على الرغم من استخدامه في الغالب للأزواج، لكن تم تكييفه أيضاً للاستخدام مع العائلات، فقد يساعد هذا العلاج الأزواج وأفراد العائلة على تكوين رابط عاطفي أكثر أماناً، وهذا يؤدِّي إلى علاقات أقوى وتحسين التواصل.
مراحل العلاج التحفيزي العاطفي:
تم رسم عملية التغيير من خلال العلاج التحفيزي العاطفي إلى نظام معرَّف تم تحديده بوضوح، ويتألف من تسع خطوات عبر ثلاث مراحل تساعد على توجيه الاختصاصي وتتبُّع التقدم، وتتألف مراحل العلاج التحفيزي العاطفي الثلاث من:
1. المرحلة الأولى - تهدئة الأوضاع:
تركز هذه الخطوة على تحديد أنماط التفاعل السلبية التي تسهم في الصراع، وتحديد العواطف السلبية المتعلقة بقضايا الرباط، وإعادة صياغة هذه القضايا، ويساعد هذا العمل على رؤية الأزواج بشكل أفضل لكيفية إلحاق الشكوك والمخاوف ضرراً بعلاقتهم.
يبدأ الشركاء برؤية السلوكات غير المرغوب فيها (مثل الانسحاب أو التصعيد الغاضب) على أنَّها "احتجاجات على الانفصال"، ويتعلم الأزواج أن يكونوا متاحين عاطفياً ومتعاطفين ومشاركين مع بعضهم بعضاً، وهذا يعزز الرابطة العاطفية والمأوى الآمن بينهم.
2. المرحلة الثانية - إعادة الهيكلة:
خلال هذه المرحلة، يتعلم كل شريك كيفية مشاركة عواطفه وإظهار القبول والتعاطف تجاه الطرف الآخر؛ إذ تساعد هذه الخطوة كل شريك على أن يصبح أكثر استجابة لاحتياجات شريكه.
تحاول هذه العملية تقليل الصراع في العلاقة بين الأزواج مع إيجاد رابطة عاطفية أكثر أماناً؛ إذ يتعلم الأزواج أن يعبِّروا عن عواطفهم العميقة والمستترة من مكان الضعف، ويطلبون تلبية احتياجاتهم.
3. المرحلة الثالثة - التثبيت:
خلال الخطوة النهائية، يساعد الاختصاصي الأزواج على العمل على استراتيجيات جديدة للتواصل وممارسة المهارات عند التفاعل مع بعضهم بعضاً، وقد تساعد هذه العملية الأزواج على رؤية كيف تمكَّنوا من التغيير وكيف تمنع أنماط التفاعل الجديدة الصراع.
تحدث تسلسلات جديدة من التفاعلات الرابطة وتحل محل الأنماط السلبية القديمة مثل "المطاردة والانسحاب" أو "الانتقاد والدفاع"، فهذه الدورات الجديدة والإيجابية تصبح بعد ذلك تعزيزية وتنشئ تغييراً دائماً، وتصبح العلاقة آمنة وبيئة شافية لكل من الشركاء.
تاريخ العلاج التحفيزي العاطفي:
العلاج التحفيزي العاطفي هو أحد أقدم نهج في علاج الأزواج، وأصبح من بين الأكثر فاعلية واستخداماً في استشارات الأزواج اليوم، وقد أُسِّس في عام 1980 من قِبل الدكتور "ليس جرينبرغ" والدكتورة "سو جونسون" بسبب نقص النُّهج الموحَّدة في علاج الأزواج حتى ذلك الحين.
على الرغم من أنَّها لم تكن فكرة أصلية تماماً، إلا أنَّهما اعترفا بأنَّهما اقتبسا بعض العناصر من دراستهما لأعمال نظرية التعلق (جون بولبي)، ونظريات البنية (سلفادور مينوتشين)، ونظرية التجربة (كارل روجرز).
النمط الذي نقوم بتأسيسه في سنواتنا الأولى المكونة بشكل قوي يرتبط بالطريقة التي نتصرف بها في علاقاتنا لاحقاً في الحياة، وخاصةً في العلاقات الحميمة، وقد اعتمد "جرينبرغ" و"جونسون" على فهمهما لأهمية نظرية التعلق والوعي العاطفي، وشاركا في تكوين أساسيات العلاج التحفيزي العاطفي، فبدأ بوصفه أساساً لعلاج الأزواج، ونما ليُستخدَم في علاج العائلات وأيضاً العلاج الفردي.
