10 طرق فعَّالة لتتوافق مع شخصيتك المثالية

يأتي وقت في حياة كُلٍّ منا، نتعب فيه من التظاهر بشيء لا يُمثِّلنا، وقتٌ لا تَعُد فيه المطالب العديدة لغرورنا، وتوقعات الآخرين التي لا تنتهي، وموجات الغضب المفرطة والناتجة عن أنفسنا المزيفة، تُثير حماستنا، بل ترهقنا، ولا يسعنا إلا أن نتساءل: هل هناك طريقة لنعيش عيشة أفضل؟ والإجابة هي بالطبع: نعم.



"تتوق شخصيتك المثالية إلى أن تتَّحد معك بقدر ما تتوق أنت إلى الاتحاد معها؛ فلا تفقد الأمل؛ إذ ستتحدَّان في النهاية عندما تعلم حقيقتك، وستحرِّرك حقيقتك من كل ما ليس لطيفاً ومحباً لك". المؤلفة "لومينيتا د.سافيوك" (Luminita D. Saviuc).

ذاتك المثالية:

بصرف النظر عن هويتك، وعن المكان الذي كنت فيه، وكم قد تبدو فكرة أن تكون وتعيش حياة أفضل فكرة مستحيلة، فهناك دائماً طريقة أفضل، ويبدأ كل شيء عندما تُعيد التوازن مع حقيقتك وتتَّحد مع ذاتك المثالية.

10 طرائق فعَّالة لتوازن نفسك مع حقيقتك:

1. بناء ذاتك المثالية على أساس قوي لا يتزعزع:

"لماذا تعتقد أنَّ كثيراً منَّا يتوق إلى أن يصبح شخصاً أعظم بكثير ممَّا ظننا أنفسنا عليه؟ لأنَّ ذكرى ذاتنا الحقيقية ما تزال متجذِّرة في داخلنا، تدعونا بتوق إلى الاتحاد معها بقدر ما نريد أن نتَّحد مع ذاتنا المثالية". "لومينيتا د.سافيوك".

إنَّ السبب الذي يجعل كثيرٌ من الناس غير سعداء بأنفسهم وحياتهم هو أنَّهم يتظاهرون بما لا يُمثِّلهم؛ فتراهم يعيشون حياتهم بناءً على ما يعتقد الآخرون أنَّه صحيح ومناسب بالنسبة إليهم؛ وليُثيروا إعجاب أولئك الأشخاص، بدلاً من أن يعيشوا ليكونوا مُثيرين للإعجاب.

فإذا كنت تريد أن تتَّحد مع ذاتك المثالية، وترغب في تجربة الفرح والحرية والإنجاز الذي يأتي من التوافق مع الشخص الذي تحلم بأن تصبح عليه، فعليك التأكُّد من أنَّك تضع أساساً قوياً لا يتزعزع لإحياء هذه الذات الجديدة، وذلك من خلال الصدق مع نفسك بكلِّ جوارحك، وتعلُّم الإصغاء إلى حكمة قلبك والاهتمام لهذا الصوت الساكن داخله أكثر من الانتباه إلى الصوت الصاخب للعالم من حولك.

إنَّ هناك فرقاً شاسعاً بين ما يُرضي العالم، وما هو حقيقي بالنسبة إلى القلب، لذلك اسعَ إلى معرفة الفرق، وتجرَّأ على البقاء وفياً لرؤيتك الداخلية، حتى وإن وصفها العالم كله بأنَّها غبية وسخيفة ومجنونة، وتذكَّر دائماً أنَّ التوجهات تأتي وتذهب، ولكن الحقيقة هي التي تبقى للأبد؛ لذا كن صادقاً مع ذاتك وانسَ ما يعتقده الآخرون.

2. سؤال نفسك: من أنا؟

"ليس عليك البحث عن ذاتك المثالية؛ بل التوافق معها، لأنَّ ذاتك المثالية هي شخصيتك الحقيقية". "لومينيتا د. سافيوك".

