أولاً: كيف يشعر الأولاد بقدوم طفل جديد؟
تخيلي سيدتي أنَّك تعيشين ضمن عائلة سعيدة مستقرة تسودها الطمأنينة والحب، وتحصلين على كامل الاهتمام من زوجك وحبه ودعمه الكامل لك، وفجأة قرر الزواج من امرأة أخرى وأخبرك بذلك، هل تستطيعين وصف شعورك؟ وهل فكرتِ في كل ما سوف تفقدينه عند زواجه بأخرى؟ وهل سوف تستطيعين مشاركة ما تحبين مع امرأة أخرى؟
كل تلك الأسئلة وغيرها تدور في الذهن عند قدوم شريك جديد، وهذا تماماً ما يحدث لطفلك الأول عند إخباره بقدوم طفل آخر للعائلة، طفل سوف يشاركه كل شيء بدءاً بحب والديه وانتهاء بطعامه.
قد يشعر الطفل الأول بأنَّه لم يَعُد مرغوباً ومحبوباً وبأنَّ الطفل الجديد سوف يحصل على مكانه في قلب والديه، وبأنَّه أصبح عبئاً على العائلة والوافد الجديد سوف يستأثر بالاهتمام والعطف كله، فتبدأ رحلة الطفل في محاولة منه لاستعادة ما فقده عند اعتقاده، وتبدأ رحلة معاناته، ولكن بقليل من التفكير ووعي وصبر الوالدين - ولا سيما الأم - يمكن تدارُك كل ذلك.
ثانياً: كيف تهيِّئين طفلك لاستقبال طفل جديد؟
1. إخبار الطفل بالوافد الجديد:
عادة ما يشعر الأبناء الكبار بالفرح عند سماع نبأ قدوم طفل صغير إلى العائلة على عكس الأبناء الصغار؛ لذا، يجب أن تخبري طفلك أو أطفالك بقدوم الطفل الجديد عند معرفتك بذلك، فلا يجب أن يعلم الأبناء من غيرك بذلك؛ لأنَّ ذلك قد يزيد مشاعر الخوف لديهم ولا سيما إذا كانت الطريقة التي أخبرهم بها الغير ليست جميلة أو فظة أو اتَّبعوا أسلوب الضحك في إخبارهم.
لذا، أخبريه أنت وبذلك ستكون لديك فترة كافية خلال حملك لتجعليه يتقبَّل الوافد الجديد، وعليك ملاحظة أمر هام إذا كان طفلك الأول في عمر صغير لا يملك القدرة على ربط الحدث بالوقت الصحيح؛ لذا، اربطي له موعد قدوم الطفل الجديد بمناسبة ما مثل عيد ميلاد شخص مميز يحبه كثيراً.
2. الحديث في المنزل عن الطفل الجديد:
ابدئي الحديث عن الطفل الجديد مع الأولاد واشرحي لهم كيف ينمو الجنين، وماذا يحتاج من غذاء، ودعيهم يقدمون المساعدة في إعداد بعض الوجبات الغذائية لك لكي يشعروا بالمسؤولية تجاه الطفل الجديد، كما يجب أن تطلبي رأيهم عند اختيارك لأشياء الطفل الجديد، وكذلك تجهيز مكانه الخاص "وسائده، وسريره، وأدوات إطعامه، واختيار الألعاب"، وقومي بحثِّ الطفل على أن يتبرع بأشيائه للطفل الجديد، واشتري له أشياء جديدة يختارها بنفسه مكافأة له على مساعدتك وإعطائه أشياءه لأخيه.
3. اقرأي الكتب التي تساعدكِ على المضي في حملك بسلام:
مثل كتب التغذية السليمة والتمرينات الرياضية الجيدة ونصائح للحفاظ على هدوئك النفسي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى طفلك اقرأي له الكتب والقصص العائلية التي تبين له أهمية وجود أخوة له.
عند قدوم الطفل الجديد عادة تتقبلين التهاني من الآخرين وكذلك الهدايا، ولكن في إمكانك تجنيب طفلك الشعور بالغيرة من خلال حثِّ الآخرين على إبداء الترحيب به أيضاً وقول الكلام الجميل له، وكذلك الأمر بالنسبة إليكِ؛ فامنحي طفلك العطف كلَّما تسنى لك ذلك وكذلك الهدايا.
