10 خطوات لتغير حياتك وتصبح شخصاً أفضل (الجزء الأول)

هل تريد أن تصبح شخصاً أفضل؟ الطريق إلى العظمة ليس سهلاً، إليك 10 خطوات تحتاج إليها لتصبح الأفضل.

هل تريد أن تصبح أفضل ما يمكن أن تصبح عليه؟

أفضل الأشخاص لديهم الثقة بأن يصبحوا الأفضل في المقام الأول؛ لذلك إذا لم تكن لديك هذه الثقة، فربما السبب هو أنَّك تصدِّق كذبة سمعناها جميعاً مراراً وتكراراً، وهي أنَّ العمل الجاد هو كل ما يتطلَّبه الأمر لتصبح الأفضل.

سمعنا هذه الكذبة مرات لا تحصى في الأفلام والكتب وحتى من قِبل والدينا حين أخبرونا أن نركِّز على عملنا وبعدها سيؤتي التعب ثماره، أخبرونا أنَّنا فقط بعد العمل الجاد يمكننا أن نشعر بالرضى عن أنفسنا، ولكن هنا تكمن المشكلة الكبيرة، فالعمل الجاد لا يؤتي ثماره دائماً.

عندما نعمل بجدٍّ على شيء ما، كل ما يحدث هو أنَّنا نصبح أفضل في القيام به، لكنَّ هذا لا يعني أنَّك ستصبح شخصاً أفضل، وهنا المشكلة، فإذا لم تحب ما تفعله ستصبح الأفضل فيما تكرهه.

يقول الدكتور "ستان بيتشام" (Stan Beecham) في كتاب "العقول العظيمة" (Elite Minds): "عندما تدرس حقاً أصحاب الأداء المتميز في أي مجال، فإنَّ ما يميِّزهم عن غيرهم ليس مهارتهم البدنية؛ بل الطريقة التي يتحكَّمون بها في أذهانهم".

إليك معادلة بسيطة لتصبح أفضل:

أفضل ما يمكن أن تكون عليه = الهدف × الشجاعة × التحكم × الحظ × العمل الجاد.

لكي تصبح أفضل، يجب أن تتحكَّم بكلٍّ من هذه المتغيرات، لكن أولاً، إذا كنت في أثناء قراءة هذا المنشور تفكِّر أنَّك سمعت أفكاراً مشابهة من قبل، أو أنَّ هذه الطريقة لن تنجح معك، فيجب أن تراجع نفسك، هل أنت متأكِّد أنَّك تريد حقاً أن تكون الأفضل؟ تراود مثل هذه الأفكار أعظم الناس، لكنَّهم يعيدون صياغتها لتصبح:

• سمعت هذا من قبل، لكن لماذا لم أصغِ حينها؟ لأننَّي أسمعه مجدداً؛ فلا بدَّ أنَّه هام.
• سأجد طريقة لجعل هذا ينجح معي.

شاهد بالفيديو: كيف تصنع التغيير في حياتك من خلال تغيير عاداتك؟

إليك 10 خطوات لتكون الأفضل:

1. معرفة هدفك:

يَعدُّ كثير من الناس "جيرو أونو"، في الفيلم الوثائقي "جيرو يحلم بالسوشي" (Jiro Dreams of Sushi)، البالغ من العمر 85 عاماً، من أعظم طهاة السوشي في العالم؛ إذ يحضِّر أطباق سوشي لذيذة لدرجة أنَّ المشاهير من جميع أنحاء العالم يسافرون لتذوُّق عشاء السوشي الذي تبلغ قيمته 300 دولار، والذي غالباً ما يحجزون له قبل عدة أشهر، حتى إنَّ الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" (Barack Obama) قال عن أطباقه: "لقد ولدت في "هاواي" وتناولت كثيراً من السوشي، لكنَّ هذا كان أفضل "سوشي" تناولته في حياتي".

فكيف أصبح "جيرو" أفضل طاهي سوشي؟ لقد وضع لنفسه مهمة واحدة بسيطة، وهي السعي مدى الحياة إلى إعداد قطعة السوشي المثالية، كان الأمر بهذه البساطة بالنسبة إليه، لم يكن يطمح في امتلاك سلسلة مطاعم، أو إنشاء أكبر مركز سوشي في العالم، كل ما أراده هو تحضير قطعة سوشي واحدة مثالية فقط.

