10 توقعات صحية في العلاقة

كثير من الناس يقعون في فخ الجدال غير المُجدي في العلاقات، لكن معظمنا لا يفهم هذا الأمر ويشعر بالحيرة تجاهه، والجميع يعرف زوجان يتشاجران باستمرار أو بينهما نزاع، وربما يتشاجران كثيراً لدرجة أنَّ الأمر أصبح أمراً طبيعياً؛ فهل هذا ما يجب أن تتوقعه في علاقة من المفترض أن تجلب لك السعادة والصحبة؟



من الممكن أن تتمكن من حل الجدل في علاقتك على الفور تقريباً؛ إذ تحدد التوقعات من العلاقة الأساس الذي يُبنى عليه نجاحها أو فشلها، ومن خلال تغيير طريقة تفكيرك، يمكن أن تصبح علاقتك مثمرة أكثر، وأكثر سعادة وسلاماً.

ما هو الفرق بين المعايير والتوقعات في العلاقات؟

المعايير هي إرشادات عن الأمور التي ستقبلها في الوقت الحالي؛ إنَّها تمثل ما تريده في الشريك؛ على سبيل المثال، روح الدعابة، والقيم والمعتقدات المتشابهة، والسلوك ونظرته إلى الحياة، أما التوقعات هي ما نريد أن يحدث في المستقبل؛ أي بعض الإجراءات التي نتمنى أن يتخذها شخص ما أو شيءٌ نرغب في حدوثه، وعندما لا يحدث ما نتوقعه، نشعر بخيبة الأمل والحزن وحتى الغضب.

تكمن المعايير وراء قوة التقارب؛ وهذا لأنَّنا سنلزم أنفسنا والآخرين تلقائياً بمعايير أعلى إذا فعل مَن حولنا ذلك، وسنحلم أحلاماً أكبر، ونعمل بجد، ونؤمن بأنفسنا إيماناً أعمق.

ولا بأس في رفع معاييرك؛ إذ إنَّ تعلُّم كيفية قبول ما لا يقل عن الأفضل، في أي ناحية في الحياة، هو أساس بناء الحياة التي تحلم بها، وإذا كان شخصٌ ما لا يفي بالمعايير الخاصة بك، فلا توجد أي مشكلة في المضي قدماً، ومع ذلك، يمكن لشريك حياتك أن يفي بجميع المعايير الخاصة بك لكنَّه ما يزال يقصِّر في تلبية توقعاتك في العلاقة؛ وهذه التوقعات هي التي تضع العلاقات في مأزق.

لماذا يمكن أن تسبب التوقعات مشكلات في العلاقة؟

علينا أولاً أن نبدأ بـ "لماذا"؛ لماذا تحدث المشاحنات في المقام الأول؟ الإجابة القصيرة عن هذا السؤال هي، بسبب التوقعات، فافتراضنا لطبيعة العلاقة، سوف يشكِّل مساهمتنا في العلاقة، فالتوقعات في العلاقة ذاتية ومنحازة ويمكن أن تختلف من شخص لآخر.

فقد يتوقع بعض الأزواج من أزواجهم إخراج القمامة من المنزل، وهم بدورهم يتوقعون منهم تحضير الإفطار كل صباح، لكن إذا افترض كلا الشخصين أنَّ الشخص الآخر يعرف ذلك تلقائياً دون إجراء أي حوار عن الأمر، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث توتر في العلاقة.

تكمن مشكلة التوقعات في العلاقة في أنَّها مجرد رأي، ولكل شخص رأي خاص به، وقد لا يتوافق دائماً مع أفكار الشخص الآخر، وهذا هو أساس المشاحنات، وهنا تبرز أهمية معرفة ما يمكن توقعه في العلاقة، وعندما تكونان متفقين على شكل العلاقة الصحية، فأنتما على استعداد لاتخاذ الإجراءات وإنشاء توقعات معقولة في العلاقة، وعندما تكونان قادران على التعبير عن احتياجاتكما الخاصة، يمكنكما إقناع الطرف الآخر بتلبية توقعاتكما.

ما هي التوقعات المعقولة في العلاقة؟

من الضروري أن ندرك أنَّه عند الحديث عن كيف يمكن أن تؤدي التوقعات غير المتطابقة إلى المشاجرة، فإنَّنا لا نقول إنَّه ليس لديك الحق في توقُّع أي شيء من علاقتك مع شريكك، وخلاف ذلك صحيح أيضاً، أنت تستحق أن تُعامل بكرامة واحترام، وكذلك الأمر بالنسبة إلى شريكك في العلاقة؛ فتوقعات مثل: الحميمية، والعاطفة، والحب، والدعم غير المشروط هي توقعات معقولة في العلاقة وتندرج تحت فئة "المعايير" أكثر من التوقعات.