إنَّ أحد أعظم الأسئلة التي يمكنك طرحها على نفسك عندما تبدأ في استكشاف طريقك للخروج من ذاتك القديمة والانتقال إلى هذه الذات الجديدة والمثالية، هي أن تسأل نفسك: من أنا؟

فمَن أنا خارج إطار الأمور التي جُبِلتُ عليها خلال حياتي؟ ومَن أنا بعيداً عن المعتقدات والمخاوف والنجاحات والفشل والقيود والظروف الاجتماعية؟ ومَن أنا بعيداً عمَّا تتوقعه عائلتي وأصدقائي والعالم منِّي؟

الأهم من ذلك، مَن أنا خارج هذه الصورة التي صنعتها لنفسي والتي تبدو الآن حقيقية جداً؟ مَن هي الأنا الحقيقية بعيداً عن كل ذلك؟

3. تسليم إرادتك لله:

"ينبع الاستسلام من الحب، ومن الثقة العميقة في قدرة الله التي تمنح الحياة لكل شيء في الوجود، ستجد ذلك عندما تثق أنَّه من السهل الاسترخاء والتخلِّي والسماح لله بأن يقود طريقك، فنحن نثقُ عندما نُحب، وتُراودنا الشكوك عندما نخاف". "لومينيتا د.سافيوك".

ستصبح حقيقتك جليَّة بالنسبة إليك عندما تحني رأسك بجميع أفكاره القاسية ومخاوفه وقيوده، وتصغي إلى حكمة قلبك بحب وتواضع واستسلام، ليبدأ من هناك كل شيء بالتدفق طبيعياً؛ فالاستسلام هو مفتاح التوافق مع ذاتك الحقيقية؛ لذا سلِّم أمرك تماماً لله، فهو يحبك أكثر ممَّا تحب نفسك، وادعُه ليرشدك إلى طريق الخروج من نفسك الممتلئة بالخوف والحزن.

شاهد بالفديو: 8 طرق بسيطة لاكتساب تقدير الذات

4. التخلِّي عن الحاجة إلى المقاومة:

لا داعي لأن تُعاني من خلال محاولتك المستمرة لدفع ومقاومة التدفق الطبيعي للحياة، فبداخلك بالفعل الشخص الذي تحلم أن تكون، ولا داعي لأن تُسبِّب المزيد من الألم لنفسك بمحاولة فرض أشياء معينة.

لذا، تخلَّص من هذه الحاجة المُرهِقة التي تدفعك إلى التحكُّم بكيفية تطوُّر الأمور، وتعلَّم عوضاً عن ذلك الاسترخاء في الحياة، واسمح للأمور أن تأخذ مجراها الطبيعي، وأتِح الفرصة للحياة أن تعمل لمصلحتك وليس ضدك، واترك الخوف وتخلَّ عن الشك وعن المقاومة، وكُنْ كما كنت دائماً، وثِق أنَّ شخصيتك الحقيقية ستظهر، وسيتلاشى ببطء ولكن بثبات كل ما هو غير حقيقي عنك.

5. الانتباه لصوتك الداخلي:

نحن نعلم جميعنا، كما تعلم أنت في أعماق كيانك الإجابة عن سؤال: من أنا؟ ولكن كل ما في الأمر هو أنَّ معظمنا أصبح معتاداً جداً على ارتداء قناع والتظاهر بأنَّنا أشخاصاً لسنا عليهم، لدرجة أنَّنا نخشى الآن التخلِّي عن ذواتنا المزيفة وإعادة توازنها مع ذاتنا الحقيقية والمثالية، لذلك لا تدع هذا الأمر يحدث لك.

انتبه لصوتك الداخلي، وتجرَّأ على فعل الأشياء التي يطلب منك القيام بها، واتَّبع إرشاداته، وثِق بحكمته، فليكن دليلك ومعلمك الموثوق، لتجد بذلك طريقك للخروج من نفسك القديمة المُزيفة، والانتقال إلى نفسك الصادقة والمثالية.

6. إنشاء رؤية عن ذاتك المثالية:

اسأل نفسك: إذا لم تكن هناك حدود للشخص الذي في إمكاني أن أُصبح عليه، فمَن سأكون؟

فإذاً في حال لم يكن هناك حدود وسقف للشخص الذي يمكن أن تصبح عليه، فمَن ستكون؟

  1. كيف ستحتوي نفسك؟
  2. كيف ستفكِّر، وتتحدث، وتشعر، وتلبس، وتتصرَّف؟
  3. كيف سينظر إليك الناس إذا أصبحت أفضل نسخة من نفسك؟
  4. كيف سيتحدَّثون معك وعنك؟
  5. كيف سيعاملونك وكيف ستُعاملهم؟ والأهم من ذلك، كيف ستعامل نفسك؟

شارك في هذه العملية الإبداعية من خلال مساعدتك لذاتك المثالية بالظهور، اسأل نفسك السؤال المُناسب الذي لن يقودك في نهاية المطاف إلى الأسئلة الصحيحة وحسب؛ وإنَّما إلى ذاتك الحقيقية أيضاً، وتذكَّر دائماً أنَّ رغبتك وحدها ليست كفيلة بأن تصبح أفضل؛ إذ عليك أن تتصرَّف بناءً على رغبتك وتبدأ في تجسيد الشخص الذي تحلُم أن تصبح عليه.

