10 صفات أساسية للقائد المُلهم

يقول الكاتب بيتر دراكر (Peter Drucker): "تُركِّز الإدارة على إنجاز الأمور تركيزاً صحيحاً، بينما تُركِّز القيادة على فعل الصواب". يوجد جدل مستمر منذ فترة طويلة حول ما إذا كان القادة يولَدون ومعهم صفات القائد أم أنَّهم يكتسبونها.



يؤيد بعض الناس الخيار الأول؛ حيث يعتقدون أنَّ الشيفرة الوراثية هي التي تُحدِّد ما إذا كان الشخص لديه القدرة والكاريزما الفطرية لقيادة مرؤوسيه إلى بر الأمان خلال الظروف الصعبة، أو لتحفيزهم على استكشاف المجهول، بينما يرى آخرون أنَّ الفطنة القيادية هي شيء يمكِن لأي شخص اكتسابه من خلال صقل مهاراته بالممارسة والخبرة والمنتورينغ المناسب؛ إذاً ما هو الحكم النهائي؟ هل القيادة محض غريزة أم أنَّها مُكتَسبة؟

يبدو أنَّ كليهما صحيح؛ فلدينا حالات يتمتع فيها القادة بالمهارات القيادية منذ نعومة أظفارهم وحتى تولِّيهم قيادة منظمتهم، بينما قضى آخرون سنوات في تعلُّم فن القيادة من خلال العمل الجاد والمثابرة، ومهما كانت الحالة، هناك سمات معيَّنة يتمتع بها القادة في جميع أنحاء العالم.

في هذا المقال، ستجد 10 صفات يمكِنك تطويرها وإتقانها لتصبح يوماً ما ذلك القائد الذي طالما كنتَ تتمنى أن تكون مثله.

1. إلهام الآخرين لتحقيق أشياء عظيمة:

الحياة أقصر من أن تُضيِّعها في فعل الأشياء التي يفعلها أي شخص آخر في العالم، ولكي تتفوق في مجالك، عليك القيام بأشياء خارجة عن المألوف، والقائد هو الذي يوضح لك كيفية القيام بمَهمة معيَّنة، كما أنَّه يمنحك الحرية والموارد لتحقيق أشياء أعظم في الحياة.

2. تحفيز الآخرين بما هو أهم من المال:

من السهل جداً جذب موظفيك من خلال تقديم مزايا مالية لهم، لكنَّ القائد الحقيقي يَعرف ما الذي يُحمِّس موظفيه أكثر من المال، وصحيح أنَّ لا أحد يكره المال، إلا أنَّ القائد الحقيقي يُرشدك إلى طريق الازدهار والعافية للنجاح في حياتك المهنية.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح لتحفيز الموظفين من دون اللجوء إلى المال

3. طلب المشورة من الآخرين:

يثق القائد الحقيقي في موظفيه ومرؤوسيه وفريقه ثقةً تامة؛ إذ يُميز الأفرادَ الذين يضيفون قيمةً كبيرةً إلى العمل ويتفاعل معهم حتى يتمكَّنوا من اتخاذ قرارات مؤثِّرة بأنفسهم.

4. استخدام صيغة الجمع أكثر من صيغة المفرد:

أسهل شيء يمكِن لأي شخص فعله هو الادعاء بأنَّه الأفضل وإعلان ذلك بين الفينة والأخرى، حيث يفهم القائد أهمية التحدث بصيغة الجمع "نحن"، لأنَّه الشخص الذي يتحمل كل اللوم إن لم تسرِ الأمور كما يجب، ويعطي الفضل في النجاح للجميع.

5. محبة الموظفين:

رغم أنَّ هذا الجانب غريب إلى حد ما، إلا أنَّ القائد الحقيقي يُسهم في نجاحك على الأمد الطويل؛ فهو يريدك أن تُحقِّق كل الانتصارات في حياتك الشخصية والمهنية، ويُظهِر لك ذلك بأفعاله وأقواله حتى تَعرف أنَّك محبوب ومحط اهتمام.

6. المساعدة في الانضباط:

بصرف النظر عن الجوانب الأخرى، يُعدُّ الانضباط أحد العوامل التي تجعل الفرد يتميز في عمله، فالانضباط بالطبع ليس شيئاً يمكِن لمديرك في العمل أن يُعلِّمك إياه مثل طفل صغير أو تلميذ في المدرسة؛ إذ يجب على القائد أن يُظهِر الانضباط من خلال أفعاله طوال حياته المهنية حتى يقتدي الآخرون به.

7. البقاء في العمل حتى وقت متأخر:

أحد الجوانب الأخرى الذي يمكِن للقادة من خلاله التأكد من أنَّ موظفيهم يحترمونهم ويتعاملون معهم بجدية هو أن يكونوا أول من يصل إلى العمل وآخر من يغادره، وذلك للإشراف على مسائل العمل ولتشجيع الآخرين على الاقتداء بهم.

8. تكليف الموظفين بمهام صعبة:

هذه النقطة صعبة للغاية، ولكنَّها تلفت الانتباه بالقدر نفسه؛ حيث يَعرف القائد إمكانات العامل ويعطيه عملاً صعباً لدرجة أنَّ العامل يعتقد أنَّه من المستحيل إنجازه. ومع ذلك، بعد بذل جهد شاق، سيدرك العامل أنَّه في الواقع، كان قادراً على إنجاز المَهمة دونما معاناة، وهنا تبرز رؤية القائد الناجح الذي يستطيع توقُّع ما لا يستطيع الآخرون توقُّعه.

9. الكرم:

القادة الناجحون أكثر كرماً من غيرهم، وفي الوقت الذي يتطلع فيه الناس إلى ادخار حتى قرش واحد من خلال انتظار العروض أو مواسم التنزيلات، يكون القائد الحقيقي كريماً بما يكفي ليُقدِّم إلى موظفيه أو عماله ما يستحقونه فعلاً، ولا يقتصر الأمر على المال فحسب؛ بل يشمل العديد من المزايا الأخرى التي يتطلع إليها الموظفون.

إقرأ أيضاً: درجات العطاء: القيادة بسخاء

10. حس الفكاهة:

يُظهِر القادة حس الفكاهة بطريقة مؤثِّرة وذكية، حيث يجذبون من خلالها انتباه الآخرين. حتى أنَّ الضحك على أخطائهم هو أمر لا يمكِن أن يفعله إلا القادة العظماء، لأنَّه ليس من السهل تسليط الضوء على أخطائك أو مواطن ضعفك ثمَّ محاولة تصحيحها بطريقة فكاهية.

فكما يقول الرئيس الأمريكي السابق "جون كوينسي آدامز" (John Quincy Adams): "إذا كانت أفعالك تُلهم الآخرين ليحلموا أكثر ويتعلموا أكثر ويعملوا أكثر ويتطوروا أكثر؛ فأنت قائد ناجح".

في الختام:

القيادة ليست أمراً سهلاً تختار ممارستَه حينما تشاء؛ إذ يمكِن أن تساعدك الجاذبية الشخصية الفطرية في ذلك؛ ولكن في النهاية، القيادة فن وتستغرق وقتاً وجهداً كبيرَين لإتقانها، فلا أحد يستطيع أن يكون قائداً مثالياً، ولا توجد وصفة سحرية لتحقيق ذلك؛ بل هو أمر يجب علينا، كقادة طموحين، أن نتعلَّمه من خلال الخبرات التي نكتسبها من مشوارنا المهني والتجارب الإيجابية والسلبية التي نخوضها في حياتنا الشخصية والمهنية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة