وبشكل آخر الاعلام هو عبارة عن إستقصاء الانباء الآنية ومعالجتها ونشرها على الجماهير بالسرعة التي تتيحها وسائل الاعلام الحديثة" إلا أن ظهور الانترنت بدأت تظهر نفسها وبدأت تظهر ملامح الاعلام الالكتروني داخل الشبكة.
ولعل الضجة الاعلامية التي أثيرت حول شبكة الانترنت لم تأت من فراغ, حيث تشكل الانترنت إحدى إنجازات الثورة التكنولوجية وقد ساد الاعلام ووسائله الالكترونية الحديثة ساحة الثقافة ويؤكد على محورية الاعلام في حياتنا المعاصرة ذلك الاهتمام الشديد التي تحظى به قضايا الفكر والتنظير الثقافي المعاصر, حتى جاز للبعض أن يطلق عليها ثقافة التكنولوجيا, ثقافة الميديا.
ويمكن القول أن الاعلام الالكتروني هو "عبارة عن نوع جديد من الاعلام يشترك مع الاعلام التقليدي في المفهوم, والمبادئ العامة والاهداف,
وما يميزه عن الاعلام التقليدي أنه يعتمد على وسيلة جديدة من وسائل الاعلام الحديثة وهي الدمج بين كل وسائل الاتصال التقليدي, بهدف إيصال المضامين المطلوبة بأشكال متمايزة, ومؤثرة بطريقة أكبر, وتتيح الانترنت للاعلاميين فرصة كبيرة لتقديم موادهم الاعلامية المختلفة, بطريقة الكترونية بحتة دون اللجوء إلى الوسائل التقليدية كمحطات البث, المطابع وغيرها بطرق تجمع بين النص والصورة والصوت. والتي ترفع الحاجز بين المتلقي والمرسل ويمكن أن يناقش المضامين الاعلامية التي يستقبلها, إما مع إدارة الموقع أو مع متلقين آخرين.
الخصائص التي تميز بها الاعلام الالكتروني :
أ – خاصية التنوع :
كان الصحفي يواجه مشكلة المساحة المخصّصة لانجاز مقالة إخبارية ما على مستوى الصحافة التقليدية "الورقية", وبما أن الصحافة تعيش على التوازن بين الفضاءات المخصّصة للتحرير, والمساحات الاخرى كالاشهار, كذلك كانت مهمة الصحفي تتمثل في إنجاز عمل صحفي يوفق بين المساحة المخصّصة للتحرير, وبين تلبية حاجيات الجمهور.
وهنا جاء دور "نسيج " الانترنت الذي يسمح بانشاء صحف متعدّدة الابعاد ذات حجم غير محدد نظريا, يمكن من خلالها إرضاء مستويات متعدّدة من الاهتمام, وطريقة النص الفائق " Hyper text " هي المحرك لهذا التنويع في الاعلام, والذي يمكن من إيجاد نسيج إعلامي حقيقي يستخدم أنماطا مختلفة من المقاربات, والمصادر والوسائل الاعلامية ترتبط فيما بينها جميعا بشبكة من المراجع 24
ب – خاصية المرونة :
تبرز خاصية المرونة بشكل جيد بالنسبة للمتلقي "مستخدم الانترنت", إذ يمكن له إذا كان لديه الحد الأدنى من المعرفة بالانترنت, أن يتجاوز عددا من المشكلات الاجرائية التي تعترضه, ويلعب الحاسوب هنا دورا مزدوجا فهو من جهة الوعاء المادي الذي يؤمن الاتصال بالإنترنت والتعامل معها, بالاضافة إلى وظيفته الاساسية المتمثلة في معالجة المعلومات, وتخزينها بمختلف الاشكال والطرق. وكلما إزدادت قدرات الحاسوب, إزدادت مرونة التعامل مع الانترنت من الناحية التقنية
أما على المستوى الاعلامي, تبرز خاصية المرونة, من خلال قدرة المستخدم على الوصول - بسهولة – إلى عدد كبير من مصادر المعلومات والمواقع وهذا ما يتيح له فرصة إنتقاء المعلومات التي يراها جيدة وصادقة, والتمييز بينها وبين المواقع التي تقدم معطيات مزيفة, مع العلم أن القدرة على تزييف المعلومة قد إزدادت كثيرا مع ظهور الانترنت التي سهلت كثيرا من عمليات تركيب الصور, وتعديل الاصوات وغيرها
الفروق الهامة بين الاعلام الالكتروني وبين الاعلام التقليدي
- المساحة الجغرافية : يمكن للموقع الاعلامي أن يصل - عن طريق الانترنت – إلى مختلف أنحاء العالم على عكس عدد كبير جدّا من وسائل الاعلام التقليدية التي تكون مقيدة – في أغلب الاحيان – بحدود جغرافية محددة. وحتى إذا تمكنت بعض وسائل الاعلام التقليدية من تجاوز "محليتها " فإنها لاتضمن نشر رسائلها الاعلامية إلا على عدد محدود من المتلقين في العالم, لذلك تسعى غالبية الوسائل الاعلامية إلى شق طريقها واستحداث نسخة الكترونية لها في الانترنت.
- 2- عامل الكلفة : يبرز هذا العامل خاصة على مستوى الصحافة المكتوبة, وبشكل أكبر عندما يتم تأسيس موقع إعلامي إلكتروني من حيث أنه يوفر على صاحب جريدة ما جزءا من تكاليف طبع وتوزيع النسخة الورقية للجريدة ويضمن له في الوقت نفسه عددا أكبر من القراء*, ولكن هناك إشكالية تعترضنا في هذا المجال, حيث يمكن لمدير الصحيفة من تغطية ميزانية الجريدة من خلال النسخة الورقية, ويمكن أن يغطي جزءا آخر من الميزانية من مردودية الاشهارات, وهذا ما يختلف عند الحديث عن تأسيس موقع إلكتروني للصحيفة من ناحية المردوديةوهنا نلاحظ عامل الكلفة بالنسبة للصحيفة, فالصحيفة الناجحة تحاول أن توافق بين إصدار أعداد ورقية، وفي نفس الوقت تحاول إنشاء موقع لها على شبكة الانترنت.
- 3- عنصر التفاعلية : إن أحد أهم الفروق التي تميز الصحيفة الالكترونية عن الصحيفة الورقية, بل وتميز الاعلام الجديد عن الاعلام التقليدي القديم, هي ميزة التفاعل, والذي يكون في بعض الاحيان مباشرا، ويتيح عنصر التفاعلية للزائر إمكانية التحاور المباشر مع مصممي الموقع و عرض آرائه بشكل مباشر من خلال الموقع, وكذلك المشاركة في منتديات الحوار بين المستخدمين, والمحادثة "Chating" حول مواضيع يتناولها الموقع, أو يطرحها زوار ومستخدمو الموقع وكذلك القوائم البريدية.•
كما يتيح عنصر التفاعلية إمكانية التحكم بالمعلومات, والحصول عليها, وإرسالها وتبادلها عبر البريد الالكتروني.
وأهم خاصية أتاحتها الانترنت في هذا المجال هي عملية التفصيل الشخصي للمعلومات "Personnalisée", وينتج عن هذه الخاصية إتاحة الامكانية لزائر الموقع لإختيار المواضيع, أو المقالات الإخبارية، أو خدمات يرغب المستخدم في الحصول عليها بشكل مسبق, وفي جميع الاحوال, لاينبغي الظهور هذا النوع الجديد من الاعلام بكل ما يمتلك من خصائص مهمة, أن يحجب عنا بعض الاشكاليات والمساوئ التي يحتمل أن ترافق الاعلام الالكتروني, حيث تطورت تقنيات التزييف بشكل كبير, وخاصة مع ظهور الاجيال الحديثة من الحواسيب المتطورة القادرة على تغييرشكل المعطيات وخاصة على مستوى الصور, كما أن ترويج هذا النوع من "الاخبار" الزائفة أصبح أكثر سهولة من خلال الانترنت.
والاعلام الحديث كغيره من أمور العصر, بات في مفترق طرق, فعلى الرغم من ثرائه التقني وأهميته السياسية والاقتصادية, والثقافية, مازال التنظير له تائها بين العلوم الانسانية ونظريات المعلومات والاتصالات, وعلى ما يبدو فإن الاعلام يحمل في جوفه تناقضا جوهريا, فيكمن تناقضه في حيرته بين رسالة الاعلام وهو الاعلان وبين مراعاة مصالح الحكام والحرص على مصلحة المحكومين, وما بين غايات التنمية الاجتماعية ومطامع القوى الاقتصادية التي تعطي الأولوية للاعلام الترفيهي لا التنموي وقد بدت مظاهر التناقض الجوهري أكثر وضوحا, في ضوء متغيرات عصر المعلومات.
