ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "إريكا" (ERICA)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية القيام بما تحبه لتكسب المال بسهولة.
توجد مجموعة متنوعة من الخيارات المتاحة في العالم في عصرنا الحالي؛ لكنَّنا ما زلنا متشبثين بفكرة قلة الخيارات وندرتها خاصة عندما يتعلق الأمر بكسب المال؛ إذ يتردد على مسامعنا باستمرار أنَّه علينا العمل بجد وتقديم التضحيات لتحقيق النجاح، لطالما سمعنا عبارة: "لا يوجد مكسب من دون عناء"، علينا التشبث بما عملنا بجد لإنشائه؛ إذ نسمع صدى صوتنا الداخلي يقول، ماذا لو كان هذا أفضل ما سنحصل عليه أو نأمل في الحصول عليه، أو الأسوأ من ذلك، أنَّنا قد نفقد كل شيء، مما يدفعنا إلى العمل من دون توقُّف إلى أن نصل إلى درجة الإرهاق.
مع ذلك، لا يعني ذلك بالضرورة أنَّه لا يتعين علينا استثمار طاقة كبيرة والاهتمام فيما نفعله، لكن ماذا لو تمكَّنا من إضافة السعادة والمتعة والبساطة إلى المعادلة؟
ماذا لو كان هناك شيء آخر ممكناً، ربما لم نفكر فيه بعد؟
إليك بعض الأسئلة والأدوات التي ستسهل وتوضِّح لك هذا الأمر:
1. قلب الأمور رأساً على عقب:
ما هي الأشياء الفطرية التي تقوم بها بسهولة، أشياء تشبه التنفس تقريباً، وعادة ما تبرع فيها جداً وتؤديها في فترة زمنية قصيرة جداً؟
على عكس ما هو شائع، ربما هذه هي الأشياء التي ستجعلك تكسب أكبر قدر من المال؛ هذا لأنَّك لست مضطراً إلى بذل طاقة كبيرة ووقت وجهد كبيرَين للقيام بها؛ لذلك تظن أنَّك إن استطعت القيام بها، فيستطيع الجميع أيضاً القيام بذلك؛ إذ إنَّك لا تقدِّرها بما يكفي وتتجاهلها عندما يتعلق الأمر بكسب المال، لكن ماذا لو كان الأمر عكس ذلك؟
شاهد بالفيديو: كيف تحوِّل شغفك إلى مصدر ربح؟
2. التصرف على طبيعتك:
إذا نظرت إلى بعض الأشخاص الناجحين في العالم، فمن المرجح أن تراهم يتصرفون على طبيعتهم ويقومون بما يستمتعون به، إضافة إلى كونهم يستمتعون بما يفعلونه ويتبعون ما يؤمنون بأنَّه ممكن.
عندما تكون على طبيعتك، فإنَّ كل ما تفعله يعطيك إحساساً بالراحة والفرح والحماسة؛ لهذا السبب، يمكنك إنجاز ذلك في فترة زمنية قصيرة تكاد تبدو مستحيلة للآخرين، وحتى لو كنت تقوم بشيء يتطلب عادةً طاقة ووقتاً كبيرَين، إضافة إلى كونه مُرهِقاً للآخرين، يمكن أن يظل ممتعاً بالنسبة إليك.
يوجد شيء أساسي آخر فيما يتعلق بكسب المال في أثناء قيامك بما تحب، وهو أن تقوم بما يمنحك إحساساً بأنَّك على قيد الحياة ويساهم في سعادتك وسعادة الآخرين.
3. طرح الأسئلة:
الشيء الوحيد الذي يمكن أن يكون مفيداً جداً هو طرح أسئلة متنوعة، على سبيل المثال، ما الذي يسعدني؟ ما الذي يجعلني سعيداً ومندفعاً؟ ما الذي يُشعِرُني بالحماسة؟ ما الذي يحفزني من الداخل ويعطيني مزيداً من الطاقة؟
4. المال يتبع السعادة:
يمكننا أن نبرع في أشياء عدة، لكن إن لم نستمتع بالقيام بها، فمن المحتمل ألا تدر علينا مالاً كثيراً، ومن ناحية أخرى فإنَّ الشيء الذي نظن أنَّه مجرد هواية ونستمتع بالقيام به يمكن أن يصبح بسهولة مصدراً كبيراً للدخل أو مهنة عالية الأجر أو عملاً مزدهراً.
على سبيل المثال، في عملي السابق كنت بارعاً جداً في الرياضيات وحل المشكلات الصعبة؛ لكنَّني لم أجد أي متعة في القيام بذلك، ولا داعي للقول إنَّ المردود المادي الذي كنت أتقاضاه كان يتناسب طرداً مع كمية سعادتي في أثناء عملي هناك، الذي كان بعيداً كل البعد عن أن يكفيني.
على الصعيد الآخر، لقد استمتعت جداً بالتفاعل مع الناس والبحث عن طرائق لإدخال مزيدٍ من الفرح والسعادة إلى حياتهم، التي أصبحت الآن واحدة من أعمالي التي باتت تحقق لي أرباحاً لم أكن لأتخيلها سابقاً.
ماذا لو كان بإمكانك جني مال كثير من القيام بأشياء تحبها وتستمتع بها؛ بطريقة تمكِّنك من أن تدفع إلى شخص ما مقابل القيام بأشياء لا تستمتع بفعلها؟
إذا قلبنا هذا المفهوم، يمكننا تطبيق السؤال نفسه عليك.
ماذا لو اكتشفت ما هو ممتع وسهل بالنسبة إليك بينما يكون صعباً جداً أو مُرهِقاً أو حتى مملاً للآخرين؛ لكنَّه يمكن أن ينشئ لك عملاً تجارياً أو فرصة وظيفية لتقديم تلك الخدمات وكسب المال من خلال القيام بها؟
يوجد أشخاص كثيرون يسعدهم أن يدفعوا لك مقابل القيام بشيء سهل وممتع بالنسبة إليك، لكن في المقابل يكون مُرهِقاً لهم ويستغرق وقتاً أطول لإنجازه أو إكماله أو تسليمه؟
في الختام:
ماذا لو كان اختيارك لشيء مختلف تماماً هو الخطوة الأولى في بناء حياة مليئة بالحب والمتعة؟
أضف تعليقاً