10 طرق فعالة لتعزيز ثقتك بنفسك

الثقة بالنفس كلمة قوية وشعور أقوى، فهل بإمكانك أن تتذكر موقفاً غمرتك فيه الثقة، حيث شعرت بأنَّه ما من أحد قادر على إيقافك، وكأنَّك تجلس على قمة العالم؟ تخيل الآن أنَّك قادر على الشعور هكذا دائماً، فكيف سيؤثر ذلك في صحتك ورفاهيتك ومهنتك وعلاقاتك وحياتك عموماً؟



لا يغمرك الشعور بالثقة بإحساس رائع فحسب، بل يساعدك على اغتنام الفرص، وإجراء تغييرات كبيرة، والمضي قدماً في حياتك الشخصية أو المهنية.

تتصف الحياة بالجنون والانشغال والجمال، والتحلي بثقة أكبر بالنفس هو جزء من رحلة حياتنا يمنحنا الطاقة والدافع للمضي قدماً فيها؛ لكن كيف بإمكاننا تعزيز ثقتنا بأنفسنا؟

ينبع انعدام الثقة بالنفس من مواقف عدة، فربَّما أخبرك والداك في أثناء نشأتك أنَّ المهنة التي ترغب فيها بعيدة عن متناولك، أو قد يكون لديك اعتقاد راسخ لا ينفك يخبرك: "لا يمكنك امتلاك عملك الخاص؛ ذلك لأنَّك لا تمتلك عقلية رواد الأعمال"، أو ربَّما مررت بتجربة قاسية فتحت المجال للشك بأن يتسلل إلى ذاتك، أو قد يخبرك ناقدك الداخلي أنَّك "لا تمتلك  القدرة على فعل أي شيء" أو أنَّك "لست جيداً بما يكفي"، وربَّما تقارن نفسك بشخص آخر كصديقك أو زميلك أو شريك حياتك، وقد تشعر أنَّ هناك شيء ما ينقصك في حياتك، سواء كان ذلك علاقة أم وظيفة أحلام أم أطفالاً أم شهادة أم منصباً.

يبدو أنَّ معظمنا -إن لم يكن جميعنا- نعاني من قلة الثقة بأنفسنا في مجال أو مرحلة ما من حياتنا، سواء كان مصدرها يأتي من مظهرنا أم قدراتنا أم علاقاتنا أم مهنتنا أم قراراتنا أم مواقفنا الاجتماعية؛ حيث نمر جميعاً بأزمات من انعدام الثقة ولحظات من الشك الذاتي.

إذا كان انعدام ثقتك بنفسك يجبرك على البقاء في وظيفة أو علاقة سيئة، أو يمنعك من المضي قدماً في حياتك ومهنتك؛ فأنت لست الوحيد الذي يشعر بذلك.

الأشخاص الواثقون والأشخاص المترددون:

يؤمن الأشخاص الواثقون بأنفسهم وقدراتهم، ويمتلكون عقلية إيجابية؛ في حين يشعر الناس الذين يفتقرون إلى الثقة بانعدام الأمان حول أنفسهم وقراراتهم.

دعونا نلقي نظرة على هذا الإنفوجراف الذي يوضح الفارق بين الشخص الواثق بنفسه، وذلك الذي يعاني من تزعزع الثقة بالنفس:

مقارنة بين الشخص الواثق والغير واثق

صفات الشخص الواثق بنفسه:

يتصف الشخص الواثق من نفسه بأنَّه:

  • منفتح العقل.
  • يقدم الإطراءات.
  • يعتزم التعلم من الآخرين.
  • يتحمل مسؤولية أفكاره ومشاعره وأفعاله ونتائجها.
  • لديه قيم ومبادئ عالية.
  • يعترف بأخطائه.
  • لا يخشى إظهار عيوبه.
  • يتمتع بعقلية إيجابية.
  • يغامر.
  • لا يتحدث عن الناس بطريقة سلبية.
  • يتمتع بعقلية الوفرة.
  • يحب قضاء الوقت مع الناس.
  • يتقبل اختلافات الآخرين.
  • يمكنه أن ينتقد نفسه.
  • يتخذ قراراته بسرعة.
  • يستمر بالتعلم والنضج.

