10 خطوات تجعلك مبدعاً في عملك

يُخلَق الإبداع حينما يصبح الإنسان قادراً على حلِّ مشكلاته وحده بحلولٍ جديدة، إذ يُثبِت بهذا لذاته أنَّه قادرٌ على تغيير وجهة نظره تجاه نفسه؛ فعندما يُبدع الإنسان، يعني ذلك أنَّ بمقدوره تحمُّل المخاطر والتحدِّيات ومواجهة المخاوف والمشاكل وتجاهل الشك، ويعني ذلك أيضاً خروج الإنسان عن روتينه وفعل شيءٍ مختلفٍ عن باقي الأشياء التي يفعلها في حياته اليومية، من أجل الوصول إلى الشيء المختلف الذي يريده.



على سبيل المثال: عندما يرسم الشخص خارطة أو مخطَّطاً ما بأكثر من طريقةٍ ولأكثر من مرةٍ للوصول في النهاية إلى وجهةٍ واحدة، وعندما يتحدَّى نفسه كلَّ يومٍ وكلَّ فترة؛ يعدُّ ذلك نوعاً من أنواع الإبداع.

يُعنَى الإبداع في أوقاتٍ عديدةٍ بالبحث عن إلهام الإنسان في أماكنه الأكثر حياءً فيها؛ وحينما يُكثر الإنسان من السؤال الدائم عن هذا الشيء، سيدلُّ ذلك على أنُّه يريد أن يعلم كلَّ الأجوبة التي قد تصل به إلى الإبداع في حياته؛ وعندما يكون الإنسان مبدعاً في حياته، فيعني ذلك أنَّ بمقدوره العثور على أوجه التشابه والاختلاف بين فكرةٍ أو فكرتين يخطران في باله.

والسؤال هنا: كيف تصبح شخصاً مبدعاً في عملك؟

يعدُّ الإبداع في العمل من الأمور السهلة والبسيطة، إذ يصبح الشخص مع مرور الوقت على علمٍ تامٍّ بما يتعلَّق بعملهِ، وبالأخصِّ حينما يبدأ بفعل ذلك مراراً وتكراراً؛ حيث يكون للروتين اليومي هنا دورٌ هامٌّ للغاية، ولكن لا يمكننا في النهاية القول بأنَّ ذلك العمل غير مملٍّ ومباشر؛ فكما نعلم أنَّ الروتين يقتل المتعة والتشويق للقيام بأمرٍ ما.

لكن لا ينفي الروتين في كلِّ وظيفةٍ يعمل فيها الشخص وجود فرصةٍ للإبداع والابتكار، فقد تكون تحسيناتٌ أو إجراءاتٌ بسيطةٌ أو كبيرةٌ بعض الشيء مصحوبةً بقليلٍ من المخاطر.

سنقدِّم إليك في هذا المقال 10 خطواتٍ هامَّةٍ تستطيع من خلالها خلق الإبداع في العمل الذي ترغب به.

1. أجر جلسات "عصف ذهني" لنفسك:

تعدُّ جلسات العصف الذهني من الطرائق الهامَّة جداً لخلق الإبداع في بيئة العمل؛ لكن على الشخص قبل أن يقوم بها أن يقول لنفسه: "لا وجود لأفكار سيئةٍ بعد الآن"، ثمَّ أن يكتب كلَّ ما يتجمَّع من أفكارٍ في ذهنه ويضعها جانباً، ثمَّ أن ينتقل إلى فكرةٍ تالية، ويعود إلى تلك الأفكار التي خطرت في بالهِ في وقتٍ لاحقٍ ويناقشها بشكلٍ عميق.

2. تأمَّل دائماً:

يعدُّ مكان العمل، المكانَ الذي يحتاجه أيُّ شخص ليستجمع قواه الفكرية والإبداعية، فلا يوجد تحذيرٌ مسبقٌ للمواقف الصعبة التي قد تواجه الموظفين أو العاملين؛ ولهذا السبب على العاملين أن يستعدُّوا لتقديم أفضل ما عندهم من أفكار جديدةٍ في مختلف الأوقات، سواءً كان في اجتماع ما، أم في مكان العمل، أم في جلسة المناقشات؛ ويُشار إلى أنَّ تطبيق هذا يحتاج إلى تركيزٍ جيدٍ جداً، وهنا يأتي دور التأمل، بحيث أنَّه يعمل على تنشيط العقل والتركيز لوقتٍ طويل.

3. اخرج من منطقة راحتك:

على الرغم من وجود أشياء يمكن أن تتحقَّق بشكلٍ روتيني، إلَّا أنَّ ذلك يضيِِّع فرصاً عديدةً أخرى في بعض الأحيان؛ فأن تكون جديداً على بيئةٍ جديدة، وأن تسمح لنفسك بالتعايش والتأقلم؛ يمنحك الشجاعة الكافية لتجربة عدة أشياء جديدةٍ في العمل، ممَّا يخلق لديك عقلاً ايجابياً وإبداعياً؛ ولهذا السبب يجب عليك التغيير دائماً، والإبقاء على المرونة في العمل أو في أيِّ مكانٍ آخر.

إقرأ أيضاً: 10 أفكار تعيق خروجك من منطقة راحتك

4. ناقش قضيَّتك ومشكلاتك مع ربِّ عملك:

يمكن للعامل في بعض الأحيان البحث عن المشكلات التي تواجهه وتواجه رئيسه في العمل، ثمَّ مناقشتها معه، والتعرُّف على استراتيجيات مكان أو بيئة العمل الخاصة، ومساعدة المدير أو فريق العمل ككلٍّ على تحقيق أهدافِ ومهام ووظائف العمل الهامَّة في الشركة؛ وبإمكانه أيضاً التحدُّث في التحديات، وتقديم بعض الآراء.

