تضيف الدكتورة "كريستيانسون" قائلةً: "يُعَد تشخيص الإصابة الحديثة بالسرطان تجربةً مرهقة للغاية، وقد لا تفكِّر معظم النساء بإنجاب الأطفال مباشرةً بعد تلقِّي العلاج، إلا أنَّهن حين يعدن للواقع يصبح ذلك محطَّ اهتمام كبيراً لهن".
ثلاث طرائق للمحافظة على الخصوبة:
إن كنتِ ترغبين في الحمل مستقبلاً، فعليكِ إعلام طبيب الأورام المشرف على علاجك، كي يقوم باستشارة طبيب مختص في الخصوبة حول حالتك، وطلب تقييمه لخطة علاجك بالاعتماد على ثلاثة عوامل هي: نمط العلاج، والعمر، ومخزون البويضات لديك.
تُوجد ثلاث طرائق شائعة للمحافظة على الخصوبة الإنجابية؛ إذ تُحدَّد الطريقة الأمثل بالنسبة إليكِ بالاعتماد على الوقت المتاح في حالتكِ ما بين تشخيصك بالسرطان وموعد البدء بالعلاج.
تتضمن الخيارات الأمور الآتية:
1. حفظ المُضغة بالتبريد:
تُلقَّح البويضات بهذه الطريقة وتُجمَّد في أسرع وقتٍ ممكن بعد تشخيص الإصابة بالسرطان وقبل البدء بالعلاج الورمي، وبالتالي قد تتمكن المرأة من الحمل بعد إتمام علاجها كاملاً؛ إذ تبدأ هذه الطريقة بتناول المريضة لأدوية الخصوبة مدة 10 إلى 14 يوماً، للمساعدة على تطوُّر عدة بويضات معاً، ومن ثمَّ تُستخلص البويضات من المبيضين تحت التخدير، وتُلقَّح بنطاف مأخوذة من الزوج، ومن ثمَّ تُجمَّد.
وفقاً للدكتورة "كريستيانسون": "تُعَد هذه الطريقة المعيار الذهبي؛ ذلك لأنَّ فرصة حصول المرأة على طفلٍ سليم باستخدام هذه الطريقة قد تصل إلى 30% وحتى 50% لكلِّ مضغة مجمدة، وذلك اعتماداً على عمر المرأة".
شاهد بالفيديو: 6 أمراض أشد تأثيراً على النساء
2. الحفظ بالتبريد للبويضات غير الملقحة:
يُوصي الأطباء المريضة العزباء بتجميد بويضاتها غير الملقحة في أسرع وقتٍ ممكن بعد تشخيص إصابتها بالسرطان وقبل البدء بعلاجه؛ إذ تتلقَّى المرأة بهذه الطريقة أدويةً قابلة للحقن تُؤخذ مدة 10-14 يوماً لتحريض المبيضين على إنتاج جريبات متعدِّدة - الجريب هو بنية كيسية الشكل عبارة عن مجموعة من الخلايا تحيط بالبويضة، وتؤمن لها الغذاء والدعم كي تتطوَّر داخل المبيض، ثم ينفجر الجريب عند الإباضة مطلِقاً البويضة نحو البوق - ومن ثمَّ تُستخرج البويضات جراحياً تحت التخدير في عملية مدتها 30 دقيقة في عيادة الطبيب، لتُجمَّد بعد ذلك من أجل التلقيح والزرع مستقبلاً، وتجدر الإشارة إلى عدم وجود تاريخ انتهاء صلاحيَّة لهذه البويضات، ويمكن تجميدها لأجلٍ غير مسمَّى.
3. حِفظ المبيض بالتبريد:
ينبغي البدء بالعلاج الكيميائي فوراً في بعض أنواع السرطانات، كما في سرطانات الدم والأورام اللمفاوية، ويعمد الأطباء في هذه الحالة إلى تجميد النسيج المبيضي كاملاً، والذي يحتوي على الآلاف من البويضات، ورغم أنَّ هذه البويضات ليست كاملة التشكُّل، إلا أنَّها تُستخرج وتُطوَّر في المختبر للاستخدام مستقبلاً.
تُعَد الطريقة الثالثة علاجاً تجريبياً؛ إذ تمكَّنت 80 امرأةً حتى الآن من ولادة طفل حي بعد تجميد المبيضين، وتحذِّر الدكتورة "كريستيانسون" من خطورة استخدام هذه الطريقة عند الإصابة بأنواع معيَّنة من السرطانات قائلةً: "لا يُعَد تجميد المبيضين طريقةً مثالية للمحافظة على الخصوبة الإنجابية عند النساء المصابات بسرطانات الدم، وذلك بسبب احتمالية وجود انغراساتٍ للخلايا السرطانية ضمن المبيضين، إلا أنَّ هذه الطريقة هي الخيار الوحيد المتاح لدى النساء اللواتي لا يملكن أسبوعين من الوقت، لتناول الأدوية المحرِّضة للإباضة واستخراج عدة بويضات قبل البدء بالعلاج الورمي، كما أنَّها الخيار الوحيد لدى الطفلات المصابات بالسرطان، واللواتي لم يصلن إلى سن البلوغ حتى، ولم تبدأ لديهنَّ الدورات الشهرية".
عوامل الخطورة التي يجب أخذها بالحسبان:
تقول الدكتورة "كريستيانسون": "عندما يُحرَّض المبيضان لاستخلاص البويضات منهما، غالباً ما ترتفع مستويات هرمون الإستروجين بمقدار 10-20 ضعفاً بسبب الأدوية المحرِّضة للإباضة؛ لذلك يجب إضافة أدوية كالليتروزول إلى أدوية تحريض الإباضة لدى النساء المصابات بسرطانات حسَّاسة تجاه الإستروجين، كسرطان الثدي أو سرطان بطانة الرحم، وذلك للمحافظة على قيم الإستروجين تحت السيطرة، ومنع تفاقم السرطان بواسطة الإستروجين".
في الختام:
تحمل بعض العلاجات السرطانية كزرع نُقيِّ العظام، أعلى معدلات لخطورة إنقاص مخزون المبيض لدى المرأة، ومن المفيد غالباً استشارة مختص الصحة الإنجابية خلال 6-12 شهراً بعد العلاج الورمي، والتأكُّد من إيضاح أيِّ مخططات لديكِ للحمل مع طبيب الأورام، وتذكَّري دائماً وجود أمل كبير من خلال التخطيط المناسب.
وفقاً للدكتورة "كريستيانسون": "عند استشارة المختص، يمكنه تقديم عدة خياراتٍ للمحافظة على قدرتكِ الإنجابية ومساعدتكِ على الحمل عاجلاً وليس آجلاً".
أضف تعليقاً