10 دروس في العمل يقدمها إليك طفل

زوجتي واحدةٌ من أولئك الذين يعملون من الفجر وحتَّى حلول المساء، وغالباً تكون سعيدةً دون أن تبذل أيَّ جهدٍ يُذكَر. لذا عندما رأيتها متكوِّرةً في سريرها لليوم الثالث على التوالي والسَّتائر مغلقة، علمت أنَّ هنالك خطبٌ ما، فأنا محققٌ بارعٌ في الحقيقة.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب والمدون: مايكل بيترزاك (Michael Pietrzak)، والذي يحدِّثنا فيه عن تجربته الشخصية في أساليب وأولويات العمل عند الآباء.

قرَّرنا بعد حفل زفافنا أن نعيش في المكسيك لمدة ستة أشهر. كنَّا قد خطَّطنا لتأسيس عائلةٍ في يومٍ من الأيَّام، لهذا كان يجب أن نخوض هذه المغامرة؛ لذا استأجرنا منزلاً، واشترينا سيارة، وشققنا طريقنا في الحياة من دون أطفال.

مشاكل المعدة ليست شيئاً غريباً في الحقيقة، ولكن عندما استمرَّ غثيان زوجتي للأسبوع الثَّاني، قصدنا الصَّيدلية لإجراء اختبار الحمل. لقد كان الأمر واضحاً، كانت زوجتي حاملاً.

دروسٌ في العمل يقدِّمها إليك طفل:

كان والدي يحبُّ أن يروي لي كيف احتفل بإقلاعه عن التدخين، ويقول: "تناولنا ديكاً روميَّاً بارداً، حدث ذلك في اليوم الذي اكتشفتُ فيه أن والدتك كانت حاملاً"، لقد اعتقدت دائماً أنَّه يقول لي هذا كنوعٍ من الغزل، لكنَّ الآباء يعلمون أن الحياة تتغيَّر في اللَّحظة التي يسمعون فيها هذا الخبر.

من حسن الحظِّ أنَّني حصلت في الأشهر الستة الماضية على ماجستير في إدارة الأعمال، ذلك لأنَّ الأعمال التجارية والأبوَّة تشترك في الأساسيات نفسها. إليكم ما تعلَّمته كأبٍ وإلى الأبد:

1. المال هو الملك:

"كسب مزيدٍ من المال لن يحلَّ مشاكلك إذا كانت إدارة المال هي المشكلة" - روبرت كيوساكي

في يومٍ من الأيَّام تستقيل من وظيفتك وتنتقل إلى المكسيك، وفي اليوم التَّالي، تنظر إلى طفلك وهو بحجم حبة التوت الأزرق على شاشة جهاز الموجات فوق الصوتية (الإيكو). إنَّ أول شيءٍ شعرت به هو دموع الفرح، ثمَّ بعد ذلك، بدأت أفكِّر كيف أنَّه لا يمكنني تربية طفلٍ بالاعتماد على إيرادات نشاطي التجاري.

أنا مُعيلٌ الآن وأبٌ أيضاً. لقد كان وضعي المالي أشبه بالعديد من الشركات الناشئة حديثاً، تارةً تتدفق الأموال لشهورٍ عدة، وتارةً أخرى لا أكسب المال أبداً. عائلتي الآن بحاجةٍ إلى أن تكون بأمانٍ ماليَّاً؛ لهذا قمت بإضافة ميزاتٍ إلى موقع الويب الخاصِّ بي للتَّحدُّث مع مزيدٍ من العملاء، وقد زادت إيراداتي الفصليَّة ستة أضعاف.

ما يقوله الخبراء:

يبلغ عائد شركة فيرجن السَّنوي 21 مليار دولار، لكنَّها فشلت في بدايتها عندما رفض البنك إقراضها نقوداً من أجل تشغيلها. لقد ترك هذا انطباعاً مؤثِّراً لدى مؤسس الشَّركة ريتشارد برانسون.

