هناك سـر عظيم في هذه الآية الكريمة قد لا ننتبه لها وهى فحوى العنوان الذي وضعته لهذه المقالة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً)، فالنار – أجارنا الله منها – عندما أمر الله عز وجل المؤمنين أن يقوا أنفسهم في البداية منها، ثم بعد ذلك مباشرة عليه أن يقي هذه النـار أهلـه، ما الرجل وأهله إلا تلك الأسـرة التي أمرنا الله عز وجل أن نصلحها وإصلاحها ليس بالأمر الإختياري الذي يقوم على الحكم الفقهي (فرض كفاية) بمعنى إذا قام بها البعض سقط إثمها عن الآخرين، فتربية الأبناء ليست كذلك وإنما إما أن تربي وتجتهد وتكدح من أجل انقاذهم من النـار وإلا فالنتيجة محسومة، إذن موضوع الإهتمام بالأسرة وجعلها من أهم أولوياتك في الحياة له علاقة بالتهديد لمن أهمل هذا الجانب بأنها النـار، هذه النـار التي من خلالهـا يفترض أن نعيد النظر في أولوياتنا اليومية فنجعل لأنفسنا الحظ الأوفـر ثم لأبنائنا بعد ذلك ولا أرى هناك فرقاً شاسعاً بين النفس وبين الأبناء، فإصلاح النفس من خلالها يكون إصلاح الأبنـاء، وهكذا يستمر هذا الإصلاح جيلاً بعد جيل والسبب في ذلك هو إصلاح النفس أولاً.