باولو كويلو:
باولو كويلو (بالبرتغالية: Paulo Coelho) هو روائي وقاص برازيلي ولد (24 اغسطس 1947). يؤلف حالياً القصص المحررة من قبل العامة عن طريق الفيس بوك. تتميّز رواياته بمعنى روحي يستطيع العامة تطبيقه مستعملاً شخصيات ذوات مواهب خاصة، لكن متواجدة عند الجميع. كما يعتمد على أحداث تاريخية واقعية لتمثيل أحداث قصصه. وعُيّن سنة 2007 رسول السلام التابع للأمم المتحدة. تعد الخيميائي أشهر رواياته وتمت ترجمتها إلى 80 لغة ووصلت مبيعاتها إلى 150 مليون نسخة في جميع انحاء العالم.
والخيميائي عبارة عن رواية رمزيّة تدور أحداثها حول راعي إسباني شاب اسمه سانتياغو الذي يبدأ رحلته لتحقيق حلمه الذي تكرَّر أكثر من مرَّة حول كنزٍ مدفون في الأهرامات بمصر، ومن ثمّ يذهب وراء هذا الحلم ليعيش أحداثاً مليئة بالإثارة والعِبَر والدروس ويلتقي بالحب أيضاً.
في مقالنا اليوم سنُقدِّم لكم مُلخَّصاً قصيراً لهذه الرواية، وبعض الاقتباسات الشهيرة التي وَرَدَت فيها، لذا تابعوا معنا ملخص رواية الخيميائي باولو كويلو.
الخيميائي باولو كويلو:
في قديم الزمان كان هناك راعي أغنام يُدعى سانتياجو يعيش في الريف الأندلسي، وفي أحد الليالي الهادئة راوده حلمٌ غريب وهو نائم بأنَّ هناك كنز كبير مدفون بجانب الأهرامات المصريّة، وقد كان حلمه واضحاً جدّاً لدرجة أنّه تذكّر تفاصيله بدقّة عندما استيقظ من نومه وتمكّن بالفعل من تحديد موقع الكنز، وهُنا بدأت صرعاته الداخليّة، هل يُصدّق حلمه وينطلق نحو أرض النيل لأخذ الكنز؟ أم يبقى في مكانه مع أغنامه!.
وفي ظروف غريبة قابَلَ الراعي الفقير بالصدفة الملك "سالم"، وتبادل سانتياغو معه أطراف الحديث وأخبرَه هذا الملك الغامض عن تجربته الشخصيّة في اكتشاف أسطورته الذاتيّة، وأكّد عليه الملك أنَّه يجب أن يَتبَع حلمه أيضاً وأن يسعى وراء ما يملي عليه قلبه حتّى النهاية وأن يشغل حياته بهذا الأمر. وأخذ الملك عُشر قطيعه مُقابل تعليمه كيف يصل إلى مكان الكنز، وأعطاه حجرين كريمين (أوريم وتوميم).
فكَّر الراعي في حديث الملك وربط بين كلامه والحلم الغريب الذي راوده ثمّ قرَّر أن يتبع ما يمليه عليه حدسه وعزم أمره واتّخذ القرار في بدء الرحلة للبحث عن الكنز، وخلال زمنٍ قصير باع قطيع أغنامه وقَطَعَ البحر مُتّجهاً إلى أفريقيا، لكنَّ الشاب الصغير تعرّض في أوّل رحلته للسرقة وضاعت منه نقوده الذهبيّة، ووجد نفسه وحيداً مكتئباً في الشوارع نادماً على قراره في اتّباع أحلامه.
يبدأ سانتياغو بعدها في البحث عن عمل ليكسب بعض النقود حتّى يتمكّن من العودة لمنزله ودياره من جديد ولحُسن الحظ نجحَ في الحصول على وظيفة عند تاجر كريستال، وبالفعل بعد عام بالتحديد قضاه في العمل الدؤوب استطاع أن يُوفّر الكثير من المال وعندما قرَّرَ العودة إلى بلاده توقَّفَ فجأةً وغيَّرَ رأيه وقرَّرَ أن يُجرِّب حظَّه مرَّةً ثانية ويُكمِل بحثه عن الكنز المدفون.
التحق الراعي سانتياجو بقافلة كانت في الطريق لعبور الصحراء الوعرة والخطيرة وخلال مسيرته الطويلة والبطيئة في الصحراء استمرَّ في التفكير بحلمه والاستماع لصوت قلبه ولصوت الصحراء، وقد توصَّلَ لحقيقة أنّ للعالم روحاً وأنّه جزء من هذه الروح، لذا عليه أن يُدرك دوره بشكلٍ جيَّد.
