10 حيل إنتاجية وحياتية مفيدة للعمل من المنزل

لا يوجد نظام عمل مثالي، ولكن هذه الاستراتيجيات ستساعدك على تحقيق أفضل إنتاجية عند العمل من المنزل، ولكن مع المحافظة على التوازن بين العمل والحياة الشخصية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الاستراتيجي في مجال الأعمال "براين ت. إيدموندسون" (Brian T. Edmondson)، والذي يحدِّثنا فيه عن تجربته في تعزيز إنتاجيته.

عند نهاية كل يوم عمل أغيِّر اللافتة على باب مكتبي في المنزل من "مفتوح" إلى "مغلق"، ومن ثم أتجه إلى المطبخ لتحضير وجبة عشاء.

أعمل من منزلي منذ قرابة 15 عاماً، والآن بسبب الأوضاع الصحية أصبح العمل عن بعد حال الكثيرين غيري، وعلى الرغم من أنَّ العمل من المنزل قد يبدو شاعرياً لبعض الأشخاص - حيث نتخيل صورة العمل بملابس البيت طيلة اليوم – إلا أنَّها تتميز بصعوباتها الخاصة التي قد لا نتوقعها في الكثير من الأحيان.

معظم الأشخاص يعانون من صعوبتين كبيرتين عند العمل من المنزل:

  • الأولى هي الحفاظ على الإنتاجية.
  • والثانية هي عدم السماح للعمل أن يسيطر على حياتنا كاملة.

وخلال الخمس عشر عاماً التي عملت بها من المنزل، طوَّرتُ ترسانة مؤلفة من 10 حيل تساعدني على التغلب على هذين التحديين معظم الأوقات، وقد علَّمتُ هذه الحيل للكثير من الأشخاص في عملي كاستشاري، وقد أثبتت جدواها:

1. الحفاظ على الوقت:

يحدث أمر غريب عندما يعرف الناس أنَّك لا تذهب إلى المكتب كل يوم؛ حيث يبدؤون بدعوتك للقيام بمختلف النشاطات في أثناء النهار حين يُفترض أن تعمل. وقد قابلت بعض الأشخاص الذين بالفعل يمكنهم عيش أسلوب حياة مرن حيث لا يضطرون إلى تحديد ساعات عمل، إلا أنَّ معظم الذين يعملون من المنزل يحتاجون إلى تعلُّم عدم السماح للنشاطات الخارجية أن تؤثر سلباً في ساعات العمل.

شاهد بالفيديو: 7 أدوات ضرورية للعمل من المنزل

2. الالتزام بجدول مواعيدك:

هذه الاستراتيجية مرتبطة بسابقتها، ولكن تختلف عنها اختلافاً بسيطاً؛ لذا حدد مواعيد لكل ما عليك القيام به على التقويم، فبالنسبة إليَّ؛ أنا أستخدم تقويم غوغل (Google Calendar)، وتقويم آوتلوك (Outlook calendar)، ولكن يمكنك اختيار أي تقويم آخر، فالخيارات عديدة، حتى أنَّني أعرف بعض الأشخاص الذين لا زالوا يستخدمون الورقة والقلم.

إلا أنَّ الأمر الأهم تخصيص وقت لأي أمر تريد القيام به وتحديده على التقويم، وإذا كنت تعمل من الثامنة صباحاً وحتى الخامسة مساءاً مع ساعة استراحة لتناول الغداء، حدد ذلك على التقويم، وإذا كنت تمارس الرياضة 3 مرات أسبوعياً، حدده أيضاً.

يخفف تحديد ما عليك القيام به على التقويم عنك مشقة اتخاذ قرارات كثيرة، مما يجعلك أكثر إنتاجية. وعلى الرغم من أنَّني أعمل عملاً مستقلاً وأمتلك عملي الخاص، إلا أنَّ لدي مدير في العمل، ألا وهو التقويم.

3. الخروج من المنزل:

عندما تعمل من المنزل قد يبدو الخروج إلى أي مكان جهداً كبيراً، وكثيراً ما تؤجل تلك المهام الصغيرة التي كنت تؤديها في أثناء عودتك من المكتب. لكن أنصحك أن تتمشى قليلاً، أو أن تجلس على شرفة منزلك وتُخرِج حاسوبك معك، ومارس نشاطاً تحبه خارج جدران منزلك.

4. وضع حدود واضحة بين حياتك الشخصية وحياتك المهنية:

تحدَّثتُ في مقدمة المقالة عن اللافتة التي أعلقها على باب مكتبي في المنزل، والتي تشبه لافتة المحال التجارية التي تقول: "مفتوح" من جهة، و"مغلق" من الجهة الأخرى، عندما أعمل أضعها على جهة "مفتوح"، وعندما أنتهي من العمل أغيِّرها إلى "مغلق"؛ حيث يمكنك الحصول على لافتة مماثلة من أي متجر يبيع مستلزمات المكاتب، وعلى الرغم من سخافة الموضوع ظاهرياً، إلا أنَّ تأثيره كبير إذا أرغمت نفسك على عدم العمل عندما تقول اللافتة "مغلق".

من السهل أن ترغب في أن تبدو منتجاً عندما تعمل من المنزل، ومن ثم أن تسمح للعمل أن يتسلل إلى حياتك الشخصية، ولكن دون أن تدري ستصل إلى مرحلة تصل فيها ليلك بنهارك في العمل، وتتساءل كيف أضعت وقتك كله وأنت تعمل.

