10 أشياء إيجابيَّة تحدث لك عندما تبقى وحيداً

ينظُر معظم النَّاسِ إلى فكرة "أن يكونوا وحدهم" نظرةً سيِّئة، فهذا يعني إمَّا أن يُنظر لهم على أنَّهم معادون للمجتمع، أو غير مرغوب بهم. وكلتا الحالتين لا تُعدَّانِ وضعاً جيّداً ليجدوا أنفسهم فيه. لكن في الواقع، أن يكون المرء وحيداً لا يعتبر بالضرورة أمراً سيئاً، فهناك عدد قليلٌ من الفوائد التي لا تظهر إلا عندما تتعلَّم كيف تتقبَّل فكرة العزلة.

أنا هنا لا أدفعك لأن تُصبح مثل توم هانكس في فيلمه الشَّهير "Cast Away"، لأنَّه لا يمكن لأحدٍ أن يجادل في الفوائد والبهجة اللَّتان ترافقان إقامة علاقات مع أشخاص آخرين. لكن ما أقصده هنا هو أنَّه بمجرد أن تتعلم كيف تستمتع بالوحدة، ستصل بنفسك إلى مرحلةٍ من النُّضوج الفكري تجني ثمارها على المستوى الشَّخصي والاجتماعي.

فيما يلي عشرةُ أشياءَ مُذهلة ستحدث في حياتك عندما تبدأ بالاستمتاع بالوحدة.



أولاً: سوف تُعيد شحن طاقاتك

عندما نكون محاطين بأشخاص آخرين، فإنَّنا نُنفق الكثير من طاقتنا عليهم، ويكون ذلك عند محاولتنا إبقاءهم سعداء، وجعلهم يضحكون، وتقليل غرورهم، ومحاولة قراءة عواطفهم، وجميع الأمور الأخرى التي تأتي من التَّفاعل مع الآخرين. فإذا كنت على تواصلٍ دائمٍ ومستمرٍّ مع الآخرين، قد يسبب لك ذلك نوعاً من الإرهاق الفكري. وعلى النَّقيض من ذلك، يتيح لك القليل من الوقت بمفردك أن تُعيد شحن طاقاتك وتريح نفسك من تلك الوظيفة الشَّاقة عاطفيَّاً وذهنيَّاً، التي تتطلبها عمليَّة التَّفاعل المستمر مع الآخرين.


اقرأ أيضاً:
8 طرق تساعد على شحن نفسك بالطاقة الايجابية


ثانياً: سوف تتأمَّل أكثر

إنَّ حياتك تتحرّك بوتيرة سريعةٍ ومحمومة على الدَّوام، لدرجة أنَّه نادراً ما يتوفر لديك الوقت الكافي للجلوس وحيداً والتَّأمُّل في معنى حياتك، وأين تمضي بها. لكن عندما تكون وحيداً، فذلك من شأنه أن يمنحك الفرصة المثالية للتَّأمل الذاتي. ونظراً لأنَّك لن تقضي عندئذٍ الكثير من الوقت في معالجة أفكار ومشاعر الآخرين، فستكون وحدتك هي أفضل وقت من أجل توجيه اهتمامك نحو نفسك، فالعزلة توفِّر البيئةَ المثاليَّة للتَّأمُّل.

ثالثاً: ستتواصل مع عواطفك ومشاعرك

أُعيدُها مجدَّداً، عندما تكون محاطاً بأشخاص آخرين طوال الوقت، فإنَّك تحاول وباستمرار قراءة مشاعر الآخرين وتلبية احتياجاتهم. لدرجة أنَّه قد ينتهي بك الأمر إلى فقدان الاتصال مع عواطفك أنت شخصيَّاً. لكن عندما تبدأ في الاستمتاع بالوحدة، ستحصل على منظورٍ أكبر لمشاعرك، وسَتُوجِدُ فهماً أعمقَ لما يجعلك سعيداً، وما يزعجك، وما يجعلك تحزن. وَباستخدام هذه المعرفة، يصبح من السَّهل عليك ضبط عواطفك.

ولكن كل شيء يبدأ بفهم ما تشعر به، وهنا يأتي دور القليل من العزلة.


اقرأ أيضاً:
نصائح تساعدك على تقدير ذاتك


رابعاً: ستقوم بالأمور التي تستمتع بها حقَّاً

عندما تكون على الدَّوام بصحبة أشخاص آخرين، فأنت دائماً ما تُقدِّم تنازلات من أجل إيجاد حلولٍ يمكن للمجموعة بأكملها التَّمتُّع بها. ولسوء الحظ، فإنَّ الأمور التي قد تريدها بشدَّة، ربما لا تتماشى مع ما تريده المجموعة. لهذا يصبح من السَّهل الاستمتاع بالوحدة بمجرد أن تدرك أنَّ القيام بذلك يمنحك مزيداً من الحريَّة للقيام بالأمور التي تريد القيام بها حقَّاً.