هذا هو السرُّ البسيط لجميع الخبراء في مجالهم: لكي تصبح شخصاً أفضل، عليك أن تعرف هدفك، ولفعل ذلك، فكِّر فيما تبذل معظم جهودك فيه الآن، فبالنسبة إلى معظم الناس، هذا الشيء هو وظيفتهم؛ إذ نقضي ما يزيد عن 13 عاماً من حياتنا في العمل، لذلك؛ فكِّر أنَّك بعد عديد من السنوات من أداء وظيفتك مراراً وتكراراً، ستصبح أخيراً الأفضل فيها، هل ستكون راضياً عن ذلك؟ هل هذا هو أفضل ما تجيده؟

نحن لا نحاول أن ننصحك بترك وظيفتك لتصبح رساماً أو رائد فضاء، ففي بعض الأحيان وظيفتنا ليست هدفنا، لكنَّها ضرورية لتلبية حاجاتنا، ما نخبرك به هو أنَّه بدلاً من الاكتفاء بالعمل بجد فقط، نحتاج أحياناً إلى التفكير خارج الصندوق.

فكِّر: ما الذي تريد أن تصبح الأفضل فيه؟ لا يتعلَّق أن تكون الأفضل بالشهرة أو السلطة، على سبيل المثال، كن الوالد الأفضل، أو أفضل موظف، أو أفضل قائد.

فكِّر في هدفك، ما الذي تريد حقاً أن تكون الأفضل فيه؟

2. تقبُّل الخوف من الفشل:

الخطوة التالية هي أن تُدرك أنَّك قد لا تنجح، فالخوف من الفشل أمر شائع بالنسبة إلى أولئك الذين يريدون أن يكونوا أفضل، وهذا شيء جيد، حين تسأل نفسك:

• "ماذا لو لم أتمكَّن من ذلك؟".
• "ماذا لو ضيعت وقتي؟".
• "ماذا لو فشلت؟".

تشير الدراسات إلى أنَّ ما يقرب من 75% من المشاريع الريادية تفشل في غضون 10 سنوات؛ ولا يعني هذا أنَّه يجب عليك الاستسلام؛ بل على العكس تماماً، الأشخاص الذين يحقِّقون النجاحات المبهرة هم من يخافون ويتعلَّمون التعايش مع هذا الخوف.

ما هو الخوف من الفشل؟

الخوف من الفشل هو وعي ذهني وعاطفي بأنَّ النجاح قد لا يكون ممكناً؛ إذ يمكن أن يعوق الخوف المفرط النجاح والإنجاز، في حين عدم الخوف من الفشل بما يكفي قد لا يحفِّزك بدرجة كافية.

يمكن أن يساعدك الخوف قليلاً لتحقِّق أهدافك أكثر؛ لذا يقترح "د. بيتشام" أنَّنا يجب أن تكون لدينا أحلام فرصة نجاحها 60% وليس 100%، أمَّا الـ 40% المتبقية فهي تعني: "إذا فشلت، فكل شيء عملت من أجله سيكون هباءً؟" هذا الخوف هو الشيء الذي تحتاج إليه بالضبط للتقدم.

يجبرك الخوف على التركيز بالكامل، ويمنحك الدافع لتحقيق أهدافك، والأهداف التي لا نخاف من الفشل فيها لا تستحق أن نحقِّقها، فكِّر في أهدافك وأحلامك، هل هي كبيرة بما فيه الكفاية؟ ما احتمال تحقيقها؟ هل تتمتع بالذكاء العاطفي اللازم لتقبل الخوف والتقدم؟

ربما عبارة: "يقتل الخوف النجاح" صحيحة؛ لأنَّ المقدار الكبير من الخوف يعوق النجاح، ولكنَّ الشرود الذهني يقتل الأحلام.

في الختام:

لقد تحدَّثنا في هذا الجزء عن خطوتين لتغيِّر حياتك وتصبح شخصاً أفضل، وسنكمل حديثنا في الجزء الثاني عن 4 خطوات أخرى.