وعندما كانت القافلة تستريح في إحدى الواحات وهي "واحة الفيوم" شاءت الأقدار أن يقَعَ هذا الراعي الفقير بحُبِّ إحدى الفتيات من النظرة الأولى واسمها "فاطمة" والتي سحَرَته، ووافقت على عرضه للزواج ولكن بعد أن يعود مُحقِّقاً حلمه، فوعدته بالإنتظار حتَّى ذلك الحين.
فيما بعد وأثناء رحلته يُصادف سانتياغو رجلاً إنجليزيّاً يبحث عن حلمه هو الآخر، فهو يريد أن يُصبح "خيميائيّاً"؛ والخيميائي هو الشخص الذي يحاول تحويل المعادن غير الثمينة إلى ذهب وفضّة باستخدام الكيمياء، ويبحث هذا الإنجليزي عن "الخيميائي" صاحب الأسرار العظيمة ليتعلَّم منه.
وبالفعل يلتقي سانتياغو بـ”الخيميائي“ العظيم، ويتعلَّم منه أسرار العالم ولغة الكون، ويظل برفقته ويساعده في مواصلة رحلته الخطيرة عبر الصحراء، ويُعلّمه دروس الحياة، ولوهلة يشعر سانتياجو أنَّ هذا الخيميائي يُذكِّره بالملك الغامض "سالم".
يمرُّ الراعي خلال الرحلة بالكثير من الأخطار والمواقف التي تُعلِّمه كيف يعيش حياته بشكلٍ أفضل وكيف يُواجه الظروف ويتحكَّم بها بدلاً من أن تتحكَّم به وهذا ما جعل منه شخصاً حكيماً، وعلى الرغم من حُبّه الكبير لتلك الفتاة إلّا أنَّه قرَّرَ أن يترُك حبَّه ورائه وأن يُتابِع رحلته نحو حلمه إلى النهاية، وبالفعل يصل الراعي أخيراً إلى أهرامات مصر ويشعر لحظتها بالسعادة والفرح بأنَّه بلغ نهاية الرحلة.
وبالفعل يبدأ الراعي الشاب في الحفر بسرعة بحثاً عن كنزه وقبل أن يبلُغ عمقاً كبيراً يتعرَّض لعصابة من اللصوص الذين قاموا بضربه وسرقة كلّ نقوده وأجبروه على الاستمرار في الحفر لكنَّهم لم يعثروا على أيّ كنز، فتركوه وانصرفوا، لكنَّ أحد اللصوص قال له أنَّه حلم في يوم من الأيام بوجود كنزٍ، داخل أحد الكنائس القديمة في إسبانيا، وأنَّه لو كان أحمق، لسافر إلى إسبانيا للبحث عنه، وهو ذات المكان ونفس الكنيسة التي كان يرعى سنتياغو أغنامه قربها، وحينها عرف سنتياغو أنَّها إشارة وأنَّ هذا المكان هو نفس المكان الذي كان ينام فيه مع أغنامه. الأمر الذي جعله يُفكِّر لوهلة ثمَّ يضحك بشدّة: "يا للقدر، الآن عرفت أين يقع الكنز بالضبط".
هذه العبارة جعلت سانتياجو يعرف أين موقع الكنز المدفون الذي شاهده في الحلم، فترك الراعي أرض النيل وعاد إلى الريف الأندلسي وتوجَّه مباشرةً إلى الشجرة التي حلم تحتها برؤية الكنز، و بدأ يحفر بحماس وترقُّب حتَّى تمكَّن في النهاية من الوصول إلى خزينة أثريَّة مليئة بالذهب والجواهر، وبعدها اتّجه مرَّةً أُخرى إلى الصحراء صوب الواحة ليجتمع مرَّةً أخرى بمحبوبته. وبذلك تنتهي قصّة الراعي الذي كان يسعى لتحقيق أسطورته الشخصية وتمكَّن من ذلك أخيراً.
اقتباسات من رواية الخيميائي:
- السفينة آمنةٌ على الشاطئ، لكنّها ليست من أجل ذلك صُنِعت.
- إنَّني لا أحيا في ماضيَّ، ولا في مُستقبلي. ليس لي سوى الحاضر، وهو وحده ما يُهمّني. إذا كان باستطاعتك البقاء دائماً في الحاضر، تكون عندئذ إنساناً سعيداً.