صفات الشخص ضعيف الثقة بنفسه:

في حين يتصف الشخص ضعيف الثقة بكونه:

  • منغلقاً ذهنياً.
  • يدعي معرفة كل شيء.
  • يطالب بتأييد الآخرين له.
  • يختلق أعذاراً لكل شيء.
  • يفعل ما يحلو له.
  • يلوم الآخرين.
  • يظهر على أنَّه شخص مزيف لأنَّه يخفي عيوبه.
  • يفكر بسلبية.
  • يفضل البقاء في منطقة راحته.
  • ينشر القيل والقال.
  • يتمتع بعقلية الندرة، أي يفضل أن يأخذ بدل أن يعطي.
  • لا يعجبه الناس.
  • يطلق الأحكام على الآخرين.
  • يقلق بشأن ما يفكر فيه الناس.
  • غير قادر على اتخاذ القرارات.
  • يبقى عالقاً باتباع عقلية قديمة وعادات بالية.

كيف يمكنك إذاً أن تعزز ثقتك بنفسك؟ إليك دليلك الكامل خطوة بخطوة:

1. حدد مصادر ومواقف انعدام الثقة في حياتك:

يجب عليك أن تحدد سبب قلة ثقتك بنفسك، والمواقف التي تظهر فيها؛ إذ يجب عليك أن تتعرف على نقاط ضعفك كي تتمكن من التصدي لها.

اسأل نفسك: ما سبب افتقارك إلى الثقة؟ ومتى تشعر أنَّ الشك الذاتي والمشاعر السلبية تبدأ التسلل إلى أعماقك؟ وأيٌّ من المهارات أو القدرات التي تمتلكها تشعر بأنَّها توقفك؟ وفي أيِّ مجال من حياتك ترغب في الحصول على مزيد من الثقة؟

بمجرد أن تحدد الأسباب، لن تشعر بأنَّها عبء يثقل كاهلك؛ وذلك لأنَّها ستصبح أمراً ملموساً يتعين عليك التعامل معه.

ربَّما ترغب في التمتع بالثقة التي تمكِّنك من إنشاء عملك الخاص، أو ربَّما تود العودة إلى الدراسة لتحصل على الشهادة التي لطالما حلمت بها، أو قد ترغب أن تخوض مغامرة أو تذهب في رحلة كنت تفكر فيها لوقت طويل.

كيف يمكنك تطبيق ذلك؟

تمهل الآن، وحدد وأجب عن هذا السؤال في جملة كاملة: في أي مجال من حياتك بالتحديد ترغب في تعزيز ثقتك بنفسك؟

إقرأ أيضاً: الثقة بالنّفس... أسباب انعدامِها وطُرق إحيائها

2. اكتشف ما يمنحك الثقة:

هذا أمر شخصي، ويختلف من شخص إلى آخر، حيث لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع لتعزيز الثقة بالنفس؛ فما يصلح لشخص ما قد لا يناسب غيره.

كيف يمكنك معرفة ما يمنحك الثقة؟ فكر في بضع مواقف من حياتك غمرتك فيها الثقة بنفسك.

كيف يمكنك تطبيق ذلك؟

فكر الآن في الأمر الذي جعلك تشعر بتلك القوة والثقة في تلك المواقف في حياتك: هل كان الأمر متعلقاً بالبيئة التي كنت موجوداً فيها؟ أم كان شيئاً تفعله؟ أم شعوراً انتابك؟ فكلَّما توضح الأمر بالنسبة إليك، كان من الأسهل الوصول إلى ذلك الشعور عند الحاجة إليه.

شاهد بالفديو: 6 علامات تدل على ضعف الثقة بالنفس

3. كن صادقاً مع نفسك:

إحدى أكثر الطرائق التي تؤدي إلى فقدان الثقة بنفسك هي محاولة أن تكون شخصاً آخر، وإحدى أفضل الطرائق لبناء هذه الثقة هي أن تكون صادقاً مع نفسك؛ فعندما تحاول أن تكون شخصاً آخر، يقاوم كيانك ذلك؛ ويعود ذلك إلى أنَّك لا تشبه أي شخص آخر، فأنت فريد من نوعك؛ وكلَّما فهمت ذاتك وقيمتك أكثر، تمتعت بقوة أكبر.

عندما تحيد عن طريقك الخاص، ستفقد ثقتك بنفسك؛ ذلك لأنَّ ما تفعله ليس من شيمك ولا يعبِّر عن ذاتك الحقيقية.

كيف يمكنك تطبيق ذلك؟

فكر في الأمور التي تجعلك متفرداً بشخصيتك، ثمَّ دوِّنها؛ ثمَّ فكر بعد ذلك في الأشياء التي تقدِّرها وتمنحها اهتمامك، ودوِّنها أيضاً.