ومن تجربتي في العمل من المنزل، وجدتُ أنَّني أصبح منتجاً وسعيداً أكثر عندما أضع حدوداً واضحة بين حياتي العملية وحياتي الشخصية.

إقرأ أيضاً: ما هي طقوس الانتهاء من العمل؟ وكيف يستفيد العاملون عن بُعد منها؟

5. التركيز على المهمة الحالية:

استغرقتني هذه الحيلة وقتاً طويلاً لإتقانها؛ فعندما تعمل من المنزل قد تكون البيئة أكثر تشتيتاً من تلك التي في المكتب، وإذا أردت أن تستمتع في عملك وألا تضغط نفسك طوال الوقت، من الضروري أن تركِّز على المهمة التي تقوم بها دون أن تنتقل إلى مهمة أخرى؛ حيث إنَّ التركيز مهارة يمكن تعلمها، وهي مهارة جديرة بالتعلُّم.

6. استخدام برنامج لحظر المواقع الإلكترونية:

يستخدم معظم الأشخاص الذين يعملون من المنزل الكمبيوتر، ونجد صعوبة في مقاومة تصفُّح فيسبوك (Facebook)، أو مشاهدة مقاطع فيديو على يوتيوب (YouTube)، أو قراءة قصة قصيرة حتى، ودون أن تدرك سيتحول التصفُّح السريع إلى 20 أو 30 دقيقة، وربما أكثر، ولا يساعد هذا طبعاً على إنجاز أي من مهام العمل، أو ترك انطباع جيد عند المدير، أو حتى كسب المال.

إذا كنت تنجذب إلى تصفُّح الإنترنت باستمرار، يجب عليك النظر في استخدام أحد برامج حظر المواقع الإلكترونية المتوفرة بكثرة في الأسواق، كما يوجد العديد من إضافات متصفِّح كروم (Chrome) التي قد تساعدك، ومن جهتي أفضِّل برنامج "ستاي فوكوسد" (StayFocused) لمرونة استخدامه.

7. ارتداء ملابس العمل:

على الرغم من أنَّ ارتداء ملابس المنزل للعمل حلم الكثيرين، إلا أنَّ الواقع مختلف بالنسبة إلى معظم الأشخاص من دائرة معارفي، فارتداء الملابس كما لو أنَّك ذاهب إلى المكتب يساعد كثيراً على البقاء في مزاج مناسب للعمل. وقد لاحظت أنَّني عندما أظهر بمظهر لائق بالعمل، أصبح أكثر إنتاجية وأعمل بجد وذكاء أكثر من ارتدائي ملابس المنزل.

إقرأ أيضاً: 17 نصيحة وحيلة تقنية لجعل العمل من المنزل أكثر إنتاجية ومتعة - (2)

8. تتبُّع الوقت:

من السهل جداً إضاعة الوقت في أثناء العمل من المنزل، وإحدى الخطوات التي تساعد على تتبع الوقت هي التطبيقات الخاصة لفعل ذلك، وقد وجدتُ أنَّ أمراً بسيطاً مثل تسجيل الوقت اللازم للقيام بكل مهمة يساعد على تحمُّل مسؤولية كيفية قضاء وقتك، كما يساعدك لتصبح أكثر إنتاجية.

أحبُّ استخدام إضافة توغل (Toggle) في متصفح كروم، فهي سهلة الاستخدام وتؤدي وظيفتها المطلوبة.

9. الحركة وعدم البقاء جالساً:

إنَّ الجلوس قبالة شاشة الكمبيوتر طيلة النهار مضِرٌّ لصحة الظهر والجسد عموماً، ويؤدي معظم الأشخاص عملاً أفضل إذا أخذوا بضعة دقائق كل ساعتين أو أكثر للمشي قليلاً أو القيام بمهمة صغيرة من أعمال المنزل.

إذا كنت تستخدم نظام إنتاجية مثل تقنية بومودورو (Pomodoro Technique)، سيكون هذا التذكير من ضمن جدول عملك اليومي، كما تذكِّرني ساعة آبل (Apple Watch) كل ساعة بأن أقف وآخذ استراحة لمدة 10 دقائق قبل معاودة العمل.

10. تخصيص وقت للمتعة:

عندما تضع جدولك اليومي، احرص على تخصيص وقت في التقويم للقيام بأمور ممتعة، كأن تطبخ وجبة عشاء أو تقوم بعمل يدوي أو أن تزور أشخاصاً مقربين. كما ذكرت سابقاً، أنا أعدُّ التقويم مديري في العمل؛ ومن حسن حظي أنَّ مديري يطالبني بالقيام بأمور تجلب لي الفرح.

لا يهم إن كنت تعمل من المنزل منذ سنوات عدة، كما هو حال الكثيرين، أم أنَّك لا زلت تتأقلم معه، أيٌّ من هذه النصائح مفيدة لك وستساعدك على زيادة إنتاجيتك، وتخلق حدوداً بين الحياة والعمل، وتقضي وقتاً لتستمتع بالحياة؛ لذا جرب واحدة أو اثنتين منها، أو جرِّبها كلها، وراقب أي منها يناسبك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة