر سلباً في العلاقة.

بالتأكيد، إنَّهم يمنحون بعضهم بعضاً مساحة عند الضرورة؛ لكنَّهم يكتشفون بعد ذلك طريقة لإعادة التواصل مع بعضهم بعضاً، عادةً من خلال التصرفات التي تدل على حسن النية واللطف.

على سبيل المثال، من خلال قطف باقة من الزهور من الحديقة، وإلقاء بعض الدعابات لتحسين المزاج، فلا يهم ما الذي يفعلونه، فهم يفعلون شيئاً لإعادة التواصل ويفعلون ذلك في أسرع وقت ممكن.

9. يخصصون الوقت لتعزيز علاقتهم (خاصةً إذا كان لديهم أطفال):

يمكن للأطفال أن يمنعوا حصول الأزواج على وقتهم الضروري لهم بصفتهما زوجين، وهو أمر بالغ الأهمية لأيِّ علاقة سعيدة.

يعرف الأزواج السعداء ذلك ويخصصون وقتاً لقضاء بعض الوقت مع بعضهم بعضاً، سواء كان هذا يعني الحصول على جليسة أطفال والذهاب في موعد غرامي كل أسبوع أم مجرد تناول العشاء معاً بعد أن يذهب الأطفال إلى الفراش، إنَّهم يحرصون على حدوث ذلك.

من الضروري تخصيص الوقت لبعضكما بعضاً، ولن نبالغ مهما شددنا على ضرورة ذلك.

إقرأ أيضاً: 7 طرق مضمونة لتعزيز الروابط الأُسرية

10. يلتزمون بتجاوز الأوقات السيئة والجيدة:

لقد احتفظت بالأفضل للأخير؛ لأنَّ هذه هي النقطة الأكثر أهمية من بين كل النقاط.

إنَّ الأزواج الذين يتمتعون بعلاقات رائعة ملتزمين بجعل علاقتهم ناجحة بصرف النظر عن كل شيء؛ إنَّهم يبذلون الجهد يوماً بعد يوم، وهم على استعداد لإجراء المحادثات الصعبة، إنَّهم يتشاجرون، لكنَّهم يعترفون بأخطائهم ويعتذرون، ويتجادلون، لكنَّهم يبذلون الجهد لفهم منظور الطرف الآخر.

لأنَّ كل علاقة صحية تحتاج إلى جدال بين الحين والآخر، فقط من أجل إثبات أنَّها قوية بما يكفي للبقاء، إنَّ العلاقات طويلة الأمد، تدور حول تجاوز الأوقات السيئة والجيدة، والأزواج السعداء والناجحون يعرفون ذلك ويثابرون ولا يتخلون عن بعضهم بعضاً.

إقرأ أيضاً: ما مفهوم العلاقة الزوجية الناجحة وما الذي يعيق وصولنا إلى شريك الحياة؟

في الختام:

قد يفصلك عن العلاقة السعيدة والصحية طويلة الأمد، كما وصفتها في هذا المقال قرار واحد فقط، وهذا القرار هو أن تكون الشريك المثالي الذي تبحث عنه في شريك حياتك، وفي معظم الحالات، ما تسهم به في العلاقة له تأثير مباشر فيما تحصل عليه منها، أعتقد أنَّنا جميعنا قادرون على اتخاذ هذا القرار، بالطبع لن يكون الأمر سهلاً، لكن في النهاية، المسألة تستحق المحاولة.




مقالات مرتبطة