فعندما تظاهرت آلاف النساء العاملات في مصانع الملابس في مدينة نيويورك احتجاجاً على ظروف العمل السيئة والأجر الزهيد الذي تتقاضينه، وفي عام 1910 عقد المؤتمر النسائي الاشتراكي الدولي في "كوبنهاغن"، وقرر فيه اعتماد يوم 8 مارس كيوم عالمي للمرأة، ويحتفل باليوم العالمي للمرأة في جميع أنحاء العالم بفعَّاليات ونشاطات مختلفة، مثل المعارض والندوات التي تتناول موضوع المرأة والقضايا التي تواجهه، والمظاهرات والاحتجاجات التي تطالب بالمساواة بين الجنسين، وبالإضافة إلى النشاطات الثقافية والفنية التي تكرم المرأة وتبرز إنجازاتها.
يعدُّ اليوم العالمي للمرأة فرصة للاحتفال بإنجازات المرأة، والتأكيد على أهمية المساواة بين جنسي الصنف البشري، واتخاذ خطوات عملية لتحقيق هذه المساواة التي تنعكس آثارها ازدهاراً على البلدان، وفي سياق سعي المملكة العربية السعودية للارتقاء والتقدم الدائمين، فقد أصبحت المرأة السعودية جزءاً هاماً في السعي نحو مجدها، ولتفاصيل أكثر سنتحدث في هذا المقال عن تمكين المرأة السعودية وإنجازات المرأة في السعودية، ويوم المرأة العالمي.
تمكين المرأة في السعودية:
تمكين المرأة السعودية هو أحد أهم أهداف رؤية المملكة 2030، والتي تسعى إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في جميع المجالات، وقد شهدت السنوات الأخيرة في المملكة العديد من الإنجازات في مجال تمكين المرأة السعودية، حيث تم اتخاذ العديد من الإجراءات والقرارات التي تهدف إلى تعزيز حقوق المرأة وزيادة مشاركتها في المجتمع، وشمل تمكين المرأة السعودية العديد من القطاعات؛ إذ حرصت المملكة على إعطاء النساء حقوقهن ومساواتهنَّ بالرجل، واتخذت في سبيل ذلك الكثير من التدابير التي سنذكر منها:
- المساواة في بيئة العمل والأجور، وانطوى الأمر على المساواة في الحقوق والواجبات المهنية، وكذلك الأمر بالنسبة للأجور والأحقية في التقدم لفرص العمل.
- المساواة في التعليم والتدريب والمنح والإعانات كحق من حقوق الإنسان دون تمييز.
- المساواة في حق تلقي العناية الصحية.
- إنصاف حقوق المرأة في الأنظمة العدلية بما يتوافق مع متطلباتها واحتياجاتها وظروفها كمواطنة وأم وزوجة.
- الأخذ بعين الاعتبار الصحة الإنجابية والتناسلية للنساء، وإقرار إجازات المرأة العاملة في الحمل والولادة.
- دعم الأرامل والمطلقات.
كما قامت الحكومة السعودية بالعديد من المبادرات من أجل تمكين المرأة السعودية نذكر منها:
1. برنامج تنمية المرأة السعودية:
الذي يهدف إلى تعزيز قدرات المرأة السعودية ورفع مستوى مشاركتها في المجتمع.
2. برنامج كفاءات:
الذي يهدف إلى تدريب وتأهيل المرأة السعودية لشغل الوظائف القيادية.
3. برنامج تمكين المرأة في القطاع الخاص:
الذي يهدف إلى تحفيز الشركات والمؤسسات الخاصة على توظيف المرأة وتعزيز مشاركتها في نشاطات الأعمال.
تهدف هذه المبادرات إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في جميع المجالات، وتعزيز دور المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمملكة.
إنجازات المرأة في السعودية:
حققت المرأة السعودية في السنوات الأخيرة العديد من الإنجازات في مختلف المجالات، وذلك بفضل الجهود التي بذلتها الحكومة لتمكين المرأة السعودية، وإيمانها بأهمية دور المرأة في التنمية الشاملة للمملكة، وفي صدد تمكين المرأة السعودية حققت النساء العديد من الإنجازات خلال السنوات الأخيرة نذكر منها:
- السماح للمرأة بقيادة السيارة، ورفع الحظر عن السفر دون محرم، والحصول على جواز سفر مستقل كانت أهم إنجازات المرأة السعودية.
- زيادة عدد النساء في التعليم العالي، حيث تشكل النساء الآن أكثر من 60% من إجمالي عدد الطلاب في الجامعات السعودية، وهذا إنجاز هام ايضاً من إنجازات المرأة السعودية.
- زيادة عدد النساء في الوظائف الحكومية والخاصة، حيث تشكل النساء الآن حوالي 30% من إجمالي القوى العاملة في المملكة.
- تعيين أول امرأة في مجلس الوزراء السعودي، وزيادة عدد النساء في مناصب قيادية في مختلف القطاعات.
التحديات التي تواجه المرأة في السعودية:
على الرغم من الإنجازات الكثيرة التي كانت ثمرة تمكين المرأة في السعودية، إلا أنَّ المرأة السعودية ما تزال تكافح في سبيل نيل حقوقها عبر مواجهة العديد من التحديات التي تعترض طريقها، مثل:
1. التمييز ضد المرأة في العمل والمجتمع:
على الرغم من الدعم الحكومي الكبير للنساء وتمكين المرأة في السعودية ما تزال النساء تواجهن ألوان التمييز الجندري، والذي يحتاج إلى وعي كبير للقضاء عليه، وجهد كبير من قبل المنظمات التعليمية والاجتماعية من أجل إحلال الفكر التوعوي مكانه.
