تعزيز تقدير الذات من خلال تدوين الإنجازات الصغيرة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن مدوِّنٍ يُدعى "ويل" (Will)، ويروي لنا فيه تجربته مع تطوير تقدير الذات.

في البداية تحتاج إلى وضع تقييم لنفسك لتعرف مدى احتياجك إلى تطبيق هذه التقنية؛ الرقم 1 دلالته "حياتي منهارة بالكامل"، ومن 3 إلى 5 "لم يتبقَّ لدي وقت كاف لتحقيق ما أريده"، في حين الـ 12 هو أعلى تقييم، ويدل على أنَّك "فخور بجميع إنجازاتك التي تحفزك لتحقيق المزيد".

لقد شعرت بالدهشة لوجود الرقم 12 ضمن تقييمي لبعض الجوانب؛ لأنَّ بعضها الآخر كان تقييمها "لم يتبقَّ لدي وقت كاف"، وأظن أنَّ الجميع كباراً وصغاراً لديهم هذا الظنُّ بضيق الوقت؛ فالمراهقون يقارنون أنفسهم بالأطفال الصغار الذين لديهم سابقاً إحساس بالاكتفاء، أمَّا الأشخاص في منتصف العمر يدركون أنَّه كان بإمكانهم استثمار وقت شبابهم على نحو أفضل، أمَّا كبار السن فيظنُّون أنَّ الموت قريب منهم.

بالنسبة إلي لم أكن خائفاً من فكرة عدم وجود وقت كاف لأصبح ثرياً؛ فقد قرأت كثيراً من قصص النجاح التي حققها أشخاص في سن متقدمة وبعد بدايات سيئة وسنين من الصبر، وهذا ما يشعرني بالراحة، إلَّا أنَّني خائف من عدم قدرتي على تحقيق كل ما أريده قبل أن أصبح مُسنَّاً؛ فبعض الأهداف في الحياة لا تناسب مع تقدُّم السن.

يساعدك هذا التمرين لتحافظ على الأمل والطموح وتتطلع للمزيد، كما يُفتَرَض أن يغيِّر طريقة تفكيرك ووجهة نظرك للأمور بحيث تنمو باستمرار وتسعى إلى التطور بدلاً من البقاء أسير نظرة تشاؤمية معدومة الأمل.

أظنُّ أنَّ الأمر سيكون صعباً بالنسبة إلي؛ لأنَّ لدي عدة جوانب سلبية يجب أن أعمل عليها، وهذا بحد ذاته يُعَدُّ إنجازاً كبيراً؛ فكثير من الأشخاص حول العالم لديهم هذه المعتقدات السلبية التي تعوقهم عن السعي إلى تحقيق طموحهم.

تعزيز تقدير الذات من خلال كتابة الإنجازات:

كل ما عليك فعله هو كتابة 5 إنجازات وذكر السبب الذي جعلك ترى تقدماً من خلالها، إضافة إلى كتابة التطويرات التي يمكن إضافتها لهذه الإنجازات الصغيرة.

في البودكاست الذي استمعتُ إليه شارك أحد الضيوف هذه الطريقة وقدّّم مثالاً مفاجئاً بالنسبة إلي؛ فقد احتفى بأشياء كنت أظنها أمراً عادياً، وكنت غافلاً عنها ولم أرَ أنَّها تستحق المكافأة أو التقدير، وكان هذا المثال الذي قدمه إشارةً بسيطةً نحو السبب الذي يجعل تقديري وحبي لذاتي ليس كافياً كما يجب.

إذا كنت تشعر بالفضول، فإليك بعض الإنجازات التي ذكرها: "تناول وجبة فطور صحية، والحصول على قسط كافٍ من النوم، والتأمل"؛ لذلك أريد أن أقوم بهذا التمرين بنفسي لأول مرة في هذا المقال، وربما يكون هذا حافزاً لك للانضمام والمشاركة:

1. الإنجازات:

• نمتُ اليوم لعشر ساعات متواصلة.
• ذهبتُ للمشي والجري الخفيف لمدة ساعة دون الحاجة إلى صالة الألعاب الرياضية.
• أتممتُ جلسة التأمل لهذا اليوم.
• أكلتُ وجبة فطور صحية من دقيق الشوفان.
• كتبتُ بعض المسودات الرائعة لمنشورات لاحقة مخصصة للمدونة.

شاهد بالفيديو: 8 طرق بسيطة لاكتساب تقدير الذات

2. الأثر الإيجابي لهذه الإنجازات:

• النوم لهذه المدة الكافية يبعد الشعور بالإرهاق، وهو أساسي لصحة مثالية.
• الرياضة في الهواء الطلق تقوي التركيز وتعزز من الطاقة وتصفي الذهن، إضافة إلى كونها مجانية.
• ممارسة التأمل تُعَدُّ أساسية لكثيرٍ من الأشخاص الناجحين، وكنت أرغب في تجربته لأرى مدى تأثيره الإيجابي في نجاحي، ووجدته رائعاً، ويستحق المواظبة والالتزام.
• اعتمدت الإفطار الصحي؛ لأنَّه غني بالقيمة الغذائية ويحتوي على كمية صحية من البروتين وخال من المكونات الضارة.
• المسودات التي كتبتها أسهمت إلى حدٍّ كبير في تطوير أسلوبي في الكتابة، كما أنَّها ستحمل الفائدة لكثير من الناس عند نشرها.

3. التطويرات التي يمكن إضافتها:

• يمكن أن أعدِّل جدول النوم بحيث أتجنب الإفراط في النوم تعويضاً عن عدم النوم لساعاتٍ كافية خلال أيام الأسبوع.
• يمكن أن أخصص للجري مدَّةً أطول من المشي العادي.
• يمكن أن أمدد جلسة التأمل اليومية؛ فهي قصيرة إلى حد ما الآن.
• يمكن أن أعتمد هذا الإفطار دائماً وأن أستيقظ بوقت أبكر من المعتاد لإعداده.
• يمكن تنظيم العمل أكثر من خلال جدول تحريري منظم بحيث أتجنَّب الأسلوب العشوائي في الكتابة.

في الختام:

الآن أشعر بتحسن كبير حقاً وزيادة في التركيز، وأظنُّ أنَّ الاهتمام بالإنجازات الصغيرة وتقديرها يسهم حقاً في تقوية الإرادة والطموح ووضع الأشياء في نصابها الصحيح وتعزيز تقدير الذات وامتلاك عقلية صحية للتفكير.

للأسف فإنَّ اليوم لم يكن مثالياً بالنسبة إلي؛ فقد كان علي معاملة أشخاص في إطار علاقة سامة، وهذا أمر طبيعي؛ فالجميع يمر بمواقف أو أيام سيئة والحياة لا تسير دائماً وفق أهوائنا؛ لذا كن فخوراً بنفسك وإنجازاتك مهما كانت