7. عدم تقييد خيالك:

إنَّ الشخص الذي تحلم أن تكون عليه هو أنت بالفعل، والسبب الوحيد الذي يجعلك لا تستطيع إعادة مواءمة نفسك مع هذه النسخة منك هو أنَّك ما تزال تتمسَّك بتلك الذات القديمة والمزيفة.

اسأل نفسك: ما الذي أُريده؟ ثمَّ انطلق وقدِّم لنفسك ذلك الشيء الذي ترغب فيه، لأنَّه كما عبَّر الكاتب العظيم "نابليون هيل" (Napoleon Hill) عن هذا الأمر تعبيراً جميلاً جداً: "يمكن للعقل تحقيق كل ما في إمكانه تصوره والإيمان به".

إقرأ أيضاً: نصائح بسيطة تساعدك على توسيع خيالك

8. تدريب عقلك على العمل لمصلحتك وليس ضدك:

تُظهِر الأبحاث في علم الأعصاب أنَّ الدماغ البشري لا يعرف الفرق بين ما هو حقيقي وما هو مُتَخيل؛ إذ إنَّهما يُمثِّلان الأمر نفسه بالنسبة إلى عقلك، وهذا يعني أنَّه إذا كنت تستطيع أن تتخيَّل نفسك شخصاً أعظم بكثير ممَّا كنت تعتقد أنَّك عليه من قبل، ستتحوَّل ذاتك المثالية في النهاية لتصبح شخصيتك الحقيقية في حال تمسَّكت برؤيتك لذاتك المثالية ومنحتها طاقتك وتركيزك واهتمامك يومياً.

شاهد بالفديو: 10 حقائق قد لاتعرفها عن العقل البشري

الثقة بالنفس مفتاح النجاح

9. الإيمان بالنفس:

الذي يحدد شخصيتك هو الشيء الذي تعيره اهتمامك، مهما كان. قوة الاهتمام هذه تظل فعالةً طوال الوقت، سواءً أدركت ذلك أم لم تدرك" - المغامر الفرنسي الكونت سان جيرمان (Saint Germain).

تعكس هذه الحقيقة جوهر شخصيتك ومنها يتجلى وجودك. أنت الإنسان الذي يعيش ويتحرك ويسكن في أعماق نفسك. أنت الإنسان الذي لا يعرف المستحيل والذي يكسر كل الحدود ليصل للإبداع والقوة التي لا حدود لها وتبقى ذكراه خالدة. ينعكس أي شيءٍ تركز اهتمامك فيه على شخصيتك، لذا ركز كل اهتمامك على صورتك المثالية، ولا بُدَّ أن تبلغها في يومٍ من الأيام.

إقرأ أيضاً: الثقة بالنفس مفتاح النجاح

10. التركيز فيما تريده فقط:

ما أنت عليه وما تختبره في أي لحظة هو نتيجة لما سمحت لانتباهك بالتركيز فيه، فإذا سمحت لانتباهك بجذب أشياء حسية، ستعيش في عالم حسي أسير قيودك وغرورك وذاتك المزيفة، في حين إذا وجَّهت انتباهك إلى النور الذي بداخلك، ستجد الحرية وتنعتق من كل ما لا يُشبهك؛ لذا اسعَ إلى الحكمة والجمال والحب والنبل والحقيقة والتفاهم، واسعَ جاهداً لتَّتحد مع حقيقتك، وتخلَّ عن نفسك المُزيفة لتحصل على ذاتك الحقيقية والمثالية، وامنح تركيزك الثمين وطاقتك واهتمامك إلى الشخص الذي ترغب في أن تصبح عليه؛ الشخص الذي أنت عليه بالفعل، وسيتلاشى كل شيء آخر عند قيامك بذلك.

المصدر




مقالات مرتبطة