2. العنف ضد المرأة:
للأسف ما تزال المرأة في كثير من المناطق ترزح تحت العنف الأسري والزوجي، وهذا يعدُّ تحدياً جاداً وحقيقياً أمام تمكين المرأة في السعودية.
3. الزواج القسري والزواج المبكر:
إنَّ مثل هذه الزواجات تقف عائقاً حقيقياً أمام اكتشاف المرأة في السعودية لنفسها وقدراتها، وتحصرها في دورها الزوجي والأمومي فقط، ونحن هنا لا نقلل من أهمية هذه الأدوار، وإنَّما ننوه لقدرة المرأة على أخذ أدوار إضافية إلى جانبها وأدائها بشكل مثالي وفعَّال.
أبرز النساء القياديات في السعودية:
برزت أسماء سيدات عظيمات في المملكة العربية السعودية تميزنَ بقدرتهنَّ على إثبات أنفسهن وجدارتهن في أداء العديد من المهام في صدد تمكين المرأة السعودية وتعزيز إنجازات المرأة السعودية، فكانت أفعالهن إثباتاً للمجتمع على قدرات النساء وتحفيزاً ودعماً للنساء السعوديات وفي جميع أنحاء العالم على الإيمان بأنفسهن وقدرتهن على تغيير العالم نحو الأفضل، ومن أبرز النساء القياديات في السعودية الآتي:
- الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، وهي أول امرأة تشغل منصب سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة.
- الأميرة هيفاء بنت محمد، وهي نائبة وزير السياحة.
- إيمان بنت هباس بن سلطان المطيري، وهي نائبة وزير التجارة.
- فرح بنت أحمد إسماعيل، وهي وكيلة وزارة الاقتصاد والتخطيط لشؤون التنمية القطاعية والمناطقية.
- ريما آل صقر، وهي مدير عام إدارة تحليل أداء الميزانية بوزارة المالية.
- يارا العساف، وهي مدير عام الشؤون القانونية في هيئة تنمية الصادرات السعودية.
- إيمان العمر، وهي نائب الأمين العام للخدمات المساندة في هيئة تنمية الصادرات السعودية.
- الدكتورة منى المهيد، وهي رئيس القطاع الصحي للذكاء الاصطناعي بالمركز الوطني للذكاء الاصطناعي.
- الدكتورة فاطمة التويجري، وهي مساعد الرئيس العام للشؤون النسائية في المسجد النبوي.
- الدكتورة ليلى القاسم، وهي وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لشؤون التخطيط والتحول الرقمي.
لقد نجحت هذه النخبة من النساء القياديات في تحقيق العديد من الإنجازات في مختلف المجالات، مثل:
- تعزيز دور المرأة في المجتمع السعودي.
- رفع مستوى المشاركة الاقتصادية والاجتماعية للمرأة السعودية.
- تمكين المرأة السعودية من الوصول إلى المناصب القيادية.
دور المرأة السعودية في المستقبل:
دور المرأة السعودية في المستقبل سيكون فاعلاً ومؤثراً في جميع المجالات، وذلك بفضل الجهود التي تبذلها الحكومة السعودية لتمكين المرأة السعودية وتسليط الضوء على إنجازات المرأة السعودية، وإيمانها بأهمية دور المرأة في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمملكة، ومن المتوقع أن تستمر المرأة السعودية في تحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل، وذلك في مجالات التعليم والعمل والسياسة بالإضافة إلى مجالات الثقافة والفنون، ولا بد في حدثينا عن المرأة في السعودية ومستقبلها المشرق من تسليط الضوء على العوامل التي تساهم في تعزيز دور المرأة السعودية في المستقبل، وهي:
- استمرار الدعم الحكومي لتمكين المرأة.
- زيادة الوعي المجتمعي بأهمية دور المرأة.
- تحسن مستويات التعليم والتدريب للمرأة.
يضاف إلى ذلك مثابرة المرأة في السعودية في السعي لتحقيق النجاح، واستغلال الفرص المتاحة لها للوصول إلى أهدافها.
الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في السعودية:
يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي في 8 آذار، وذلك للإشادة بإنجازات المرأة في جميع المجالات، والتأكيد على أهمية المساواة بينها وبين الرجل، وفي السعودية يتم الاحتفال بمناسبة يوم المرأة العالمي عبر فعَّاليات ونشاطات مختلفة، ونذكر منها:
- أطلقت في عام 2023 وزارة الثقافة السعودية حملةً إعلاميةً بعنوان "المرأة السعودية: الثقة والإنجاز"، وذلك بهدف تسليط الضوء على إنجازات المرأة السعودية في مختلف المجالات.
- نظمت العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة في السعودية فعَّاليات ونشاطات مختلفة للاحتفال بمناسبة يوم المرأة العالمي، مثل المعارض والندوات والمحاضرات والعروض الفنية.
- شارك العديد من النشطاء والمدافعين عن حقوق المرأة في السعودية في فعَّاليات ونشاطات للاحتفال بيوم المرأة العالمي، وللمطالبة بالمساواة بين الجنسين وتعزيز دور المرأة في المجتمع.
من المتوقع أن يستمر الاحتفال بيوم المرأة العالمي في السعودية في السنوات القادمة، حيث تسعى الحكومة السعودية إلى تحقيق المزيد من الإنجازات في مجال تمكين المرأة.
في الختام:
يمكن القول؛ إنَّ المرأة السعودية حققت العديد من الإنجازات في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل الجهود التي تبذلها الحكومة السعودية لتمكين المرأة السعودية، وإيمانها بأهمية دور المرأة النساء في تطوير المجتمعات، وعلى الرغم من التحديات التي تمر بها المرأة في السعودية، إلا أنَّها تستمر بثبات وهي تخطو واثقة من السعي إلى تحقيق المساواة ونيل الحقوق التي تستحقها.
أضف تعليقاً