- إنَّ القرارات تُشكّل فقط بدايةَ شيءٍ ما. فعندما يتَّخذ شخص ما قرارات يغوص فعلاً في تيّار جارف يحمله نحو وِجهَة لم يُكن يتوقّعها إطلاقاً حتَّى في الحلم لحظة اتّخاذ ذلك القرار.
- وإذا تشابهت الأيام هكذا فذلك يعني أنَّ الناس توقَّفوا عن إدراك الأشياء الجميلة.
- إنَّ روح الكون تغتذي بسعادة البشر، أو بشقائهم ورغباتهم.
- الالتزام الوحيد للإنسان هو أن يُحقِّق أسطورته الخاصّة، كلُّ الأشياء هي شيءٌ واحد وعندما ترغب في شيء، يتآمر الكون كلُّه ليسمح بتحقيق رغبتك.
- الشمس: تعلَّمتُ أن أُحب، أعرف أنَّني إذا دنوتُ، قليلاً، من الأرض، يهلك كل من عليها، ويزول روح العالم. لذلك، نحنُ نتبادل النظر والحُب؛ أعطيه الحياة والدفء، ويعطيني سبباً لكي أعيش.
- إذا انتبهت إلى حاضرك، أمكَنك جعله أفضل ممّا هو عليه. ومتى حسّنت الحاضر، فإنَّ ما يأتي بعد ذلك يكون أفضل أيضاً.
- ولكن كيف يُمكنني التنبّوأ بالمستقبل؟ بفضل إشارات الحاضر، ففي الحاضر يكمُن السر؛ وإذا انتبهتَ إلى حاضرك، أمكنك جعله أفضل ممَّا هو عليه. ومَتَى حسَّنت الحاضر، فإنَّ ما يأتى بعد ذلك، يكون أفضل أيضاً. إنسَ المُستقبل، وعش كلّ يوم من حياتك وِفقَ أحكام الشريعة، مُتّكِلاً على رحمة الله بعباده، فكلّ يوم يحمل الأبديّة في صميمه.
- وليس هناك إلّا شيء واحد يمكن أن يجعل الحلم مستحيلاً: إنّه الخوف من الإخفاق.
- لماذا علينا أن نُصغي إلى قلوبنا ؟ – لأنّه حيث يكون قلبك يكون كنزك..
- إنَّ الساعة الأكثر ظلمة هي الساعة التي تسبق شروق الشمس.
- عندما نُحب، يُصبح للأشياء معنى أكبر.
- إنَّ كلّ ما كُنّا نخشاه هو فقداننا ما نملك، سواء أكان حياتنا، أم مزروعاتنا. بَيْدَ أنّ هذا الخوف يزول عندما نُدرك أنّ تاريخنا وتاريخ العالم، إنّما كُتِبَا باليد ذاتها.
- ذات ليلة قال الفتى للخيميائي، وهما يتأمَّلان سماءً لا قمرَ فيها: إنَّ قلبي يخافُ أن يتألَّم. الخيميائي: قُل لهُ إنَّ الخوف من الألم هو أكثر سوءاً من الألم ذاته، و ما من قلبٍ يُعاني الألم وهو يُلاحق أحلامه، لأنَّ كلّ لحظة سعي هي لحظة لقاء مع الله و مع الابديّة.
روايات باولو كويلو:
- الخيميائي The Alchemist
- ألف Aleph
- احدى عشرة دقيقة Eleven Minutes.
- رواية الحاج The Pilgrimage
- الفائز يبقى وحيداً The Winner Stands Alone
- بريدا Brida
- ساحرة بورتوبيللو The Witch of Portobello
- كالنهر الجاري Like the Flowing River
- الزهير The Zahir
- الشيطان والآنسة بريم The Devil and Miss Prym
إنَّ رواية الخيميائي للروائي الكبير باولو كويلو paulo coelho رواية مليئة بالعبر والمعاني العميقة والتي تقودنا في النهاية إلى الإيمان بأنفسنا والتمسُّك بأحلامنا والسعي لملاحقتها والاتّصال العميق مع الكون وفهم إشاراته العميقة، كما تُشير الرواية إلى أنَّ ما نبحث عنه قد يكون موجوداً بالفعل أمام أعيننا طوال الوقت، إلّا أنّنا نحتاج إلى البحث عنه؛ لأنَّ رحلة البحث هي ما قد يُساعدنا على تحقيق ذاتنا وتحقيق أسطورتنا الشخصيّة يوماً ما.
أضف تعليقاً