4. تذكر أنَّك تتمتع بالذكاء والكفاءة:

أعطت معلمة في إحدى المدارس الطلاب واجباً يُدعَى "ذكي مئة بالمئة"؛ حيث توجب على الطلاب أن ينشئوا رسماً بيانياً دائرياً، ويحددوا نسبة ذكائهم في المجالات التالية: الناس والذات والجسد والرياضيات والكلمات والموسيقى والفن.

على سبيل المثال: تمتعت إحدى التلميذات بنسبة 25% من الذكاء الجسدي، ولكنَّها حصلت على نسبة 5% فقط في الذكاء الفني؛ وقد كان ذلك تمريناً مفيداً للغاية بالنسبة إليها؛ ذلك لأنَّها أدركت أنَّه على الرغم من افتقارها إلى الثقة في مجال الفن، إلَّا أنَّ هناك أموراً أخرى تتفوق بها في حياتها.

ينطبق هذا الكلام على الجميع؛ إذ ربَّما لست أفضل متحدث عام، ولكنَّك قد تكون أباً رائعاً، أو بارعاً في إدارة أموالك، أو مبدعاً في مجال ما.

يقضي الكثيرون جل وقتهم في محاولة التطور والتغيير، وتحقيق أكثر أو أقل ممَّا لديهم؛ ولكن ماذا لو قضيت وقتاً أطول في إدراك مواهبك ومهاراتك ونجاحاتك بدلاً من ذلك؟

كيف يمكنك تطبيق ذلك؟

جرب هذه الطريقة لمدة أسبوع: دوِّن ما لا يقل عن ثلاثة أشياء أبليت فيها حسناً، أو منحتك شعواً بالارتياح، أو جعلتك فخوراً بنفسك؛ إذ عليك أن تدرك نقاط قوتك ومواهبك، وأنَّك تتمتع بذكاء وبراعة منقطعة النظير.

5. توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين:

لا شيء يزعزع ثقتك بنفسك أكثر من مقارنة نفسك بغيرك، خاصة في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تقدِّم لك فرصة على طبق من ذهب لتطلق أحكاماً على نفسك بالمقارنة مع الآخرين الذين لا تعرفهم حتى، إذ يتأصل ضعف الثقة بالنفس من ثغرة في شخصيتك ترى أنَّ عليك تغييرها.

تخيل أنَّك تستعد لإلقاء عرض تقديمي أو خطاب ما، وتجري بحثاً تشاهد فيه رواد المتحدثين في العالم؛ ممَّا سيشعرك بالنقص تجاههم بالتأكيد.

كيف يمكنك تطبيق ذلك؟

توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين؛ فإذا كنت لا تزال تشعر بحاجة ماسة إلى المقارنة، جرب أن تقارن نفسك بنفسك لترى إلى أي مدى وصلت، ومقدار التطور الذي حققته؛ إذ عليك الإقرار بنجاحاتك والتقدم الذي تحرزه بمرور الوقت.

6. تيقن من أنَّك جيد بما فيه الكفاية:

قد تبدو هذه النصيحة مبتذلة بعض الشي، ولكن جربها؛ حيث سيلقى هذا التأكيد الإيجابي صدى عميقاً، ويكون له تأثير قوي على لاوعيك.

كيف يمكنك تطبيق ذلك؟

كرر هذه العبارة يومياً: "أنا جيد بما يكفي"؛ ولا تقلها هكذا فحسب، بل اشعر بها في أعماق كيانك.

هل تود أن تحدد مبتغاك أكثر؟ ضع أي كلمة ترغب فيها بعد "أنا"؛ فما الذي من شأنه أن يمنحك الثقة أكثر؟

جرب ما يأتي: "أنا شجاع، أنا قوي، أنا ذكي، أنا جميل، أنا واثق من نفسي".

7. اكتسب مهارات جديدة:

بما أنَّ الثقة بالنفس ترتبط ارتباطاً وثيقاً بما تمتلكه من قدرات، فإحدى أفضل الطرائق لتنمية ثقتك هي اكتساب مهارات وخبرات جديدة، ومغادرة منطقة راحتك.

يفسح لك تطوير مهاراتك المجال لتطوير ثقتك بنفسك؛ ولكن رجاءً، لا تحكم على قدراتك سلباً عندما لا تصل إلى الكمال فيما تفعله؛ إذ لا يتحلى أيٌّ منَّا بالكمال؛ أمَّا إذا كنت ممَّن يسعون إليه دوماً، فستشعر بأنَّك لست جيداً بما يكفي لمجرد أنَّك لم تحقق الأفضلية.