خامساً: سَتصبح أكثر إنتاجية

قد يكون الاستمتاع بصحبة الآخرين أمراً ممتعاً ومسليَّاً، ولكنَّه أيضاً قد يؤثر وبشدَّة على مدى إنتاجيتك. هناك أوقات يكون فيها الآخرون مجرد إلهاءٍ لكَ عن إنجاز عملك، بينما يمكن أن يكون الوقت الذي تقضيه بمفردك؛ بعضاً من أكثر الأوقات إنتاجية في حياتك بسبب وجود عدد أقل من حالات التشتيت، إذ يمكنك وبكل بساطة أن تُرَكِّز ومن ثمَّ تُباشِرَ العمل.


اقرأ أيضاً:
10 عادات سيئة عليك التخلّي عنها لتصبح أكثر إنتاجية في عملك


سادساً: سوف تستمتع بعلاقاتك أكثر

عندما تُمضي وقتاً بمفردك بصورة منتظمة، وتبدأ في نهاية المطاف بالاستمتاع بوحدتك تلك، ستجد أنَّك تستمتعُ أكثرَ بعلاقاتك مع الآخرين، وذلك لأنَّ الوقت الذي تقضيه وحدك يمنحك تقديراً أكبرَ لنفسك. كما أنَّه يتيح لك أيضاً تقدير كل الأمور الرَّائعة التي تأتي من علاقاتك مع الآخرين، والتي على الأغلب قد كنت غافلاً عن معظمها من قبل.

سابعاً: سوف تشعر بمزيدٍ من الاستقلالية

ما إن تستمتع بوحدتك تلك، ستشعر بمزيد من الثَّقة في أنَّك قادرٌ على إنجاز الأمور بمفردك من دون مساعدة الآخرين. وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى شعورك بمزيد من الاستقلالية. فَبمُجرَّد ما أن تتعلّم كيف تستمتع بالوحدة، لن تشعر بعد ذلك بهذا النَّوع من القلق أو الرَّغبة الشَّديدة في وجودكَ بصحبةِ أشخاصٍ آخرين، ولن تشعر بالحاجة إلى تفاعلٍ مستمرٍّ معهم، أو بذاك القلق الذي ينشأ عن النَّظر من حولك وعدم رؤيةِ أيِّ شخصٍ سواك.

ثامناً: سترتاح من تلك المحاولة المستمرة لإبقاء الآخرين سعداء

إنَّ الحياة مليئة بالعلاقات، ولا تدوم معظم تلك العلاقات إلا عندما يبقى أطرافها سعداء، وهذا الأمر يمكن أن يتحوّل إلى عامل استنزاف عاطفي وفكري تبعاً للشَّخص الذي تُكّوِّن معه هذه العلاقة. وهذا الأمر لا ينطبق على العلاقات الشخصية وحسب، بل على جميع أنواع العلاقات. فبمجرد أن تكون وحيداً، فإنَّ الشخص الوحيد الذي يجب أن تقلق بشأن إسعاده، هو أنت. إذ يمكنك عندها امتاع نفسك بأمورٍ تجعلك سعيداً، والتي من شأنها ربما أن تُزعج شخصاً آخر لو لم تكن وحيداً.

تاسعاً: لن تُضطر إلى الاعتذار عن أيِّ أمر

ستكتشف عندما تبدأ بالاستمتاع بالوحدة، أنَّ العزلة تعني أنَّك لست مضطرَّاً إلى الاعتذار عمَّا قُمتَ أو تقوم به. إذ نحن وفي كثير من الأحيان، نقوم بأشياء قد تؤدي لإزعاج الآخرين أو إيذاء مشاعر شخص ما، ومن ثم نجد أنفسنا أنَّه علينا الاعتذار وبسرعة عن قيامنا بتلك الأمور. ولكن عندما تكون بمفردك، لا يتعيَّن عليك الاعتذار عن أيِّ شيء بتاتاً. وهذا يُجنِّبك الشَّعور بالضغط في معظم الحالات. ويجعلك تتوقَّف عن التَّفكير مرَّتين في كل ما تقوله وكل خطوة تقوم بها؛ بسبب أنَّك تخشى من أنَّه قد يتعرض شخص ما للإهانة أو الاستياء أو الغضب.

عاشراً: لن تنتظر مصادقة الآخرين على ما تقوم به

في كثير من الأحيان نشعر أنَّنا بحاجة إلى الحصول على "إذنٍ" من أصدقائنا وعائلتنا قبل أن نتصرَّف، كما نتطلّع باستمرار إلى الآخرين من أجل الحصول على مشورة بشأن خطوتنا التالية. بالطبع، هناك أوقات لا يكون فيها طلب النصيحة مقبولاً وحسب، بل ضرورةً بكل ما تحمله الكلمة من معنى. إلا أنَّه وفي المقابل، يوجد أيضاً أوقات يمكننا فيها التَّصرف بمفردنا، وذلك بدلاً من البحث عن الآخرين للحصول على الحل. عندما تبدأ في قضاء المزيد من الوقت بمفردك ستتعلَّم أن تثق في غرائزك، وتتَّخذ القرارات من دون أن تتحقَّقَ من صحّتها من قِبَلِ أيِّ طرفٍ آخر.

المصدر




مقالات مرتبطة