وتتضمن التوقعات غير الواقعية أشياء مثل رغبتك في أن يغير شريكك من قيمه، أو أن يكون مصدراً لكل سعادتك أو أن يتعارض مع طبيعته؛ فلا تتوقع من شريكك أن يتفاعل أو يشعر بنفس الطريقة التي تشعر بها، ولا تتوقع الكمال أبداً، فكما يقول المؤلف الأمريكي "توني روبنز" (Tony Robbins): "الكمال هو عدو الخير".

شاهد بالفيديو: 6 قواعد أساسيّة لنجاح العلاقة الزوجيّة

كيف تدير التوقعات في العلاقة؟

لحسن الحظ، يوجد حل للتعامل مع التوقعات غير المتطابقة في العلاقة، فعندما ينصب تركيزنا على اختلافاتنا في التوقعات، وبدلاً من تقديرنا للأشياء التي يقوم بها الشخص الآخر "بشكل صحيح"، يكون النزاع أمراً لا مفر منه، على سبيل المثال، من المحتمل أن تختلف الطريقة التي يقرر بها شخصان طيَّ المناشف، ولكنَّ هذا الأمر لا يجعل إحدى الطرائق خاطئة؛ فالتوقعات بلا تقدير تؤدي إلى التذمر، وهذا يؤدي إلى الإحباط، والإحباط بدوره يؤدي إلى حدوث المشاحنات.

لذا فكر في الأشياء التي قد تشاجرت بسببها أنت وشريكك، كم مرة قد تشاجرتما بشأن شيء هام؟ وهل أتى أيٌّ من هذه المشاجرات بنتيجة مثمرة؟ من المرجح أنَّ الإجابة هي "لا"؛ فغالباً ما يُقال في العلاقات "نحن نتجادل بشأن أصغر الأشياء"؛ لذا ضع في حسبانك توقعاتك في العلاقة، وفكر هل المناشف تستحق الاضطراب العاطفي؟ على الأغلب لا؛ فلماذا لا تقضي وقتك في فعل شيء مفيد ويقوِّي علاقتك ويجعلها تستمر لأطول فترة ممكنة؟

يبدأ التغلب على التوقعات في علاقة ما، بفهم ما يشكل شراكة جيدة، وكما يقول "توني"، توجد 10 قواعد أساسية للحب، وهي:

1. إعطاء الأولوية للتقدير على التوقعات:

تعلَّم كيفية استبدال التوقعات بالتقدير، وستتغير علاقتك بالكامل، وسيتغير العالم أيضاً؛ فبدلاً من التركيز على الجانب السلبي، تأكد من تقدير الصفات الإيجابية الموجودة في شريكك؛ إذ إنَّ هذا الأمر سوف يأخذك إلى أبعد مما تتوقع بكثير في علاقتك.

فربما لم يقم شريكك بطي المناشف بالطريقة التي تريدها، ولكنَّه على الأقل بذل الجهد المطلوب منه بوضع الغسيل في مكانه المناسب، وربما قام بشيءٍ ما لمساعدتك؛ وذلك لأنَّك قضيت يوماً طويلاً في العمل، فيوجد دائماً شيء ما يستحق التقدير، فما الذي جذبك إليه في المقام الأول؟ بالطبع لم تكن قدراته على طي المناشف؛ بل ما جذبك إليه هو حنانه ولطفه وحبه للحياة.

يقول "توني روبينز": "حوِّل توقعاتك إلى تقدير وستتغير حياتك بأكملها"، ويمكن أن ينطبق هذا الشعور على أي شيء في الحياة، لكن إذا طبقنا نفس الفكرة على علاقاتنا، فإنَّ التقدير يمكن أن يكون الدافع الذي يضع حداً لتوقعاتك غير الصحية في العلاقة.

2. التعبير عن التعاطف:

يتصدر التعاطف قائمة ما يمكن توقعه في العلاقة؛ لذا للتعامل مع أي علاقة بنجاح، فأنت تريد إظهار التعاطف من خلال إعطاء الأولوية لحبك بدلاً من توقعاتك، ومع أهمية تعلُّم كيفية إدارة التوقعات في العلاقة، تذكَّر أنَّ التوقعات موجودة لإتاحة الحنان؛ ففي نهاية المطاف، علاقتك هي الأهم.