تحقق من نفسك: هل أنت حقاً غير جيد فيما تفعله؟ أم أنَّك لست بارعاً كما ترغب أن تكون (من وجهة نظرك الخاصة)؟

كيف يمكنك تطبيق ذلك؟

عليك أن تسأل نفسك: هل هناك مجال معين في حياتك تفتقر فيه إلى الثقة؟ كيف يمكنك توسيع خبرتك في هذا المجال؟

إقرأ أيضاً: 9 استراتيجيات فعالة لإتقان المهارات الجديدة

8. غيِّر من حالتك:

يعدُّ تغيير حالتك الجسدية والعقلية من أسرع الطرائق لتعزيز الثقة؛ حيث عليك أن تعرف كيف تبدو حالة الثقة بالنسبة إليك.

كيف يمكنك تطبيق ذلك؟

إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها للحصول على تلك الثقة:

  • تذكر: عليك أن تفكر في موقف معين يرتبط بشعورك بالثقة؛ لذا استرجع ذلك الشعور واختبره في أعماقك، وتحقق من كل لحظة منه بكل تفاصيلها.
  • تخيل: تخيل كيف سيكون شعورك إذا كنت واثقاً من نفسك، وكيف ستتصرف وتشعر.
  • حاكِ الآخرين: فكر في شخص ينضح بالثقة، وتخيل ما كان سيفعله لو كان مكانك.

شاهد بالفديو: 25 نصيحة فعالة لتعزيز الثقة بالنفس

9. ابحث عن أناس يغمرونك بتشجيعهم:

صحيح أنَّ الثقة بالنفس تنبع من داخل الإنسان، ولكن بإمكانك تعزيزها من خلال الأشخاص الذين تقضي وقتك معهم.

كيف يمكنك تطبيق ذلك؟

ابذل جهداً مضاعفاً لإحاطة نفسك بأناس يغمرونك بالتحفيز والإيجابية والإلهام، واقض وقتاً أكبر مع أشخاص يفهمونك ويرون كل عظمتك، وأقل وقت ممكن مع أولئك الذين ينتزعون ثقتك بنفسك ويجعلونك تشكك في قدراتك.

10. افعلها فحسب:

عندما ظهر شعار شركة نايكي (Nike) "افعلها فحسب" (Just Do It) في أواخر ثمانينات القرن الماضي، عمل هذا الشعار على تحفيز الناس وإثارة نشاطهم؛ وقد تبين أنَّها طريقة رائعة لتنمية ثقتك بنفسك أيضاً.

عندما تقف على حافة الشك منتظراً ومحتاراً ومتردداً فيما إذا كنت تستطيع فعل ما تريد، ستفقد ثقتك بنفسك، ويتسلل الخوف والشك إلى نفسك بالتأكيد؛ ولكن عندما تؤمن بنفسك وتمضي قدماً فيما ترغب في فعله، تتضاعف ثقتك بنفسك على الفور.

تعمل الأفعال على تنمية الثقة بالنفس، وتزداد هذه الثقة مع كل خطوة تخطوها إلى الأمام.

إقرأ أيضاً: كل ماتحتاج معرفته عن الثقة بالنفس

كيف يمكنك تطبيق ذلك؟

فكر في خطوة واحدة يمكنك اتخاذها الآن، والتي من شأنها أن تدفعك نحو الاتجاه الصحيح؛ ومن ثمَّ افعلها فحسب، واكتشف ما سيحدث.

إنَّ ما يميز الدماغ البشري هو أنَّه بمجرد إدراكه نجاحك في أمر ما، سيستمر بالتفكير على هذا المنوال باستمرار.

افعلها فحسب

أفكار أخيرة:

تبدأ رحلة تعزيز الثقة بالنفس بشيء واحد وهو: أنت؛ فأنت من تتخذ قرارات بشأن حياتك؛ وعندما يفشل كل شيء آخر، سيكون الاختيار بين يديك.

يصدق عقلك ما تخبره به؛ فإذا استمريت بإخبار نفسك أنَّك تفتقر إلى الثقة، ستصدق ذلك، ويتضاعف الشك بذاتك؛ أمَّا إذا أخبرت نفسك بأنَّك قادر على تحقيق ما تصبو إليه، سيقتنع عقلك بذلك أيضاً؛ لذا تذكر دوماً أنَّ تعزيز الشعور القوي بالثقة أمر بالغ الأهمية لكي تتمتع بأعلى مستويات الصحة والسعادة والنجاح؛ وبمجرد أن تبدأ، لن يتمكن أحد من إيقافك أبداً؛ لذا تحلَّ بالشجاعة والثقة، فأنت تستحق ذلك وأكثر.

 

المصدر




مقالات مرتبطة