لا تغفل أبداً عن التمويل الماليِّ؛ لأنَّه شريان العمل؛ إذ تقول وكالة إدارة الأعمال الصَّغيرة في الولايات المتحدة أنَّ السبب الأول في إغلاق الشَّركات هو انخفاض المبيعات أو التدفق النقدي، لذلك احذر من انخفاض رصيد حسابك المصرفي.

2. السَّعي إلى الاستقرار:

بعد أن بدأت آثار الشَّغب تظهر في المكسيك، فكَّرنا أين سنربي هذا الطفل. كانت المكسيك خارج الحسابات؛ لأنَّنا كنا بحاجةٍ إلى رعايةٍ صحيَّةٍ كبيرة، وإلى أن نكون قريبين من عائلتنا.

لقد تخلَّينا عن مسكننا على شاطئ البحر، وبدأنا رحلةً في السَّيارة لمسافة 3000 ميل؛ إضافةً إلى أنَّ الرَّغبة بالحصول على منزلٍ مستقرٍّ جعلتني أبحث عن الاستقرار ذاته في أعمالي. كانت زيادة التَّمويل الخطوة الأولى، ولكن من أجل جعلها مستمرة، سأحتاج إلى إنشاء نظام عملٍ موثوق.

من مقعد الركُّاب في طريقٍ يمر بجبال تشياباس، قمت بإعادة ترتيب العملاء المحتملين والمتوقعين، وأتمتة رسائل البريد الإلكتروني التسويقية التي عادةً ما كنت أكتبها بشكلٍ منفرد.

ما يقوله الخبراء:

 يدعو مايكل جربر إلى إنشاء الأنظمة في كتابه (The E-Myth Revisited). يقول مايكل أنَّ معظم الشَّركات تفشل؛ لأنَّهم يعتمدون على النَّاس -ويعني بالنَّاس هنا المؤسسين- من أجل بناء إرثٍ متين. جرِّب أن تقوم بتحويل شركتك إلى مجموعةٍ من الأنظمة، حيث يمكن فيها مداورة الأفراد، تماماً كالانتخاب.

يتمحور عالم الأعمال حول الشَّركات المرنة والنَّشيطة، لكن ما وجدته أستاذة كلية كولومبيا للأعمال (ريتا غونتر ماكغراث) في دراستها التي شملت 2300 شركةً هو أنَّ التَّشكيل الدَّاخلي المتين كان بالغ الأهمية للشركات الدَّائمة.

3. أن تكون دائماً في الخدمة:

أفضل تفكيرٍ هو الذي يدور في ذهني في أثناء القيادة، لذا فإن القيادة لمدة أسبوعين من المكسيك تعني الكثير من الوقت لتخيل كيف سأنجب طفلي الأول. كيف أعلِّمه أن يكون لطيفاً مع الآخرين، وأن يحبَّ التَّعلم؟ باختصار: كيف يمكنني إعطاء ابني أو ابنتي أفضل بدايةٍ في الحياة؟ وكيف يمكنني أن أخدمه؟

إلى الآن، أعطيت الأولوية لرغبتي بأن أتقاضى أجراً. ليس هناك خطأٌ في الربح، لكنَّ أسياد الأعمال يتفقون على أن وضع الربح كهدفٍ هو وصفةٌ مجانيَّةٌ للفشل.

الشَّركات التي توفِّر أكبر قدرٍ من الأرباح، هي التي تقوم بخدمة العملاء. لقد ركزت على إنشاء محتوى جديدٍ ورائع، وقد استغرق الأمر 10 أضعاف جهدي المعتاد، لكنَّ المكافأة كانت مضاعفة عدد زيارات الموقع، وكذلك العملاء، على الأقل العملاء ذوي المستوى الرفيع.

ما يقوله الخبراء:

سيوافق بيل غيتس على هذا الكلام، حيث تناوَلَت مقالته عام 1996 بعنوان "المحتوى هو الملك"، أنَّ أولئك الذين ينشئون محتوى رائعاً هم الذين ينجحون على الإنترنت.

يشجِّع برايان تريسي على خدمة الآخرين أولاً "قانون المعاملة بالمثل"، ويقول: "يحاول النَّاس دائماً أن يدفعوا لك المال". لقد طبق هذا القانون باستمرارٍ في حياته، وأصبح واحداً من أنجح مؤلِّفي كتب المساعدة الذاتيَّة في التاريخ.

