الاستراتيجية بسيطة جداً: وضعت الشركة ثلاثة أسعار، ونزل المنتج في السوق، وأصبحت تراقب تفاعل العملاء مع كل سعر:
- السعر الأول: 12.99 ومع هذا السعر تم بيع كميات جيدة من المنتج، وأخذ المنتج عموم المتسوقين Mass Shoppers.
- بعد ذلك رفعت الشركة السعر إلى 15.99 وحدث ما كان متوقعاً؛ قلت نسبة الشراء بشكل ملحوظ جداً، والسبب أنّ عامة المتسوقين وجدوا أنّ سعره نوعاً ما أغلى من غيره.
- الصدمة حدثت عندما رفعت الشركة السعر ليصل إلى 18.99، حيث ارتفعت المبيعات بشكل مخيف، أكثر حتى من سعر 12.99! وسبب الصدمة أنّ مدير التسويق توقع أنّ المتسوق بحكم أنه استغلى 15.99 فمن باب أولى أنه لن يقبل بـ 18.99، ولكن الذي حدث كان العكس تماماً.
وبعد البحث وسؤال المتسوقين عن هذه الظاهرة غير المنطقية، كانت المفاجأة أنه بسعر 18.99 دخلت بي أند جي على شريحتين مختلفتين، الشريحة الأولى عامة المتسوقين، حيث لديهم قناعة بأن المنتج (الغالي سعره فيه)!! وهذه قناعة تدركها الشركات في انتقاء التسعير، فتضع أحياناً المنتج نفسه بالتفاصيل نفسها بسعرين؛ سعر لعامة الناس وسعر أغلى فقط لاستهداف هذا النوع من العملاء! الشريحة الثانية التي ضربتها الشركة كانت شريحة المتسوق البرستيجي، والذي يهمه الماركات واسمها، حيث وجد أن سعره أرخص بقليل من الشركات المنافسة ككلينيك وغيرها، ووجد فيه قيمة تميزه وابتاعه هو الآخر.
قابلت قبل أشهر صاحب مصنع حلويات معروف، ولديه علب لتغليف منتجاته فاخرة جداً يريد تقديمها لعملائه، وكان متخوفاً من أنّ السّعر قد لا يقبله العميل، وعندما سألته عن السعر وجدته رخيصاً مقارنة بالتفاصيل التي لديه، وفخامة التغليف، واقترحت عليه رفع السعر قليلاً، وزاد تخوفه أنّ العملاء لن يشتروها لغلاء سعرها. اتصل قبل أيام مبشراً أنّ المصنع لم يستطع إتمام الطلبات، وأوقف التعامل مع أي عملاء جدد، من كثرة الطلبات والضغط العالي. بمعنى آخر، كاد هذا الرجل أن يخسر مئات الآلاف من الريالات فقط لأنه توقّع أنّ سعره غال، بينما اتضح أنّ العميل رأى أنّ منتجه يستأهل هذا السّعر وأكثر! أرجوك، أعط التسعير حقه ووقته الكافي في العملية التسويقية.
المصدر: صحيفة مكة.
أضف تعليقاً