إنما يكون بمواجهة علمية وواقعية وبالسرعة الممكنة، وأن يحاول حلها قدر المستطاع ثم ينساها، فمن العبث أن يقلق ويغرق الفرد في القلق لأمور لا تخضع لرقابته، أو لأخطاء اقترفها ولا يملك إصلاحها، أو أن إصلاحها لا يفيده ولا يأتي بنتيجة مرضية، وذلك للآثار السيئة التي يتركها القلق في النفس والجسد دون أن تعود بالنفع عليه وعلى أحد، ولذا فخير ما يفعله الفرد حين يواجه بخطر هو أن يتصرف حياله تصرفه إزاء أية مشكلة من مشكلات التكيف والتلاؤم، من خلال التفكير فيه، ومحاولة إيجاد الحل المناسب له، وهنا تكمن المشكلة، فبعض الأفراد عاجزون عن القيام بأي عمل في مثل هذه الحالات؛ نتيجة جهل أُسرهم أو بعض المؤسسات التربوية، بينما البعض الآخر بسبب تدريبهم من قبل الأسرة ودور الحضانة والمدرسة قادرون على مواجهة مثل هذه الحالات أو بعضاً منها، وبفضل تراكم هذه الخبرات باتوا قادرين على مواجهة المشكل والتصرف حياله تصرفاً مناسباً بكل هدوء، لا يشوبه شائبة من أي "هيجان" أو غضب أو قلق.
ويعتبر علماء النفس أن الإنسان يولد وهو مزود بقدرة كامنة على الانفعال، ويتوقف نمو الفرد انفعالياً على التفاعل الذي يجري بين عمليات النضج والتعلم، وأن الصفات الانفعالية لفرد ما تتكون تدريجياً خلال سنوات نموه، منذ بواكير الطفولة وحتى ما بعد سن الرشد، ولا تحدث التغييرات في السلوك الانفعالي والمواقف "الهيجانية" بصورة مفاجئة، وإن بعض الاتجاهات الانفعالية والنزعات "الهيجانية" تكون ألصق ببعض مراحل النمو منها بالبعض الآخر، رغم وجود فوارق فردية واسعة في هذا الصدد، مثلها في ذلك مثل الفروق الفردية الملحوظة في أشكال النمو الأخرى
المصدر: البلاغ
أضف تعليقاً