مَن يستفيد من العلاج التحفيزي العاطفي؟
1. العلاج التحفيزي العاطفي للأفراد:
يمكن استخدام العلاج التحفيزي العاطفي في علاج السلوك الفردي، فالهدف من استخدام العلاج التحفيزي العاطفي في الاستشارات الفردية هو زيادة عمق الوعي العاطفي والقبول، إضافة إلى تطوير المهارات اللازمة لإدارة واستخدام والتحكم في العواطف لخدمتك بشكل أفضل في حياتك وعلاقاتك.
يُستخدَم عادةً لمساعدتك على التنقل في تحديات الحياة وعلاقاتك، ولتشجيع وجود طريقة أكثر صحة للوجود عموماً، ولا يُستخدَم لعلاج أعراض محددة للأمراض، ومع ذلك، تم إثبات فاعليته في المساعدة على علاج تحديات الصحة العقلية المعروفة عموماً.
عادةً، يكون العلاج التحفيزي العاطفي فعالاً بشكل أكبر على الأفراد الذين يعانون من:
- اضطراب الهوية ثنائية القطب.
- الاكتئاب.
- فرط النشاط وقلة الانتباه.
- القلق.
- اضطرابات الأكل.
- إساءة المعاملة أو الإهمال في الطفولة.
- اضطرابات الشخصية الحدية.
2. العلاج التحفيزي العاطفي للأزواج:
يُستخدَم العلاج التحفيزي العاطفي بشكل شائع وفعال في علاج الأزواج أو الإرشاد الزوجي، ونظراً لأنَّ التركيز الرئيس للعلاج التحفيزي العاطفي هو في كيفية التشغيل عاطفياً في العلاقات والحفاظ على رابطة صحية يكون فعالاً جداً في بناء علاقات بالغة أكثر قوة وصحة؛ فيمكن للأزواج الذين يعانون من الضيق أن يستفيدوا كثيراً من استخدام العلاج التحفيزي العاطفي وقدرته على تشكيل روابط أقوى وأنماط تعلُّق صحية.
بعض القضايا التي يمكن معالجتها والعمل عليها باستخدام العلاج التحفيزي العاطفي هي:
- الخيانة.
- فقدان الثقة.
- الغضب أو الصراع.
- التعلق غير الصحي.
- الأمراض الفردية في أي من الشريكين.
- التبعية المشتركة.
3. العلاج التحفيزي العاطفي للعائلات:
بدأ العلاج التحفيزي العاطفي بوصفه ممارسة أساسية للعلاقات الحميمة، لكنَّه منذ ذلك الحين تطور وأصبح ناجحاً للغاية في ممارسات علاج العائلات، فقد تساعد ممارسات العلاج التحفيزي العاطفي في استشارات العائلات على إنشاء مشاعر أعمق للثقة وتعزيز التواصل وتعزيز الاحترام المتبادل وتعزيز الرابطة في نظام العائلة عموماً.
في كثير من الأحيان، يكون الصراع في العائلات ناتجاً عن نقص في التواصل المفتوح والصادق، فتم تصميم العلاج التحفيزي العاطفي لمساعدة الأفراد في العلاقة على التعرف إلى مشاعرهم وتوفير الأدوات والمساحة للتعبير عنها بطريقة تشجع على القرب.
بعض القضايا في العائلة التي قد تستفيد من استخدام العلاج التحفيزي العاطفي هي:
- نقص الثقة.
- سوء التواصل.
- البعد العام في العائلة.
- سوء الفهم المستمر أو الصراع.
- الخيانة.
فوائد العلاج التحفيزي العاطفي:
توجد فوائد عدة يمكن للأزواج والعائلات الاستفادة منها من خلال العلاج التحفيزي العاطفي، وتشمل هذه الفوائد:
1. تحسين الوظائف العاطفية:
يوفر العلاج التحفيزي العاطفي لغة للتبعية الصحية بين الشركاء، ويتناول الحركات واللحظات الرئيسة التي تحدد علاقة الحب البالغة، فالهدف الرئيس للنموذج هو توسيع وإعادة تنظيم استجابات الأزواج على الصعيدين العاطفي والعقلي.
2. تقوية الروابط:
يستند العلاج التحفيزي العاطفي إلى نظرية التعلق التي تشير إلى أنَّ الروابط بين الأشخاص توفِّر عادةً ملاذاً آمناً "ملاذاً من العالم ووسيلة للحصول على الراحة والأمان، ووسيلة للتحصين ضد التوتر".