4. معرفة أهدافك وغاياتك:

قبل أن أسمع خبر قدوم الطفل، كان لديَّ رؤيةٌ واضحةٌ لحياتي وهي: امتلاك كامل وقتي، والعمل المثمر، وأخذ أربع إجازاتٍ في السنة.

لقد اعتقدت أنَّ النظرة المستقبليَّة كانت أفضل حافزٍ للعمل، لكنَّني أصبحت مسؤولاً عن إنسانٍ آخر. إنَّها مسؤوليَّةٌ كبيرة؛ لهذا اخترقت ساعات عملي الأمسيات وعطلات نهاية الأسبوع.

الشيء الغريب: أنَّني أحببت هذا. مع أنَّني كنت أشجِّع العمل القليل، لكنَّني رأيت أنَّه كان لدي أشهرٌ قليلةٌ لزيادة رصيد الأسرة من أجل ابنتي -نعم، إنَّها فتاة- أردت أن نمضي جميعنا قدماً.

ما يقوله الخبراء :

يُعلِّم سيمون سينك كيف أنَّ الشَّركات النَّاجحة تحتاج إلى هدفٍ واضح. فإذا كنت غير قادرٍ على تحديد الهدف، فاترك كلَّ شيءٍ واسأل: "لماذا أعمل هذا؟" لا يمكن أن يكون الجواب: الربح؛ لأنَّ الشَّركات التي لديها دافع الخدمة سوف تُسقِطك حتماً.

تخلط الكثير من الشركات بين "السبب" و"الغاية"، هم يقولون أنَّهم يعملون في الأعمال التجارية لبيع المنازل. لا، أنتم لستم كذلك.

لا يهتم العملاء بما تفعله، بل يهتمون بما تقدِّمه إليهم من خدمات.

العمل في بناء منزل، يعني أنَّنا نساعد عملاءنا في تكوين عائلة، وأن نجعلهم يفخرون بملكيتهم لهذا المنزل، وبناء عشهم الخاص.

5. التأني:

بينما كنت أستقر في أسس عملي الجديد، لاحظت وجود رغبةٍ متناقضةٍ بالإبطاء، إذ نشعر بشعور انتظار قدوم الطفل الأول مرةً واحدةً في العمر؛ لذا قرَّرت أنا وزوجتي التَّمهل والتَّمتع بهذه التجربة الفريدة. وبدأنا باستخدام طاولة الطعام لدينا، بدلاً من طاولة القهوة أثناء حضور نيتفليكس كلَّ ليلة.

إذا كان التأني يمكن أن يحسِّن علاقتي بعائلتي، فما الذي يمكن أن يفعله بشركتي؟

متابعة العملاء، وأحياناً إرسال رسائل إلكترونيةٍ كثيرة، والإقبال على البيع مبكراً، وكتابة المدونات؛ قد يكون عملاً صعباً. لذا بدلاً من إنتاج أربع منشوراتٍ في الشهر، قمت بإنشاء دليل جودةٍ واحد، وكانت النتائج أكثر بعشرة أضعاف.

ما يقوله الخبراء:

في دراسةٍ أُجرِيت على 343 شركة، حققت الشَّركات التي توقَّفت مؤقتاً من أجل التقويم ووضع الاستراتيجيات مبيعاتٍ أعلى بنسبة 40٪، وأرباحاً تشغيليةً أعلى بنسبة 52٪، مقارنةً بالشَّركات ذات السرعة الكاملة.

نحن نعرف لماذا، فبديهياً: السلع التي تقدّمها الشركات التي لا تعمل بتأنٍّ تفشل بسرعة، فتُقلِّل الربح الإجمالي.

لقد ولَّد هذا الفهم حركةً متناميةً تسمَّى: "التَّسويق البطيء". يوضِّح مدرب الأعمال كيت فيريس ذلك فيقول: "لا يتعلَّق الأمر بتسويق أنفسنا وعملنا بطريقةٍ لا نشعر فيها أنَّنا أرهقنا أنفسنا، بل يتعلَّق ببناء علاماتٍ تجاريةٍ موثوقةٍ وطويلة الأمد".