5. انظر إلى مصادر خارجية:

قد يمكِّنك التعامل مع المنظمات الأخرى في مختلف المجالات، والبحث عن التحديات التي تواجهها في شتَّى أنواعها، ومشاهدة ماذا تفعل الشركات التي تقلِّد هذه المنظمات التي تعمل معها في أماكن بعيدة؛ من النظر بشكلٍ أعمق وأوضح حول ما تستطيع فعله في العمل، كما يمكن أن يعطيك بعض الإلهام لتطبِّق الأفكار بشكلٍ جيدٍ ومدروس.

6. اعمَل ضمن المساحات المفتوحة:

أثبتت الدراسات الحديثة وجود علاقة بين البيئة والإبداع، حيث عمدت الدراسة إلى وضع مجموعةٍ من الأشخاص المشاركين في مكاتب ذات جدرانٍ مغطاةٍ بالورق المقوَّى، ووضعِ مجموعةٍ أخرى مساويةٍ بالعدد للأولى خارجها؛ ثمَّ أعطت كلَّاً منهم اختباراً خاصاً. كانت نتائج هذا الاختبار مفاجئةً بعض الشيء، فقد كان تقديم المشاركين الذين لم يُحصروا بمساحةٍ معيَّنةٍ أكثر إيجابيةً وإبداعاً بنسبة 20% من زملائهم الموجودين داخل تلك المكاتب؛ وتوصَّلت الدراسة بناءً على ذلك إلى أنَّ المساحات المفتوحة للشركات أو المشي في الخارج قد يكون عاملاً إيجابياً لتعزيز الإبداع لدى الشخص.

شاهد بالفيديو: 10 أساليب للتدرب على التفكير الإبداعي

7. تحمَّس للشيء القادم إليك دائماً:

يمكنك التحمُّس للشيء القادم إليك من خلال القيام بأمورٍ عديدة، ومنها على سبيل المثال: متابعة المشاريع العملية والمهنية الممتعة التي تخصُّ الشركة التي تعمل فيها، أو التفكير في أفكار مختلفة، أو طرح أسئلةٍ وخياراتٍ مثيرةٍ للاهتمام على مديرك في العمل، أو امتلاك روح المخاطرة في كلِّ شيء، والرغبة في اكتشاف الأشياء الجديدة دائماً، أو امتلاك الرغبة القوية في العمل.

8. استفد من أيّ شيء:

يمكنك الاستفادة من كل ما هو حولك، وذلك من خلال قيامك بعدة أمور، وهي: البحث عن البيئة العملية التي تتميَّز بالغنى، والحصول على الإلهام من الأشخاص والثقافة المهنية الموجودة داخل الشركة، والعمل على تجارب دقيقة للفرضيات العملية المختلفة. قد تلاحظ أنَّ تلك النصائح او الخطوات تتعلَّق بالإبداع في المجالات العملية فقط، ولكنَّ معظمها قابلةٌ للتطبيق في المجالات الأخرى من العلم والمعرفة، مثل: الأمور الاجتماعية، والتكنولوجيا، والعلوم المختلفة.

9. تعلَّم من إبداعات الآخرين:

يجب على العامل المهتم بالإبداع والابتكار أن يتعلَّم من فنِّ وتجارب الآخرين من حوله، وذلك حينما ينظر إلى تصاميم أعمال الآخرين أو إنتاجاتهم وإبداعاتهم العملية المختلفة؛ ولكنَّ الأهم من ذلك هو التركيز على رؤية تفاصيل الإنتاج والإبداع، مثل: الأشكال والتفاصيل المهنية المختلفة التي يستخدمونها في عملهم؛ ويتجلَّى ذلك أيضاً بمتابعة وحضور الاجتماعات المختلفة، مثل: الاجتماع الشهري للموظفين على سبيل المثال؛ حيث يعمل ذلك على إلهام الآخرين وتشجيعهم على طرح أفكارهم المبدِعة والمبتكَرة.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح للخروج بأفكار إبداعية جديدة

10. ثابِر في كلِّ شيء:

يمكنك المثابرة على جميع الأمور من حولك، وذلك من خلال قيامك بعدة أشياء، وهي: التركيز على المشكلات الرئيسة التي ربَّما تحصل معك في العمل، والتنظيم والاحتفاظ بالسجلات العملية التي ربَّما ستفيدك أو ستساعدك لاحقاً، والتركيز والإصرار على الموضوع الذي يشكِّل محور اهتمام العمل الذي يتعلَّق بك.

في الخِتام:

كما رأيت عزيزي القارئ، عليك أن تعلم أنَّك تستطيع أن تكون شخصاً مبدعاً وقادراً على تنمية وتطوير مهاراتك الشخصية بنفسك في الحياة، ودون أيِّ مساعدةٍ من أحد؛ واعلم أنَّك قادرٌ على البحث عن كلِّ شيءٍ جديدٍ وهامٍّ في حياتك، إذ إنَّه الأمر الذي بإمكانه تنمية الإبداع لديك، ومَن يعلم؟ فربَّما تكون البداية هي أن تبدأ من نفسك ومن منزلك مثلاً، ويمكنك من هنا رؤية بوابة النجاح الخاصَّة بك تنتظر لتُحوِّلك إلى الإبداع الكافي الذي تريد أن تناله.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7




مقالات مرتبطة