وكما هي الحال على جبهتي اللغة والتربية, حيث بات الاعلام في أمس الحاجة إلى رؤية جديدة ومغايرة, فالمنظومة الاعلامية بصورتها الحالية تعد مثالا صارخا لإساءة إستخدام التكنولوجيا, ويكفي دليلا على ذلك, تلك الهوة الفاصلة بين غايات الاعلام وواقعه, وبين زيف أقنعته وحقيقة دوافعه
ونشير هنا أيضا إلى المنافسة بين المواقع الاعلامية الالكترونية قد تحسم الامور لصالح المواقع الاكثر تطورا من الناحية التقنية والاكبر حجما على مستوى المضمون, كما أن هذه المنافسة قد تساهم في التخفيف من طموح وسائل الاعلام المحلية التي ترغب في إحتلال مساحة ما على الانترنت خدمة لمصالح جمهورها والذي نجده – الجمهور- قد يتخلى عن وسائل الاعلام المألوفة له, لصالح وسائل أخرى لها القدرة على مدّه بالمعلومات التي يرغب فيها أكثر من تلك الوسائل المحلية, كما هو الشأن في أغلب دول العالم الثالث.
وفي كل الاحوال يمكن أن يجد إعلامنا مكانة داخل الانترنت, بالرغم من السيل المعلوماتيبعض أشكال الإعلام الإلكتروني:
- المواقع الإعلامية على شبكة الإنترنت.
- الصحافة الإلكترونية: خدمات النشر الصحفي عبر مواقع على الشبكة، و "حزم النشر الصحفي".
- الإذاعة الإلكترونية والتليفزيون الإلكتروني: خدمات البث الحي للإذاعات والقنوات التليفزيونية على مواقع خاصة على الشبكة ومن خلال "حزم البث الإذاعي والتليفزيوني" والتي تحملها الشبكة إلى المتلقي مباشرة وإلى مختلف المواقع.
- خدمات الأرشيف الإلكتروني.
- الإعلانات الإلكترونية: خدمات النشر الإعلاني عبر مختلف المواقع على الشبكة.
- خدمات إعلامية إلكترونية متنوعة : تواصلية ومعرفية وترفيهية.
- المدونات (Blogs).
- خدمات البث عبر الهاتف الجوال، وتشمل:
1- البث الحي على الهاتف الجوال.
2- بث الرسائل الإعلامية القصيرة عبر خدمة الـ SMS والـ MMS، وغيرهما.
3- بث خدمات الأخبار العاجلة.
خصائص الاعلام الاليكترونى :
يرى فريق الخبراء أن الإعلام الإلكتروني بوضعه الحالي، يتسم بما يلي:
- إعلام مفتوح.
- الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة بما يخفض من تكاليفه ويوسع من دائرة مستخدميه.
- تخطي حدود الدول.
- تعدد الثقافات والتوجهات بين أطراف العملية الاتصالية.
- تنوع وشمول المحتوى.
- حرية وسهولة النفاذ إلى المعلومة.
- توسيع دائرة التنافس الإعلامي.
- الاعتماد على خدمات تفاعلية مما يدخل الجمهور كشريك أساسي في صنع المحتوى الإعلامي.
- تنامي دور القطاع الخاص في مجال العمل الإعلامي.
- ظهور أشكال جديدة من الإعلام مثل "إعلام الفرد" القائم على البث الشخصي.
الإشكاليات التى تواجه انتشار الاعلام الاليكترونى :
- صعوبة الوثوق والتحقق من صحة وصدقية العديد من البيانات والمعلومات التي تحويها بعض المواقع في ظل الحاجة إلى التعزيز المتواصل للقدرات الثقافية والتعليمية للمتلقي.
- ضعف الضوابط الضرورية لضمان عدم المساس بالقيم الدينية والاجتماعية والثقافية للمجتمعات.
- ضعف ضوابط السيطرة على نشر العنف والتطرف والإرهاب.
- عدم التوازن بين حجم ونوعية الرسائل الإعلامية الموجهة وبين استعداد المتلقي لها، فيما يتعلق بالرأي والرأي الآخر.
- تفتيت دائرة التلقي، والتركيز على مخاطبة الأفراد والجماعات الصغيرة وفق الميول والاحتياجات الفردية.
- انتهاك حقوق النشر والملكية الفكرية .
- ارتكاب الجرائم الإلكترونية باستخدام التقنيات الحديثة.
الخلاصه
فرض الإعلام الإلكتروني واقعاً إعلاميا جديدا بكل المقاييس، حيث انتقل بالإعلام إلى مستوى السيادة المطلقة من حيث الانتشار، واختراق كافة الحواجز المكانية والزمنية والتنوع اللامتناهي في الرسائل الإعلامية والمحتوى الإعلامي، لما يملكه من قدرات ومقومات الوصول والنفاذ للجميع، وامتداده الواسع بتقنياته وأدواته واستخداماته وتطبيقاته المتنوعة – على الفضاء الإلكتروني المترامي الأطراف بلا حدود أو حواجز أو فوارق.
المصدر:يوم جديد كنانه أونلاين
أضف تعليقاً