يكون التَّسويق البطيء بالحفاظ على التواصل، بحيث يكون أكثر أهميةً من الأفعال اللحظية، مع الاحتفاظ بالإمدادات المستمرَّة وبناء علاقةٍ عبر الإعلانات للقيمة المطلقة خلال 30 يوماً.

6. الابتكار:

التغيُّرات البسيطة التي طرأت على حياتي غيَّرتني كلياً، يا للمفاجأة!

لقد أخذتُ حَمْل زوجتي كذريعةٍ مثاليَّةٍ للقيام ببعض التجارب السَّريعة في أعمالي، حيث أطلقت برنامج تدريبٍ للكتَّاب مدته 12 أسبوعاً امتلأ بسرعة، ممَّا حقَّق لي مزيداً من الإنجازات على صعيد العمل.

الابتكار هو الكلمة الشَّائعة المفضلة، من وادي السيليكون إلى وول ستريت.

إلَّا أنَّ رجال الأعمال أمثالنا، ينشغلون في وهم أنَّ العمل في مجال العمل هو نفسه بناءٌ لهذا العمل. لكنَّ الحقيقة هي أنَّك إذا لم تختبر طرائق جديدةً للتَّشغيل دائماً، فستفوتك فرصة الازدهار.

ما يقوله الخبراء:

ثلاث مدارس مترابطةٌ من الابتكار يتبنَّاها عظماء رواد الأعمال:

• تقنية "هكر النمو" أو "النموّ السريع" (Growth Hacking): ويعني اختبار الأفكار بسرعة، ومشاهدة النتائج وضبطها. ويُحتَجُّ بذلك بأنَّ الابتكار الحقيقي لا يتطلَّب دراساتٍ طويلةً، أو مجموعاتٍ مركَّزةً، أو حالاتٍ تجاريةٍ شاملة.
  اقرأ عن منهجية (Sprint) في التسويق، وسترى أنَّه يمكن إطلاق منتجٍ واختباره في غضون خمسة أيام، ولا يلزم وجود مستشارين مكلَّفين. حيث تركز الفرق التي تعمل (عادة) لمدة أسبوع أو أسبوعين وفق منهجية Sprint، على تنفيذ هدفٍ محدّدٍ مع جميع أعضاء الفريق. قد يكون تقديم بعض الميزات أو حتى قصص العملاء بعضاً من الأهداف. من المهمّ أنّ هذه العناصر تعمل بشكلٍ صحيحٍ وأن تكون مرئيّةً للعملاء.
• يضع التفكير التصميمي (Design Thinking) العميل في أعلى الرسم البياني. إنَّها عملية تساؤل: ما هي نقاط ضعف مستخدمينا؟ هذا يعني وضع المستخدمين في مواقف معينةٍ، ومشاهدتهم وهم يقومون بحلِّها.
• الابتكار الخالي من الهدر (Lean innovation) هو عقيدةٌ في وادي السيليكون، ويكون ذلك بالتَّركيز على خلق عملياتٍ أفضل من خلال دمج ملاحظات العملاء في وقتٍ مبكر، مع الأعمال التجاريَّة.

أصبح لديك الآن فكرةٌ عن الاتجاه الذي عليك السير به، إنَّ كلَّ عمليَّةٍ تعلِّمك أنَّ التجربة السَّريعة والمبتكرة أمرٌ بالغ الأهمية لنجاح عملك.

7. الرَّعاية الذاتيَّة:

إقلاع زوجتي عن الكحول جعلني أتساءل: هل بإمكاني الإقلاع عن التَّدخين أنا أيضاً؟ هذا ما قمت به، وفي غضون أربعة أشهرٍ لم أشربها إلَّا في حالاتٍ نادرة. لماذا أتخلى عن أكثر الأشياء المفضلة لدي؟ الجواب: لأنَّني أريد أن أكون بجوار ابنتي عندما تتخرَّج، وأحمل أطفالها، ولأنَّني أخطط للعيش طويلاً (حتَّى وإن أزعج هذا ورثتي).

