كيف نتابع هذه المشكلة؟ وكيف نتفاداها؟ وما هي الأمراض التي تنمّ عنها هذه الحالة؟ أسئلة حملتها «سيدتي» إلى الإختصاصي في أمراض القلب والشرايين الدكتور أنطوان شامي.
ما هي الظروف التي ترافق فقدان الوعي؟
من المهمّ السؤال عن كل الإحتمالات الممكنة لإصابة الشخص بفقدان الوعي: إذا كان يصاب بهذه الحالة للمرّة الأولى أو يعاني من تكرارها، فضلاً عن الظروف التي تؤدّي إلى هذه الحالة (طقس حار، الطعام، التعب)، والعوارض المصاحبة لها كالمعاناة من نوبة من السعال أو رؤية الدم أو ظروف حياتية صعبة. وبالتأكيد، تساعد هذه المعلومات الطبيب على تحديد الأسباب، على أن يسأل هذا الأخير من يعيش مع المريض هذه الأسئلة، إذ غالباً ما لا يتذكّر من فقد وعيه ما حصل معه!
هل يرتبط فقدان الوعي دائماً بمشكلات القلب؟
يربط الأطباء غالباً بين أمراض القلب وفقدان الوعي، والسبب يعود إلى تضيّق الشريان الذي يصيب صمّامات القلب، وغالباً ما تصيب هذه الحالة كبار السن، وحالياً تزداد الإصابة بفقدان الوعي بسبب طول عمر الإنسان. كما إن الذبحة القلبية في بداياتها يمكن أن تؤدّي إلى حالة من فقدان الوعي. وهناك مجموعة حوادث عصبية تختلف حدّة خطورتها بين الدوار البسيط، وصولاً إلى الموت الفجائي. وتنتج هذه المشكلات عن توقّف تغذية الدماغ بالدم بسبب انخفاض حاد في نبض القلب. وهناك مرض متعلّق بدقّات القلب السريعة التي قد تؤدّي إلى حالة من الدوار، بالإضافة إلى أمراض أخرى شبيهة بإمكانها أن تشكّل عناصر تؤدّي إلى حالات من فقدان الوعي.
الوراثة
هل لفقدان الوعي علاقة بالأمراض الوراثية؟
تنتشر هذه الحالات في صفوف الشباب، وتحديداً من يقومون بمجهود جسدي كبير. وهناك عدد من هذه الأمراض الوراثية التي تنتج هذه الحالة، أبرزها:
- عارض «كوتيه»: ينتج من خلل في كهرباء القلب، سببه خلل في تركيبة خلاياعضل القلب، ما يجعل المصاب يعيش مع إيقاع سريع للقلب يؤدّي إلى فقدان الوعي الفجائي. وفي الحالات المتقدّمة، يؤدّي إلى موت فجائي.
- عارض «بروكادا»: ينتج من مشكلة وراثية في القلب تشكّل حركة سريعة لنبضات القلب وخللاً فيها أيضاً، ما يؤدّي إلى خلل في انتظام عمل القلب، وبالتالي إلى احتمال الموت الفجائي!
- دقّات القلب البطينية: تصيب الأطفال بشكل خاص وتؤدّي إلى فقدان للوعي.
- مشكلة ناتجة عن خلل جيني يولد مع الطفل وتسمّى «الطفل الأزرق».
- تضخّم حجم القلب: تشكّل أبرز مشكلة تحصل بسبب الوراثة، تسبّب الموت الفجائي لدى الشباب وخصوصاً الرياضيين المحترفين، وقد تنتج عن مشكلة في البطين الأيسر في القلب، حيث تزداد سماكة الغلاف فيه.
ماذا عن فقدان الوعي وأمراض الأعصاب والهرمونات؟
قد يخفي فقدان الوعي جملة من الأمراض، أبرزها داء الصرع الذي يصيب الأعصاب، وهو كناية عن خلل غير طبيعي وحاد في النشاطات الكهربائية للدماغ. وتشير إحصائية إلى أن هناك بين 5 إلى 15?% من حالات فقدان الوعي ناتجة عن أعراض الصرع.
وهناك أمراض عصبية أخرى مرتبطة بحالات فقدان الوعي تطال الجهاز العصبي الخارجي، كالسكري والتصلّب اللويحي أو الإصابة بتورّم في الدماغ.
أما الأمراض المتعلّقة بالهرمونات، فتشمل داء «أديسون» المرتبط بنقص في إفراز الغدة الكظرية المتمركزة فوق الكلى، هبوط السكري أو أعراض هاريس الناتجة عن إفراز كمية كبيرة من «الأنسولين» في الدم، ويترافق مع نقص حاد في السكر في الدم، وبالتالي فقدان الوعي.
المصدر: مكتوب
أضف تعليقاً