10 خطوات لتغير حياتك وتصبح شخصاً أفضل (الجزء الثالث)

لقد تحدَّثنا في الجزء الثاني من هذا المقال عن 4 خطوات لتغيِّر حياتك وتصبح شخصاً أفضل، وسنكمل في هذا الجزء الثالث والأخير ونتحدَّث عن 4 خطوات أخرى.



7. تجنُّب العوائق الذهنية:

في حين أنَّ التوقعات الإيجابية يمكن أن تزيد من نجاحنا، فإنَّ التوقعات السلبية يمكن أن تضرَّ به، وهذا يسمى "تأثير نوسيبو" (nocebo).

ما هو تأثير نوسيبو؟

إنَّ تأثير نوسيبو هو تأثير سلبي مصدره التوقعات بشأننا، إمَّا توقعاتنا نحن أو توقعات الآخرين من حولنا، "نوسيبو" هو مصطلح يعني باللاتينية "سأؤذي".

نشرت جامعة "هارفارد" (Harvard) مقالاً عن تجارب طبية مختلفة أظهرت بالضبط مدى قوة تأثير "نوسيبو":

  • أُخبِرَ المتطوعون أنَّ تياراً كهربائياً سيمرُّ في رؤوسهم وقد يتسبَّب في صداع، ونتيجة لذلك أُصيب ثلثا المتطوعين بالصداع، على الرَّغم من عدم تمرير تيار كهربائي فعلي.
  • أُعطي المتطوعون الذين يعانون من الحساسية حقنة، وقيل لهم إنَّها تحتوي على طعام يتحسَّسون منه، وكانت الحقنة عبارة عن ماء مالح فقط، لكنَّها أدت إلى ظهور أعراض الحساسية لدى العديد منهم.
  • أُعطي المرضى الذين يعانون من الربو موسع قصبي، لكن قيل لهم إنَّه مضيِّق قصبي بدلاً من ذلك، ممَّا قلَّل من فعالية الدواء بنسبة 50% تقريباً.

لا تقتصر آثار "نوسيبو" على المجال الطبي فقط، فكم مرة يخبرنا الناس أنَّنا لا نستطيع فعل الأشياء ونصدقهم؟ فإذا كنت تظن أنَّ شيئاً ما سيكون له تأثير سلبي، فمن المحتمل أن يكون له تأثير سلبي، فإنَّ التفكير بصفتك شخصاً ناجحاً لا يقتصر فقط على رفع توقعاتك؛ بل يتعلق أيضاً بإزالة الأفكار الضارة.

حاول التعرف إلى مجالات تأثير "نوسيبو" في حياتك، هل تعدُّ إخفاقاتك وأخطاؤك أحداثاً لمرة واحدة أم أنماطاً متكررة؟ ما هي أكبر نقطة ضعف لديك؟ هل هي دائمة؟ ما الذي يعوقك؟ ماذا تفعل حياله؟

تذكَّر: تؤدي زيادة الوعي الذاتي إلى تحسين الأداء؛ لذا كن استثنائياً، وابحث عن المعتقدات التي تقيِّدك وتخلَّص منها.

شاهد بالفيديو: 9 طرق لممارسة التحدث الإيجابي إلى الذات من أجل تحقيق النجاح

8. العمل بدلاً من تقديم الأعذار:

تخيل أنَّ لديك اجتماع هام لتقديمه اليوم، وكنت تعمل على عرضك التقديمي طوال الليل، لكنَّك لم تنته منه تماماً بعد، مع هذا تقرِّر أن تنام مبكراً وترتجل بقية العرض، لكنَّ العرض يفشل.

هل تفكِّر:

  • "كيف يمكنني تجنُّب هذا في المستقبل؟".
  • "هذا ليس خطأي، لا يمكنني فعل أي شيء حيال ذلك".

إذا اخترت الخيار الثاني، فإنَّ العلم يحمل لك بعض الأخبار السيئة، ففي دراسة نُشِرَت في مجلة "ذا جورنال أوف سايكولوجي" (Journal of Psychology)، وجد الباحثون أنَّ 72% من طلاب الجامعات اعترفوا بتقديم أعذار غير صحيحة، وهذا ليس مفاجئاً، لكنَّ المثير للدهشة أنَّهم وجدوا صلة مباشرة بين الأعذار وانخفاض معدل الدرجات.

إذا قدمت الأعذار، فسوف يتأثر نجاحك، فما هي الأعذار التي تقدمها لإخفاقاتك؟

  • إذا لم تكن جميلاً، فهل تخبر نفسك أنَّ هذه جيناتك ولا يسعك فعل شيء؟ أم أنَّك تعمل بجد لارتداء ملابس أفضل، وتناول طعام صحي، وارتياد الصالة الرياضية؟
  • إذا لم تكن شخصيتك جذَّابة فهل تخبر نفسك أنَّك لست مناسباً للأدوار القيادية؟ أم أنَّك تحاول تحسين مهارات التحدث أمام الجمهور وتتعلَّم كيف تكون مُسلِّياً أكثر؟
  • إذا لم يكن لديك عمل تحبه، فهل تقبل هذا على أنَّه واقع لا مفر منه؟ أم تعمل على تحسين سيرتك الذاتية وتبحث عن وظيفة أفضل؟
إقرأ أيضاً: كيف تتفاخر بنفسك دون الشعور بإحراج أو تقديم الأعذار؟

9. السعي إلى أن تكون عظيماً لا أن تكون مثالياً:

لقد مرَّ كل شخص ناجح في التاريخ بيوم سيِّئ:

  • فشلت شركة "سبيس إكس" (SpaceX) في اختبار ما قبل الإطلاق للصاروخ في عام 2016، ممَّا أدى إلى انفجار هائل، وما وصفه مالكها ورائد الأعمال "إيلون ماسك" (Elon Musk) بأنَّه أصعب فشل واجهه منذ 14 عاماً.
  • تدرَّب لاعب كمال الأجسام الشهير "دوريان ييتس" (Dorian Yates) طوال العام للمنافسة، لكنَّه أصيب إصابة خطيرة كان من الممكن أن تتسبَّب في اعتزاله.
  • كافح الفنان "فنسنت فان جوخ" (Vincent Van Gogh) باستمرار مع الفقر وباع لوحة واحدة فقط خلال حياته.