3. تحسين الفهم بين الأفراد:
يساعد العلاج التحفيزي العاطفي الأشخاص على أن يصبحوا أكثر وعياً باحتياجات شريكهم، ونتيجة لهذا الوعي، يستطيعون أيضاً الاستماع ومناقشة المشكلات بالتعاطف بدلاً من الدفاع أو الغضب.
4. تفكيك التفاعلات التلقائية:
يمكن للعلاج التحفيزي العاطفي أن يُفكِّك التفاعلات التلقائية وغير المنتِجة التي تهدد العلاقات.
شاهد بالفيديو: 6 قواعد أساسية لتعزيز الذكاء العاطفي
فاعلية العلاج التحفيزي العاطفي:
العلاج التحفيزي العاطفي لديه عدد من القواعد بوصفها نموذجاً علاجياً؛ فأولاً يتمتع بدعم بحث واسع، وثانياً يتميز بالتعاون واحترام العملاء، وإنَّه يحوِّل اللوم عن مشكلات الأزواج إلى الأنماط السلبية بينهم، بدلاً من تحميل المسؤولية للأزواج أو الشركاء الفرديين.
توجد مجموعة كبيرة من الأبحاث توضح فاعلية هذا العلاج، ويُعَدُّ الآن واحداً من أكثر أشكال العلاج للأزواج التي تم التحقق منها تجريبياً بشكل كبير، إن لم يكن الأكثر فاعلية.
قد يكون العلاج التحفيزي العاطفي وسيلة فعالة للأزواج لتشكيل روابط أقوى وبناء علاقات أفضل؛ إذ أظهرت الأبحاث أنَّ العلاج التحفيزي العاطفي قد يحسِّن التفاعلات بين الشركاء، ويقلل من كمية التوتر التي يختبرها الناس في علاقاتهم.
ما يجب البحث عنه في اختصاصي العلاج التحفيزي العاطفي:
اختصاصي العلاج التحفيزي العاطفي هو محترف صحي نفسي مرخَّص يمتلك تدريباً إضافياً وخبرة في العلاج التحفيزي العاطفي، مثل غيره من الاختصاصيين، ويتم تدريب اختصاصي العلاج التحفيزي العاطفي على الاستماع بتفهم لمشكلات المرضى، ورؤية منظور كل الأطراف في العلاقة، والتعرف إلى نقاط التصادم المخفية في كثير من الأحيان ومصادرها.
إنَّه ماهر في إعادة صياغة المشكلات بحيث يرى جميع الأطراف الهدف الإيجابي حتى في أكثر السلوكات السلبية، فإنَّ إعادة الصياغة تكون حاسمة في مساعدة الأزواج على العثور على طرائق أفضل لفهم بعضهم بعضاً والتعامل مع شريكهم.
تؤدي الخبرة دوراً، فمن المستحسن البحث عن اختصاصي ليس لديه فقط تدريب واسع، لكن أيضاً خبرة في استخدام العلاج التحفيزي العاطفي لعلاج المرضى الذين يعانون من مشكلات مشابهة للمشكلات الخاصة بك.
مثل جميع أشكال العلاج، من الهام العثور على اختصاصي العلاج التحفيزي العاطفي الذي تشعر معه بالراحة، فابحث عن شخص يمكنك من خلاله تحقيق وضوح في التواصل وشعور بالثقة.
يمكنك طرح أسئلة مثل:
- كم مرة تعاملت مع مشكلات مثل مشكلتي من قبل؟
- كيف تعرف ما إذا كانت حالتي مؤهَّلة للعلاج التحفيزي العاطفي؟
- كيف يعمل العلاج التحفيزي العاطفي؟
- ما هي خطة العلاج النموذجية؟
- كيف تقيِّم التقدم؟
في الختام:
يبرز العلاج التحفيزي العاطفي بوصفه نموذجاً فعالاً يسعى إلى تعزيز الروابط العاطفية وتحسين التفاعلات بين الشركاء، ويقوم هذا النهج على أسس تأسيسية من نظرية التعلق، ويوفر إطاراً يساعد الأفراد والعائلات على فهم مشاعرهم واحتياجاتهم بشكل أفضل، فمن خلال التركيز على الأنماط العاطفية وتحفيز التواصل الصحي، يتيح العلاج التحفيزي العاطفي إمكانية تحسين العلاقات وتحقيق تغيير دائم نحو بيئة أكثر تلاحماً وشفاءً لكل الشركاء.
أضف تعليقاً