شاهد بالفيديو: 18 طريقة تجعل تربية الأطفال سهلة
4. دعي الطفل يشارك الوليد بأشيائه الخاصة:
يتميز الأطفال عموما بالفضول تجاه كل الأشياء ولا سيما الجديدة منها؛ إذ يرغبون في استكشاف كل ما تقع عليه أعينهم أو أيديهم؛ لذا، لا تمنعي أشياء الطفل الجديد عنه؛ بل شجعيه على استخدامها ولا سيما إن كانت له في الأساس قبل أن تنتقل إلى الوليد الجديد، كما يجب عليكِ إخباره بأنَّك سوف تعيرين الوليد الجديد من أغراضه لأنَّها أصبحت لا تناسبه وبأنَّك ستذهبين معه إلى التسوق لشراء أشياء جديدة له يحبها ويفضلها لأنَّه طفل مطيع ويحب أخاه، وعليكِ دفعه إلى المشاركة في شراء حاجات الطفل الجديد.
5. خصِّصي أنت وزوجك المزيد من الوقت لطفلك:
سواءً خلال حملك أم حتى بعد مجيء الطفل الجديد وذلك قدر المستطاع، ويمكنك قراءة "قصص تتحدث عن قدوم مولود جديد" أو مشاركته بعض الهوايات كالموسيقا أو الرسم المفيدة له أو العبي معه بألعابه المفضلة، اصنعي معه طعامه المفضل وافعلي كل ما يمكن أن يُشعِره بحبك له واهتمامك وعطفك عليه وأنَّ مكانته لديك لم تتغير والطفل الجديد لم يأخذ مكانه.
6. طالعي الكتب الخاصة بالحمل:
توجد العديد من الكتب التي تُعنى بالمرأة الحامل وجنينها ومراحل تطوره، والتغذية التي تناسبك خلال فترة الحمل والنشاطات التي يجب أن تقومي بها وكذلك ما يُمنَع عليكِ القيام به، واختاري كتاباً أو كتيِّباً غنياً بالصور؛ إذ يتمكن طفلك من فهم ما تريدين قوله له؛ وبذلك تكونين قد تعلمتِ الأشياء التي تريدينها عن الحمل وفي الوقت نفسه أمضيتِ الوقت مع طفلك وشرحتِ له بعض الأشياء التي سوف تُمكِّنه من تقبُّل الوافد الجديد للعائلة.
7. أبعِدي طفلك عن الأحاديث السلبية التي تُطرَح أمامه:
التي تتناول موضوع غيرته من أخيه أو ضرورة إرساله إلى الروضة لتخفيف العبء عنك بسبب قدوم الطفل الجديد، فكل ذلك يؤثر في مشاعره ونفسيته ويجعله لا يتقبل قدوم الطفل الجديد، فعليك أن تشجعي الزوار والأقارب عند الحديث أمام الطفل على الاهتمام به مثلما يهتمون بالصغير وذكر العبارات التشجيعية التي تحثَّه على الاعتناء بأخيه الصغير.
8. حاولي قراءة لغة جسد طفلك:
لاحظي تعابير وجه طفلك وحركات جسده عند حديثك عن الطفل الجديد؛ فإذا شعرتِ بأنَّه سعيد بذلك، فشجعيه أكثر على ذلك، أمَّا إذا ظهرت عليه علامات الحزن والضيق، فافهمي الأسباب التي تدفعه إلى الشعور بذلك بالضبط وحاولي تلافيها قدر الإمكان.
9. أعيدي مشاهدة ألبومات صور طفلك الأول:
لا بدَّ من أنَّ الفرحة بالطفل الأول دفعتك أنت وزوجك إلى التقاط الصور التذكارية؛ بل التقاط الكثير منها، أحضريها وشاركيها مع طفلك؛ أي عندما وُلِد، وكيف كان، وعندما كان يأكل، وما هي الأشياء التي كان يأكلها، وبماذا كان يلعب، وكيف كان ينام، وغير ذلك، وأخبريه بأنَّ الطفل الجديد سوف يكون مثله وأنَّه يجب عليه أن يساعدك على تربيته فهو يحتاج إليه، وأنَّه يجب أيضاً أن يلتقط الصور التذكارية لأخيه ومن هذا القبيل.
