هل؟
• الصراحة ضرورية بين الزوجين؟
• للصراحة حدود؟ أو شروط؟؟ أو زمن؟؟
• يتقبل الأزواج الصراحة ؟
هل الصراحة ضرورية بين الزوجين؟
بالتأكيد نعم، إذ تبدأ عملية بناء العلاقة الزوجية منذ لحظة اختيار الزوج الآخر وتقبله والموافقة على الاقتران به، ومن الأسس الضرورية لعملية البناء لأية علاقة وبالأخص العلاقة الزوجية وجود الصراحة والوضوح قبل تفعيل الارتباط ، ومن هنا يتعود كلا الطرفين على التعبير عن ذاته بصراحة فبدلا من أن يدخل الخاطب على بيت الخطيبة بالعديد من الوعود والتساهلات والعهود ، الأفضل أن يكون صريحا معهم في تعريفهم بنقاط قوته ونقاط ضعفه، وما هي أفكاره ومبادئه التي يستند عليها في تحديد أهداف علاقته الزوجية، إذ قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، وكذلك الزوجة التي ترتبط مع إنسان واقعي أفضل لها من أن ترتبط مع أحلام سابحة في الفضاء من الصعب عليها أن تلمسها في حياتها الزوجية المقبلة وهي أولى مخاطر عدم الصراحة عند الارتباط ، فضلا عن أهمية قبول الزوجة مسبقا بظروف وسمات زوج المستقبل، وولادة القناعة والرضا بمشاعرها تجاهه وفقا لحقيقته وليس لخياله وأحلام يقظته، إذ تضمن الصراحة في أغلب الأحيان بالمحافظة على العلاقة السليمة واستمرايتها مهما أحاطت بها الصعوبات بل ربما ستسهم في وضع الحلول لتجاوزها وقد تصبح الحياة الزوجية أكثر استقرارا بإذن الله تعالى، وعندما تتحسن هذه الظروف ستكون حياتهم أكثر سعادة في المستقبل إن شاء الله.
ولكي نحافظ على صمام الأمان ، لا بد من تحديد استراتيجية للصراحة بين الزوجين من أهمها :
• بناء الثقة في السلوك والحوار والمواقف بين الزوجين وهي مفتاح الأمان الأول.
• تجنب استعراض التجارب غير الإيجابية
أحيانا يستعرض بعض الأزواج أو الزوجات تجاربهم غيرالإيجابية ، أو حتى محاولاته للخطبة من فلانة أو فلانة وبالأخص إذا كانت من الأقرباء ، وكذلك بالنسبة للزوجة قد تحب أن تستعرض من خطبها من الأقرباء وقد تدفع ثمن هذه الصراحة بحرمانها من الذهاب إلى دار أسرتها او تواصل الرحم مع دار عمتها أو خالتها او اكثر من ذلك. اعتقد أن هذه الأمور لا بد أن تطوى مع بداية فتح صفحة الارتباط، وأن يكون هناك نوعا من الصدق مع الذات في الإخلاص لمن يتم القبول به زوجا لحياة زوجية مستقرة ، وترقب الحياة السعيدة القادمة.
وقد يخالفني البعض في أن الصراحة لا بد أن تبدأ بسرد القصص والخبرات كاملة ، وقد تؤثر في تفسير الأحداث والمواقف أثناء العلاقة الزوجية وغيرها من الأمور التي تزعزع الاستقرار والتطور.
الصراحة الموضوعية
الشفافة الرقيقة وكشف المشاعر الإيجابية وإغفال المشاعر السلبية تجاه الآخر، أو القفز من فوقها، فليس من مصلحة الزوجة أن تخبر الزوج أنها تكرهه أو لا تحبه، أوأنها لا تكِّن له مشاعر الود، وكذلك بالنسبة للزوج قد يتصور أن من الصراحة أن يبلغ زوجته أنها ليست فتاة أحلامه، أو أنه قد صُدم بها ولم يتوقع أن يرتبط بمثلها، أو أنه لا يشعر بأية مشاعر طيبة تجاهها، بل وأكثر من ذلك فقد يخبرها أنه يميل لأخرى، فهل هذه صراحة محمودة وتعمر البيت الزوجي؟؟ وإن كان ذلك صحيحا فعلى كل منهما إما أن يتقبل ما قسم الله له ، وأن يرضى باختياره ولا يمنع ذلك أن يسعى لتطوير ما يستطيع ليصل للرضا والسعادة أو اتخاذ قرار آخر.
الصراحة البناءة
أن يحرص الزوج والزوجة على تفعيل الصراحة البناءة من خلال مصارحة كل منهما الآخر بمشاعره الايجابية، ويكشف عن أحاسيسه وتذكير ذاته من خلال حواره الداخلي بايجابيات الزوج الآخر والسعي للحصول على الربح النفسي. فلا يوجد منا أي فرد مفعم بالايجابيات دون أية سلبية أو نقطة ضعف فالكمال لله عزوجل وحده، ولذلك لا بد من إيجاد لغة لفظية وغير لفظية وجسدية ونفسية تصارح الزوج الآخر بصراحة جميلة تبني العلاقة وتوثقها ولا تهدمها، وإن كان فيها بعض اللين والابتسامة ستسهم حتما في تقبلها من الطرف الآخر برحابة صدر ولنتذكر أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) ( كان ألين الناس، بساما ضحاكا) وهذا النوع من الصراحة محببة لأنها تدخل السرور والسعاة على الزوجين وعلى علاقتهما إن استخدمنا العبارات الايجابية بدلا من السلبية الجارحة.
هل للصراحة حدود؟؟ أو شروط؟؟ أو زمن؟؟
نعم، بالتأكيد فحدودها اللباقة وحوار الذات في آثار هذه الصراحة وأن لا نتعدى على مشاعر الآخر، وأن نستعرض ردود فعل الآخر تجاهها، والتماس الأعذار ومراعاة الظرف والحال، أو الغيرة والاهتمام، والتقدير، واحترام المشاعر والعِشرة، والشعور بمشاعر الآخر وغيرها من الحدود والعوامل التي تحدد الصراحة.
انتظر تساؤلات الازواج والزوجات حول هذا الموضوع واهم التجارب التي مر بها كل من الزوج والزوجة معا وآرائهم بما دونته في المقال
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
للموضوع تتمة في الجزء الثاني
الصراحة الزوجية الجزء الاول
الدكتورة. فائقة حبيب
خبيرة ومستشارة في العلاج النفسي والاسري
drfaiqah@yahoo.com
أضف تعليقاً