لقد بدأت بالذهاب إلى الصالة الرياضية يومياً، وزدت من تناول الخضار الخضراء. الآن، لديّ مزيدٌ من الطَّاقة من أجل العمل، وانتهت التقلُّبات المزاجية لديَّ وأصبحت من الماضي.

ما يقوله الخبراء:

يؤكِّد المؤلِّف جريج مكيون على أهمية الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، ويسميها "حماية الرصيد". إنَّها تسميةٌ ملائمة، فأنت الرصيد الأكبر في عملك. تدعم دراسات النوم نصيحة جريج، حيث أظهرت الأبحاث أنَّ التعب يدمِّر الإنتاجيَّة، إذ يؤدِّي النوم لأقلَّ من ست ساعاتٍ إلى انخفاضٍ في الإنتاجية بنسبة 19٪.

ثمَّنت دراسةٌ أخرى قيمة المشكلة بـ 1967 دولارٍ لكلِّ موظفٍ في السنة، ويعادل هذا 63.2 مليار دولارٍ في السَّنة في الولايات المتحدة وحدها.

قم بما يجب من أجل حماية الاقتصاد، واحصل على مزيدٍ من النوم.

8. بناء العلاقات:

عندما علمت أنَّني سأصبح أباً، أردت أن أخبر العالم بأسره.

سمع المضيفين والعاملين في محطات الوقود مني حكايةً مروعةً عن قيادة السيارات عبر القارة إلى جانب زوجتي التي تعاني من الغثيان الصباحي. اتصلت على الفور بأفراد العائلة والأصدقاء لأخبرهم القصة أيضاً.

لقد أدَّت إعادة الاستثمار في شبكة علاقاتي الاجتماعية إلى خلق فرصٍ جديدة وعملاء جدد، وتذكَّرت قوَّة كلٍّ من الهاتف والمحادثة المباشرة.

ما يقوله الخبراء:

إنَّ أدمغتنا تكافؤنا لكوننا اجتماعيين ولسنا منعزلين. فعندما نقضي بعض الوقت مع زملائنا من البشر، نحصل على جرعةٍ من هرموني "السَّعادة"، وهما: السيروتونين والأوكسيتوسين. يدفعنا التَّطور إلى أن نكون مغيثين (متطوعين) جيدين؛ لأنَّ المجموعات التي تعمل معاً أقوى بكثير من الانعزاليين.

تنجح الفكرة ذاتها في عالم الأعمال اليوم، فأولئك الذين يبنون العلاقات الطيبَّة يزدهرون. لقد أظهرت إحدى الدراسات أنَّ أولئك الذين تصافحوا -حيث يعدُّ التصَّافح أصغر المبادرات الاجتماعية- قبل التفاوض، كانوا أقلَّ ميلاً إلى الكذب وأسرع في التَّوصل إلى اتفاق.

عندما درس شون أتشور 2600 امرأةً عاملة، وجد أنَّ المجموعة التي حضرت أنشطة التواصل ضاعفت فرصتها في الحصول على ترقيَّة.

ستزدهر أعمالك عندما تبدأ بإجراء محادثاتٍ وجهاً لوجهٍ بدلاً من الاستناد إلى البريد الإلكتروني.

9. الالتزام بالأساسيات:

لقد استقرَّيت أنا وزوجتي في منزلنا الجديد بالقرب من العائلة. ولكن، لكي نرَّحب بالمولود الجديد، كنَّا نحتاج إلى حملة تنظيفٍ عامةٍ وكبيرة، ليس في المساحات الماديَّة فحسب، بل وأيضاً في المساحات النَّفسية. أعقب ذلك عملية بيعٍ كبيرةً لكلِّ شيءٍ لم نعد نحتاجه في المنزل، وأيضاً عملية تخلِّي عن الكثير من الالتزامات. ففي عملي، قمت بتخفيض الميزات والخدمات غير الضرورية. والآن، أنجز المزيد في وقتٍ أقل.