بعض النصائح المهمة:
- استمعي لهموم أطفالك مهما بدت لك غير هامة، وشاركيهم أفكارهم وساعديهم بإعطاء حلول لهذه المشكلات، وكيف يمكنهم تفاديها في المستقبل.
- اسمحي لطفلك بتلمُّس بطنك خلال نمو الجنين، ودعيه يشعر بحركاته داخل بطنك، واشرحي له أنَّ هذا الطفل سيحتاج إلى رعاية وعناية كبيرة منه عند قدومه إلى المنزل.
- شاركي طفلك باختيار اسم الطفل الجديد، وضعي الخيارات أمامه وحاولي أن تشرحي له معنى كل اسم وأخبريه بأنَّ شقيقه بحاجة إليه لاختيار اسم يحبه الناس وسوف ينادونه به.
- إذا ذهبتِ لرؤية امرأة أخرى وضعت مولودها، فاصطحبيه معك؛ فمن الجيد رؤية أطفال آخرين حديثي الولادة، ودَعيه يعرف أنَّ الطفل الجديد سيكون شخصاً صغيراً منفصلاً، له احتياجاته المتعددة الخاصة به.
- شجِّعي طفلك على اللعب والتواصل مع الأطفال الآخرين، وادفعيه إلى المشاركة في النشاطات الاجتماعية مثل: الانتساب إلى تعلُّم إحدى الرياضات إذا كان عمره مناسباً لذلك، أو انتسابه إلى مراكز تدريب وتعليم "الرسم، والموسيقا" وأيَّة نشاطات أُخرى تُمكِّنه من التفاعل مع الغير واكتساب المعارف الخاصة به وكذلك مهارات التواصل الاجتماعي، التي تساهم في مساعدته على إقامة علاقة جيدة مع أخيه القادم.
- قد تضطرين إلى ترك الطفل مع أحد أقاربك عند ذهابك إلى المستشفى للولادة، فيجب عليكِ ألَّا تُغفلي هذه اللحظة ومن الضروري شرحها للصغير، فرتبي هذا الحدث كيف يحافظ الطفل على روتينه المعتاد قدر الإمكان، وسوف يُشعره ذلك بالأمان أكثر.
- عند ذهابك إلى المستشفى للولادة، لا تغفلي عن التواصل مع أطفالك الآخرين واتصلي بهم، وإذا كان وضعك ووضع الطفل الجديد بخير ويسمح بزيارتهم لك في المستشفى، فاسمحي لهم بذلك وخصصي أوقاتاً لذلك بالاتفاق مع طبيبك الخاص، وامنحيهم الشعور بأنَّهم أطفال محبوبون وأنَّك سعيدة جداً برؤيتهم.
- تقبَّلي فكرة أنَّه من الممكن لطفلك أن يعود إلى حركات الطفولة الأقل عمراً عند مشاهدة أفعال وتصرفات الطفل الجديد؛ وذلك في حركة منه لجعلك تنتبهين إليه وأنَّه بحاجة إليك أيضاً؛ فعليكِ أن تكوني صبورة حيال ذلك ولا تُعنِّفيه سواءً بالكلام أم بالضرب؛ بل استمعي له وحدثيه بلطف وابحثي له عن مُتنفَّس يستعيد من خلاله ثقته بنفسه ويترك هذه الأفعال.
- إنَّ كل خطوة من تلك الخطوات السابقة سوف تحتاجين فيها إلى دعم زوجك؛ لذا، تحدَّثي إلى زوجك عن واجبات كل واحد منكما لكي تستطيعا معاً تجاوز هذه المرحلة الصعبة والجميلة في الوقت نفسه.
الخلاصة:
عند ولادة طفل جديد قد تتملك الأولاد الآخرين مشاعر الخوف والغيرة، ولكن تعريفك أولادك بالمولود الجديد يساعد على تفادي الكثير من المشكلات في المستقبل.
أضف تعليقاً