10 سلوكيات شائعة تضعف ثقتك بنفسك

أرسل لي شخص يدعى لين (Lane) بريداً إلكترونياً قال فيه إنَّه يعاني مشكلة التنمر، وقد ذكرني كلامه بفتاة كانت تجمع بيننا صداقة في المدرسة الثانوية تدعى سارة (Sara) كان يصفها المتنمرون بأنَّها غريبة الأطوار؛ لأنَّها كانت طالبة متفوقة جداً، وتهتم بدراستها فقط؛ ولكنَّها كانت فخورة جداً بذلك، ولم تكترث لما قاله المتنمرون لها، ولم يزعجها ذلك إطلاقاً. لقد كانت ثقتها بنفسها مذهلة.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون مارك تشيرنوف (Marc Chernoff)، ويُقدِّم لنا فيه 10 طرائق شائعة تضعف الثقة بالنفس. 

لقد أنهى بريده الإلكتروني بعد أن وصف لين مأزقه بالتفصيل قائلاً:

"أنا أحب كتبك ومدوناتك؛ فكلاهما ساعدني على تجاوز مراحل سيئة في حياتي، لكن على الرَّغم من أنَّني قد أحرزت تقدماً إلا أنَّني غالباً ما أعاني من ضعف ثقتي بنفسي، فقد تمكَّن هؤلاء المتنمرون مني، وأنا أعلم أنَّ ثقتي المحطمة بنفسي تؤثر فيَّ حقاً؛ لذلك ما أحتاجه الآن أكثر من أيِّ وقت مضى هو تعلُّم كيفية السير على خطا شخص أكثر ثقة بتغيير السلوكات التي تدمر ثقتي بنفسي".

لذلك بالاستفادة من أكثر من عقد من الخبرة بوصفي كوتشاً للحياة، وفي محاولة لمساعدة لين على السير على خطا سارة، بيَّنت له بعض السلوكات الشائعة التي تدمر الثقة بالنفس، والتي يجب تجنبها:

1. الانشغال بالمآسي دون حاجةٍ إلى ذلك:

يحب بعض الناس إثارة الجدل والمتاعب دون سبب واضح؛ لذلك لا تقحم نفسك في ذلك، وابقَ بعيداً عن المشكلات التي يسببها الآخرون، ولا تفتعل متاعب دون داعٍ، وبدلاً من ذلك تخيَّل ما سيحدث إذا قضيت اليوم بكامله وكل يوم بعد ذلك موجهاً كل طاقتك نحو أكثر الاحتمالات إيجابية؛ أي بدلاً من أن تكون منزعجاً كن مسلياً، وبدلاً من أن تغضب كن فضولياً، وبدلاً من أن تشعر بالحسد اشعر بالإعجاب؛ فالحياة أقصر من أن تجادل أو تكون سلبياً سلبية مفرطة، وامتنَّ للنعم التي تملكها، وقدِّر الأشخاص الذين تهتم لأمرهم، وابتعد عن المشكلات.

2. السعي إلى إرضاء كل من حولك:

لا يكترث الأشخاص الواثقون بأنفسهم بإرضاء كل الناس الذين يقابلونهم؛ إذ يدركون أنَّ كل شخص لديه آراء ووجهات نظر مختلفة عن الآخر، وهذه هي الطريقة التي تسير بها الحياة، كما يركزون على جودة علاقاتهم بدلاً من كميتها؛ لذلك لا تدع آراء الناس تحدد من أنت أو ما يمكنك أو ما لا يمكنك فعله.

عندما تتخلى عن الحاجة إلى إثارة إعجاب الجميع تكون مثيراً للإعجاب لعدد من الأشخاص الهامين حقاً، وعندما تكتسب ثقة هؤلاء الأشخاص المحددين واحترامهم بصرف النظر عن المكان الذي تذهب إليه أو ما تحاول القيام به، فستفعل ذلك بثقة؛ لأنَّك تعرف أنَّ هؤلاء الأشخاص الهامين يدعمونك.