ما يقوله الخبراء:

ستيف جوبز، الذي كان يُوصَف في شركة آبل بأنَّه "فارسٌ يرتدي درعاً من البوليستر"، كان سبباً في خفض 70% من خطوط إنتاج الشَّركة. رسم أربعة أرباع، في كلٍّ منها منتجٌ يلبي احتياجات جميع العملاء، ممَّا أدَّى إلى ارتفاع الأرباح بشكلٍ رهيب وتدَّفُق المستثمرين. أصبحت هذه القصَّة أسطورة، حيث أنَّ جمال هذه الاستراتيجيَّة ليس في ما اختار جوبز أن يقوم به، بل في ما اختار ألَّا يفعله.

يقول جريج ماككيون: "إنَّ الالتزام بالأساسيات هو التَّمييز بين القليل الهامِّ والكثير التَّافه، مع إزالة العناصر غير الأساسية".

وفي مجال الأعمال التجاريَّة، يعني هذا تطبيق قاعدة 80/20، والتي تنصُّ على أنَّ 20% من أنشطتك تؤدِّي إلى 80% من نتائجك. ركِّز فقط على ما هو ضروري، وستزدهر شركتك.

10. التركيز على المستقبل:

لقد صُعقتُ عندما علمت أنَّ ابنتي قد تعيش في القرن القادم. كيف سيبدو العام 2100؟ يتوقَّف هذا علينا؛ لأنَّنا نبني العالم بكلِّ عملٍ يوميٍّ نقوم به. إذاً، هل يمكنني أن أقول لابنتي أنَّ عملي يخلق مستقبلاً أفضل؟

قد وضَّح لي هذا السؤال الثَّغرة بين المكان الذي أكون فيه، والمكان الذي أريد أن أكون فيه مستقبلاً.

إنَّ عدداً كبيراً من ساعات العمل يُقضَى بين صندوق البريد الإلكتروني الوارد وبين التَّعامل مع جداول البيانات التي لا تتصل بعملي.

ما يقوله الخبراء:

لماذا نكلِّف أنفسنا عناء النَّظر إلى المستقبل؟ عند الوقوف على سفح الجبل، فإنَّ وقوفك مكتوف الأيدي لساعةٍ متأملاً المشهد بدلاً من التفكير بشيءٍ مخيف، قد يبدو لك رفاهية.

في الواقع، يشكِّل التَّركيز على المستقبل أهميةً بالغةً لنجاحك. حيث أنَّه كالتفكير القيادي، يجعل البشر في مرتبةٍ أعلى من بقية الحيوانات.

لقد توصَّلت دراسةٌ دامت خمسة عشر عاماً، وشارك فيها 17 ألف مديرٍ في مختلف أنحاء العالم، إلَّا أنَّ التَّفكير في المستقبل كان مرتبطاً على نحوٍ إيجابيٍّ بقدرة المجتمع على المنافسة، ويكون نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي أعلى أيضاً.

تشير الأدلة إلى أنَّ الشَّركات التي تستغرق وقتاً أطول في كتابة خطة عملٍ تنمو بمعدَّل 30% أسرع من تلك التي لا تكتب خطة عمل. وبإدراكي لهذه الحقيقة، فإنَّ مهمَّتي الآن تتلخَّص في إعادة التواصل مع رؤيتي المستقبليَّة والسماح لها بتوجيه جهودي اليوميَّة.

أنا لم أتوقَّع يوماً أنَّ ابنتي التي لازالت في رحم أمِّها ستكون معلِّمتي، لكنَّ الإرشاد يكون في أقلِّ الأماكن توقعاً، ستراه فقط إذا أمعنت النَّظر. فسواءً كنت أباً أم لا، قد نفسك أولاً، وكُن على استعدادٍ تامٍ للتعلُّم. إنَّ التَّقدم الذي تحقِّقه في احتياجات أعمالك هو في رصيدك دائماً، ودائماً هناك حلفاءٌ غير متوقَّعين.

فهل علَّمك طفلك أشياء كهذه؟

 

المصدر