لا يفعل الأشخاص العظماء الأشياء على أكمل وجه؛ بل يفعلونها بصورة هادفة، فالكمال هو مجرد عذر، يمكننا أن نسعى جاهدين إلى الحصول عليه، لكن من السخف محاولة تحقيقه، وليس من المستغرب وجود عدد كبير من الدراسات التي تشير إلى أنَّ السعي إلى الكمال يرتبط بمشكلات الصحة الذهنية.

تذكَّر: بصرف النظر عن هويتك أو مدى نجاحك، ستمر بأيام سيئة، وسترتكب أخطاء وستواجه عقبات، عوضاً عن الكمال وجد "د. بيتشام" أنَّ الناجحين يحاولون التركيز على التعلم، وحتى إذا كنت تشعر أنَّ حياتك اليوم لا تلبِّي تطلعاتك، فإنَّ الجزء الهام الذي يجب تذكُّره هو أن تسأل نفسك هذا السؤال كل يوم: هل هذا أفضل ما يمكنني فعله؟

لا تسعَ جاهداً إلى تحقيق الكمال، لكن حاول بذل قصارى جهدك، حتى إذا كنت تسعى جاهداً إلى تحقيق أداء أفضل بنسبة 1% كل يوم فقط، فستكون أفضل بنسبة 100% خلال 3 أشهر.

إذا فكرت في وضعك الآن وما تريد أن يكون عليه، فقد يبدو أنَّه مستحيل، لكن عندما تركِّز على خطوة واحدة تلو الأخرى، فإنَّك تحرز تقدماً بطيئاً لكن مستمراً؛ لذا ضع قائمة بإخفاقاتك واحفظها، ثمَّ راجعها وتعلَّم منها، احترم إخفاقاتك؛ لأنَّها السبب في نجاحك اللاحق، وبشأن تلك الأيام السيئة التي تحدَّثنا عنها سابقاً:

  • حققت شركة "سبيس إكس" (SpaceX) ثمانين نجاحاً بعد هذا الحادث، وتستعد الآن لتكون الشركة الرائدة في سفر البشر إلى المريخ.
  • فاز "دوريان ييتس" بلقب مستر أولمبيا بعد 3 أسابيع.
  • الآن "فينسنت فان غوخ" هو اسم مشهور، وبيعت أغلى لوحة له "بورتريه الطبيب غاشيه" (Portrait of Dr. Gachet) مقابل 148.6 مليون دولار.
إقرأ أيضاً: كيف تتوقف عن السعي نحو الكمال؟

10. العثور على منافسين:

أنت تعلم أنَّ المنافسة تحفِّز الناس لإنجاز المزيد، فيمكن للمنافسين مساعدتك وتحفيزك وإلهامك، على سبيل المثال، في سباقات الجري التنافسية، هل تساءلت يوماً ما هو أفضل مسار لانطلاق العدائين في مضمار السباق؟ هل هو المسار الأول، حيث تبدأ من النهاية وتستطيع رؤية جميع المتسابقين الآخرين؟ أم المسار الثامن، حيث تبدأ من البداية ولا ترى أحداً؟

في حين أنَّ ذلك يعتمد على الرياضي، فإنَّ ثمَّة اتفاقاً عامَّاً أنَّ لا أحد يريد أن يكون في المسار الثامن؛ لأنَّ وجودك في المقدمة، يعني أنَّك تنافس نفسك، وعندما لا ترى المتسابقين الآخرين، فإنَّ الشخص الوحيد الذي تقارن نفسك به هو أنت.

أحد أفضل مسارات الانطلاق هو الأوسط؛ ففيه يمكن للعداء رؤية خصومه واللحاق بهم طوال السباق؛ بعبارة أخرى، فإنَّ المنافس العظيم يحطِّم فكرتك عمَّا هو ممكن، ويرفع سقف التوقعات؛ إذ يتطلَّب أن تصبح أفضل الاستفادة من منافسيك لمساعدتك على الجري بصورة أسرع، وليس لإعاقتك.

فكِّر في كل منافسيك، غيِّر نظرتك إليهم، بحيث تجعل منهم حافزاً لك، فالشخص الذي أمامك يظهر لك ببساطة ما هو ممكن، يخبرك أنَّك تستطيع فعل ما يفعله أو حتى أن تصبح أفضل، وتذكَّر، منافسوك خائفون أيضاً، لا أحد أفضل منك أو أسرع منك، ثمَّة فقط أشخاص أقل خوفاً.

في الختام:

"إذا كنت تخطِّط لأن تكون أي شيء أقل ممَّا أنت قادر على أن تكونه، فمن المحتمل أنَّك لن تكون سعيداً طوال أيام حياتك". - عالم النفس "أبراهام ماسلو" (Abraham Maslow).




مقالات مرتبطة