3. وضع الأعذار:

ضع خطة أكبر من أعذارك؛ فثمة كثير من الأشياء التي يجب فعلها، وتجربتها؛ فالأشخاص الواثقون من أنفسهم مسؤولون عن أفكارهم وأفعالهم على سبيل المثال: إنَّهم لا يلومون حركة المرور على تأخرهم عن العمل؛ بل يعرفون أنَّهم هم الذين تأخروا، ولا يبررون عيوبهم بأعذار: مثل "لا أملك الوقت" أو "لست جيداً بما يكفي"؛ بل يخصصون الوقت، ويستمرون في التحسن حتى يروا النتائج.

حتى بذل بعض الجهد يكون مثمراً أكثر من وضع عذر كبير؛ لذا توقف عن النظر إلى كل عقبة على أنَّها عذر، وابدأ في رؤية تلك العقبات على أنَّها تشكل طريقاً إلى أهدافك.

شاهد: 25 نصيحة فعالة لتعزيز الثقة بالنفس

4. تجاهل حدسك أو التشكيك به:

إنَّ الحدس حقيقي جداً ويجب ألا تتجاهله أبداً؛ لأنَّه يأتي من أعماق عقلك الباطن ونابع من تجاربك السابقة في الحياة، فإذا قال لك الجميع أن تقوم بشيء ما، ولكن أخبرك حدسك خلاف ذلك، فعادةً ما يحدث ذلك لسبب وجيه، وعندما تواجه قرارات صعبة ابحث عن المعلومات جميعها التي يمكنك العثور عليها، وكن مطلعاً قدر الإمكان، ثم أصغِ إلى حدسك الذي وهبه الله لك وعليك أن تؤمن  بنفسك، وأن تعلم أنَّ الثقة في حدسك تعادل الثقة في نفسك الحقيقية، وكلَّما زادت ثقتك في نفسك الحقيقية زادت قدرتك على التحكم في تحقيق أهدافك وأحلامك.

5. إضعاف نفسك بكلام يقلل من شأنك:

يعرف الأشخاص الواثقون من أنفسهم لماذا يجب عليهم أن يُحسِنوا اختيار كلماتهم؛ أي باختصار: إذا كنت تحاول بناء شيء ما أو تحاول أن تصبح شيئاً ما، فآمن به، وتحدث كما لو تحقق ذلك.

6. طرح سؤال "لماذا أنا؟" على نفسك:

بخلاف ذلك يطرح الأشخاص الواثقون سؤالاً "لماذا لست أنا؟" على أنفسهم؛ وللأسف يشعر كثير من الناس أنَّه يتعين عليهم الانتظار ليُعيَّنوا في وظيفة ما على سبيل المثال، أو ليكونوا جيدين بما يكفي، أو ليُختارَوا لشيء ما؛ أي حتى يُكتشفوا بطريقة ما؛ ولكنَّ الأشخاص الواثقين من أنفسهم يعرفون أنَّه أصبح بإمكانهم التواصل مع أيِّ شخص تقريباً بوسائل التواصل الاجتماعي كما يعرفون أنَّه بإمكانهم الحصول على تمويل وإنشاء منتجاتهم وخدماتهم وبناء شبكاتهم الخاصة من العملاء والشركاء واختيار مسارهم الخاص، وكذلك يمكنهم اختيار متابعة أحلامهم؛ ومن ثَمَّ يخرجون ويفعلون ذلك بهدوء شديد دون توجيه كثير من الاهتمام لأنفسهم.

7. الحاجة إلى أن تكون دوماً على حق:

يتخذ الأشخاص الواثقون من أنفسهم موقفاً ليس لأنَّهم يعتقدون أنَّهم دائماً على حق؛ بل لأنَّهم ليسوا خائفين من أن يكونوا مخطئين؛ إذ يتخذ الأشخاص المتعجرفون والمغرورون موقفاً، ثم يعظون ويجادلون ويتجاهلون الآراء أو وجهات النظر المختلفة؛ إنَّهم "يعرفون" أنَّهم على حق (حتى عندما يكونون مخطئين)، ويريدون منك أن تعرف ذلك أيضاً.