إقرأ أيضاً: التعاطف أساس النجاح في العلاقات الاجتماعية

3. إظهار الاحترام:

الاحترام هو أساس أي علاقة رومانسية أو غير رومانسية؛ إذ إنَّ إظهار الاحترام يعني تقدير وجهة نظر الشخص الآخر واحتياجاته، وهذا هو أساس التواصل الفعال، ولإظهار الاحترام لشريكك، لا تنتقده أبداً؛ بل ابحث عن طريقة مرحة وعاطفية لإعادة توجيه النقاش، ومن ثم يمكنك إيجاد الحلول دون إحداث توتر غير ضروري.

4. مراعاة الطرف الآخر:

تعتمد العلاقة الصحية على مراعاة الزوج واهتماماته وتوقعاته من العلاقة؛ لذا يجب أن تحرص على احترام علاقتك أكثر من احترام القواعد التي تحكمها، وهذا أمر شديد الصعوبة عندما يتعلق الأمر بما يمكن توقعه في العلاقة؛ وذلك لأنَّه من السهل رؤية "القواعد" بوصفها أساساً لعلاقتك، لكن عندما تقدر شريكك أكثر من تقديرك للقواعد، فإنَّ هذا يمهد الطريق لتحقيق توقعات كلا الشخصين.

5. تخصيص الوقت لشريكك:

يُعَدُّ تخصيص الوقت لشريكك أحد أكثر التوقعات المعقولة في العلاقة؛ لذا لا تدع علاقتك تصبح على هامش حياتك؛ بل خذ الوقت الكافي لتعزيز التواصل في الأوقات الصعبة، وعندما تنشئ طقوساً وتقاليد تعزز إحساسك بالتواصل، فإنَّك تُظهِر أنَّ علاقتك هي أولوية حقيقية.

6. عدم التشكيك في طبيعة علاقتك:

عندما يتعلق الأمر بتعلُّم كيفية إدارة التوقعات في علاقة ما، فإنَّ إحدى أسوأ العثرات التي يمكن أن يرتكبها الشخص هي التشكيك في نية شريكه، وعندما تتساءل عن طبيعة علاقتك، فإنَّ ذلك يؤدي إلى تلاشي الثقة، وهذا يؤثر سلباً حتى في أقوى العلاقات الموجودة.

شاهد بالفيديو: 7 علامات عن العلاقة العاطفية التعيسة تجعلك تشعر أنك محاصر

7. تجنُّب التكرار:

إذا كنت في جدالٍ دائم مع شريكك، فغيِّر منهجك، وإذا لم تقم بذلك، فأنت تخاطِر بإنشاء حلقة مفرغة لا يصغي فيها أحدكما إلى الآخر، وهذا يترك كلا الشخصين يشعران بالهزيمة؛ لذا ابتعد عن الجدل، وخذ قسطاً من الراحة لإعادة تجميع أفكارك والتفكير فيما كنتما تتجادلان بشأنَّه، فعندما تبني هذه العادة، فإنَّك تضع معياراً عالياً لما يمكن توقعه في علاقتك مع شريكك.

8. عدم تهديد علاقتك:

أحد التوقعات الأساسية في العلاقة هو أن يكون الطرفان مرنَين في الحوار؛ إذ إنَّ تهديد علاقتك بالإنذارات لا يفيد شيئاً؛ وذلك لأنَّه يقطع التواصل، وإذا كنت على وشك تهديد علاقتك، فقد حان الوقت لأخذ قسط من الراحة وإعادة التفكير في المحادثة التي جرت بينكما.

9. عدم ترك الجدال دون حل:

تعلُّم كيفية إدارة التوقعات في العلاقة لا يحدث مرة واحدة؛ إنَّها محادثة مستمرة؛ إذ يجب عليك أن تتواصل مع الطرف الآخر لتتأكد من تلبية احتياجات كل منكما، ولا تترك الجدال دون حل؛ فعندما تلتزم بالتحسين المستمر، ستكون قادراً على بناء علاقة غير عادية.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات لكي تصبح محاوراً جيداً

10. عدم مقارنة علاقتك بعلاقات الآخرين:

على الرغم من إغراء استخدام التوقعات المتعارف عليها في العلاقة بوصفها نموذجاً خاصاً بك، فإنَّ هذا النهج لا يعمل؛ بل إنَّه يتجاهل شخصيتك واحتياجاتك الفريدة - وتلك الخاصة بشريكك - دون تقدير ما يجعل علاقتك فريدة ومميزة؛ لذا لا تعتمد معايير وتوقعات الأزواج الآخرين في العلاقة؛ بل اعمل مع شريكك في الحياة لتطوير معايير وتوقعات خاصة بك؛ إذ يتطلب بناء علاقة صحية كثيراً من العمل، ولكنَّها تستحق الجهد المبذول.ِ

شاهد بالفيديو: 10 توقعات صحية في العلاقة

المصدر




مقالات مرتبطة