دخل في حروب طاحنة مع اليابان، وهي التي تلملم جراحها بعد القنبلة النووية، حتى فاز بوكالة حصرية لبيع حذاء تايجرز في الولايات الغربية البالغ عددها 13 ولاية! ركّز على التسويق والمبيعات واستقطاب الشباب الممتلئين تحدياً وحماساً لبيعها أمام المدارس وفي التجمعات الرياضية المتناثرة. وكل سنة تمضي تزداد كرة الثلج وتزداد معها المبيعات حتى تجاوزت المليون سنوياً، وتضاعف الرقم مرات كثيرة، حتى منحه اليابانيون وكالة حصرية على جميع الولايات الأمريكية، واستمر نايت في بناء حلم مملكته، حتى اقتربت مبيعاتها من المئة مليون، ودخلت الشركة سنتها السابعة، ولكن اللحظات الجميلة لا عمر لها كما يقول نزار قباني، إذ علم نايت سراً -من صديق ياباني- أنّ شركة تايجرز تبحث عن بديل له ليأخذ الوكالة الحصرية، وهذا يعني هدم كل ما بناه خلال السنوات الماضية! كل تعب السنوات الفائتة والعقبات ذهبت هكذا في جرة قلم! كانت لحظة من أصعب اللحظات في تاريخ الرجل! ولكنه يؤمن أنّ لكلّ مشكلة حلاً، فطار للمكسيك واتفق مع مصنع متواضع وقرر بناء ماركته الخاصة، واحتار في تسميتها، وأعطته الشركة المكسيكية أسبوعاً ليختار الاسم النهائي، واستقر على (فالكون) وفي آخر لحظة دخل عليه موظف وقال إنه رأى حلماً ليلة البارحة فيه كلمة (نايكي)! فأجاب نايت ساخراً: وماذا تعني كلمة نايكي؟ فرد الموظف: تعني (النصر) في اللغة الإغريقية، وتمت تسمية هذا الخط الجديد بنايكي.
ما زال جرح اليابان غائراً، ولكن فيل نايت لا يعلم أن هذا القدر الذي لا يريده سيفتح له أبواب التاريخ، إذ حقّقت نايكي أضعاف مضاعفة من مبيعات تايجرز، وتحوّلت هذه اللحظة التاريخية الصعبة في حياته، لتصبح أجمل لحظة في تاريخ نايكي!
غادر نايت إدارة الشركة عام 2006 وقد بلغت مبيعاتها وقتها 16 مليار دولار، في حين لم تتجاوز أديداس العشرة مليارات! (2016 تجاوزت نايكي 32 ملياراً).
في عام 2011 كان كاتب هذه الأحرف في مدينة بلومنجتون الأمريكية وكان على مفترق طرق، لأنّ هناك طريقين لا بد أن يختار أحدهما، قاتل صاحبكم قتالاً شرساً للخيار الأول، لكنّ الله اختار له الخيار الثاني. بعد مضي سنوات انكشفت الرحمة الإلهية في الخيار الثاني، وأحمد الله أنه كتب لي الخيار الثاني ولم يستجب دعائي بالخيار الأول! بعد ذلك تأدبت وأصبحت واثقاً تماماً أنّ الله لا يختار لي إلا خيراً، افعل السبب وابذل الجهد فيما تراه صواباً، وإذا لم يتيسر لأيّ سببٍ من الأسباب فكن مطمئن الروح راضي القلب تعش حياة كريمة. قصتي في إنديانا وقصة نايكي تؤكدان قضية واحدة (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً).
المصدر: صحيفة مكة.
أضف تعليقاً