الكتاب حلّق بي بعيداً وعزّز لديّ قناعة أنّ الاستثمار يحتاج في المقام الأول إلى عقلية استثمارية لا مهارة استثمارية فقط! عقلية لها نظرة واقعية للمال ولا ترى أنه «وسخ دنيا» أو «كل الدنيا»، عقلية لديها يقينٌ عالٍ بالمخاطرة، عقلية غير تقليدية، بل متمردة على ما هو موجود.
والجميل في الكتاب أنه لم يتّفق مع قناعاتي فقط، بل حتى مع ما جاء به أحد كبار المستثمرين Jason Brown حول أبرز الفروق بين عقلية المستهلك والمستثمر، والتي أوجزتها بتصرف في 5 فروق جوهرية:
1. التكلفة والكلفة:
يسأل المستهلكون دوماً «كم يكلف هذا؟» لاهتمامهم بتكلفة الشيء لا بقيمته الحقيقة لهم، بينما صاحب العقلية الاستثمارية دوماً سؤاله عن العائد من الاستثمار (ROI)؟. فصاحب العقلية الاستثمارية ربما يدفع مبالغ كبيرة لأمور العائد من الاستثمار فيها كبير، بينما يمتنع عن دفع مبالغ بسيطة في أمور لا عائد من الاستثمار فيها وتعتبر من الكماليات لا الضروريات.
2. الفرص لا تُقتنص بل تُصنع:
من يقتنص الفرص هو مستهلك متميّز، بينما من يصنعها هو مستثمر ذكي، لذا دوماً صاحب العقلية الاستهلاكية إما أن ينتظر الفرصة أو في أفضل الحالات يقتنص تلك الفرص المحدودة إن توفرت، والتي يتنافس عليها الجميع، بينما صاحب العقلية الاستثمارية يفكر بطريقة المحيط الأزرق، ويفكر في صناعة فرص غير موجودة لم يخلق لها منافسون بعد.
شاهد بالفيديو: تعلم كيف تغتنم الفرص بـ 10 خطوات
3. التحفّظ والمخاطرة:
من النقاط الفاصلة بين العقلية الاستثمارية والاستهلاكية هو مستوى المخاطرة! فصاحب العقلية الاستهلاكية مخاوفه كثيرة ومتردد ودوماً يسأل «ماذا لو لم ينجح ذلك؟»، «هل يمكنك أن تضمن لي هذا؟»، لذا دوماً عقلية المستهلك تبحث عن ضمان! بينما صاحب العقلية الاستثمارية يفكر بالطرق التي تقلل الخسائر والمخاطر ويمضي قدماً.
4. الإنفاق والتوفير:
أحد المحكات الأساسية بين عقلية المستهلك والمستثمر هو مستوى الإنفاق والادخار بينهما:
- فالأول مستوى إنفاقه أعلى من ادخاره، والثاني على العكس تماماً!
- والأول قد يقود سيارة فارهة ولديه منزل جميل بالتقسيط، بينما الثاني ربما يقود سيارة متواضعة ومنزل صغير يملكه.
- والأول عندما يقترض المال ربما يصرفه للسفر أو شراء كماليات، بينما الثاني يستخدمه لشراء عقار أو الدخول في استثمار.
5. الحظ والنمو:
النجاح قد يحدث للمستهلك والمستثمر، لكن النجاح المستمر يحتاج عملاً ويحتاج عقلية النمو وهي عقلية المستثمر الذي يستثمر الحظ ويطوره ويبني خططاً مستقبلية له، بينما المستهلك يستنزف هذا الحظ حتى ينتهي ولا يتكرر، ويستهلكه كما يستهلك أي شيء في هذه الحياة.
المصدر: صحيفة مكة.
أضف تعليقاً