مع ذلك سلوكهم ليس علامة على الثقة؛ بل على أنَّهم متنمرون؛ فلا يمانع الأشخاص الواثقون بأنفسهم أن تثبت أنَّهم على خطأ؛ فيعلمون أنَّ معرفة ما هو صحيح أهم بكثير من أن يكونوا على حق، وعندما يكونون مخطئين، فإنَّهم يكونون مطمئنين بما يكفي للتراجع بلطف وتقدير الدرس المستفاد.

8. التحدث أكثر من الإصغاء:

إنَّ استجداء الانتباه بالتحدث باستمرار هو مجرد قناع آخر لانعدام الأمان؛ ومن ثَمَّ فإنَّ الأشخاص الواثقين من أنفسهم غالباً ما يكونون هادئين ومتواضعين، ويصغون بقدر ما يتكلمون إن لم يكن أكثر؛ إنَّهم يعرفون ما يفكرون به؛ لذا يريدون معرفة رأيك.

اتبع خطاهم بطرح أسئلة مفتوحة عن أي موضوع ترغب في الاستفسار عنه، وامنح الآخرين الحرية في التفكير والتعمق في الحديث، واطرح أسئلة مثل: ماذا تفعل؟ وكيف تفعل ذلك؟ وماذا تعلمت منه؟ وماذا ستفعل فعلاً مختلفاً إذا بدأت من جديد؟ وهكذا دواليك، فاطرح هذه الأسئلة لتتعلم، لأنَّك تعرف الكثير لكن ليس كل شيء، والطريقة الوحيدة لتعلُّم المزيد هي الإصغاء الجيد.

9. السماح للفشل بالتأثير فيك:

إذا جعلك النجاح متعجرفاً فأنت لم تنجح حقاً، وإذا جعلك الفشل مصمماً فأنت لم تفشل حقاً؛ لذا فكر في النجاح والفشل تفكيراً مختلفاً، ولا تأخذ كلَّ ما يحدث أخذاً خاطئاً على محمل شخصي، ولا تصبح مغروراً عندما يسير كلُّ شيء على ما يرام أيضاً، فكن متواضعاً ولا تتوقف عن التعلم، ابتكر، واستمتع، وتعلم، وأحب، وجرب، وانجح، وافشل، وثابر، وارتكب الأخطاء، وأحرز تقدماً، وجازف، واعثر على الكنز المختبئ في كل يوم.

10. تجنب تجارب الحياة الجديدة:

عِش تجارب الحياة ولا تخف منها، فربما يضرك ذلك في بعض الأحيان، ولكن سيكون الألم أعمق بكثير إذا بنيت جداراً من الراحة لا يمكن اختراقه، فستكون حبيس نفسك؛ فالحياة أقصر من أن تفعل ذلك؛ لذا لا تدع الخوف من اتخاذ القرار الخاطئ يمنعك من اتخاذ أيِّ قرار على الإطلاق؛ فلديك كثير من الأماكن الجميلة للذهاب إليها وأيامك مليئة بالفرص.

في الختام:

إذا كان عليك أن تتذكر كلمتين فقط من هذا المقال بأكمله، فهما: تعلَّم وآمن.

1. تعلَّم: تعلم بالتجربة ومن الآخرين، وكن متواضعاً ومنفتحاً، وجازف وادفع نفسك وتجاوز منطقة الراحة الخاصة بك حتى تتمكن من أن تكتسب ثقة أكبر بنفسك كل يوم.
2. آمن: آمن بنفسك وبقدرتك على النجاح، وثق في حدسك خاصةً عندما يتعين عليك الاختيار بين طريقين جيدين، وآمن أنَّ الإجابات تنتظرك وأنَّ الحياة مليئة بالمفاجآت، وآمن أنَّ الرحلة هي الوجهة وأنَّ الأمر يستحق العناء وأنَّك واثق بنفسك بما يكفي.